الفصل الثاني وعشرون

5.9K 363 96
                                    

#نُص_طاير2
#مايا_هيثم
الفصل الثاني وعشرون
*______________________*
" والحبيبُ إن هانَ فليس بـمُـحَّـبْ، فليس كُل تعلقٍ يُقالُ عنهُ حُبْ ..!"

ابتسمت نغم بهدوءٍ، وأردفت :
-إحنا هانسيبهُم يتصفوا الأول .. بمعني، إن اللي بيحب فيهم بجد مِش هيهون عليه إن يسيب اللي بيحبه يبات بعيد عنه، واللي هايفضل هايبقي لينا تصرف تاني معاه .

أومأ الجميع مُرحبًا بفكرتها .

مرّ الوقت، نهضت سامية، وقلبت عينيها بتوترٍ، قالت بإرتباك :
-أنا هانزل أشوف حسن أخد الدوا ولا لأ، علشان هو مُمكن ينساه علشان زعلان .

ابتسمت خديجة بإتساع قائلة :
-يا حبيبتي ده جوزك ماتتكسفيش مِن أنه مِش هاين عليكِ تسيبيه ..!

أحنت سامية رأسها، ثم رفعتها وهي تُردف بصراحة:
-بصراحة أه، مش هاقدر أبات بعيد عنه .. يلا ربنا يصلح لكُم الأحوال إنتو كمان .

إتجهت إلي الأسفل، فتحت باب شقتها ببُطيءٍ شديد، وجدت حسن يجلس ويقرأ بعض آيات الذِكر الحكيم .

إتجهت إليهِ وهي تُحني رأسها أرضًا، لكن الكبرياء يجعل أنفها مرفوعة مهما حدث، شعر حسن بِها؛ فأزال نظارتهُ، ثم إستدار إليها مُبتسمًا في إتساع، مُرحبًا :
-نورتي بيتك يا ست الكُل .

تساءلت بسرعة :
-أخدت دواك ؟

وضع يدهُ علي قلبهِ، ثم قال بألمٍ مُصطنع، ودرامية :
-لأ قلبي واجعني مِن ساعة ما مشيتي، وكُنت مستغني عن الحياة، وقايم أقطع شراييني دلوقتي.

ضربت علي صدرها شاهقةً، ثم إنحنت عليهِ وهي تتفحصهُ بقلق :
-سلامة قلبك يا أخويا، بعد الشر عنك .. وريني كده واجعك مِنين ؟

قـال بنبرة درامية :
-وجعي مايتشافش، هو عامةً الوجع بجميع أنواعه بيتحس بس ..

تـابع بذات النبرة، وهي يلتقط كفيها :
-الوجع اللي في قلبي وجع الفُراق يا سامية .. ماتسيبنيش تاني يا سامية .

أمسكت بوجنتيهِ وهي تقول بحنان :
-أسيبك وأروح فين بس ! هو أنا ليا غيرك بعد ربنا !

نهض ثم أمسك بيديها مُتجهين للنوم، وهو يبتسم بإتساع قائلًا :
-أنا كده أعرف أنام وأنا مرتاح، ماتمشيش ورا بنتك تاني، دي واحدة لسة والدة وهرموناتها علي أدها .

*________________________*

إنسحبت هناء هي الأُخري، نهضت عائشة وهي تتنهد، استدارت للجميع قائلة :
-والله إنتو مش هتحسوا بالنعمة غير لما تزول مِنكُم، أنا دلوقتي بتمني عز الدين يرجع تاني ومش هابعد عنه ولو لثانية .. مُشكلتنا إن الدانيا لاهية، ومابنفوقش إلا علي وجع فُراق يكسرنا ويصحينا مِن زحمة الدُنيا ..

كانت تهُم بالإتجاه إلي الخارج، تساءلت خديجة :
-رايحة فين يا عائشة ؟!

أجابت عائشة بنبرة تؤلم :
-نازلة أقعد في بيت جوزي، أقعد مع ريحته وروحه اللي موجودين في الشقة، أصبر نفسي لحد ما ربنا يجمعنا في الجنة .

نُص طاير2 " وللطريقِ بقايّـا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن