CHAPTER '14'

102 15 26
                                    

"أنتِ لست كذلك أيتها الغبية"

ذلك الصوت الذي ظهر من جانبها و الذي تعرفه حق المعرفة جعلها ترفع رأسها ببطئ شديد ليظهر لها بيكهيون بقميصه المُخطط مفتوح الأزرار مع بنطاله الممزق من الركبتين
بينما يقف أمامها

هل لحق بها إلى هُنا؟

جلس القرفصاء أمامها يحدق بعينيها التي إحمرت من شدة البُكاء مما حول لونها العسلي الفاتح إلى لون أوراق الشجر الخضراء التي ورثتها عن والدها

"أنتِ لست وحيدة كما تعتقدين والدك يكمن في قلبك بينما أنا أقف أمامك هنا"

تحدث مُشيرًا على قلبها من ثم على نفسه بعد ذلك
بينما لم يزيح عيناه عن خاصتها و لو للحظة

هو مُحق كيف لها أن تنسى ذلك كيف لها أن تنسى أن والدها
يعيش في قلبها الذي تحملهُ معها أينما توجهت!!

كلماته تلك أحاطت قلبها بالراحة جعلتها تود لو أنها تنقض عليه و تحتضنه بقوة لأنها بحاجة إلى شخص يفعل لها ذلك
في هذه اللحظة بالتحديد


توقفت عن النظر نحوه لتمسح وجنتاها التي أصبحت مُمتلئة بالدموع و لكن و بدون سابق إنذار خطف قبلة سريعة من شفتيها ثم تراجع إلى الخلف تاركًا أياها تعود لتُحدق فيه بصدمة

لمَ تبدو لهُ جميلة هكذا حتى عندما تبكي؟

حمحم ثم رفع أمام عينيها أصابعهُ الطويلة التي يحمل بينها زهرة بيضاء اللون تُعرف بأنها زهرة الأمنيات كان قد قطفها سابقًا من فناء الجامعة

وضعها أمام عينيها مُباشرة ليُردف بإبتسامة مُستطيلية بعد ذلك تاركًا إياها تُحدق فيه بشرود تام

"تمني أمنية"

"تمني أمنية"

أمال رأسه بينما لا يزال يبتسم لترى في وجهه ذاك
وجه طفل صغير من الماضي يُردد نفس الكلمات بينما
يفعل المثل

هذا اليوم ليس بيوم ميلادها و ما يحمله بين يده ليس بكعكة الفراولة المليئة بالشموع لكي تتمنى بل هي زهرة الأمنيات التي لا تموت و التي كانت تعشقها منذ الصغر بسبب أحدهم !!

كما أنها لا تملك سوى أمنية واحدة و يستحيل لها أن تتحقق ألا و هي عودة والدها إلى هذه الحياة لأنها سئمت العيش من دونه حقًا و لا يستطيع أي شخص أن يفهم شعورها سواه

بقيت تُحدق بهدوء في تلك الزهرة دون أن تنطق بحرف
لأكثر من دقيقة فذلك الموقف الغريب ذكرها بشيء من الماضي الذي كان على وشك أن يتلاشى من ذاكرتها بالفعل

Dandelion Flower || زَهـرَة هَندَبـاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن