part :8

5.7K 133 9
                                    

عندما استيقظ عمار علي اثر صراخ فريدة المرتفع امتعضت ملامحه وجاهد لفتح عيناه واخذ يجوب بنظره في انحاء الغرفة وبعد فترة شعر بوجود حركة بجانبه فحول بصره الي مصدر الحركة تلقائيا فوجد فريدة تنظر له بذعر وتضم الغطاء الي صدرها في محاولة منها ان تخفي جسدها العاري وقبل ان يدرك ماذا حدث وجد صفعة قوية هبطت علي وجنته فزمجر بصوت عالي واردف بنبرة جادة وصارمة لا تحمل النقاش : قدامك دقيقة وتختفي فيها من قدامي والا هعيد اللي حصل امبارح بس المرادي هبقي ف وعي ومدرك لكل حاجة بتحصل
استشعرت فريدة نبرة التهديد التي تكلم بها وبناء عليها احكمت الغطاء علي جسدها وقامت بلفه حول جسدها وركضت بسرعة الي المرحاض لتتحاشي غضبه وجنونه فهو لا يهدد فقط بل وينفذ ايضا وبعد مدة.
كان عمار يراقب تحركات فريدة بسخرية تامة وعندما ركضت من امامه ودلفت الي المرحاض تنهد بغضب ووضع رأسه بين راحتي يده وجاهد لكي يتذكر ما حدث في الليلة الماضية ولكنه لا يتذكر سوي انه كان يجلس مع صديقه في الملهي الليلي واخذ يتجرع الكثير من الكحول والمشروبات المذهبة للعقل وانه عندما احس بالثمالة قرر بأن يعود الي المزرعة واتجه الي سيارته وقادها بصعوبة بالغة حتي وصل الي المزرعة وترجل منها ودلف الي الداخل ولا يستطيع ان يتذكر ما حدث بعدها سوي انه استيقظ الصباح ووجد نفسه ينام بجوار فريدة وايقن بالفعل ما حدث بينهما و اخذ ينهر نفسه بشدة فكان عليه ان يتحكم بنفسه ولكن هناك سؤال واحد يدور في ذهنه لماذا لم تدافع فريدة عن نفسها فهو كان في حالة ثمالة تامة ومن السهل عليها ان تتخلص منه وتحرر نفسها من قبضته؟
اخذ يفكر كثيرا لكن ذهنه مشوش تماما فهو يحتاج الي فنجان من القهوة ليستطيع التركيز فالتقط بنطاله الملقي علي الارض وارتداه وهبط سريعا الي الاسفل واتجه الي المرحاض الموجود ف الاسفل ليغتسل لعله يفيق.

في مكان اخر تحديدا في فيلا " العامري " كانت العائلة مجتمعة علي طاولة الطعام لتناول طعام الافطار وكان يترأس الطاولة" احمد العامري" وعلي يمينه تجلس زوجته "ثريا" وعلي يساره يجلس ابنه "محمود" وكان الصمت هو سيد المكان حيث كان محمد العامري ينظر الي مكان جلوس فريدة علي الطاولة الفارغ وشرد في اختفاء ابنته.
اما بالنسبة الي محمود فهو شارد في رسائل التهديد التي يتلقاه وكيف سينقذ اخته من يد هذا المختل عقليا وشرد في وفاة هنا وكيف تركت فراغا في حياته لا يستطيع ان يملئه حتي حلا لا تستطيع ان تحل محل هنا وتبلغ المكانة التي كانت لها في قلب محمود .
اما ثريا فهي شاردة في محادثاتها مع صديقاتها اللواتي يتعمدن ان يذكرن اختفاء فريدة ويضعون اسبابا لاختفاءها من مخيلاتهم المريضة ومن ضمن هذه الاسباب بأنها هربت مع الشخص الذي تحبه.

قطع هذا الصمت صوت الخادمة الذي انتشلهم جميعا من شرودهم وهي تردف بطاعة : حلا هانم مستنية حضرتك يامحمود بيه في الصالون.

اردف محمود بضيق واضح : ودية اية اللي جابها ع الصبح كدا.

اردفت ثريا بتوبيخ : اية الاسلوب اللي بتتكلم بيه عن خطيبتك دا.

"فـخ الـشـيطـان" بقلمي :فـاطـمـة عـادل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن