2

3K 69 2
                                    

ابـــــنـــــة أبــــيــــهـــــا

الــــفـــصـــل الــثـــانــــي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سريعا كما فكرت حل الصباح , أسوأ ما في الأمر هو عدم توفر المواصلات , أي ما يتطلب منها السير لما يقارب الخمس عشر دقيقة حتى تصل للشارع العام , حيث سيلاقيها الباص الخاص بالعمل ..

الأسوأ منذ لك .. خزانتها الغير مرتبة ! نظرت لها بغيظ , ثم ودون اهتمام , سحبت قمصا باللون البنفسجي المقلم بالأبيض , مع بنطال أسود وحذاء أسود رياضي .

من قال أنها تهتم بالكعب لتبدو طويلة وأنيقة ؟

ما يهمها هو راحة رجليها الحبيبتين وفقط , والباقي غير مهم على الإطلاق ..

نظرت للساعة مستاءة , والدها غادر مبكرا , وأمها من المؤكد نائمة ..

بينما لا صوت يدل على أن رؤى وأيهم قد استيقظا بعد ..

وضعت في حقيبتها الكبيرة , مناديل معطرة , فرشاة الأسنان مع المعجون خاصتها , وصابونة اشترتها منذ فترة ومشط صغير ..

نظرت حولها مفكرة .. قبل أن تضع هاتفها والشاحن و بعض الفوط الصحية , منشفة صغيرة , ولم تنسى على الإطلاق كوبها الخاص , مع زجاجة ماء ..

( هذا يكفي ! سأرى ما ينقصني اليوم وآخذه غدا )

كلمت نفسها بذلك , قبل أن تسحب نفسها وتغادر البيت ..

لم تغسل وجهها , بل ها هي تمسحه بالمنديل المعطر بينما تمشي ..

هل يوجد أكسل من ذلك ؟ لا يهم حقا ..

توقفت خطواتها متذكرة أنها نسيت السماعات الخاصة بهاتفها !

والآن كيف ستمضي الوقت في الباص حتى تصل للعمل ..

حسنا .. لا بأس .. ربما حماسها الزائد هو السبب فهي حتى الآن لا تصدق أنها وجدت عملا !

نفخت نهى وهي تراقبها عن فرندة البيت تبتعد بخطواتها , لم تهتم بإيقاظهم أو حتى تخبرهم أنها ذاهبة , كانت منتبهة تماما منذ أن فتحت باب غرفتها , وانتبهت لكل شيء فعلته , لكنها لم تتدخل عملا بنصحية أيهم الذي خرج ليقف بالقرب منها يراقب معها جسد أخته الضئيل يبتعد ..

همست نهى

-لم تفطر , لم تدخل الحمام , ولم تغسل وجهها أو أسنانها !

ارتفع حاجب أيهم معلقا

-أنا متأكد أنها فعلت شيء بخصوص ذلك ..

هزت رأسها متسائلة

-هل من الطبيعي حقا أن ندعها تذهب للعمل ؟ أنت تعرف أختك يا أيهم , أنا حقا خائفة , قلبي غير مرتاح , هي لم تتعالج بعد ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن