الفصل الثاني عشر

32.1K 1K 14
                                    


الحلقة الثانية عشر:


في منزل حسين الدمنهوري ،،،،،،


وفجأة سُمع صوت ارتطام قوي قادماً من المطبخ، وأعقبه تحطم بعض الصحون

ثم تلاه صراخاً حاداً من سنية و...
-
سنية بصريخ: الحقيني يا سهير هاااااااااااااااااانم ........................... !!!!!!




نهض كلاً من عز الدين والسيدة سهير من مقعديهما ، ثم ركضت سهير ناحية المطبخ لترى ما الذي حدث ...

-
سهير وهي تجري ناحية المطبخ بخضة : ايه في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟؟؟

دلفت سهير إلى داخل المطبخ ، ثم بحثت بعينيها عما حدث ، فوجدت سهير جانا ملقاة على أرضية المطبخ وفاقدة للوعي
-
سهير وهي تلطم على صدرها : يالهوي ، جانا !! بنتي ، ايه اللي حصل ، فوقي كلميني ، الحقوووني ياناس
-
عز من خارج المطبخ بصوت مرتفع: خير يا طنط في حاجة
-
سهير بصريخ: الحقني يا عز يا بني ، تعالى ساعدني بسرعة

أسرع عز الدين ناحية المطبخ ، ثم دلف للداخل ، فوجد جانا راقدة على الأرضية وفاقدة للوعي ، وسهير جاثية على ركبتيها وتحاول افاقتها ..

جثى عز الدين على ركبتيه ، ثم أمـــال ناحية جانا بجسده ، ومد كلا ذراعيه وجذب جانا قليلاً ناحيته ، وحاول مع سهير وسنية افاقتها ولكن دون جدوى
ثم قرر عز الدين أن يحملها ، فوضع احد ذراعيه خلف رقبتها ، والأخرى أسفل ركبتيها ، ثم حملها بين ذراعيه ، وسار بها بحذروتوجه بها نحو غرفتها
-
عز : حاسبي يا طنط ، انا هشيلها أوديها أوضتها ، هي فين بعد اذنك؟
-
سهير وهي تبكي : تعالى يا بني بسرعة


كانت سهير متوجسة خيفة أن يكون قد أصاب جانا أي مكروه ، فقد شعرت أن عقلها قد توقف عن التفكير تماماً ..



في نفس الوقت كان عز الدين ينظر بين الحين والأخر إلى جانا يتأملها وهي ساكنة تماماً بين ذراعيه ، لقد كانت تختلف تماماً عن أي مرة قد رأها بها .. ورغم شعوره بالغضب من الحماقات التي تتفوه بها ، إلا أنه كان يشعر بشيء غريب وهو بقربها ...


وبالفعل دخل عز الدين إلى داخل حجرة جانا ، ثم أنحنى بجسده قليلاً ووضعها برفق على الفراش ، فأسرعت سهير بوضع الغطاء عليها و...

-
سهير بلهفة : انا هطلب الدكتور يجي بسرعة يشوفها ، معلش يا بني أنا أسفة ،خليك وافق معانا


أمسكت سهير بهاتفها المحمول لكي تطلب زوجها ، ولكن أوقفها عز الدين بـ ....

-
عز وهو ينظر إليها : خليكي انتي يا طنط معاها أنا هكلم دكتور العيلة يجي أوام، ان شاء الله خير متقلقيش ...

ثم أخرج هاتفه المحمول ولكنه أدعى أنه (فاصل شحن)

-
عز قائلاً وهو يضرب جبينه بكف يده : يادي الحظ ، موبايلي فاصل شحن، طيب حـ ...


أمسكت سهير مرة أخرى بالهاتف ، وظلت تضغط على عدة أزرار و...

-
سهير وهي تجري الاتصال بزوجها: انا هكلم حسين يتصرف ، هو مش بيرد ليه ؟؟؟



ثم توجهت سهير بجسدها ناحية الخادمة سنية و ...

-
سهير موجهة حديثها لسنية بلهجة آمــرة : اطلعي بسرعة الدور العاشر عند د. رؤوف ، شوفيه موجود وخليه ينزل معاكي بسرعة
-
سنية وهي توميء بالايجاب : حاضر يا سهير هانم
-
سهير بلهفة: أوام يا سنية


لاحظ عز الدين أن معصم جانا يقطر دماً ...

-
عز ملاحظاً أن يد جانا تنزف: ايه اللي ع ايد الآنسة جانا ده يا طنط؟


وما إن رأت سهير الدماء وهي تنزف من يد جاا ، حتى ألقت بالهاتف من يدها ، وأسرعت ناحيتها و...

-
سهير ملقية الهاتف بنبرة قلقة : يالهوي ، جانااااا ، جانااااا ، البنت بتروح ميني ياناس
-
عز محاولاً تهدئتها : اهدي يا طنط كده ، في قطن وشاش طيب ، علبة الاسعافات الأولية ، أي حاجة
-
سهير وهي تتذكر شيء ما : ايوه ، ايووووه ، ثواني وهاجيبها
وتركت سهير جانا الغائبة عن الوعي مع عز لتحضر صندوق الاسعافات الأولية ،

وقف عز الدين في مكانه ، يتأمل جانا النائمة على الفراش وتعلو شفتيه ابتسامة رضــا ، فقد استطاع أن ينفذ التحدي المطلوب .. وما عليه إلا أن يجعل جانا تدرك هذا

عاد السيدة سهير بعد لحظات وهي تمسك بيدها صندوق الاسعافات الأولية وأحضرته سريعاً من غرفتها وأعطته لعز

جلس عز بجوار جانا على الفراش ، ثم مد يده ، وأمسك بكف جانا برفق ، أداره ناحيته ، وحدد مكان النزف ، ثم طهر الجرح الموجود به وقام بعمل ضمادة ليدها بعد أن أوقف النزيف



كانت سهير تراقبه وعلامات القلق والتوتر بادية على وجهها ، بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها و...


-
سهير ببكاء: ربنا يباركلك يا بني ، أنـ.....................
-
عز مقاطعاً سهير: يا طنط متقلقيش ان شاء الله خير ، بس حاولي حضرتك تشوفي فين الدكتور ولا عمي حسين ، مش هينفع نسيبها كده
-
سهير بصوت باكي : انا مش عارفة ايه اللي حصلها ، كنت سيباها كويسة والله
-
عز: ان شاء الله خير يا طنط


دلفت سهير مسرعة خارج الغرفة وهي تركض لتطلب زوجها المهندس حسين من الهاتف الأرضي و...

-
سهير وهي تجري خارج الغرفة لتطلب حسين من الهاتف الأرضي: استرها يا رب معانا ، يااارب نجي جانا ياااااا رب ، هاتها جمايل من عندك يااااا رب اللي اخرك بس يا حسين ، والبت سنية كل ده بتعمل ايه و.........

تابع عز الدين سهير بنظره وهي تركض للخارج ، ثم مد يده داخل جيبه الصغير ، وهنا أخرج عز الدين من جيبه زجاجة صغيرة موضوع بها مادة النشادر ، ثم مد يده ناحية وجه جانا ، ووضعها بالقرب من أنفها ، وبدأت بالفعل جانا تسترد وعيها ،،،
-
جانا بآلم محاولة فتح عينيها : آاااااااااااه ، ايه اللي حصل ؟
-
عز بثقة وهو يبتسم : منورة أوضتك يا عسل ، بس ايه البيجامات البناتي دي ، مش استايل الواد بلية بتاعك يعني؟


حملقت جانا بعينيها ناحية ذاك الصوت الذي تسمعه ، لم تصدق في البداية أن الموجود أمامها هو عز ، رمشت عدة مرات حتى تتأكد أنها لا تحلم ، ثم ادركت بالفعل أن عز الدين موجود أمامها و...

-
جانا محاولة أن تستوعب : انت ؟؟ اييه اللي جابك هنا ؟؟ وبتعمل ايه في اوضتى


أمــال عز الدين بجسده قليلاً ناحية جانا محاولاً إخافتها وإصابتها بالتوتر .. نظر في عينيها مباشرة و...

-
عز مقترباً منها: بوريكي نفسي ، بعرفك اني راجل ، وراجل أوي كمـــان ، هاااا يا حلوة ؟


اضطربت جانا من اقتراب عز الدين منها ، ومن عباراته الأخيرة ، فحاولت أن تبتبع ريقها وتستجمع القليل من شجاعتها و...


-
جانا: ازاي يسمحولك أهلي انك تقعد بالمنظر ده وعلى سريري كمان؟
-
عز باستهزاء وتهكم : ماهو ده الشغل العالي يا شاطرة ، ولا فاكرة نفسك الوحيدة اللي بتعرفي تخططي وترسمي ، ده انتي أخرج تنيمي فردة كاوتش ، ده ان عرفتي أصلاً !
-
جانا مستفهمة: انت عملت ايه بالظبط ؟؟؟؟؟؟؟
-
عز ببرود : ولا حاجة ، يدوب بس خليتك تطفحي الجاتوه اللي جبته بعد ماحطيتلك فيه مخدر مش سم هاري هااااه فاكرة ، والباقي بقى كان سهل!!
-
جانا بقلق: جاتوه؟؟ اللي أنطي سهـ......
-
عز مقاطعاً : الله ينورك عليكي يا شابة ، هو ده



حاولت جانا أن تبحث بعينيها عن أي أحد من العائلة ، تريد أن تستنجد بكائن من كان ، ولكن لا جدوى ، الغرفة خالية إلا من كلاهما ...

-
جانا محاولة ان تبحث بعينها عن أي فرد من عائلتها: اومال فين الـ .... فين انطى و..و... أنكل حسين؟


تمدد عز الدين على الفراش بجوار جانا ، ثم وضع كلا يديه خلف رقبته ، واستند بظهره للخلف على الفراش ، ونظر إلى جانا بأعين كلها ثقة وتحدي و....

-
عز واضعاً ذراعيه خلف رأسه وسانداً ظهره على الفراش : موجودين أطمني ،وهما بنفسهم اللي قالولي اقعد هنا ، لأ ومعاكي .. واهوو كله على عينك يا تاجر ههههههههههههههههه



أمـــال عز الدين بجسده قليلاً ناحية جانا واقترب من أذنيها ، بينما حاولت هي ان تبتعد عنه وتتغلب في نفس الوقت على مشاعر التوتر والقلق التي اجتاحتها

-
عز بصوت هامس : أصل انا أحب الشغل بتاعي يكون على نور هااا ،وعلى مياه بيضا !!!
-
جانا بتوتر : امشي اطلع بره
-
عز غامزاً : تؤ ، انا مبسوط هنا ......
ثم اخذ يقترب منها قليلاً محاولاً أن يرعبها ، كان عز الدين ينظر إليها بدون أن يرمش ، كانت جانا تخشى نظراته ، لذا لكي تنهي جانا تلك المهزلة سريعاً ، بادرتهبصفعة قوية على وجنته (( للمرة الثانية)) ثم صرخت ..
-
جانا بحدة : برررررره


وهنا استشاط عز غضباً ووقف على قدميه بعد أن نهض من على الفراش ، وكور قبضتي يده ، كان ينظر بغل وحقد إلى جانا ، فهو كان يريد الانتقام منها ورد الصاع صاعين لها ، لأنها قد تجاوزت بما فعلت كل الخطوط الحمراء معه ...

سحبت جانا غطاء الفراش لتغطي جسدها بالكامل وتحتمي به ، ثم ضمت قدميها إلى صدرها في محاولة ان تحمي نفسها من تهوره ، كان على وشك الفتك بها ، اقترب رويداً رويداً منها وعلى وجهه علامات الغضب .. فالدماء قد احتقنت بالفعل في وجهه ، ارتعدت جانا من نظراته المخيفة لها ، ولكن قاطعهما دخول كل من سهير وحسين ..
أسرع حسين ناحية جانا ثم احتضنها و...

-
حسين وهو يحضن جانا : جانا بنتي حبيبتي ، ايه اللي حصلك؟
-
جانا وهي تنظر لعز بخوف: آآآآ.................
-
سهير بسعادة : الحمدلله انك فوقتي ، اللهم لك الحمد والشكر ، انت عملت ايه يا عزعشان تفوقها؟؟
-
حسين وهو ينظر لعز : لتاني مرة تنقذ جانا يا بني ، انا مش عارف اشكرك ازاي!!
-
عز محاولاً ان يسيطر على غضبه: مافيش حاجة يا عمي


حاول المهندس حسين أن يفهم ما الذي حدث ، لذا وجه حديثه إلى زوجته السيدة سهير و...

-
حسين محدثاً سهير: ايه اللي حصل يا سهير؟؟؟؟؟؟
-
سهير وهي تشير بكلتا يديها : مش عارفة يا حاج ، أنا سبت جانا في المطبخ وجيت اعد مع عز فجأة سمعنا صوت خبط ورزع ، والبت سنية جت تجري تقولي ألحق جانا ، وكتر خير عز جه ساعدني وانقذها وماسبنيش لحظة
-
حسين : شكراً يا بني ، والله ما عارف اودي جمايلك فين
-
عز باقتضاب: متقولش جمايل يا عمي ، احنا عيلة ، ولا إيه يا آنسة جانا؟؟؟؟
-
حسين بصوت دافيء : طبعاااااااا يا عز يا بني ، لازم يا جانا تشكري عز ع اللي عمله معاكي
-
جانا بقلق وصوت يكاد يُسمع : آآآ... شكرا
-
حسين: اتفضل يا عز يا بني ع الصالون ، وانا جايلك حالاً

دلفت الخادمة سهير في نفس الوقت إلى داخل غرفة جانا وهي تلهث و...

-
ثم حضرت سنية قائلة: ملاقتش الداكتوور رؤوف ، ونزلت اشوف دااكتوووور تاني في البرج اللي قصادنا بس ملاقيتش حد يا ست سهير هانم!!

-
سهير وهي تنظر إليها : خلاص يا سنية مافيش داعي ، يالا يا عز ويا حاج حسين نسيب جانا ترتاح الوقتي

وخرج عز من الغرفة ، وعلى وجهه علامات الضيق ، حاول أن يخفيها ، ولكنه لم يستطع ، فالصفعة كانت موجعة بالنسبة له ، كان لسان حاله يتوعد لجانا ان يرد الصاع صاعين لها ، فبرغم نجاحه في الوصول لغرفتها إلا انها صفعته مرة اخرى لتهز عرش غروره !!!!!

........

في غرفة الصالون ،،،،


أجلس حسين عز الدين على الآريكة ، ثم جلس إلى جواره ، ووضضع يده على فخذه ليربت عليه و...

-
حسين: بجد يا ابني انت نعمة من ربنا بعتها لينا
-
عز: شكرا يا عمي
-
حسين: والله لولا فضل ربنا الأول ، وبعديه انت كان زمان جانا راحت ، بس أنا مستغرب ده حصلها إزاي ؟


حاول عز الدين أن يختصر في الحديث مع حسين حتى لا ينكشف أمره ، خاصة وأنه يخشى أن يحاصره بالأسئلة ، فنهض من على الأريكة و..

-
عز وقد نهض : مش عارف ، هستأذن يا عمي
-
حسين: لأ يا بني ، انت لازم تقعد تتغدى معانا
-
عز وهو ممد ليده مصافحاً حسين: وقت تاني يا عمي
-
حسين: اللي يريحك يابني

ثم خرج عز الدين من منزل حسين الدمنهوري .. ولكنه بات الآن اكثر اصراراً على الانتقام من جانا ، وتلقينها درساً لن تنساه ...

....................

دعني أحطم غرورك ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن