part:"22"

3.8K 110 13
                                    

الفصل الثاني والعشرون
رواية فخ الشيطان
بقلمي : فاطمة الزهراء

كانت تجلس في غرفة والدها بالمشفي بعد أن امتثلت للشفاء وقررت ترك فراشها والأطمئنان علي صحة والدها ، ولقد تم نقله من العناية المركزة الي غرفة اخري لوجود تحسن طفيف في حالته وكانت تنظر إليه بحزن لقد عاهدت والدها قوياً وشامخاً كالجبال وشعرت بالذنب عندما علمت حقيقة وفاة والد زوجها وأن أباها برئ مما نسب إليه عمار من الإتهامات الباطلة ،يالله يأكلني الندم وأشعر بنغزة قوية في صدري جراء ما وصل إليه أبي وتدهور حالته الصحية والنفسية ، تنهدت بقوة وقامت بوضع يدها ومررتها علي تجاعيد وجهه واخذت تردد في داخلها والدي واخذت تبكي وتنتحب بقوة لما آلت إليه الأمور ، يا منبع الآمال يا وجدي، إليك أبث شوقي وحنيني، يا أعظم قلب في الوجود، لمثلك يكتب الشعر والقصيد. إلى أبي ذلك النبع الصافي، إلي شجرتي التي لا تذبل، إلى الظل الذي آوي إليه في كل حين أبي، ربما لم أبرك تمام البر، لكني أعلم أنّ قلبك أكبر من أي بر، رعاك المولى وجزاك من الثواب أجزاه. أبي أنت لي نور وضياء وفي قلبي الحياة أنت في الأرض الربيع، وفي الينبوع ماء، يا وردة أحلامي، وينبوع حناني، ويا شمس الأماني وأحلى من في الأنام ، ونبراسي الذي ينير دربي، إلى من علمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة، إلى من أعطاني ولم يزل يعطيني بلا حدود، إلى من رفعت رأسي عالياً افتخاراً به، إليك يا من أفديك بروحي، ليتها الأيام تهدى والسنين، مثل ما تهدى الهدايا بالتمام، لأهديتك عمري يا أبي ،أفاقت من شرودها علي صوت والدتها وهي تربت علي كتفها برفق : فريدة حبيبتي امسحي دموعك وتعالي معايا برا شوية عان منعملش ازعاج لبابا .
امتثلت "فريدة " لطلب والدتها ورفعت اناملها الرقيقة ومررتها برفق فوق وجنتها تمحي عبراتها التي تساقطت بغزارة وذهبت معها إلي الخارج وجلست بجوار والدتها علي المقعد الواقع بجوار غرفة والدتها وأردفت بصوت هادئ بعد أن أخذت نفساً عميقاً وزفرته ببطئ : نعم ياماما في حاجة حصلت .

أردفت "ثريا" باستفهام : فريدة انتي اقترحتي علي أسيل انها تنزل وتمسك شغل عمار وانتِ هتمسكي شغل محمود الله .

أردفت "فريدة" بقوة : أيوة ياماما انا همسك شغل محمود الله يرحمه ،كفاية ضعف لغاية كدا احنا لازم نفوق .

أردفت "ثريا" بهدوء : خلينا نتكلم بالعقل انتي واسيل بتمروا بمرحلة صعبة اووي وخصوصا انتي يافريدة انتِ حامل والشغل غلط عليكي وانا خايفة عليكي .

أردفت " فريدة " بابتسامة هادئة وهي تلتقط كف والدتها مقبلة إياه : متخافيش عليا ياست الكل انا كويسة جدا وقريب اوي هنرجع احسن من الاول وبابا هيتحسن باذن الله ،وبالنسبة لاسيل فانا اتفقت معاها اننا هنروح الدكتور نفسي عشان خاطر تتحسن وترجع تتكلم وهي الحمد الله عندها إرادة انها ترجع زي ما كانت .

"فـخ الـشـيطـان" بقلمي :فـاطـمـة عـادل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن