9

1.8K 58 0
                                    


ابنة أبيها

الفصل التاسع

ـــــــــــــــــــــــــ

لم يقدر عمران على البقاء بمكتبه بعد ما حصل .. لا يعرف كيف فعل ذلك !

لكنه كان يحترق غيظا وشوقا لتذوق ملمس تلك الشفاه العاصية ..

التي لا تعرف معنى للكلمات الشافية ..

فقط تجرح وترمي جزافا كلماتها التائهة ..

تنهد يمسح وجهه بحنق من نفسه , يلومها بشدة على لحظة الضعف تلك , فهو لم يسبق أن تصرف هكذا من قبل !

هو ليس من طباعه اللهو , و بالطبع لن يبدأ بذلك الآن !

ليؤجل كل ذلك ويفكر به لاحقا , فهذا وقت العمل .. ذكر نفسه مستاء ولا يعرف كيف سيواجهها .. ؟

كان ذلك السؤال مزعجا بما فيه الكفاية ليقرر ألا يفكر به حالياً ..

لكن ما لم يتوقعه على الإطلاق .. هو أن يجدها في زاويتها المخصصة تعمل بكل أريحية .. لا يبدو أنها تأثرت حتى ..

أرجع رأسه للخلف بصدمة ..

هل هي دون إحساس ؟ ألم تتأثر بما حصل ولو قليلا ؟
تلك كانت .. ضربة له .. مؤثرة بشكل مزعج ..

تنهد بعدم رضا , وجلس خلف كرسيه , ثم عبس باستياء , أم هل هي معتادة على ذلك ؟

تجاهل الأمر مجددا ليبدأ عمله ..

وخلال لحظات فقط , وقفت نور من مكانها وقالت بلهجة عملية لم يعتدها منها ..

لم يرتح للأمر حقا ..

-هل تسمح لي أن أكمل عملي من غرفة البنات ؟

هي حقيقة تطلب منه بشكل غير مباشر أن تبتعد عن مكتبه , وذلك حاليا مفيد له حتى يستجمع أفكاره ..لذلك أومأ برأسه موافقا , فخرجت على الفور ..

تاركة له مع أفكاره النادمة على ما فعله ..

سحقا ! منذ متى وهو يتصرف كمراهق ملعون !

ثم تذكر الرجل الذي جاءه بالتوصية .. ودون تردد قبل أن يفقد عقله كان يهاتفه ..

هو أمر يفكر به منذ بضعة أيام وحقا حان الوقت لتنفيذه هو لن يؤجل الأمر أكثر ..

بينما توجهت نور مع أوراقها لغرفة الفتيات .. هي لم تحبهم ..

لكنها فقط وجدت فكرة للانتقام !

وستنفذها بكل براءة ثم تقف لتتفرج وستري ذلك الأحمق معنى أن يتصرف بحقارة معها .. هي لا تهتم لشيء الآن بقدر اهتمامها برؤية ملامح وجهه فيما بعد ..

وحينما خرجت ضربت أنفه رائحة عطر الأطفال التي تنتشر منها .. ليبتسم دون وعي لطفولتها الواضحة .. غير عالمٍ بما تخطط له ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن