الفصل الثاني عشر

6.6K 392 138
                                    

#نُص_طاير2
#مايا_هيثم
الفصل الثاني عشر (جنون)
*__________________________*

بعد تسابق الأحداث ومرور شهر وعِدة أيام، اليوم كان زِفاف كُلًا مِن " آدم ويارا " ، " عمر ومنار " .

بعد أن أوصل الجميع زوجا العروسان إلي منازلهم .
كان حسن يسير في شقتهِ يتفقد الغُرفتان الفارغتان، آدم وندي، تركوا غرفتهما فارغة لكن ملئوا قلب والديهما بالإشتياق وذلك الألم القوي الذي يأتي بعد الفراق .

فتح غرفة ندي، فإبتسم تلقائيًـا عِندما إشتم رائحتها التي عبقت الغرفة رُغم خلوها مِنها مُنذُ أشهر، تذكر عِندما كان يطرق الباب كثيرًا وعِندما يتناوبه القلق يفتح الباب فيجدها مُنهمكةً في كتابة شيء ما، يوبخها في البداية لكن سرعان ما كان يبتسم مِن كلماتها اللطيفة التي تُهدأهُ بِها .. رغم أنها في ذات البيت ويراها بشكلٍ يومي لكن أيضًـا كان وجودها في كنفهِ، والشعور بأنها مازالت لهُ فقط كان أجمل وأسمي، حرك رأسهُ إلي الجهتان ثم قال بإبتسامة بعد أن كادّ يبكي :
-إنت إتأثرت ولا إيه يا حسن ! ما أنا برضو ماكنش ينفع أجوز البنت وأخليها تبعد عني !!

عِندما إقترب مِن غُرفة آدم، إستمع إلي أنينٍ ونحيبٍ قوي يأتي مِنها، زوي ما بين حاجبيهِ مُتسائلًا في تعجب " الأوضة إتلبست !! أيعقل !! "

فتح الباب علي حينِ غرةٍ؛ فوجدّ سامية تجلس علي فراشِ آدم، وتُمسك بإحدي قِطع ملابسهِ، وتبكي بشدة، مِن شدة بُكائها لم تشعر بفتح الباب وإنقطاع خلوتها مع حُزنها الشديد، قال حسن وهو يشهق بريبة مُصطنعة :
-مِـين زعلك يا ست الكُـل !!

جلس أمامها ثم ضمها إلي حضنهِ، ملجأها ومأواها طوال الـثلاث عقود السابقين، تمسكت بهِ، وقالت مِن بينِ أنينها :
-آدم وحشني أوي يا حسن .. ماعداش يوم علي جوازه ووحشني ، رجع ليّ ابني تاني يا حسن، أنا عايزة ابني يا حسن !!

قهقه حسن مُطولًا، ثم قال مُمازحًـا :
-يا ولية ده إنتِ اللي كُنتِ عايزة تخلصي مِنه، وعمَّالة تتحايلي عليه علشان يتجوز .

قالت وهي تضم شفتيها بحزن وتشهق مِن بينِ بُكائها :
-كُنت فاكرة إنه هايقعد في شقته اللي معانا في العُمارة، لكن إشتري شقة ليه برا، تلاقيها هي اللي قالت له يعمل كدا .

ضحك مُطولًا علي روح الحماة التي نمّت بداخلها مِن الآن، قال مُستنكرًا :
-مِش دي كانت يارا حبيبتك وبنتك التانية، ولا علشان إتجوزت ابنك بقت مرات ابنك بس خلاص !! وبعدين قرار إنهم يسكنوا برة العمارة دي طالع مِن ابنك، يارا مالهاش ذنب، وبعدين ياستي براحته، إنتِ عارفة آدم طول عُمره بيفضل الهدوء، سيبيه يعيش في المكان اللي هايرتاح فيه .

قالت وهي تبكي بقوة أكبر مرة ثانية :
-ماليش في كُل الكلام ده .. رجع ليّ ابني يا حسن .

قال بجدية مُصطنعة :
-طب وسعي كدا، أنا هاقوم أقول لآدم يطلق مراته ويجي يعيش معانا تاني .

نُص طاير2 " وللطريقِ بقايّـا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن