2|ورقِـة الطلاق.

25.8K 654 13
                                    

الفصِل الثـانـي_(مـا بعـد الطـلاق)
___
مع شروقِ الشمِس جلس عبدالفتاح والِد فجر اعلي الكُرسي الهزاز بجانب الشُرفة يرتدي نظارات طبية ويقرء مِن الجريدة ، حتي اتت زوجتهُ وفـاء وهـي تجُر صينيه كبيرة اعلاها قهوة وكعك.

اعطتهُ كوبِ القهوة برجفة ، ليقُول بتساؤل حـاد:
-إيه جاب فجر هِنـا يا وفـاء ؟
قالتِ بنبرة قلِقـة:
-بصراحة فجر مِتخانقه مع جوزها.
نهض بغضب قائلاً:
-يعني إيه الكلام دا ؟؟ ما عندناش بنات تتخانق مع اجوزاتها خليها تلم هدومهـا وترجع بيت جوزها.

رن الجرس لينتشلهُـم مِن حديثهُـم ، ذهبت بخطواتٍ مُتعثرة لتفتحه اعطاها ساعي البريد ورقة، مضت علي السِجل بأستِلام الورقة ، ثُـم فتحته لتتسع عينيها ذهولاً مِما رأت.

قـال عبدالفتاح بتساؤل:
-ايه الورقة دي ؟
قالتِ بتلعثُم:
-دي.. دي ..
انتشلها مِن يديها لينصدم مِما رأي، ركض لغُرفة فجر ووفـاء تُحاول ايقافه الا انها فشلت ..
قال بصوت جهوري ايقظ فجر:
-انتِ يا ست فجر !!
نهضت فجر بملل مِن عادة ابيها التي لا تتغير ، قالتِ ببرود:
-ايه خير ؟
قـال وهُـو يُلقي الورقة بوجهها بغضب:
-عُمر بعتلك ورقة طلاقك .. عملتيلوه ايه خلتيه يطلع عن شعُوره ويطلقك يا بنت عبدالفتاح.
امسكت فجر الورقة واعتلت الابتسامة وجهها ، نهضت بسعادة وظلت تقفز اعلي الفِراش قائلة:
-واخيرًا ارتحت ياااا ..

قـال عبدالفتاح بغضِبٍ:
-انتِ عاوزه تجنيني؟؟ فيه واحدة تفرح بطلاقها!
هبطت فجر مِن اعلي الفِراش قائلة ببرود:
-اومـال اعيط واقعُد أبكي علي واحد ملوش تلاتين لازمة ..
قـالتِ بأسف مُصطنع:
-ااسف اني ضيعت عليك صفقات بمليارات يا عبدالفتاح بيه بس انـا تعبت ومِش هستحمله ولو حضرتك مضايق مِن وجودي فِي البيت انـا مُستعده امشي عـادي، لكِني مِش هرجع لعُمر مرة تانيـة.

رمقها عبدالفتاح بغضب ورحل، حاولت وفـاء ايقافه لكِنها فشلت ، استدارت لابنتها قائلة:
-انتِ مبسوطة كدا لما زعلتِ ابوكِ مِنك ؟؟؟
قالت ببرود:
-هُـو السبب فِي اللي انـا فيه ..
استدارت واشعلت اُغنية عبدالحليم حافِظ (وحياة قلبـي وافراحُـه).
ظلت ترقُص عليها وتتمايل ، ف إنك تتخلص مِن الجحيم هذا كفيلٍ للغاية ، هي لا تُنكر ان زواجها مِن عُمر كان مِن اجل بحوثها لتتعرف علي عالم الرجـال اكثر وبعدما حصلت علي مـا ارادت فهـي لا تُريده بحياتها قط .. كان زواجها مِنهُ ملصحة وإنتهي بفوزها وانتصارها فِي البحث فقد كان رهاناً.

ظلت ترقُص لكثير مِن الوقت ، حتي جلست بتعب ثُم اخذت شاور سريع وخرجت لتتناول فطُورهـا.
____
أستيقظ عُمـر علي صوتِ شئ مُفزِع، قـال بملل:
-فجـر خلاص كفايـة بقـا.

صمت لبعضٍ مِن الوقتِ ثُم أستدرك أنها غادرت ولم تكُون موجودة بالمكان .
نهض بسعادة اعتلت ملامِحهُ ثُم أبدل ملابسهُ بأخري وخرج ليتناول فِطُوره بعنجه ، ليتفاجأ بالهاتف يرنْ، أجـاب ببطئ قائلاً:
-الـو،
استمع لصوتِ والِدهُ الغاضِب يقُول:
-وليك عين تتاكُل يا بجح بعد ال عملتُـه .؟
قـال عُمر ببرود:
-اومـال ابطل اكل علشان سيادِتها يعني ولا أعِمـل إيه ؟

قـال حِسين بغضب:
-المفروض تبقي مِضايق، انَا بسبب عمايلاك هخـسر امـوال كثيرة ..
قـال عُمر ببرود:
-ما تقلقش انـا هِنــا وكُلـه هيبقـي تمـام، وبعدِين لو ابُوها لغي الشراكة يبقي بيربُط دي بدي ، والمفروض َ حياتنـا العامة تبقي بعيدة كُـل البُعـد عن حياتنـا الخاصـة ولا إيه يـا حِسين بـاشـا ..
قـال والِدهُ بغضب:
-هتفضل طُول عُمرك غبي!

قـال عُمر ببرود:
-مِش غبي انـا عندي اخلاق وما اسمحش اضحك علي واحدة واخليها تحبني مُقابل اعرف عن والِدهـا الشُغل واكسبُـه لان يبقي كسب مِش حـلال .. وبعدِين إنت دايمًا ال بتستغلني فِي مصالحك وانـا إبنك .. ف خرجني برا الاعيبك يا حِسين بيـه واعتقد حان وقتِ النُوم عندكُم فِي إيطاليا، منام سعيـد والِدي.

اقفل الهاتِف بضيقٍ واخذ مُحتواياته ونهض حيثُ العمـل وهُـو فِي قمة السعادة بتخلصُـه مِن فجـر.
____
يُتِبــع.
رأيكُـم فِي الفصِـل ؟
توقعكُـم لل جـاي ؟!
لو لاقيت تفاعُل هنزل الفصل ال بعده علي طُول.

ما بعد الطـلاق؟.(مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن