part: 16

3.5K 114 24
                                    

#الفصل  السادس عشر
#رواية فخ الشيطان
#بقلمي : فاطمة الزهراء عادل

مرت عشرة ايام علي الجميع بهدوء ولكن حدث شئ غريب وهو اختفاء" عمار " دون أسباب ولم يهاتف " فريدة " وهي كذلك لم تعرف اين هو ولما اختفي فجأة .
في مكان نذهب اليه لأول مرة إنه مكان مقدس ، مريح للأعصاب لفئة من الناس ومقشعر للأبدان لفئة أخري انها المقابر التي دُفن فيها احبائنا ،اننا سوف نُدفن فيها لا محالة ، ان الحياة حلم يوقظنا منه الموت ، وما أصعب أن تذكر اسم شخص يسكن قلبك تتبعه بكلمة رحمه الله ، ومولم أن تشتاق لمن لا تملك له سوى الدعاء ، فاللهم اغفر لأغلى من غابوا عن هذه الدنيا وارحمهم واحشرهم في زمرة المتحابين فيك واجعل ملتقانا بهم في الفردوس الأعلى يا رب العالمين .
نجدها ترتدي اللون الاسود من رأسها حتي اخمص قدميها وترتدي نظارة سوداء وتجلس بجوار قبر من القبور ومكتوب عليه :
              " بسم الله الرحمن الرحيم"
( يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
                   " صدق الله العظيم "
            قبر المرحومة هنا محمد الهواري
شردت في نقطة وهمية واخذت تردد بنحيب صامت وعبراتها تسقط بغزارة : انا أسفة اني فهمتك غلط واتهمتك بالباطل ، انا عارفة ان الاعتذار دا مش هيفيد بحاجة ، انا اقسم بالله ندمانة بجد، يارتني اقدر ارجع بالزمن لورا شوية مكنتش سمحت لحد انه يقرب منك ، ياريتك كنتي عايشة كنتي علي الاقل قولتي مين اللي عمل فيكي كدا ، انا واثقة انه مش محمود اخويا اللي عمل كدا بس عمار اخوكي مصمم انه هو اللي عمل كدا وعاوز ياخد حقك منه ومش مكفيه اللي عمله فيا ، اخوكي دمرني دمر حلمي اني احب واتحب اني اتجوز واحد بيحبني اني اعمل فرح وافرح بنفسي حرمني من ابسط حقوقي ، لا وكمان مش مقتنع انه عمل حاجة وحشة لا دا فرحان انه حقق جزء من انتقامه ربنا يسامحك يا هنا ويغفرلك ويسامحنا كلنا .
انهت حديثها والحقته بدعاء المتوفي "اللهم ارحمها واغفرلها وآنس وحشتها ووسع قبرها اللهم اجعل عيدها في الجنة أجمل، اللهمّ اجعل قبرها روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار ، يامن تجير المستجير ومنجي الغريق والمكروب، و منقذ البائس من الضيق والهموم نسألك إجارتها و نجدتها في قبرها ورحمتها وتسلية اهلها وسلوانهم "
انهت دعائها وقرأت الفاتحة علي روحها وصمتت شاردة في موت هنا وما اللغز المفقود ولكن اخرجها من شرودها وما جعلها تنتفض من مكانها واسرعت تخفي آثار دموعها من وراء النظارة التي ترتديها هو سماعها لصوت منتقمها ومعذبها وهو يقول بصوت اجش وصارم : انتي اية اللي جابك هنا ، حتي بعد موتها مش رحمنها .

"فـخ الـشـيطـان" بقلمي :فـاطـمـة عـادل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن