part:"21"

3.8K 128 21
                                    

الفصل الحادي والعشرون
رواية فخ الشيطان
بقلمي : فاطمة الزهراء

كانت تسير خلفه كالمغيبة تماماً لا تعي لما يدور حولها كانت أشبة بالجثة الهامدة لا تستطيع أن تصدق أن محبوبها لم يعد موجود بينهم ،وأن روحه صعدت إلي خالقها ،كيف لها أن تصدق انه تركها وحدها تتألم من دونه ،لم يتيح لها الفرصة كي تعتذر منه عما بدر منها ولم تخبره بأنها عاشقة له رغم أنفه ،لم تتيح لها الفرصة أن تودعه وأن تعانقه العناق الأخير  لم تستطع ان تستنشق رائحة عبقه ، يالله لا يغيب عن بالي منظره وهو يُقتل احسست وأن خنجر قد ضُرب بقلبي ،منظره وهو يهوي علي الارض قاطع الأنفاس وفاقد الحياة يمزقني أرباً لا استطيع تصديق أن من بام بقتل معشوقي هو أخي ،يالله كم أن الوداع أصعب كلمة ينطقها العشاق.. كلمة تحمل في طياتها دموع وآلام وآهات.. هي بمعناها جرح وجرح.. ولكن ليس أي جرح.. أنه كبير وعميق عجز الطب عن مداواته .الفراق.. حزن كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسموا بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها.. لتطفئ لهيب الذكريات. الفراق.. نار ليس للهبه حدود.. لا يحسه إلا من إكتوى بناره .

أفاقت من إغمائتها بعد مدة طويلة وأخذت تجوب بنظرها في أرجاء المكان ولم تعي لوجود أحداً بجوارها ،وجدت نفسها مسطحة علي فراشها في غرفة زوجها وأخذت وقتاً لإستيعاب ما قد حدث ولكن آخر ما مر علي شريط ذكرياتها هو سقوطها ماشي عليها عندما شاهدت أخيها فاقد الحياة ،ولكنها نفضت أفكارها ظناً منها أن كل ما حدث لم يكن سوي كابوس مزعج وأن أخيها مازال علي قيد الحياة .
"فريدة انتِ كويسة " أردفت بهذه العبارة والدتها التي كانت تنظر إليها في قلق من سكونها وعدم إبدائها لأي ردة فعل .

اردفت "فريدة" باستغراب : ماما انتِ جيتي هنا امتي وعمار شافك ولا لا .

اردفت "ثريا" بتوتر : عمار اتقبض عليه .

اردفت "فريدة" بصياح وهي تنتفض من جلستها : اية انتِ بتقولي اية ، اتقبض عليه ليه .

اردفت "ثريا" وهي تربت علي ظهرها وتساعدها علي الإستلقاء : فريدة اهدي شوية الدكتورة قالت انك كنتي علي وشك الإجهاض بسبب الإنفعال والمجهود اللي بتبذليه .

اردفت "فريدة " باستغراب : دكتورة اية ،انا مش فاهمة حاجة .

اردفت"ثريا" بحزن : لما عمار جابك وانتي كان مغمي عليكي ،اتصل بالدكتورة وكشفت عليكي وانتي بقالك يوم كامل نايمة .

اردفت "فريدة" بهدوء مريب وهي تتفحص ملابس والدتها : ثانية بس كدا ، انت لابسة اسود ليه .
ثم صمتت علي حين غُرة واخذت تحاول ان تتذكر ما حدث وفجأة جحظت مقلتيها وأخذت تردد : محمود مات ياماما ، هو قتله ،ضربه بالسكينة .

اردفت "ثريا" ببكاء ونحيب وهي تعانقها بقوة : ربنا يرحمه ياحبيبتي ،ادعيله بالرحمة هو محتاج دلوقتي الدعاء بس .

"فـخ الـشـيطـان" بقلمي :فـاطـمـة عـادل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن