الفصل الرابع عشر

6K 367 80
                                    

#نُص_طاير2
#مايا_هيثم
الفصل الرابع عشر (صدمة)
*________________________*
" في هذا العالم يُأذَي مَـن لا يُفكرُ في أذية أي مخلوقٍ علي وجهِ الأرض .. ولكن عِندما يضمد ندباته، فتوخي الحذر، لا تتوقع مِنه السلام دائمًا، فقد أزلت غشاوة بصيرتهُ المُسالمة … "

تجمعت العائلة بأكملها في المُستشفي حول مي، داعيين أن تفيق وتُصبح بخير، بعد أن فعلت بدرية فعلتها الشنيعة خرجت تصرخ كـ المجانين، هكذا قال أحد جيرانها، دلفوا فوجدوا مي بحالتها المُزرية، نقلوها إلي المُستشفي ولم يري أحدًا مِنهم بدرية بعد ذلك، بالتأكيد هربت خوفًـا مِن ردة فِعل أهلها فقد ظنّت أنها ماتت ولم تُجهض .

كانت خديجة تجلس علي المقعد المُقابل لغرفة العمليات التي تمكُث بِها مي، تضع يديها علي رأسها وتبكي، تُحرك رأسها يُمنة ويُسري وتقول بأسي :
-حبيبتي يابنتي .. مالحقتش تتهني بحملها، مِنك لله يا بدرية، مِنك لله .. هتروحي مِن ربنا فين !!

جلست بجانبها مِن الجانبين عائشة وسامية يُهدأناها، أما محمود فكان يجلس بعيدًا مُنزوي بذاتهِ، تجمهر الدمع في مُقلتيهِ لكنه أبي أن يبكي أمام أحد، كان يُتمتم بندم :
-أنا غلطان .. أنا آسف يابنتي أنا اللي سلمتك للتعابين بإيدي وأنا عارف إن لدغتهم بفورة .

جذّ علي أسنانهِ بقوة وهو يقول بتوعد :
-مش هاعديها بالساهل ...

هرولّ كريم إلي المُستشفي مُسرعًا، بعد أن علم بما حدث للتو، ركض إليهم بهيئتهِ المُبعثرة، تسائل بقلقٍ شديد، وهو يكاد ينفطر مِن شدة خوفهِ عليها :
-مي حصلها إيه يا جماعة !! مراتي حصلها إيه !!

نهضت خديجة، وعينيها إمتلئت بالغضب علي غيرِ عادتها دائمًا، قالت بحنقٍ وغضب شديد :
-مراتك !! مراتك دي اللي سيبتها لأُمك لحد ما عدمتها العافية وسقطت إبنك اللي مالحقش يكمل الشهرين في بطنها !!

فغرّ عينيه بصدمة، تجمعت العبرات بمُقلتيهِ وهو علي وشكِ البُكاء لكنهُ تماسك بصعوبة، قال بنبرة مُتقطعة ويبدوا أنهُ كُسرّ حاليًا :
-أنا آآ أنا كُنت بدور علي شُغل علشان أخلصها مِن العيشة معاها .. أنا آآا ماكُنتش أعرف أن أُمي هتأذيها بالشكل ده !!

تساقطت بِضعُ عبراتٍ مِن عينيهِ، نهض حازم وآدم يُهدأناهُ، والسيدات أمسكن بخديجة يُهدأناها أيضًا، بينما تابع كريم وهو يبكي بتقطع، ويتطلع بعيونٍ مُنفطرة حزينة :
-آآآآ أنا والله ماكُنتش أعرف إن أُمي هتأذيها… هي مأذيتهاش لوحدها !! دي كمان آآ أذت ابني ..

تابع وهو يبكي بعد أن أنفطر قلبهُ وتحطم إلي أشلاء عِندما علم بما فعلتهُ والداتهُ :
-إبني اللي ماعرفتش إنه كان موجود غير لما ضاع !!

قال آدم وهو يُمسك برقبتهِ ويضمهُ رابطًا علي كتفه :
-إستهدي بالله يا كريم، ربنا يعوضكوا إن شاء الله، لعلهُ خير .

نُص طاير2 " وللطريقِ بقايّـا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن