الفصل السابع وعشرون

5.1K 401 101
                                    

#نُص_طاير2
#مايا_هيثم
الفصل السابع وعشرون
*_________________________*
"المشاعر الحقيقية لا تظهر إلا عِند الإصطدام بـجبلٍ ثابت، إما تهتز وتتناثر، وإما تبقي وتصمُد حتي تعثر علي طريقٍ آخر للنجاه .."

بعد مرور أسبوع ..

جلس حازم أمام قبر ندي، نثر الزهور عليه وأمامه، ابتسم بحزن قائلًا :
-النهاردة قالوا ليّ إني لازم أجي أشوفك، وأقعد جنبك شوية، مايعرفوش إني بشوفك كُل يوم مِن ساعة ما مشيتي، مايعرفوش إنك معايا، يمكن سبتيهم هُما، بس ماسبتنيش أنا .

ألقي زهرة أخري قبعت في يدهِ، وتـابع يسرد لها كأنها تجلس أمامه كـالعادة :
-أنا فخور بيكِ أوي يا حبيبتي، وآسيا برضو هتبقي فخورة بيكِ، آسيا بنتنا اللي هتكبر من غيرك، بس ماتقلقيش أنا هاخد بالي مِنها لغاية أما نتجمع معاكِ.

قـال وهو يتطلع بجميع الأرجاء :
-مافيش واحدة غيرك دخلت ولا هتدخل قلبي، هيفضل مِلكك إنتِ لأخر يوم في حياتي، أي نعم الحياة هتبقي صعبة شوية مِن غيرك، بس هستحمل عشان مُتأكد إني هشوفك تاني ..

وضع آخر زهرة كانت بيدهِ، ثم نهض، أردف بابتسامة هادئة مودعًـا إياها :
-سلام يا حبيبتي، مستنيكِ بليل مش عايزك تفارقي أحلامي ..

*_______________________*

كـانت فريدة تتجه خلسة إلي المُدرج، لا تُريد رؤية نظرات الشفقة أو الإستهزاء مِن أحد، جلست في آخر القاعة، حتي لا يتطلع بِها أحد، لكنها وجدت الجميع يلتفتون مُتطلعين بِها، جلست إحدي صديقاتها كما تدعي بجانبها، وأردفت بابتسامة اصطناعية :
-ديـدا، حمدلله علي سلامتك .. وحشتينا يا ديدا .

أردفت فريدة بتوتر، وهي تُحني رأسها بقدر المُستطاع :
-الله يسلمك .

جلست أُخري بجانبها، وقـالت بابتسامة ساخرة خافتة، بعد أن ألقت التحية :
-بيتهيألي دكتور سامح لما يشوفك هيبوس أيده وِش وضهر أنك رفضتيه .

خرجت كلماتها كـ السيف الحاد، إخترق قلبها وأدماه بألمٍ قاتل ..!

قـالت الأخري، بنبرة إصفرارية :
-تؤتؤ يا ليلي مالكيش حق، دي فريدة روحها حلوة، وأهم حاجة الروح مش الشكل.

قـالت بنظراتٍ مُنكسرة، وابتسامة مُهتزة :
-ليلي معاها حق، ربنا بيحبه .

كانت النظرات تتجه إليها بشكلٍ آلمها، فريدة ذات الكبرياء الحاد، بات يرمُقها الجميع بشفقة أو تقزز لم تُحدد ذلك، فقط تألمت مِنهم، دلف سامح إلي القاعة بعد قليل، ألقي نظرة عابرة علي الجميع، وبدأ في إلقاء المُحاضرة .

بعد مرور عِدة ساعات، بدأ الجميع في الإنصراف، جلست فريدة تنتظر الجميع يرحل، حتي لا يراها أحد، يكفيها ما حل بِها طوال تلك المُحاضرة مِن نظراتٍ حادة، أتجهت إلي الخارج وهي تُحني رأسها بقدر المسُتطاع، جفلت مِن وجود سامح أمام الباب، شهق بصدمة ما إن رآها، تمتم ببعض الكلمات في سره، عِندما إحتقنت وجنتاها خجلًا مِن نظراته، حمحم قائلًا :
-حمدلله علي سلامتك يا آنسة فريدة ..

نُص طاير2 " وللطريقِ بقايّـا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن