الفصل الخامس عشر

7K 417 214
                                    

#نُص_طاير2
#مايا_هيثم
الفصل الخامس عشر (لمِة العيلة)
*___________________________*
" هل فكرت مليًـا قبل أن تُباشر في توجيه صفعةً مُدويةً ليّ ؟! يبدو أنك تلمست الآمان كُليًـا ولم تُفكر في تقلبُاتِ القدر .."

إنطبقت تلك العبارة علي بدرية تمامًـا، جائت بغرضِ صدمهم، لكنها صُدمت كُليًـا بعد أن إستمعت إلي التالي ..

-هُـما عارفين يا ماما .

حملّقت بدرية بصدمة في تلك الثابتة أمامها، تتحدث بملامحٍ ثابتة وواثقة، تقف بجانب محمود الذي يبتسم بـ إستهزاء نوعًـا ما، تـابعت نجلاء بنبرة ثابتة لا يشوبها توجس :
-العيلة كُلها كانت عارفة بجوازنا .. وحاجة كمان أنا اللي إترجيت مؤمن إنه يتجوزني يعني ماحدش ليه ذنب، يعني تقدري تقولي إني سببت لك العار، وأحب أقول لك لآخر مرة، إنتِ السبب في ده كُله يا ماما، إنتِ لو ماكُنتيش أجبرتيني إني أتجوز راجل أكبر من أبويا، ماكُنتش أجبرتك إنك تُقفي قُدام الأمر الواقع بالشكل ده .. أنا مِش ندمانة خالص، ولو رِجع بيا الزمن تاني هعمل نفس اللي عملته ده مرة تانية، أنا مِش لعبة في إيدك، ومِش هسمح لك تضيعي مُستقبلي تاني كفاية الطبِاع البشعة اللي زرعتيها جوايا .

أطبقت بدرية عينيها وفغرتهما عدة مرات، لا تُصدق ما تراه، كانت ستفعل الكثير، لكن تدخلها، وتلك الكلمات التي تفوهت بِها جعلتها تُلجم كُليًـا، مي كانت نظراتها ثاقبة تجاه نجلاء، كانت تُفكر في أن حديثها يدل علي إضطرابها النفسي، هي ليست بكامل قواها العقلية بتاتًـا، سواء سابقًـا أم حاليًـا لم يثبت سِوي أن " نجلاء مريضة نفسية "، سيطرة والداتها عليها عادت بالسلبِ عليها، حولتها مِن إنسانة طبيعية إلي مريضة نفسية، قد يكون لم يُلاحظ أحد ذلك لكنها لاحظت رجفة عينيها وشفتيها التي حاولت إخفائها لتظهر بتلك الوضعية الثابتة، أشفقت مي عليها كثيرًا، ووعدت ذاتها بأنها ستعمل بمهنتها التي تُحبها، وستكون أولي حالتها هي " نجلاء " لكن بالتأكيد في شكلٍ خفي .

عادت بدرية إلي وعيها بعد تلك الصدمة، وحاولت الإنقضاض علي نجلاء التي مازالت تقف بثبات حتي الآن ولم تُحرك مُقلتيها يُمنة أو يُسري، لكن يدان مُتهالكتان قويتان حاوطا عُنقها، وهتفت تلك النبرة الخبيثة قائلة :
-بدرية الغبية .. وحشتيني والله .

أدارتها هنية إليها، وقالت بإبتسامة خبيثة :
-فضلت أسمع وأجمع لك .. أجمع لك، لحد ما خزنت بلاوي ياما عنك، وبقيت خزان حمَّال سواد، بقي إنتِ يا ولية يا هبلة تسقطي بنت بنتي، وتحاولي توقعي بينها وبين جوزها، وجاية عايزة توقعي العيلة في بعضها وفكراني هسكت لك !! لأ ده إنتِ وحشتك علقتي بقي !!

تابعت مُتسائلة وهي ترفع حاجبها بسخرية :
-أُمال فين النطع جوزك !! هو سايبك وماشي بمبدأ " ما يخربها إلا حريمها الناقصة ! " .

إتجهت نجلاء إلي الأعلي، فمهما حدث لن تتحمل أن تري والدتها في وضعٍ سي، مع علمها بأنها تستحق ذلك .

نُص طاير2 " وللطريقِ بقايّـا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن