20|الحُبَّ تسامُحِ

18.3K 474 16
                                    

الفصِل العشرُون _(ما بعدِ الطِلاق)
_____
فتحت فجر عينيها بصعوبة حتي اتضحت لها الرؤية حيثُ عُمر أمامها،  أبتسم لها بلهفة وقال:
-حمد لله علي سلامتِك يا فجر، انتِ كُويسة؟
قالتِ بأبتسامة:
- انا كُويسة ما تقلقش عليا ..
ملس علي شعرها بنُعومه وقال:
-قلقتيني عليكِ أوي.

أبتسمت وهي تتأمل ملامِحهُ المُحبَّبه لقلبها، قال بأسف:
-اسف لو اتخطيت حدودي بس انا بجد قلقت عليكِ.
مطت شفتيها للأمام  قائله:
-عُمر، انا جعانة.
قهقه بخفة وقال:
-أحلي مكرونه بالفراخ لقلبي حالاً.
تركها وذهب للأسفل ليفعل لها طعمًا بينما راقبت هي طيفُه وبقت شارِدة تقُول:
-لو الحبيب ما سمحش حبيبُه مين هيسامِح؟ بنعيش مرة واحدة ليه نعيشها بتعبَّ وزعل وحُزن ليه ما نخليش الحُب والامل فِي قُلوبنا؟

أبتسمت بأمل وهي مُقررة ان تبدء صفحه جديدة وتُعطي لنفسها ولعُمر فُرصة ، دلف إليها مُحمَّل بالطعِام، وضعهُ أمامها وقال برقة:
-تسمحيلي ااكلك؟
قالتِ ضحكِ:
-ليه وانا طفلة صُغيرة، هاكُل انا يا خويا!
قهقه وهُو يقُول:
-واللهِ بكلم واحد صحبي،  ال أعرفه أن البنات ال حبيبها يقُولها كدا تبتسم بخجل وتبدء تاكُل لكِن انتِ عاملة زي ابو جعفر.
قالتِ وهي تضحكِ:
-لا انا جعفر نفسُه.
بدأت تتناول الطعام وهي تضحكِ، قال عُمر بهدوء:
-فجر انتِ عارفة انا ليه حبيتكِ؟
قالتِ بمرح:
-علشان انا اصلاً أتحبَّ.

قال وهُو يمسك كفيها برومانسية:
-علشان انتِ بسيطة.
قالتِ بقهقة:
-تسلم يا شبح ..
القي الوسادة عليها ليقُول بغضب:
-واللهِ انتِ عيله فقر ومِش وش رومانسية.
قهقهت وهي تمسح علي شعرها، بينما رن هاتفها برقم مُحسن، توترت واحتارت اتُجيب ام لا،  رمقها بضيق وقال:
-مين؟
قالتِ وهي تبتلع غِصة بحلقها:
-مُحسن ..
اخذ الهاتف والقاه بعيدًا وقال بغيرة:
-انا مِش عاوز اسمع انه بيرن عليكِ او بتكلميه والا هيكُون ليا تصرُف تاني يا فجر ..

تركها وذهبَّ الي الشُرفة بينما ذهبت هي اليهِ تقُول بأبتسامة:
-عُمر .. انت عارف انا ليه بحبَّك؟
التفت لها باهتمام وفضُول لتقُول بمرح:
-علشان بتعملي الأكل؟
جو علي أسنانه وحاول الركض خلفها بينما هي ظلت تركُض بخفة وتُقهقهه وقعت أعلي الأرض وهُو فوقها، ليمسك وجنتيها ويقُول بزعل:
-علشان الاكل وبس؟
قالتِ بخجل:
-طيب قوم علشان عاوزة اقوم، لازم نرجع القاهرة بقا .

أبتسم وهُو يقرُصها مِن وجنتيها وقال:
-اول مرة اعرف انك بتتكسفي؟
قالتِ بعبوس:
-مِش بنوته انا؟ ومن حقي أتكسف؟
قال بضحكِ:
-مِش عارف الصراحة.
قالتِ بغضب:
- بقا كدا طيب اوعي.
نهضت بزعل بينما ظل هُو يضحكِ بخفة ..ذهب خلفها وأمسك يديها وقال:
-فجر،عاوز ارقُصِ معاكِ؟

قطبت حاجبيها بأستغراب وهي تقُول:
-ليه؟
أمد يديهِ وفك رابطه شعرها لينسدِل علي فُستانها اللبني، وقام بمسكِ يديها وهُو يبتسِم ويُراقِصها لم يكُن بوسعها سوي الأبتسامة وتتبادِل معهُ ثاني رقصة لهُما وليست الأخيرة.
___
بعد وقت، عادُوا الي القاهرة، وقام عُمر بطلاق شاهي وإرسال لها ورقة بذلك، وصِلوا الي القاهرة وكٌل مِنهُما مُختلِف عما ذهبَّ! هُناك اختلاف بين الذهاب والعودة؟ ذهبُوا بحيرة وعدم فهم لمشاعِرهُم ورُبما كُره، وعادُوا بحُبَّ ملأ قلبهُم ..

دلفتِ فجر الي البيت وهي تبتسِم بفرحة، وكأنها وردة وعادت الحياة عِندما احبَّها عُمر .
رأت والِدها ووالِدتها يجلسان اقبلتِ عليهُم وقبَّلتهُم بسعادة، ليقُول عبدالفتاحِ بخُبث:
-اقعُدي يا فجر عاوزك في موضُوع.

جلست مِن ملامِح وجه أبيها الجدية، لتقُول:
-خير يا بابا فيه ايهِ؟
قال بجدية مُصطنعه:
-فيه عريس متقدِم ليكِ.
قالتِ فجر برفِض:
-ايوة بس ..
قاطعها وهُو يقُول بجدية:
-انتِ ف الاول ما كُونتيش عاوزة عُمر ودلوقتِ دا عريس غير عُمر ولازم توافقي او علي الأقل تشُوفيه ..
قالتِ بضيق:
- بس انا ..
قاطعها والِدها بصرامة:
- ما فيش بس انتِ هتشوفيه والآمر خلِص.
رمقتهُ بغضب توّد الرفِض لكِنها تخاف علي صحتهِ، فقررت ان تراه فقط وتجعله يِرفُضها بأي طريقة مُمكنه ..
___
دلف عُمر الي شقتهِ بمرح وسعادة، ليري منصِوُر يجلس بأبتسامة، ما ان رآه حتي قال:
-اهلاً بروميو الجديد

أبتسم عُمر وجلس، لينهض منصِوُر ويقُوم بتمثيل دُور عُمر:
- انا مُستحيل احبَّها، ولو حبَّيت مِش هتبقي فجر دي مسترجلة يا بني، وبعدين بطِل كلام الروايات دا ..
قهقه عُمر بخفة وقال:
-خلاص يا عم الخفيف اقعُد بقا علشان نعرف نتكلم.
جلس منصِوُر وقال:
-ايوة بس ما تنكرش ان الكلام دا مِش كلام روايات وبس دا مُمكن يحصِل في الحقيقة كمان..
تنهد عُمر وهُو يقُول:
- ما يصدِقش الحاجة الا ال جربها يا منصِوُر وانا جربت والأغرب اني لاقيت لساني وقلبي بيقولوها بحبَّك كدا مع اني ما كُونتش ناوي بس حسيت اني لازم اقولها ما ما اعرفش بقا ..

قال منصِوُر بتساؤل:
-الاهم فجر سامِحتك؟
قال بأستغراب:
-سامحتني وبقت بتهزر وتضحكِ، مع اني كُنت متوقع انها ترفُض بكونها بتدافع عن حقُوق المرآه ..
قال منصِوُر بهدوء:
-ولو رفضت ف دا حقها لأنها لو هي ال عملتِ كدا ما كُونتش هتستحمل ابداً، صح ولا ايهِ؟
قال عُمر بتفكير:
-مِش عارف بس لان الراجل غير الست .. بس انا اه اتجوزت شاهي بس انا واثق ميه في الميه ان ما عملتش معاها حاجة انا عارف نفسي لا بشرب ولا ليا ف الكلام دا ، حتي فجر لما كانت مراتي ما عملتش معاها كدا ابداً يمكن اتجوزتها لكِن افكر اعمل كدا لا ..

قال منصِوُر بأبتسامة:
-سيبك من الكلام الفارغ دا الاهم ازاي هتكمل مع فجر؟
أبتسم بثقة وقال:
-هنتجوز والمرة دي مِش هنطلق..
قال منصِوُر بقهقه:
-ال يشوفك ناو ما يشوفكش السنه ال فاتت وانت لا طيقها ولا طايق نفسك .. بس سُبحان الله بعد الطلاق ربنا خلاكوا تعرفوا قيمة بعض، وفعلاً الطلاق مِش النهاية بل مُمكن تبقي البداية لحياة تجمعِكوا.
___
يُتِبع.
فاضل بارتين والرواية تخلص والمقصد منها🖤
رائيكُم؟

ما بعد الطـلاق؟.(مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن