CHAPTER '04'

125 16 6
                                    

فتحت حقيبة السفر رمادية اللون الفارغة بعد أن وضعتها على سريرها لتبدأ بملئِها بالملابس التي كانت مُعلقة في الخزانة

وقفت أمام خزانتها و بعد أن قامت بفتح الأبواب سقط عليها جبل من الملابس المبعثرة من داخل الخزانة لتتنهد
و هي تحك رأسها بحيرة

هي حقًا تجهل السبب الذي يجعل ملابسها دائمًا بذلك الوضع مع أنها تقوم بترتيبها بإنتظام إلا أنه ينتهي بها المطاف دائمًا بذلك الشكل

ظهر لها قميص أصفر اللون من بين كومة الملابس تلك الذي جعلها تكبت بكائها بداخلها مع ظهور بعض الدموع التي شوشت الرؤية أمامها

هو ليس مجرد قميص عادي بالنسبة لها فقط بل كان قطعة ثمينة و أخر ما تمتلكهُ ذكرى من والدها المتوفى هو القميص الوحيد القادر على جعلها تبكي فور رؤيته

رفعته إلى صدرها حتى إحتضنتهُ بشدة ثم غطت وجهها الباكي به بعد أن بدأت الدموع بالتساقط بتسلسل

رغم أنه قديم الطراز و صغير عليها حتى أن شكلهُ طفولي بعض الشيء إلا أنها لا تزال تحتفظ به و تُخطط للإحتفاظ به من أجل طفلتها

أعادت طيه من جديد لتحملهُ بهدوء و تضعهُ بداخل الحقيبة بكل حذر وكأنها تضع رضيع نائم داخل سريره

"الطعام جاهز، هل أنت جائعة؟"

سألت جدتها بعد أن قامت بفتح باب غُرفتها عندما أوشكت هي على الإنتهاء تقريبًا من وضع اغلب ملابسها داخل الحقيبة

"لستُ كذلك"

أجابت وهي تقوم بإغلاق سحاب الحقيبة بعد أن
إنتهت من ملئها بالملابس و كل ما يمكن أن تحتاجه

"إنتظري، لا تُغلقيها لدي ما أعطيكِ إياه"


توقفت مكانها بعدما أردفت الجدة قبل أن تُغادر لتعود بعد دقائق بينما تحمل جبل أخر من الملابس بين يديها


"هذهِ لإخوتك أخبريهم أنها منني وأنني إشتقت
لهم كثيرًا"

أردفت بينما تعطيها ما بين يديها من ملابس ملونة لتستلمهم و تقوم بالبدأ بوضعهم فوق ملابسها في مقدمة الحقيبة

"جدتي، و ماذا عنني أنا! ماذا يمكن أن أشتري لهم؟"

سألت وهي تُحاول إغلاق سحاب الحقيبة التي
إمتلئت بصعوبة

"ليس عليكِ إحضار شيء هذه الملابس كافية لأجلهم"

أجابت قبل أن تستدير لتُغادر الغُرفة

Dandelion Flower || زَهـرَة هَندَبـاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن