الفصل الخامس والسبعون- الأخير- الخاتمة

49.7K 1.3K 187
                                    



الحلقة الخامسة والسبعون ( الأخيرة ) :
[ الجزء الثاني ].. ،،

بداخل غرفة المراقبة الملحقة بقاعة الأفراح ،،،،،،

شك يوسف في أن يكون الخاطف شخصاً ما بعينه ، واتفق حسين معه في الرأي ، في حين نظر إليهما عز الدين بنظرات غاضبة غير قادر على فهم حديثهما المبهم ..
صاح عز الدين بحنق فيهما لكي يعرف هوية ذلك الشخص ، فنظر إليه والده بنظرات ثابتة دون أن يرمش و....
-
يوسف بنبرة حذرة : احنا بنتكلم عن حازم

تجهم وجـــه عز الدين أكثر ، وإزداد عبوساً ، ورفع أحد حاجبيه في ذهول و .....
-
عز بدهشة : مين ، حـــازم؟؟
-حسين بنبرة متلعثمة : أصله.. أصله يا بني كان..كان ..اتعرض قبل كده لجانا في الـ.....
-عز مقاطعاً بحنق : في النادي ؟؟ أنا عرفت بده
-حسين وهو يهز رأسه نافياً وبقلق : لأ في الشركة عندي ، يوم ما اغمى عليها في الأسانسير ....!!!


اتسعت حدقتي عيني عز الدين في اندهاش كبير ، وغليت الدماء فوراً في عروقه ،واحتقن وجهه بنيران الغضب و...
-
عز بصوت هـــادر : نعم ، وازاي محدش قالي ؟؟؟
-يوسف بنبرة متوجسة : احنا متوقعناش انه ممكن يتعرضلها تاني
-عز وهو يزمجر بغضب : الكلب الجبان ، اه لو مسكته بايديا
-حسين بنبرة منزعجة ، ونظرات مرتبكة : احنا مش عاوزين تهور ،احنا عاوزين ندور على جانا ونعرف هي فين
-يوسف مضيفاً بتوجس : مش لازم نستبعد احتمال تدخل حازم أو رامز في الموضوع
-عز بنظرات فاحصة ، ونبرة جدية وغاضبة : بس أنا متأكد ان الواد اللي طلع في الفيديو شوفته قبل كده ، بس فيييين مش عارف !!
-حسين برجاء : حاول تفتكر
-عز وهو يجز على أسنانه في غضب : انا متأكد ان شوفته قبل كده
-يوسف بنظرات زائغة ، ونبرة شبه منفعلة : طب ركز يابني
-عز بنبرة لاذعة : استناني يا بابا ، هاروح أنادي على الزفت الزفت ياسين يمكن يكون عارفه
-
يوسف بخفوت مضطرب : طيب

ركض عز الدين سريعاً خـــارج الغرفة وعبر الرواق ليدلف خـــارج المبنى تماماً ، ثم توجه ناحية ياسين ، وآمــره بالترجل من السيارة والذهاب فوراً معه إلى داخل غرفة المراقبة ..
اعتلت الدهشة وجه ياسين ، ولكن لا وقت لإضاعته في التفسير ..
تبع ياسين عز الدين وركض معه ، ثم آمــر عز الدين ياسين بأن يدقق النظر في صور ذلك الشخص المثبتة على الشاشة ..

فكـــر ياسين ملياً في صورة هذا الشخص ، وأيقن انه يعرفه من قبل ، ثم ...


-ياسين بنبرة متعجلة : ايوه ، الواد ده انا عارف اسمه ده صاحب حازم .. افتكر يا سينو كان اسمه ايه
-عز بحدة : ها يا زفت افتكرت ؟؟؟
-ياسين بحنق : يا عم اديني فرصة افكر ..
-عز بنبرة هادرة : مش وقتك خالص ، ركز في أم الصورة دي ، عارفه ولا لأ ؟؟!!!!!!
-ياسين بلهفة : ايوه افتكرت ده اسمه فؤش
-عز متسائلاً بضيق : يعني انت عارفه ؟
-ياسين وهو يلوي فمه ، وبخفوت : مش أوي
-عز متسائلاً بنبرة منزعجة للغاية : طب عارف هو بيقعد فين ؟
-ياسين ساخراً : اه في ماخور
-يوسف بنظرات شرسة ، ونبرة مخيفة : نعم ؟؟؟
-ياسين بتلعثم : أقصد في Night Club
-عز بلهجة آمرة : طب يالا نروحله
-ياسين بتهكم : وده كلام يا عز ؟؟ بقى في عريس في ليلة فرحه يروح بمراته كباريه !!!
-يوسف مقاطعاً بجدية : خد عربيتي يا بني وروحله

ظهر شبح ابتسامة على وجه ياسين حيث أنه سيتمكن من البقاء مع عروسته ، وتمضية وقت أكثر معها قبل أن يعيدها إلى منزل أبيها ، ولكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة سريعاً حينما نظر إليه عز الدين بنظرات مرعبة و....
-
عز بنظرات مخيفة ، ونبرة حـــادة وآمرة : برضوه هتيجي معايا
-ياسين بحنق وبسخرية : هو اليوم اضرب خلاص ، يالا بينا
-حسين بجدية ،ونظرات متوترة : أنا هحصلك يا عز
-عز بحزم : لأ يا عمي ، انتو خليكوا هنا واستنوا البوليس ، وبلغوه باللي حصل ، واحنا لو وصلنا لأي حاجة هنبلغكم فوراً
-يوسف بنبرة متفائلة ، ونظرات راجية : ربنا يعَتّركم فيها ويحفظكم
-عز وهو يتمتم بإيجاز : يا رب

ركض عز الدين ومن خلفه ياسين في اتجاه سيارة والده ، ثم طلب من والدته الانتقال إلى سيارته بصحبة دينا ، فتوجست عايدة خوفها ، وخفق قلبها من القلق ، ولكن حاول عز الدين بث الطمأنينة المزيفة لها ، ثم ركب السيارة وإلى جواره ياسين ، وانطلق بسيارة أبيه بسرعة قصوى في اتجاه ذلك الملهى الليلي الذي يمكث فيه فؤاد رفيق حـــازم ....



................................

صف عز الدين السيارة أمام أحد الملاهي المزدانة بإضاءات لامعة شديدة ، ثم جــاب ببصره المكان بحثاً عن المدخل المؤدي إليه ، ثم لمح رجلين ضخام البنية يقفان بجوار باب زجاجي عريض يرحبان ببعض رواد ذلك المكان الذي يصعدون على درجات رخامية براقة .... وبجوار هذين الرجلين توجد لوحات مضاءة لإحدى الراقصات ، ولوحة أصغر لمطرب ما .. فأيقن أن تلك هي بوابة الدخول ..

-
عز بلهجة آمرة وحادة : استناني في العربية يا سينو
-ياسين متسائلاً بقلق : هو أنا مش هدخل معاك؟
-عز وهو يتمتم بحزم : لأ .. اجهز بس لأي حاجة
-ياسين بنظرات متوجسة ، ونبرة خائفة : انت .. انت ناوي على ايه ؟؟

صمت عز الدين ولم يعقب ، فإنتاب ياسين القلق الشديد و...
-
ياسين بخوف مضطرب : اوعى تكون ناوي تفجر المكان
-عز بتهكم : مش بعيد ، بس لازم أوصل لجانا
-ياسين برجـــاء : ان شاء الله تلاقيها

ترجل عز الدين من السيارة وتوجه بخطوات سريعة ناحية الباب الزجاجي الخاص بالملهى ، في حين جلس ياسين خلف عجلة القيادة ، وتابع ببصره عز الدين وعلى وجهه علامات الترقب ....

.................................

في داخل الملهي ....،،،

دلف عز الدين إلى داخل الملهى ، ووجهه ممتعض مما رأه فيه من أجواء غير لائقة بالمرة ، وانتشار للفحش والمنكر بدون حياء ..
تأفف عز الدين كثيراً ممن يمكثون في هذا المكان ، ورمق من فيه بنظرات اشمئزاز وتقزز ، ولكنه للأسف مضطر أن يتواجد في هذا المكان فقط للوصول لمن تعرض لزوجته ..

حدق عز الدين ببصره في الجالسين والواقفين ، ومن يرقصون على مسرح يتوسط الملهى لعله يجد فؤاد ، وبالفعل لمحه وهو يجلس على البار الرخامي الطويل بصحبة بعض الفتيات الماجنات ..

ســـار عز الدين نحوه بخطى سريعة وهو مكور لقبضة يده ، وعينيه توحيان بشر عظيم ..

وقف عز الدين خلفه ، ثم هــــدر عالياً بـ.....

-عز بحدة مخيفة : انت فؤاد

استدار فؤاد برأسه ناحيته وهو ممسك بأحد كؤوس الخمر في يده ، ثم رمقه بنظرات زائغة من زاوية عينيه ، وفجـــأة تعالت ضحكاته عالياً و...
-
فؤاد ساخراً : لأ فؤش
-عز بحنق ، ونظرات شرسة : يعني انت صاحب الزفت حازم !!!!

مد فؤاد يده ليحاوط أحد الفتيات العابثات من خصرها ، ورمقه بإستهزاء و....
-
فؤاد بتهكم : ايييه يا عم انت داخل عليا حامي كده ليه

لم يتحمل عز الدين أكثر من هذا ، حيث أمسك فؤاد من ياقته ، وجذبه بعنف من على مقعده المعدني الطويل ، فختل توازنه ، ثم كـــال له عز الدين من اللكمات ما جعله يتأوه بشدة من الآلم ، فصرخت الفتيات من حوله ، وابتعدن على الفور من جواره و....
-
عز بغضب جمّ : فين حازم ؟
-فؤاد متآلماً : آآآه ، معرفش !

كور عز الدين يده مجدداً ، ثم لكم فؤاد مجدداً بقوة أكبر في فكه ،و...
-
عز بصوت هــــادر : بقولك فين حازم

انسابت الدمــــاء من أنف وأسنان فؤاد بغزارة ، وحـــاول أن يفلت من براثن عز الدين ، ولكنه عجز ، فقد كان يترنح بشدة من أثر الخمــرة التي لعبت برأسه ، ومن الآلم ..
-
فؤاد بتآلم شديد : آآآآه .. ده دم ؟؟ أنا...

لم يعبىء عز الدين بصراخ فؤاد ولا بتأوهاته المتتالية ، بل ظل يكيل له ، و..
-
عز بنبرة غاضبة ونظرات ميتة : هفضل أضرب فيك لحد ما تتكلم
-فؤاد بصوت ضعيف ومتلعثم : حازم .. حــازم في شقته الجديدة
-عز بنبرة صادحة : وشقته دي فين ؟؟؟
-فؤاد بخوف : معرفش !!

تدخل بعض رجــال الملهى للفض بينهما ، ولكن دفعهما عز الدين بعنف للخلف ، ثم أمسك بفؤاد مجدداً ، وطرحه أرضاً ، وكاد أن يفتك به و...
-
عز وهو يزمجر بعنف : هوا فييييييييين ؟؟؟
-فؤاد برعب : في الـ ((........))

جذب عز الدين فؤاد من شعر رأسه لكي ينهض عن الأرض ، ثم لوى عنقه أسفل ذراعه ، وجره جراً إلى خــــارج الملهى ..
-
عز بحدة : هتيجي معايا

قــــاوم فؤاد عز الدين ، وحـــاول أن يتخلص من ذراه القوية المطبقة على عنقه و...
-
فؤاد بصوت مختنق : مش خلاص عرفت اللي انت عاوزه ، سبقني هاتخنق ...!!!!!
-عز بتوعد ، ونظرات قاتلة : مش هاسيبك يا ديل الكلب
-فؤاد متآلما ً: آآآه ... طب بالراحة ، آآآآه ، هاموت في ايدك

أبرح عز الدين فؤاد ضرباً ، ثم جره بعنف معه ناحية سيارة أبيه ، شهق ياسين حينما لمح عز الدين وهو يسحب خلفه فؤاد والدماء تنزف من وجهه ...

فتح عز الدين باب المقعد الخلفي ، ثم دفع بفؤاد دفعاً إلى الداخل ، وصفع الباب بقوة من خلفه بعد أن قيد يديه بحبل أحضره من صندوق السيارة ، وتوجه ناحية مقعد القيادة ، وآمـــر ياسين أن يخلي مقعده ، فإمتثل ياسين لطلبه على الفور ، وجلس إلى جواره ..

أدار عز الدين محرك السيارة ، ثم انطلق بها ناحية عنوان حـــازم الجديد ..



التفت ياسين برأسه للخلف ، ليرى أن ملامح فؤاد قد تشوهت وغطتها الدمــاء ، فاعتدل برأسه للأمــام و...
-
ياسين بنبرة عادية : ده انت عدمته العافية
-عز بغضب جم : الواد النجس ده يستاهل أكتر من كده ، لولا اني عاوزه عشان اوصل لجانا كان زماني خلصت عليه

ضغظ عز الدين أكثر بقدمه على دواسة البنزين لتزداد سرعة السيارة ، فإنتاب ياسين الفزع و...
-
ياسين بنظرات هلعة ، ونبرة مضطربة : طب بالراحة وانت سايق ، عاوزين ننقذ جانا مش عاوزين نموت
-عز بنظرات ثابتة ، ونبرة حانقة : أنا عاوز اوصلها قبل ما الكلب التاني يعمل فيها حاجة... !!!
.........................................


عودة مرة أخرى إلى منزل حازم ،،،

تركت دارين جانا في غرفة النوم ، وتوجهت ناحية المطبخ لكي تبحث عن شيء ما حـــاد لكي تستخدمه في قتل جانا ..

ظلت جانا تصرخ عالياً لعل أحد ما يسمعها ولكن دون جدوى ، فالمنطقة السكنية الموجود بها المنزل جديدة ، ولا يسكنها إلا قلة قليلة ...

عـــادت دارين إلى غرفة النوم وهي ممسكة بسكين ما في يدها ، وعلى وجهها علامات شيطانية مرعبة ..
حدقت جانا في دارين ، وفي السكين الموجود بيدها بنظرات فزعة ، وخفق قلبها بقوة ، وتسارعت نبضاته في رعب

-
دارين بنظرات قاتمة ، ونبرة مخيفة : وجه الدور عليكي يالوكال

هزأت جانا رأسها في خوف مضطرد ، وحاولت أن تحرر يديها وقدميها المقيدين ، وظلت ترمقها بنظرات مرتعدة للغاية
-
جانا بتوسل ، ونظرات دامعة : بلاش تضيعي نفسك يا دارين عشان واحدة زيي
-دارين بعدم اكتراث ، ونظرات فارغة : أنا كده كده ضعت ..

ضاقت عيني دارين ، وتحولت للون قاتم ، ثم سلطت عبنيها على جانا و...
-
دارين بتوعد : بس مش هضيع لوحدي ، لأ ، أنا هضيعكوا كلكوا معايا ....!!

................

في نفس اللحظة ، كان حازم قد وصل للبناية التي يقطن بها بعد أن أحضر عدة حقائب بلاستيكية مليئة بالأطعمة ..

أمسك حـــازم بالمفتاح ووضعه في مكانه بالمقبض ، ثم فتح الباب ليتفاجيء بصوت دارين بنبعث من داخل غرفة نومه ..

ألقى حـــازم بالحقائب البلاستيكية ، ثم ركض ناحية غرفة النوم ، واستند بذراعيه على الباب المفتوح ليُصدم بدارين وهي ممسكة بالسكين الحـــاد في يدها

ابتلع حـــازم ريقه في توتر شديد ، ووزع نظره بينها وبين جانا ، ثم ....



-حازم بصوت مضطرب : دارين ؟؟؟ بتعملي ايه هنا ؟؟

استدارت دارين بجسدها لتجد حازم واقفاً على مدخ الغرفة ، فنظرت إليه بنظرات استهزاء و...
-
دارين بسخرية : اهـــــــلا بعريس الغفلة !!!
-حازم بصدمة ونظرات متوترة : انتي ... انتي دخلتي هنا ازاي ؟؟؟
-دارين بجدية مخيفة : ماهو انت نسيت تاخد مني المفتاح ، وصاحبك العبيط كان مفكر انه بيشتغلني ، بس أنا لفيته زي الخاتم في صوباعي ، وعرفت منه كل حاجة ..

فغر حـــازم ثغره في ذهول ، ونظر إلى دارين بدون أن يرمش ، في حين تابعت دارين بـ ....
-
دارين وهي تتمتم بتهكم مرير : بس تصدق كويس انك جيت عشان تشوف عروستك اللوكـــال ، وهي بتموت على ايدي
-حازم بنظرات مرتعدة ، ونبرة شبه راجية : دارين ، اعقلي ..

أشاحت دارين بيدها الممسكة بالسكين عالياً في الهواء ، ونظرت إلى حــــازم بنظرات قاتلة و...
-
دارين وهي تهدر بغضب : معدتش فيا عقل خلاص
-حازم بتوسل : سيبي جانا هي مالهاش دعوة
-دارين بعصبية شديدة ، وانفعال مخيف : جــــــــانا !! كل حاجة الزفتة دي ، أنا مش هسيبها ، سامع مش هاسيبها ، هي السبب في كل حاجة حصلتلي ، هي دمرت حبي لعز ، وخليتك تبيعني بعد ما كنت بتتمنى تبوس التراب اللي بمشي عليه ، ده حتى رامز جوز أمها خدعني و آآآآ....

أراد حـــازم أن يلهي دارين ، ويُسمعها معسول الكلام لعلها تُحيد عن رأيها ، وتترك السكين عن يدها و...
-
حازم مقاطعاً بصوت دافيء ونظرات حانية : يا دونا ، ده انا زوما حبيبك يرضيكي تعملي فيه كده

ضحكت دارين بطريقة هيسترية مخيفة ، وقهقهت بصوت عالي ومرعب ، ثم حدقت في حــــازم بنظرات شرسة و....
-
دارين بتهكم مخيف : حبيبي ! ده كان زمان ، أنا محبتش حد إلا عز ، وهأمّوت أي حد يوقف في طريق حبنا

بكت جانا بخوف ، وهي ترى أن حياتها قد باتت على المحك و....
-
جانا بصوت مختنق من البكاء : حرام عليكي يا دارين

التفتت دارين برأسها ناحية جانا ، ورمقتها بنظرات مميتة ، وأشارت بالسكين ناحيتها و...
-
دارين بغضب هــــادر : انتي تخرسي خالص ، مش عاوزة أسمع صوتك ، انتي السبب و آآآ...

استغل حازم الفرصة ، وانشغال دارين بالصراخ في جانا ، وقرر أن يهجم عليها ، وبالفعل دار حول دارين ، وأمسك بها من الخلف ، وحاول أن يختطف السكين من يدها ، ولكنها كانت متشبثة بها ...

ظلت دارين تتقاتل مع حـــازم على السكين الحـــاد ، وجانا تتابعهما بنظرات مزعورة و....
-حازم بنظرات شرسة ، ونبرة جادة : مش هسيبك يا دارين تموتيها

أمسك حازم بمعصم دارين ، وحاول أن يلويه للخلف بقسوة ، و..
-
دارين متآلمة ، وهي تصرخ بغضب : آآآآآآه .. اوعى، انا مش هسيبها تعيش !!

نجح حــــازم في أخذ السكين من يد دارين ، ثم ألقى به بعيدا ، وصفع دارين بقسوة على وجنتها جعلتها تنحي بجسدها للأسفل و...
-
حازم بشراسة : اللي لازم يموت هو انتي يا دارين ...!!!!!

تأوهت دارين من الآلم ، ورفعت وجهها قبالة حـــازم الذي باغتها بلف قبضتي يده حول عنقها ، وقـــام بخنقها بكل قسوة وغــل ...


نظر حــــازم إلى دارين التي حاولت جاهدة أن تخلص نفسها من قبضتيه المحكمة على عنقها بنظرات مميتة و....

-
حازم بصراخ قاسي : كفاية بقى ذل فيا ، كفايـــــــــــة ، انتي لازم تموتي عشــــان كلنا نرتاح

شحب وجـــه دارين بسرعة ، وتحول تدريجياً للزرقة ، وحاولت أن تتنفس ولكنها عجزت عن هذا ، وشعرت أن روحها تنسل منها ، و
-
دارين وهي تختنق : آآآآآ...لأ... آآآآآ
-حازم متابعاً بنبرة محتقنة ، ونظرات قاتمة : سنين بحاول أخليكي تشيلي عز من دماغك ، وانتي مصممة عليه ، ويوم ما خلاص قررت أخد مراته ليا جاية تخديها مني ..

أطبق حــــازم يديه أكثر على دارين ، و..
-
حـــازم بنبرة قاتل مخيفة : مش هتعيشي يا دارين ، هتموتي

بدأت قوى دارين تخور تدريجياً ، ونظرت إليه بنظرات زائغة و...
-
دارين بنبرة مختنقة ومتحشرجة : آآآآ........

صرخت جانا عالياً في محاولة يائسة منها لانقاذ دارين من القتل و...
-
جانا بنبرة صادحة وراجية : سيبها يا حازم متموتهاش .. سيبها هتتخنق في ايدك !!!!

لم يعرْ حـــازم الاهتمام لصراخ جانا ولا لتوسلاتها المتلاحقة من أجل أن يكف عما يفعل ، فقد سيطرت عليه تماماً فكرة قتل دارين والتخلص منها لأنها أفقدته صوابه ، ولم يعد يتحملها أكثر من هذا ...

ارتخت ذراعي دارين ، وأغمضت عينيها ، وتحول لون وجهها للشحوب التام ، وتراخت عضلاتها ، وسكن جسدها تماماً ولم يعد ينبض بالحياة .. فقد فاضت روحها ، وتوفيت ...

رأت جانا دارين وهي تقتل أمام ناظريها ، وبكت بمرارة شديدة ، فقد كانت دارين قبل لحظات حية ترزق ، والآن هي بين يدي الرحمن ...



أبعد حازم قبضتي يده عن عنق دارين حينما تأكد من سكونها تماماً ، فسقط جسدها على الأرضية الصلبة وتمدد ...

تسمر حـــازم في مكانه ، وحدق في جثة دراين المُسجاة أمامه بدون تعابير مفهومة ..
أجهشت جانا ببكاء حــــار ، وتلاحقت أنفاسها في خوف شديد و..
-
جانا بنحيب ، ونظرات مرتعدة : ليه عملت كده ؟؟ لييييييه ؟؟؟

رفع حـــازم بصره ، ونظر إلى جانا بنظرات فارغة و...
-
حازم ببرود : كانت واقفة في طريق سعادتنا يا جانا ، كانت هتمنعني منك يا حبيبتي ...
-جانا بصراخ هيستري : بــــــس ، اســــــكت مش عاوزة اسمع حاجة ، انت مجرم .. قاتل ، سفاح ، وهي مجرمة زيك ، كلكم مجرمين ...!!!

أزاح حــــازم جثة دارين للخلف حيث انحنى بجذعه للأسف وأمسك بها من ذراعيها ، ثم جرها على الأرضية وترك جثتها بجوار أحد الأركـــان ...
اعتدل حازم في وقفته ، وتنهد في إرتياح لأنه قد تخلص منها وللأبد ... ثم استدار حازم برأسه ورمق جانا التي كانت ترتجف من الرعب بنظرات مختلفة ..

اقترب حــــازم من جانا ، وجلس على طرف الفراش ، ومد يده ناحيتها ليمسد على شعرها ، ويمسح بأصابعه على وجنتها ، فأشاحت هي بوجهها بعيداً عنه ، وهي تتقزز منه لمسة يده القاتلة و...
-
حازم بهدوء مخيف : شششش يا جانا ، اهدي ، هي خلاص ماتت مش هتقدر تعملنا حاجة

حركت جانا رأسها بعيداً عنه كي تتجنب لمسته ، و...
-
جانا بنبرة متأففة ، ونظرات اشمئزاز : ابعد عني !

أمسك حازم فك جانا بإصبعيه ، وأداره في اتجاهه ، ثم نظر مباشرة في حدقتي عينيها الخائفتين و...
-
حازم بابتسامة شيطانية من بين أسنانه : خلاص احنا هنتجوز يا قلبي وآآ...

اتسعت عيني جانا في ذهـــول ، و...
-
جانا مقاطعة بحدة : نتجوز ، انت مجنون ، استحالة ده يحصل
-
حـــازم ببرود مخيف : لأ هايحصل ، أنا مخطط لكل حاجة
-
جانا بنبرة جـــادة : نتجوز ازاي ، وأنا أصلاً متجوزة ..؟؟!!!!!!!!

ضاقت عيني حــــازم أكثر ، واكفهرت ملامح وجهه ، ورمق جانا بنظرات قاسية و..
-حازم وهو يزمجر بعنف : مش هيحصل ، انتي بتاعتي وبـــس ، سمعاني ، انتي ليا أنا بس !!!

..................................


وصـــــل عز الدين وياسين بالسيارة إلى عنوان منزل حــــازم ...
ظل فؤاد يفرك وجهه من الآلم ، ويحاول تخفيف حدته ، ومسح بيده الدماء النازفة من أنفه ..

استدار عز الدين برأسه ليرمق فؤاد بنظرات حانقة و...
-عز بنبرة متشنجة : انت متأكد انه ساكن هنا ؟؟؟؟
-فؤاد وهو يوميء برأسه في خوف : ايوه
-عز بنبرة تحذير : خد بالك منه يا سينو ، أنا هطلع اشوف الحيوان اللي فوق
-ياسين بنبرة بجدية : ماشي ، بس خلي بالك يا عــز ، متتهورش
-عز وهو يغمغم بإيجاز : متخافش

ترجل عز الدين من السيارة ، وســـار بخطوات سريعة ناحية مدخل البناية ، فصاح ياسين بـ ...
-
ياسين بصوت عالي : أنا هبلغ الجماعة بمكانا
-عز بإقتضاب : طيب ، وشوف هما وصلوا لايه مع البوليس
-ياسين وهو يوميء برأسه : ماشي

........................

دلف عز الدين إلى داخل البناية ووصل للطابق الموجود به منزل حـــازم ، وبحث بعينيه عن باب منزله ..
كان الهدوء يسود المكان ، فحـــاول عز الدين أن يسترق السمع لكي يتأكد من وجود أي أحد ، وفجـــأة سمع صراخ ينبعث من داخل الباب الموجود على الجانب ...

ركض عز الدين في اتجاه الباب ووقف أمامه ، وبالفعل استمع إلى صوت جانا ينبعث من الداخل بـ ....

-جانا بصوت صــادح وخائف : ابعد عني يا مجرم
-حازم بعنف : انتي بتاعتي وبسسسسس

انتفض عز الدين فزعاً في مكانه ، واعتصر قلبه من الآلم حينما سمع صراخات زوجته المتلاحقة ، وصوت حازم وهو يتعهد بأن تكون له فقط ..
تراجع عز الدين للخلف ، ثم ركض بكل قوة في اتجاه الباب لكي يدفعه بقوة بكتفه ويحطمه
ظل عز الدين يركل الباب بقدمه تارة ، وبجسده تارة أخرى بكل حدة إلى أن تمكن من كسره قليلاً ، ثم اندفع مجدداً بعنف ليتمكن من فتحه ..
وقع عز الدين على الأرضية الصلبة من قوة الاندفاع ، ولكنه نهض مجدداً ، ولملم نفسه ليبحث ببصره عن جانا ...
-
عز بصوت صادح ، ونظرات مضطربة : جانا ، جانا !!!

انتبه حــــازم لصوت الخبطات المتتالية على الباب ، ومن بعده صوت عز الدين الهادر و...
-
حازم بتهكم : الظاهر ان حبيب القلب مقدرش يصبر على بعادك

نهض حــــازم عن الفراش ، واختبيء في أحد الأركـــان ، في حين صرخت جانا عالياً بـ ...
-
جانا بصراخ حـــاد : عز الحقني

ركض عز الدين ناحية باب الغرفة ، ثم دلف للداخل بعد أن رأى زوجته مقيدة على الفراش ، وانحنى بجسده ناحيتها ، وأمسك بوجهها بين راحتي يده ، وانحنى على جبينها يقبلها بشغف و...
-
عز بنبرة متوجسة : جانا ..انتي كويسة ؟؟

هزت جانا رأسها وهي تبكي في خوف ، ثم مد عز الدين قبضتي يده محاولاً حل وثاقها ، وبالفعل بدأ في فك عقدة رابطة العنق قليلاً ، ولكن تنبهت جانا لوجود حـــازم الذي كان مسلطاً بصره على عز الدين و...
-
جانا بنبرة مزعورة : حاسب يا عز !!


لم ينتبه عز الدين إلى حازم الذي هجم عليه من الخلف بكل قوة ، وضربه بعنف في ظهره ، ليرتد عز الدين للأمام ويسقط على زوجته ، ثم أمسك به حازم من ياقته ودفعه على الأرضية ، وتقاتل الاثنين بشراسة ...

أمسك حـــازم بالأباجورة الموضوعة على الكومود وحطمها على رأس عز الدين الذي تأوه من الآلم ، وبدأت الدمـــاء تنساب من رأسه و...
-
عز متآلماً : آآآآه
-حازم بشراسة : انت جيت لقضاك برجليك ..!!

إنهال حازم بالركلات المتلاحقة في معدة عز الدين ، ورغم الآلم الشديد إلا أن عز الدين مد ذراعه وأمسك بقدم حازم وجذبه بعنف منها ليسقط هو الأخــر على ظهره على الأرضية الصلبة ، ويرتطم بها ..
اعتدل عز الدين قليلاً ، ثم زحف في اتجاه حازم ، وجلس فوقه ، وقيد حركته بجسده ، ثم انهال على وجهه باللكمات القوية و...
-
عز وهو يزمجر بغضب : اه يا **** ، بتخطف مراتي يا جبان يا بن الـ ***

رفع حـــازم يديه عالياً وفوق وجهه ليصد لكمات عز الدين ، و...
-
حازم بصوت متحشرج : مش مراتك ، هتكون مراتي
-عز بقساوة ، ونظرات مميتة : أنت بتحلم !!!!!!!!!!!!

-
حازم والدماء تنزف من بين أسنانه بغضب : والحلم هيبقى حقيقة لما أخلص عليك وتحصل دارين
-عز بذهول : دارين ؟؟؟

اعتلى وجه حـــازم ابتسامة شيطانية ، وأشار بعينيه إلى أحد الأركــان ، فالتفت عز الدين برأسه إلى حيث أشار ، وحدق في تلك الجثة الملاقاة بجوار أحد الأركـــان ....

فغر عز الدين ثغره في صدمة رهيبة ، ثم أدار بصره ناحية حـــازم ورمقه بنظرات استنكار و...
-عز بغضب عظيم : انت عملت فيها ايه ؟؟؟
-حازم ببرود : هي اللي عملت في نفسها كده لما ادخلت بيني وبين جانا
-عز بصراخ حـــاد : انتو أكيد ناس مجانين !!
-حازم بنظرات أكثر شراسة ، ونبرة مخيفة : مجانين !! يبقى ليس على المجنون حرج في اللي بيعمله

ظلت جانا تتحرك بطريقة هيسترية على الفراش محاولة حل وثاقها وهي تتابع عن كثب القتال الدائر بين زوجها وصديقه و...

-جانا بنبرة مرتعدة ومحذرة : حاسب يا عز ، خلي بالك
-عز بجدية : ماتخافيش يا جانا
-حازم بتوعد ، ونظرات شرسة : أنا هموتلك حبيب القلب

وضعت جانا عقدة رابطة العنق في فمها ، وحاولت أن تحلها بأسنانها ، وبالفعل نجحت في جعل العقدة مرتخية و...
-
جانا بنبرة حـــادة : ابعد عن جوزي يا مجرم ، سيب حبيبي يا جبان

رفع عز الدين رأسه في اتجاه جانا ، ورمقها بنظرات غير مصدقة و...
-
عز باستغراب : قولتي ايه يا جانا ؟؟

مدت جانا أصابع يديها نحو عقدة رابطة المقيد لقدميها وبدأت في حله على عجالة و...
-
جانا بإنزعاج : مش وقته يا عز !

ابتسم عز الدين رغم قساوة الموقف وغرابته ، فقد اعترفت جانا بأنه زوجها الذي تحبه ، وبخوفها الشديد عليه ...
-
عز بنظرات رومانسية ، ونبرة عاشق : أمانة عليكي يا شيخة لتقوليها تاني
-جانا محذرة : ركز في اللي قدامك !!!

اغتاظ حــــازم كثيراً من الرومانسية التي تدور بين كلاهما ، و..

-حازم بتوعد : جوزك هقتله ، وهتبقى أرملة واتجوزك
-عز بشراسة : مش هيحصل !!


لمح حــــازم السكين الملاقاة بجوار الدولاب ، فكشر عن أنيابه لعز الدين ، ثم أخذ نفساً عميقاً استجمع به كل قوته ، وقام بدفع عز الدين من فوقه بعنف جعله يرتد للخلف ..
استغل حازم الفرصة وزحف في اتجاه السكين ، ثم أمسك بها في يده و...

-
حازم بنظرات قاتلة ، ونبرة شرسة : نهايتك قربت
-جانا بنبرة مزعورة ، ونظرات خائفة : خد بالك يا عز منه ، ده معاه سكينة ...!!!!!

نهض حــــازم عن الأرض وأمسك بكل شراسة بالسكين في يده ، وظل يلوح بها في اتجاه عز الدين الذي تراجع للخلف ، و...
-
عز بهدوء حذر : سيب يا حازم السكينة وبلاش تهور..!

تطاير الشرر من حدقتي عين حـــازم و....
-
حازم بزمجرة هادرة : هخلص عليك
-عز بتوجس حذر : اعقل يا حازم ، متضيعش نفسك !

أعــــاد حازم رأسه للخلف وهو يضحك بطريقة هيسترية مرعبة ، و...
-
حازم بسخرية وتهكم : أنا سمعت الكلام ده كتير ، حتى من المرحومة دونا
-جانا بنبرة خائفة : حاسب يا عز .......!!!

تحررت جانا من وثاقها تماماً ، وبحثت بعينيها عن أي شيء يمكن أن يساعدها في الدفاع عن زوجها وانقاذ حياته وحياتها .. فلمحت مزهرية موضوعة على التسريحة ..

حاصر حازم عز الدين في ركن من أركـــان الغرفة ، ثم سدد السكين بكل حدة في اتجاه صدر عز الدين لكي يقتله ، ولكن تفادى عز الدين الضربة ، وأمسك بحازم من معصمه ، وحاول ابعاد السكين عنه ...

زمجر حازم بغضب عارم ، وركل بركبته أسفل معدة عز الدين لينحني للأسفل متأوهاً من الآلم ، ثم ارتخت يده عن معصم حــازم الذي كان على وشك طعنه في ظهره ...


تفاجيء حـــــازم بضربة قوية على رأسه بالمزهرية جعلته يترنح من الآلم و....،
-
جانا بشجاعة زائفة : قولتلك سيبوه يا حازم ...!

أعادت جانا ضربه مجدداً بالمزهرية لتتحطم فوق رأسه ، فيصرخ من الآلم و...
-حازم متآلماً : آآآآآآآآآآآآآه

استغل عز الدين الفرصة ، وأمسك بالسكين من يده حـــازم ، وألقاه بعيداً ، ثم وجـــه له لكمة شرسة في فكه و...
-
عز بنبرة حادة ، ونظرات غاضبة : أما مراتي تقول كلمة يبقى تسمع ، خُــــــــــــــد ..!

وقع حـــازم على الأرض من شدة الضربات ، فانحنى عز الدين بجذعه عليه ، وثبت ذراعيه بيديه ، وباقي جسده بثقل وزنه ، في حين بحثت جانا عن أربطة ما لتقيد بها حـــازم

تعاون الزوجين معاً في تقييد حـــازم ، والتأكد من عدم استطاعته النهوض أو حتى حل وثاقه ..
تأمل عز الدين زوجته عن قرب ، وحدق فيها بأعين عاشقة ، في حين رفعت جانا عينيها لتنظر إليه بنظرات جادة و...
-جانا بنبرة خائفة : اتأكد انك ربطته كويس لأحسن يفك الحبل ..
-عز مازحاً : ليه هو حـــاوي ؟؟
-جانا بخفوت ، وتوجس : برضوه مانضمنش
-عز غامزاً ، وبنبرة واثقة ومغترة : لأ اطمني .. ولا عشرة هيعرفوا يفكوه ..!

..................................

وصلت سيارات الشرطة أسفل البناية ، ثم ترجل منها بعض الضباط والعساكر فانضم إليهم ياسين وشرح لها بإيجاز ملابسات الموقف ، وصعد بهم إلى حيث يقطن حــــازم

اتخذت الشرطة الاجراءات اللازمة ضد كلاً من فؤاد وحـــازم ، وتم إلقاء القبض عليهما ، ثم استدعى أحد الضباط رجــال الاسعاف ليتم نقل جثمان دارين إلى المشرحة ..

ضم عز الدين زوجته تحت ذراعه ، وظل مقرباً إياها إلى صدره ..
اقترب أحد الضباط منهما و...

-الضابط بصرامة : حضراتكو هتيجوا معانا القسم عشان ناخد أقوالكم ، ونقفل المحضر ، وبعد كده هيتم استدعائكم للنيابة
-جانا بخفوت وهي توميء برأسها : اوكي
-عز بجدية : حاضر يا فندم

.......................

انتقل الجميع لاحقاً إلى قسم الشرطة حيث تولت النيابة التحقيق في جرائم القتل المتورط فيها حــازم ، وأدلت جانا بكل ما تعرفه من معلومات ، وما صرحت به دارين قبل موتها ..
استغرقت تحقيقات النيابة وقتاً مطولاً ، ورغم الاجهاد والتعب البادي على جانا إلا أنها لم تتأخر في قول الحق ..
جف حلق جانا أكثر من مرة وهي تسرد الحقائق الخاصة بجرائم دارين ضد زوج والدتها ، وما دبرته مع حـــازم من أجل الايقاع بينها وبين زوجها .. آمـــر وكيل النيابة بإعطاء جانا مشروب بارد كي ترتوي .. ثم استأنف معها التحقيق ...

.......................

خرجت جانا من القسم بعد فترة ووجها مرهق تماماً من التعب ، وجسدها مهلك من الإجهاد ، فوجدت زوجها في انتظارها ، وما إن رأها تدلف للخارج حتى ركض ناحيتها ، ثم مد ذراعيه نحوها وأحاطها من خصرها وضمها إلى صدره وقبلها عدة مرات على رأسها ..

توردت وجنتي جانا من الخجل ، وخاصة أن عز الدين لم يكف عن تقبيلها بشغف أمام الجميع
شعرت جانا بحضن عز الدين الدافيء ، وبلمسته الحانية عليها ، لقد افتقدت ذلك الشعور منذ فترة ، ولم يعد لديها الرغبة الآن في أن تقاومه .. هي ترغب في أن ترتمي للأبد في أحضان زوجها ، وتعيش معه من جديد خاصة بعد أن أدركت حجم المؤامرات التي حيكت ضد كليهما ...


لم يكف ياسين عن إطلاق دعاباته المازحة من أجل إضفاء أجواءاً مرحة و...
-
ياسين مازحاً : وربنا أنا بلغت الناس كلها ، والصراحة محدش كدب خبر وجوم كلهم ، بس انت عارف آعـــز الشرطة عندنا عاملة زي الأفلام القديمة بتيجي بعد الفيلم ما يخلص ، وتتر النهاية يطلع

ضحك الجميع في سعادة على عبارات ياسين ، ولكن نظر إليه المهندس حسين بنظرات شبه جادة و...

-
حسين مبتسماً ، وبنبرة محذرة : بس يا سينو بدل ما تبات في الكراكون ، وعلى التخشيبة كمان .......!!!
-ياسين بذهول : كراكون !
-يوسف مبتسماً ابتسامة عريضة : قصده القسم ..!!!

لوى ياسين يده للخلف لكي يتحسس قفاه ، و...
-
ياسين ساخراً : آآآآه ، انت هاتقولي ،أنا عارف ايدهم طويلة ، لأ وممكن يبعتولي فرج يزفني كمان بما اني عريس جديد ، يادي النصيبة .. هايتعمل عليا حفلة !!!!!!!
-يوسف ضاحكاً : ههههههههههه ايوه وانت عارف فرج ..!
-ياسين بوجه مرتعد ، ونبرة متوترة : ربنا يكفينا شره

وقف حسين قبالة ابنة أخيه ، ثم احتضنها بين ذراعيه ، وربت على ظهرها في حنية أبوية و...

-حسين بصوت دافيء : حمدلله ع سلامتك يا جانا
-جانا مبتسمة بهدوء : الله يسلمك يا آنكل
-يوسف بنبرة فرحة : الحمدلله انك بخير يا بنتي ، مين كان يتصور ان كل ده يحصل
-جانا بتنهيدة : الحمدلله

وضع عز الدين يده على كتف زوجته ، ثم نظر إليها بنظرات عاشقة ، وأدار وجهه ناحية أبيه و...
-
عز بجدية ، ونظرات حاسمة : سيبولي مراتي شوية
-حسين بنبرة عادية : يابني مش نطمن عليها
-يوسف وهو يهز رأسه : هنسيبهالك بعد كده بس نطمن باقي العيلة صح ولا ايه يا سحس
-حسين وهو يوميء برأسه : ايوه

عبس وجـــه ياسين قليلاً وهو يتذكر كيف فسدت ليلة عرسه في نهايتها و...
-
ياسين بنبرة شبه حزينة : مش كفاية ليلتي اللي باظت
-عز مازحاً : متقولش باظت ده بس كان فيها شوية اكشن
-ياسين بتهكم صريح : اكشن ؟؟ ياعم قول مطاردات ، وقتل ، وخطف ، ورعب ، لأ وختمت بالقسم يعني كولكشن مُعتبر ...!
-عز مبتسماً ابتسامة واسعة : عشان تفضل طول عمرك فاكرها
-ياسين بنبرة ساخرة : وهي دي ليلة تتنسي
-حسين وهو يشير بيده : مش يالا بينا بقى
-يوسف بنبرة طبيعية : يالا يا ولاد
-حسين بنبرة آسفة : بس محدش كان عارف ان رامز وسيلين يطلعوا بالشر ده كله
-جانا بتنهيدة حزينة : أهوو رامز خد جزائه
-حسين بخفوت : ايوه
-جانا بنبرة مريرة : بس.. بس صعبان عليا مامي.. هي برضوه مكانتش تستاهل ده
-حسين بهدوء : هي اللي اختارت يا جانا السكة دي ومشيت فيها ، فلازم تتحمل نتيجة اختيارها ، وياما نصحها أبوكي الله يرحمه وأنا من بعده ، لكن هي أصرت على اللي في دماغها !
-يوسف بنبرة جـــادة : بس يا جانا مامتك محتاجاكي الفترة دي معاها
-جانا فاغرة شفتيها : هه..
-يوسف بجدية أكثر : زي ما سمعتيني ، هي محتاجة تحس ببنتها واقفة جمبها ، حتى لو كنتي مش راضية عن اللي هي عملته ، لازم تسانديها
-جانا وهي تزم شفتيها على مضض : ربنا يسهل

أوضح يوسف لجانا دورها المقبل مع والدتها ، وأن من واجبها أن تكون بارة بها حتى لو كانت مذنبة وخاطئة ، فربما هذا يعيدها إلى رشدها ، ويجعلها تندم عما فعلت ..

وعدت جانا المهندس يوسف أن تحاول أن تفعل هذا لاحقاً ...

زفـــــر عز الدين في انزعاج واضح ، فقد طـــال الوقت وهم جميعاً مجتمعون أمام القسم يتحدثون في كافة الأمور ، وهو يقف على أحر من الجمر ينتظر التعبير لزوجته عن مشاعره المتأججة في صدره
عقد عز الدين حاجبيه في ضيق ، وقطب جبينه ، ثم ...
-
عز مقاطعاً بتذمر : لأ بقى .. كده كتير والله ، أنا عاوز أستفرد بالمدام شوية ..
-
ياسين ببرود : اصبر
-
عز بتهكم : هو أنا ردتها شفوي بس .. عاوز أكمل العملي بتاعي
-يوسف بجدية وهو يشير بيده : عيب يا ولد الكلام ده
-عز بإنزعاج : سوري يا بابا ، بس محدش سأل فيا خالص
-حسين ضاحكاً : هههههههههههه الصبر جميل يا عز يا بني ..!

التفت عز الدين إلى زوجته ، ورمقها بنظرات مشتاقة و..
-
عز لجانا بخفوت : يا بنتي فهميهم أن احنا ورانا مباحثات ، ومشاورات ومداولات مؤجلة من شهور

احمرت وجنتي جانا ، واضطربت نبضات قلبها ، وشعرت بالخجل الشديد وخاصة من نظرات الجميع لها و..
-جانا بخجل : عـــز !!
-عز برومانسية: عيون عز
-جانا بصوت هامس : لينا بيت نتكلم فيه ، مش ينفع كده
-عز ساخراً : طالما in public .. ومافيش feelings ... يبقى so what ، ولا انتي رأيك ايه ؟؟؟

ضيقت جانا عينيها ، ووضعت يدها في وسط خصرها ، ونظرت إلى عز الدين بضيق زائف و...
-
جانا بجدية مصطنعة : وده من امتى ان شاء الله
-عز غامزاً ، وبنبرة رخيمة : من زمـــان بس الحلو كان تقلان
-جانا بتذمر : لا والله
-عز بجدية : أه والله

اتجه الجميع نحو سيارتهم المصفوفة بجوار القسم ، وقبل أن يصل عز الدين وجانا إلى سيارتهما ، سمع كلاهماً صوتاً مألوفاً يأتي من خلفهما ، و...
-
عمـــر بنبرة هادرة : عــــز ..!!!

التفت كلاهما إلى مصدر الصوت ، فوجدا عمر يقف خلفهما وعلى وجهه علامات الغضب جلية

اعترت الدهشة وجه عز الدين ، ونظر إليه بإستغراب و...
-عز بتعجب : عمر !! ايه اللي جابك هنا ؟

اقترب عمـــر من عز الدين ، ثم مد أحد ذراعيه ناحيته ، وضمه إلى صدره كي يحتضنه و...
-
عمر بنبرة هادئة ومخيفة : حمدلله على سلامة مدام جانا
-عز مبتسماً : الله يسلمك يا .. آآآآآآآآآه

شعــــر عز الدين بأداة حــــادة تمزق أحشائه ، فجعلته يتأوه بشدة من الآلم ، ويتكور على نفسه ، وينهار على الأرض والدمـــاء تزف منه بغزارة ..

شهقت جانا في فزع ، وصرخت عالياً صرخة مخيفة وهي تضع كلتا يديها على فمها و...
-
جانا بفزع : عـــز ، لألألألأ ...!!!!

تنبه يوسف إلى صوت الصراخ ، فاستدار برأسه ليجد ابنه مُسجى على الأرض و....
-
يوسف بنبرة فزعة : عــــــــــــــز ، ابني !!!

التفت حسين هو الأخـــر ناحية مصدر الصراخ ، فوجد عز الدين ملقى على الأرض وإلى جواره عمـــر وهو ممسك أداة حـــادة ( تشبه المطواة ) في يده و...
-
حسين بنظرات مرتعدة ، وصوت هادر : عــــــــــز !!

حدق عمــــر في عز الدين بنظرات شيطانية متشفية و...
-
عمر ببرود مخيف : نهايتك جت على ايدي يا عز ...!!

وضع عز الدين يده على مكان الجرح ، وحاول منع الدماء من النزيف ، ورفع بصره في اتجاه عمـــر و...
-
عز بصوت ضعيف : طب ليه عــ... عملت كده .. آآآآآآه

جثت جانا على ركبتيها ، ووضعت رأس عز الدين على حجرها ، ونظرت إلى عمر بأعين باكية و...
-
جانا بصراخ حـــاد : عملت كده ليه ؟؟؟
-عمر بقسوة : عشان خاطر ابويا

جثى يوسف على ركبتيه ، ووزع نظره ما بين عز الدين وعمــــر و...
-
يوسف بنبرة متحسرة ، ونظرات مرتعدة : ليه كده يا بني ، عملت كده ليه ؟؟؟
-عمر بحنق : أنا عمر .. عمر رامز عبد الشكور

اتسعت حدقتي عين جانا في ذهــــول تام ، وتجمدت ملامح وجهها ، وعجزت عن التنفس للحظة و..
-
جانا بصدمة : بتقول ميييييييييييين ؟؟؟

تجمهر العساكر سريعاً أمام عمـــر ، وأمسك به البعض منهم بعد أن استدعاهم حسين ، وأمسك أحدهم بالمطواة ( أداة الجريمة ) ...
حـــاول عمر أن يتخلص من قبضتهم ، ولكنهم كانوا أكثر منه ، وسيطروا تماماً عليه ...

أخرج ياسين هاتفه المحمول واتصل فوراً برجـــال الاسعاف بعد أن رأى رفيقه ينزف أمام عينيه ، وظل يصرخ فيهم لكي يأتوا على عجالة ...


صرخت جانا بصورة هيسترية وهي ترى زوجها يعاني آلاماً شديدة ، ويكاد يلفظ أنفاسه ، فقد نزف بغزارة ، فابتسم عمـــر بطريقة متشفية ، ثم رمقها بإزدراء و...
-عمر بزمجرة هادرة : أيوه أنا عمر ابن رامز جوز امك يا جانا ، كنت بحاول أنفذ خطة أبويا في اني استدرجك وأوقعك في حبي بس للأسف فشلت بسبب عز ...

بكت جانا بحرقة ، ولم تعقب ، بل حاولت أن توقف النزيف بيديها ، فتابع عمر حديثه بـ ....
-
عمر وهو يردف بإنفعال : وأبويا في الأخر مات محروق ، هااااااااااه ، سمعاني مات محروق ، وأنا قولت لازم أحرق قلبكم على ابنكم زي ما حرق قلبي على ابويا وحرمني منه ....!!!

نهض يوسف عن الأرض الإسمنتية ، ثم أمسك عمـــر من ياقته و...
-
يوسف بنظرات مصدومة ، ونبرة متلعثمة : ده ... ده ..انا وثقت فيك
-عمر بغضب : وأنا أبويا ضاع بسببكم
-يوسف بصوت صادح : بس دارين هي اللي قتلته ، ليه تعمل كده ، ليييه ؟؟؟

جر العساكر عمـــر بقوة في اتجاه القسم ، و...
-
عمر بنبرة متشنجة : انتو السبب ..انتو السبب ، وأنا كده ارتحت وخدت بتاري !!!
-يوسف بصوت هادر : اطلبوا الاسعاف بسرعة
-
ياسين بفزع : أنا .. أنا طلبته يا عمي ، ان شاء الله هايبقى كويس ، اطمن ..!!

احتضنت جانا رأس عز الدين ، ورفعتها إلى صدرها ، ونظرت إليه بأعين منتفخة من البكاء و...
-
جانا بصوت باكي : عـــــز .. حبيبي ، خليك معايا ماتسبنيش ، أنا بحبك يا عز والله بحبك

جاهد عز الدين لكي يفتح عينيه أمام جانا ، وينظر إليها بعشق و....
-
عز بصوت خافت وضعيف : آآآآآ..أنا..أنا لو هموت الوقتي هاكون .. هاكون سعيد اني..اني.. في.. حضنك
-جانا بنظرات متوسلة ، وصوت مختنق من البكاء : حبيبي .. متكلمش ، الاسعاف جاي ، انت هتعيش
-عز بصوت هامس ، ومتلعثم :آآآآ.. أخيراً يا ...يا جانا.. أخيراً.. قولتي انك بتحبيني ...آآآآ
-جانا بنحيب : والله بحبك من زمان يا عز ، انت حبيبي ، وجوزي ، ، وحياتي ، أنا مسمحاك عن اي حاجة عملتها ، أيوه والله مسمحاك ومن قلبي .. بس.. بس ماتسبنيش ، حبيبي .. سامعني .. عـــــــــــز !!!!!!

أغمض عــز الدين عينيه وهو يبتسم لزوجته ، وبدأ يستكين في أحضانها .. في حين انتفض جسدها فزعاً ، واضطربت نظراتها ، وشحب لون وجهها ، ارتعشت من الخوف ...
حاولت جانا جعله يفيق ، ويتحدث معها مجدداً و..

-جانا بصريخ ، ونظرات فزعة : عـــــــــز ، رد عليا ، عـــز .. لأ !!!

..................................

بعد مرور يومين في المشفى ،،،،

إنهارت جانا تماماً ، وظنت أنها فقدت زوجها للأبد ، وتم نقلها إلى المشفى لتتلقى الرعاية الصحية ..

عانت جانا من انهيار عصبي ، وداوم الأطباء على رعايتها ، ولكنها كانت رافضة لكل شيء حتى العلاج ، ولم تكف عن الصراخ ولا البكاء ، وإنتابتها نوبات صراخ هيسترية ، ولم يجعل جسدها يستكين سوى الحقنات المهدئة ..

وقفت إحدى الممرضات إلى جوار جانا محاولة تهدئتها ، ولكنها أزاحت يدها بغضب بعيداً عنها و....
-
جانا ببكاء هيستري: لألأ .. أنا عاوزة عز .. هاتولي عز
-الممرضة متسائلة في حيرة : اديها حقنة مهدئة ؟
-الممرضة الأخرى بجدية : لازم ناخد رأي الدكتور الأول ..!

حضر الطبيب إلى الغرفة بعد قليل ، فوجد الممرضتين تعانيان معها كثيراً ، فاقترب منها بحذر و...
-
الطبيب بهدوء : مدام جانا ، سمعاني .. مدام جانا ،اهدي واسمعيني من فضلك

التفتت جانا إلى الطبيب ، ورمقته بعينيها المتورمتين ، وأنفها المنتفخ من كثرة البكاء و.....
-
جانا متسائلة بعصبية : فين عز ؟؟؟
-الطبيب مبتسماً بهدوء : اطمني يا مدام جوزك بخير ، هو والله كويس وحالته مستقرة ..!
-جانا بإنفعال شديد : انت كداب ، جوزي مات وانتو بتكدبوا عليا ، هاتولي عز ، انا عاوزة جوزي ...!!!!

في نفس اللحظة دلف عز الدين إلى الغرفة وهو مستند بذراعه على كتف ياسين ، وواضعاً ليده الأخرى على جرحه ، في حين حاوطه ياسين بذراعه لكي لا يسقط ، وســـار كلاهما بخطوات متمهلة ومتريثة ...

-عز بصوت ضعيف : صويتك جاب التايهين

توقفت جانا عن الصراخ ، ثم استدارت برأسها ناحية مصدر ذلك الصوت الذي تألفه ، وتشتاقه ..
رمشت جانا عدة مرات لتتأكد من أنها لا تحلم ، و...
-
جانا متسائلة بصوت منتحب : انت عز ؟
-ياسين مازحاً بإقتضاب : لأ ده فوتوشوب

عـــاون ياسين عز الدين في سيره حتى أجلسه على طرف الفراش ، ثم أزاح ذراعه بعيداً عنه ، وتراجع للخلف ...

حدق عز الدين في جانا ، وعلى وجهه ابتسامة عذبة و..
-
عز بنبرة رخيمة : أيوه أنا يا جانا

مدت جانا أصابع يدها وهي ترتعش ناحية وجه عز الدين ، وظلت تتحسس بشرته في توتر شديد ..
-
جانا بخفوت : انت بجد ؟

أغمض عز الدين عينيه ليستمتع بلمسات جانا الرقيقة على وجهه الخشن و...
-
عز بصوت رجولي دافيء : اه والله

تنحنح ياسين ، واخفض بصره في حرج ، ثم ...
-
ياسين بنبرة متحشرجة : أسيبكوا انا بقى ، واطلع للولية مراتي الغلبانة اللي واقفة بره دي

استدار ياسين بجسده واتجه ناحية الباب ، في حين تبعه الطبيب بعد أن تأكد من هدوء جانا وسكونها مع زوجها ، وأشـــار للممرضتين لكي تدلفان معه للخارج ويتركان كلاهما ليحظيا ببعض الخصوصية ..

أغلقت الممرضة الباب خلفها ، في حين ظلت جانا تتحسس وجه عز الدين وهي غير مصدقة لعينيها و...

-جانا بتلعثم : انت... انت ماموتش ! طب .. طب ازاي ؟؟؟

لوى عز الدين فمه في تهكم زائف ، ثم حدق في عيني زوجته و...
-
عز مازحاً : الله اكبر يا شيخة .. لأ ، أنا لسه عايش وبسبع أرواح
-جانا ساخرة : لأ بقوا ستة الوقتي
-عز بجدية مصطنعة : بلاش أر ...!

رمشت جانا مجدداً ، وعقدت حاجبيها في دهشة ، وهي تكاد لا تصدق أن زوجها معها ، ويجلس إلى جوارها ..
-
جانا باستغراب : طب ازاي ؟؟ انت كنت بتفرفر
-عز بضيق : بفرفر.. الملافظ سعد !

أخذ عز الدين نفساً مطولاً ، ثم زفره في هدوء و...
-
عز بتنهيدة : يا ستي كل الحكاية ان سي عمورة بتاعك لمـ آآآ.....
-جانا مقاطعة بغضب : متقولش زفت بتاعي

اعتلت ابتسامة رومانسية وجه عز الدين ، ثم أمسك بكف يد زوجته بيده ، ورفعه إلى فمه ، وقبله بحنية ، ونظر إليها بنظرات دافئة و...
-
عز بصوت رخيم : لما الزفت ده ضربني بالمطواة في بطني ، المطواة دخلت في توكة الحزام ، وبفضل الله نجاني ويدوب بس جزء من المطواة دخل فيا ..

حدقت جانا في عز الدين وهي غير مصدقة لما حدث ، وفغرت شفتيها في صدمة ، فتابع عز الدين حديثه بنفس الهدوء و...
-
عز بنبرة رخيمة : فأنا قولت أعمل الشوية دول عليكي يمكن تحني عليا وتقولي على اللي جواكي ..

ضاقت عيني جانا حينما أدركت أن عز الدين كان يتلاعب بأعصابها ، وتجمدت الكلمات على شفتيها من الصدمة ..

وضع عز الدين إصبعه على شفاة جانا ، وهو متعمن فيها و...
-
عز بصوت متحمس : بس الصراحة فاجئتيني ، وقولتي بزيادة أوي .. وبعد كده اغمى عليكي ، واتنقلنا المستشفى سوا .. انتي كان عندك انهيار عصبي ، والدكاترة حاولوا معاكي كتير وآآآآ...

اغتاظت جانا كثيراً من عز الدين ، ورفعت يديها ناحية صدره ، وظلت تضربه بحنق و...
-
جانا بنبرة منزعجة : تصدق انك واحد معندوش دم ..!

أمسك عز الدين بقبضتي جانا بيده ، وحاول تهدئتها ، و...
-
عز بنبرة إعجاب ، ونظرات منبهرة : بس الصراحة يا جانا متخيلتش انك بتحبيني أوي كده
-جانا بضيق : انت ازاي تعمل فيا كده ؟؟

أرخى عز الدين قبضته عن معصمي جانا لكي يتمكن من أحاطتها بكلا ذراعيه ، وضمها إلى صدره و...
-
عز بنبرة حانية : غصب عني والله ، بس أنا أسف .. بحبك يا مراتي ، يا قلبي .. بحبك أوي
-جانا بتبرم : أنا لأ

أرخى عز الدين ذراعيه قليلاً عن جانا لكي تتراجع هي للخلف ، ونظر إليها وهو رافع لأحد حاجبيه في انزعاج مصطنع و...
-
عز متسائلاً بتوتر زائف : بتقولي ايه ؟
-جانا بتذمر : بقولك لأ

أخفض عز الدين رأسه ، ولوى فمه ، وجعل ملامح وجهه تبدو متجهمة و..
-
عز مدعياً الآلم : آآآآآه

ارتعدت جانا وهي تجد ملامح عز الدين تتبدل سريعاً ، ونظرت إليه بقلق زائد ، ومدت يدها إلى وجهه ، ورفعت رأسه عالياً لتنظر مباشرة في عينيه و..
-
جانا متسائلة بخوف : ايه مالك ؟

ركز عز الدين بصره على جانا ، ورمقها بنظرات عشق ، واشتياق ثم ..
-
عز بخفوت : أصل كلمة لأ بتوجع قلبي ، فمتقوليهاش تاني
-جانا بنبرة عابثة : يا سلام
-عز مبتسماً بسعادة : وحياة عبد السلام !
-جانا متسائلة بمكر : مين عبد السلام ؟
-عز غامزاً : اسألي ياسين وهو يقولك

رمقت جانا عز الدين بنظرات تحدي ، ثم نهضت عن الفراش و..
-
جانا بنبرة عنيدة : طيب ! أنا هاروح أسأله ...!!!!

انحنى عز الدين بجذعه قليلاً وهو يتأوه من الآلم و...
-
عز بصوت ضعيف : آآآآه.. الجرح باينه شادد

ظنت جانا أن عز الدين يمزح معها ، ولكنه تأوه أكثر من الآلم ، وتكور على نفسه ، فاقترب منه ، وجلست على طرف الفراش إلى جواره ، ومدت يدها إلى يديه و...
-
جانا متسائلة بنبرة مضطربة : ايه بيوجعك ؟
-عز متآلماً : آآآه
-جانا بخوف : طب فين ؟؟ وريني

أشـــــار عز الدين بيده إلى جانبه ، ووجهه مكفهر ، وعابس من الآلم الزائف ..
-
عز بصوت أقرب للهمس : هنا

مالت جانا بجسدها على عز الدين لتتحسس موضع الآلم بيدها و..
-
جانا بتوجس : هنا؟
-عز مبتسماً في خبث : لأ هنا

باغت عز الدين جانا ، وجذبها من يدها ناحيته لتسقط في احضانه ، ثم انحنى بها على الفراش ، وتمدد إلى جوارها ، ومسد على شعرها برفق ، ثم ارتفع بصدره قليلاً بعيداً عنها لينظر إلى عينيها بنظرات مشتاقة راغبة في تذوق أنهار الحب من على شفتيها و....
-عز بنبرة رومانسية : قلبي وجعني من كتر بعادك عنه ...

انحنى عز الدين برأسه على جانا ليطبق على شفتيها بحنان ، ثم رفع رأسه قليلاً و...
-
عز بصوت هامس : مش احنا كان عندنا مباحثات ومشاورات مؤجلة يا جانا
-جانا بصوت ناعم : مباحثات برضوه يا عز
-عز وهو يوميء برأسه : أيوه
-جانا بنظرات خجلة : وده ينفع برضوه هنا
-عز بنبرة خبيثة : أهو ده المكان الوحيد اللي هعرف أخد راحتي فيه ... بس استني أما أزنق الباب بالكرسي عشان أعرف أخلص المشاورات بدون مقاطعة
-جانا باستغراب : بقى كده ..!

نهض عز الدين من جوار جانا ، ثم ســـار بخطوات متمهلة نحو الباب بعد أن أمسك بأحد المقاعد المعدنية بيده ، ثم أسند المقعد على المقبض ليحكم غلقه ، واستدار برأسه نحو جانا التي اعتدلت على الفراش و...
-
عز وهو يغمغم بصوت خافت : اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
-جانا متسائلة بحيرة : بتقول ايه يا عز؟
-عز مبتسماً بسعادة : بدعي ربنا يجنبنا الشيطان ..
-جانا بخجل : كويس أوي

اقترب عز الدين من الفراش، ثم صعد عليه ، وتمدد إلى جوار زوجته ، وقام بلف أحد ذراعيه حول خصرها ، وأمسك بيده الأخرى أصابع يدها ، ونظر إليها بنظرات عاشق مشتاق و...
-
عز بنبرة رجولية جـــادة : بسم الله نبدأ الجلسة الافتتاحية
-جانا بدلع : لأ يا عــز
-عز بنبرة متحمسة وهو يغمز : بقولك ايه مش وقت لأ خالص ، جدول الأعمال مليان ، وأنا عاوز أدي لكل جلسة حقها ، هه حقها ! فهماني طبعا ..............................................!!!



تمت بحمد الله

🎉 لقد انتهيت من قراءة دعني أحطم غرورك ©️ - كاملة ✅ 🎉
دعني أحطم غرورك ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن