part:10

5.8K 129 21
                                    

#الفصل العاشر
#رواية فخ الشيطان
#بقلمي : فاطمة الزهراء

في حارة شعبية قديمة ...بداخل بيت "علي" :

_دلفت "مكة" الي الصالون وتحمل بين يديها المشروبات التي سوف تقدمها الي الضيوف ورغما عنها كان الخجل يتآكلها من الداخل مما جعلها تضع انظارها علي الارض ولا تقوي علي رفع انظارها وكانت تشعر بأن انظار الموجودين تكاد تكون سهام حارقة تخترقها وتحمد الله ان والدها استطاع ان ينقذها من هذه المعضلة حينما ناداها ودعاها الي الدخول فرفعت انظارها تزامنا مع القاءها التحية ولكن فجأة وجدت آخر شخص قد تتمني رؤيته حاليا يجلس امامها بثقته المعهودة ويرسل لها نظرات ذات مغزى وشعرت بأن هذه النظرات تجردها من ملابسها.... دب الرعب في اوصلها وتصنمت اطرافها واخذ قلبها يقرع كالطبول وتزاحمت الكثير من الافكار داخل عقلها واخذت تتصارع فيما بينهم وتساءلت ما الذي الي به الي هنا.....فكانت ردة فعلها علي هذه الورطة انها فقدت وعيها هروبا من هذه اللحظة ......
كان " خالد" ينظر الي ملامحها المذعورة والمرتعبة من تواجده داخل منزلها بتسلية... فقد اعجبه رؤية الخوف والذعر بداخل اعينها... وارسل لها بعض الابتسامات السمجة وعندما هم بالحديث وجدها تترنح في وقفتها واسقطت من بين يديها المشروبات التي تناثرت علي الارضية واصبحت حطام وسقطت هي الاخري علي الارضية مستسلمة لهذا الواقع المرير ....تطلع لها بسخرية تامة ولم يكن بداخل قلبه مقدار ذرة من الشفقة تجاهها ونظر الي والدها الذي هبط الي مستواها واخذ يضرب علي وجنتها برفق والي والدتها التي هرولت من الداخل وتحمل في يدها زجاجة عطر واخذت تنثر البعض علي راحة يدها وتقربها من انف " مكة " لعلها تفيق لكن هيهات لم تفق وكأنها احبت هذا الوضع ولكنه راي ما جعل النيران تشتعل في صدره...وجد ان هذا السمج المسمي " احمد" او الملقب ب " عريس الغفلة " يدنو منها وكان علي وشك ان يحملها...... لكنه كان الاقرب اليه وذهب اليها وحملها وسط همهمات و اعتراضات من الجميع لكنه لم يهتم بأحد وتركهم وذهب الي سيارته و ادخلها برفق وقاد السيارة باتجاه منزله ضاربا بكل شئ عرض الحائط .....

_علي الطرف الاخر في فيلا عائلة " العامري " وتحديدا في غرفة "محمود" كان يجلس علي فراشه ويضع يده تحت رأسه وينظر الي سقف الغرفة بشرود وكان هناك الكثير من التساؤلات حول مجئ " عمار" مع " فريدة" وكيف وصل اليها.... كان يريد ان يذهب الي " فريدة " ويحصل منها علي اجابة علي اسئلته لكنه يعلم انها تمر بفترة عصيبة وانه سوف يزيد حالتها سوءا اذا ضغط عليها لتشرح له ما حدث معها وقرر ان يتركها علي راحتها وينتظر حتي تأتي هي اليه وتشرح كل شئ من تلقاء نفسها....وفجأة انتفض من فراشه الوثير وركض الي الخارج بسرعة حالما سمع صوت صراخ "فريدة" المرتفع....الذي اخذ يدوي في جميع انحاء المنزل وحين وصل الي غرفة شقيقته وجد ابيه يركض هو الآخر ودلفا الاثنان معا الي غرفة " فريدة" فتوجه والدها اليها مباشرة اما "محمود" ذهب لإشعال ضوء الغرفة وتوجه الي شقيقته وجدها نائمة وتتململ علي الفراش بهستيرية وكأنها تصارع واخذ العرق يتصبب من جبينها واخذت تصرخ بالعديد من الكلمات الغير مفهومة ولكنه سمع اسم شخص بوضوح وهو "عمار".... انقبض قلب " محمود" حينما سمع باسم " عمار" وتيقن انه السبب في هذه الحالة التي وصلت اليها شقيقته.... وعزم علي معرفة الشئ الذي تخفيه " فريده "عندما تستيقظ علي الفور.... التفت الي والده واردف بهدوء : روح كمل نومك يابابا وانا هسهر جنبها..
كاد ان يرفض " احمد" لكنه رضخ لطلب ابنه ووافق علي مضض... ودنا من " فريدة" وطبع قبلة اعلي رأسها وانتصب من جلسته وربت علي كتف " محمود " برفق وكأنه بهذه الحركة يهون عليه ما حدث معه منذ وفاة " هنا" واجباره علي زواجه من"حلا" الي اختفاء شقيقته الصغري "فريده"..... وكأن " محمود" ينتظر هذه الحركة من والده فبعدما خرج والده من الغرفة انفجر " محمود" في البكاء والنحيب...واخذ يبكي ويبكي وكأنه يطهر روحه ويخلص نفسه من ذنب وفاة " هنا" الذي يطارده الي الآن وبعدها افرغ شحنة الحزن المكتوم الذي كان محتجز بداخله... تمدد بجوار " فريدة" واحتضنها وكأنه يبث الطمأنينة بداخلها وذهب في سبات عميق....

"فـخ الـشـيطـان" بقلمي :فـاطـمـة عـادل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن