|الخُوف.

20.2K 583 20
                                    

الفصِل الثانيِ عشِر_(ما بعدِ الطـلاق)
____
"لِطالما كان الخُوف علي شخصٍ ما بداية حُبك لهُ"
"ولن تشعُر بقيمتهُ الفعلية .. الا عِند الوداع الأخير"
___
جلس منصِوُر بجانِب عُمر الذي مُنهك فِي عملُه ، طالعهُ بنصفِ عين ليقُول عُمر بتساؤل:
-إيهِ؟
قـال منصِوُر بخُبث:
-ما فيش اي حاجة عاوِز تقُولهالي ؟
قـال عُمر وهُـو يترُك الملف:
-لا مافيش وبلاش خُبث وكلامِك ال لا بيفرق معايا دا ..
اعاد مسك الملِف وبدء يتفحصـهُ هروباً مِن اعيُن منصِوُر، قـال برفق:
-طيب علي راحتـك انـا مِروح.

نهض منصِوُر ليري هاتفهُ يرنْ ، اجاب برفق قائلاً بأبتسامه:
-ميـرنـا.
استمع لها تقُول بخوف وبُكاء:
-منصِوُر ارجوك تلحقني .. فجر ف المُستشفي وانـا مِش عارفة اعملها ايهِ ومِش هينفع اكلِم أبوهـا.

قـال بنبرة قلِقة:
-ايهِ فجر ف المُستشفـي ؟ طيب انـا جاي.
اغلق الهاتف وجاء ليخرُج امسكهُ عُمر بقلق قائلاً:
-فجـر مالها ؟
قـال بسُخرية:
-مِش هي ما تهمكش ؟
اجاب بنفاذ صبر:
-اخلِص يا منصِوُر، فجـر مالها ؟
قـال بضيق:
-فجر ف المُستشفي بس ما اعرفش ليه .

صمت عُمر لثوانٍ وترك منصِوُر وغادر بسُرعة ظل الأخر يُنادي عليهِ ولكِن لا رد ، قـال منصِوُر وهُـو يضرب كفًا بالأخر:
-دا منظِر واحِد ما بيحبهاش .. ؟

أسرع هُـو الأخر بالهبوط لسيارتهِ وقيادِتهـا.
___
دلف عُمر الي المُستشفي وهُـو يركُض حتي توقف امام باب العمليات ، رأي ميرنـا واقِفة بقلق وخُوف تأكُل اصابع يديها بتوتر، ابتلع غِصة بحلقُه قائلاً:
-فجـر فين ؟

قالتِ بقلق:
-فِي اوضة العمليات .
-ايهِ ال حصِلها ؟
-مِش عارفة، فجأة لاقيت حد بيكلمني وبيقُولي لو تبعها وانها ف المُستشفي ولما سألت قالولي إنها اصابتها مطوه وكانت الضربة شديدة.

اعتلت الدقات قُلوب عُمر وكانت دقاتِ الخُوف عليها او مِن فُقدانِهـا، أستند علي الحائط بضعف .. ف الحُب ضعف ومِن الضعف خُلِقت القوة.

لا يعلم ما عليهِ فعله سوي ان لسانه اخذ يُردد يا الله احميها ..
خرج الطبيب بعد عشرة دقائق، ليقترب مِنهُ عُمر قائلا:
-فجـر كُويسة ؟

قـال الطبيب بهدوء:
-هي كُويسة بس محتاجه رعاية لانها فقدت دم كتير بس الحمدُلله ان الضربة ما جتش قوية عليها ، هتخرُج مِن العناية المُركزه وبعدها تقدروا تشُوفها.

بالفِعل ما هي الا دقيقة وخرجت فجر محموله علي فِراشٍ وفاقِدة للوعي، ادخلُوها غُرفة بالطابق الأرضي ودلفت ميرنـا اليها ثُم عُمر ويليهِ منصِوُر الذي آتي للتو.

قـال وهُـو يقترب مِن ميـرنـا:
-تعالي نطِلع برا.
قالتِ بقلق:
-مِش هينفع اسيبها، لوحدها.
رمقها بنظرة ذات مغزي تحوّلت لـعُمر، سُرعان ما تفهمت وخرجوا سويـاً.

جلس عُمر لجانِبهـا، وامسك يديها لثاني مرة بحياتُه يتلمسها بنعومه كم رقيقه وجميله لكِنها تجعلها قوية خشِنه .
امتدت انامِله رغمًا عنها تمسح علي خُصلاتِها الذهبية ، تنهد قائلاً:
-مِش عارف ليه خوفت كدا انـا روحي كانت بتتسحب مِني يا فجر .. انـا عيط لأول مرة ف حياتي ومِش عارف السبب يمكن كُنت خايف افقِدك ، بس ليه ف ما عندِيش فِكرة.

تابع بشرودٍ:
-يا تري كلام منصِوُر صح؟ وانـا فعلاً بحبك ؟
هز رأسُه وهُـو يترُك يديها مُبرراً لنفسُه:
-لا اكيد دي انسانية مِني.

حينها قامِت هي بتفتيح عينيها برفق وتعب تتقلب نحو المكان، حتي أصدرت آهٍ خفيفة مِن الوجع، التقت عينيها بأعيُن عُمر سُرعان ما نهض قائلاً بنبرة جافة:
-الف سلامة.
قالها بكُل بساطة وغادِرت بينما ظلت هي صامِتة وعينيها عمهُما دِمُوعٍ خفيضة، رُبما لجفائُه او لأنها توّد لبطلٍ كابطال الروايات يبقي بجانِبها .. عُذراً هُـو ليس البطل بل طليقها .

كانت ميرنـا تقِف مع منصِوُر، حتي خرج عُمر بجمود ظل منصِوُر يُنادي عليهِ ولكِن لا رد ، قـال بذهُول:
-ماله دا ؟
قالتِ ميـرنـا بهدوء:
-طيب روحله انت وانـا هشُوف فجر .

اومـا برأسه وغادر بينما هي دلفت لفجر تطمأن عليها قائلة:
-إنتِ عامله ايه دلوقتِ ؟
قالتِ بنبرة ضعيفة:
-كُويسة.
جلست لجانبها قائلة:
-مالِك ومال عُمر خارِج مضايق ؟
قالتِ بملل:
-ما أعرفش، انـا زهقت مِن البني آدم دا وما بقتش فاهمه بيتعامل معايا كدا ليه ؟

صمتت ميرنـا مُبتسِمة بخُبث لعِلمها بضيق صديقتها لان عُمر عاملها بجفاء ..
قالتِ بهدوء:
-عارفة انه مِش الوقت المُناسِب علشان اسألك بس انـا عاوزة أعرف، طالما انتِ بتكرهي عُمر اوي كدا وكمان ما كُونتيش بطيقيه ليه ما رفعتيش عليه قضيه خُلع مِن اول مرة بالرغم انك مُحامية وتقدري تعملي دا ؟ ليه فضلتِ معاه طِول السنين دي ؟
___
دلف منصِوُر الي الكافيه ليري عُمر جالِسًا فِي زاوية ظلماء للغاية وعِندما إقترب لمح ضيقُه الشديد ، جلس برفق قائلاً:
-مالك ؟

صرخ بضيقٍ:
-دا السُؤال ال مِش لاقي ليه جواب .. ليه مضايق بالشكِل دا عليها وخايف أوي ونفسي اخودها ف حُضتي واقولها ابقي هِنا .. ليه كُنت هموت مِن قلقي عليها رغم اني واثق اني مِش بحبها ولا هييجي يُوم واحبها ، واللهِ ما هحبها.

___
يُتِبع.
دا بارت اليُوم (الخميس) وبم ان التحديث كُل يوم ما عدا الجُمعه ف مافيش بارتات بُكرا ونتقابل السبت❤

ما بعد الطـلاق؟.(مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن