الفصل الثامن والستون

29.5K 754 8
                                    


الحلقة الثامنة والستون:

في شركة المهندس حسين الدمنهوري ،،،،

تفاجئت جانا بعز الدين يقتحم عليها مكتبها ، والشرر يتطاير من عينيه ، فانتفضت فزعاً من على مقعدها ، ودفعته برعب للخلف ، واتسعت عينيها في ذهول ، وتملكها الضيق والانزعاج و...

-
جانا بنبرة حــــادة : انت ايه اللي جابك هنا ؟

حدق عز الدين في جانا بنظرات غاضبة و...
-
عز وهو يزمجر بضيق : بترفعي عليا قضية يا جانا ، هي حصلت ....!!

مدت جانا يدها وأمسكت بسماعة الهاتف الموضوع أمامها ، ونظرت إلى عز الدين بنظرات محتقنة و...
-
جانا بنبرة تهديد هادرة : امشي اطلع بره وإلاهطلبلك الأمن يرميك في الشارع ...!!!

اقترب عز الدين من مكتب جانا ، ووقف في مواجهتها ، ثم مد كلتا يديه وأمسك بالهاتف وعلى وجهه علامات الانفعال جلية و...
-
عز بنبرة عنيدة ، ونظرات متحدية : مش طالع ، و أدي التليفون !!
قام عز الدين بتحطيم الهاتف ، وإلقائه بعنف على الأرضية الصلبة ، مما جعل جانا تنتفض فزعاً من تهوره المخيف ..

حاولت جانا أن تبدو أمامه متماسكة ، ولكنها كانت حقاً ترتجف من عصبيته الزائدة و...

-
جانا بنبرة مرتبكة ، ونظرات مشتعلة من الغيظ : انت اتجننت

أسند عـــز الدين كلتا يديه على سطح المكتب الزجـــاجي ، وحدق في جانا بنظرات جاحظة ، وكادت تبرز مقلتي عينيه من مكانهما و...
-
عز بنبرة هادرة : ايوه اتجننت ، عاوزة مليون جنية ياختي ؟
-
جانا بعناد : آه حقـــي !

زفــــر عز الدين في انزعاج واضح ، وحاول أن يتحكم قليلاً في أعصابه كي لا تخرج زمـــام الأمور عن سيطرته ، ثم التفت برأسه لليســـار فلمح باقة من الورود الحمراء مستندة إلى جوار جانا ... فضاقت عينيه ، واكفهر وجهه أكثر و...
-
عز بنبرة مغتاظة وهو يشير بعينيه : وده ايه ده كمان ان شاء الله ..!!!!!!!

التفتت جانا إلى حيث أشـــار عز الدين ، فوجدت باقة الورد الحمراء ، فعدلت رأسها في اتجاهه ، ثم رمقت جانا عز الدين بنظرات غير مكترثة ، وعقدت ساعديها أمام صدرها و...
-
جانا ببرود زائف : وانت مالك ...!

لم ينتظر عز الدين أن تجيبه جانا ، بل تحرك في اتجاه الباقة ثم أمسك بها ووجهه ينطق بالضيق ، ثم قرأ ما كتب بداخل الكارت بنظرات شرسة و...
-
عز بتهكم صريح : صباحك زفت زي وشك ..!!!!!

ألقى عز الدين باقة الورد في سلة القمامة بعد أن نزعها ، ومزق الكارت إلى قطع صغيرة ، في حين تسمرت جانا في مكانها ، ونظرت إليه بنظرات مصدومة ، وهي فاغرة شفتيها في عدم استيعاب لما يفعله ...

اقترب عـــز الدين مجدداً من جانا التي بدأت تتراجع للخلف بحذر ، وعلى وجهها علامات التوتر والارتبــــاك و...
-
عز بنظرات غاضبة ، ونبرة هادرة : عاوزة المليون جنية عشان البيه يا هانم
-
جانا بنظرات متحدية : مالكش فيه ، فلوسي وأنا حرة ..!!
-
عز وهو يصرخ بعنف : لأ مش حرة ، انتي نسيتي انك مراتي ...!!!

ظل عز الدين يتقدم للأمـــام ، بينما استمرت جانا في التراجع للخلف ، و...
-
جانا بنبرة ممتعضة ، ونظرات منزعجة : ياخي فوق ، أنا مش مراتك ، احنا اتطلقنا

أصبح عــــز الدين على بعد خطوتين من جانا ، فرمقها بنظرات نادمة و...
-
عز وهو يعض على شفتيه في حنق : كانت غلطة في ساعة شيطان

تراجعت جانا خطوة للخلف ، لتتعثر في مقعدها ، وتجلس عليه رغماً عنها ، ثم رفعت بصرها إليه ورمقته بنظرات ضيقة من حدقتي عينيها التي بدأت تلمعان من العبرات و...
-
جانا بنبرة مختنقة : غلطة !!!!! اللي عملته فيا كان غلطة ، دمرت حياتي ، وقتلت ابني ولا بنتي وتقولي غلطة ، لأ وفي ساعة شيطان ....!!!!

أسند عز الدين مرفقيه على ذراعي المقعد الخاص بجانا ، وانحنى بجسده عليها ، لتتقلص المسافة بين رأسيهما إلى سنتيمترات معدودة ، ثم حدق في عينيها مباشرة و...
-
عز بهدوء مصطنع ، ونبرة متلعثمة : جانا.. أنا ..أنا لســـ..

سلط عـــز الدين بصره على شفتي جانا ، ورمقها بنظرات راغبة مشتاقة ، ثم انحنى أكثر برأسه على شفتيها التي كاد أن يلمسهما ، في حين تلاحقت أنفاس جانا ، وظل صدرها يعلو ويهبط في ارتباك شديد ، وكادت أن تستسلم لعز الدين ... ولكنها تمالك أعصابها في اللحظة الأخيرة ، وتمكنت من السيطرة على مشاعرها ، فقامت باستجماع شجاعتها ، ودفع عز الدين من صدره بقبضتي يدها ، ليرتد هو للخلف ، فتنهض هي عن مقعدها و...
-
جانا بحدة : اطلع بره ، انا مش طايقاك ، بكرهك ، بكره كل حاجة فيك ، بكره صوتك وشكلك وريحتك ، وبكره حبي ليك ...!!

ابتلع عز الدين ريقه في آسى ، وأجفل عينيه في ندم و...
-
عز بنبرة مريرة : جانا ، عشان خاطري اسمعيني
-
جانا بصريخ حـــــاد : اطلع بــــــــــــرا ..!!!!!!

مرت ثوانٍ ليتفاجيء عـــز الدين بعدد من الموظفين يقتحمون المكتب بعد فتح بابه ، ومن ثم يدلفون إلى الداخل و...


-
جانا بلهجة آمرة وهي تشير بيدها نحو عز : طلعوا البني آدم ده بره

لم يردْ عز الدين أن يزيد الطين بلة ، لذا ...
-
عز على مضض ، وبنظرات متوعدة : ماشي يا جانا ، أنا طالع ، بس اللي في دماغك ده مش هيحصل ، انتي فاهمة ! مش هيحصل حتى لو في خيالك !!!!!!
-
جانا بتحدي ، ونظرات مشتعلة من الغضب : هتدفع غصب عنك وهتجوز تاني ، وأحرق قلبك زي ما حرقت قلبي عليك !!

لم يستطعْ عز الدين أن يتحكم في أعصابه عقب عبارة جانا الأخيرة ، فركض بخطوات سريعة نحوها ، وكاد أن يمسك بها ، ولكن لحق به عددٍ من الموظفين ، وحالوا دون وصله إليها ، ثم وصـــل رجــال الأمن الداخلي الخاص بالشركة إلى مكتبها ، وتولوا مهمة الامســـاك بعز الدين ، وابعاده إلى الخـــارج
-
عز بصراخ صادح : على جثتي يا جانا ، سمعاني على جثتي ، انتي ليا أنا وبسسسس ..

حـــــاول عز الدين التخلص من قبضة رجـــال الأمن ، ودفعهم بحدة ليتحرر منهم و...
-
عز بغضب جمّ : أوعى كده انت وهو .. أنا ماشي بس هنتقابل تاني !!
-
جانا باستهزاء ونظرات استهجان : اه في فرحي ان شاء الله

أوشك عز الدين على الاقتراب مجدداً من جانا بعد أن ركض في اتجاهها ، ولكن أوقفه رجـــال الأمن الداخلي و...
-
عز بغضب شديد : انتي عاوزاني أموتك الوقتي ..!!!!!
-
جانا وهي تشير بيدها للأمن بخوف ، ونظرات مرتعدة : امسكوه كويس وطلعوه بره

دلف حسين إلى داخل المكتب بعد أن لاحظ تجمهر لبعض الموظفين أمــــام مكتب جانا ، وأصوات عالية وزمجرات غاضبة في المكان ...

اعتلت الدهشة وجــه حسين حينما وجد عز الدين بداخل مكتب ابنة أخيه ، ورجـــال الأمن يمسكون به و...

-
حسين وهو يعقد حاجبيه في استغراب : ايه اللي بيحصل هنا .. عز !!!!

دفع عز الدين الأمن الداخلي مجداً بعنق ليتخلص من قبضتهم ، ثم التفت إلى المهندس حسين ، و...
-
عز بنبرة شبه حــادة : سوري يا عمي كنت عاوز أكلم جانا
-
حسين بضيق واضح : تكلم جانا تقوم تعمل الشوشرة دي كلها ..!

لم يعقب عز الدين ، بل أطرق رأسه في احراج زائف ، في حين تابع حسين بـ ...
-
حسين بصرامة : وبعدين ده مكان شغل ، اتفضل من هنا .. وزي ما قولتلك قبل كده وهافضل أقولك ده ، احنا مافيش بينا كلام ، جوزاة وانتهت ، روح شوف حالك بعيد عننا .. الله يسهلك !!!!
-
عز بإصـــرار : أنا أسف يا عمي ، سامحني ، بس مش هاقدر ، أنا حالي مع جانا
-
حسين وهو يشير بيديه ، وبنبرة جـــافة : مع السلامة يا بني ، وصلوه للبوابة تحت
-
عز بنظرات ضيقة ، وهو يتمتم بإنزعاج : ماشي يا عمي ، هنتكلم بعدين ..

ســـار عز الدين في اتجاه باب الغرفة ، وقبل أن يدلف تماماً للخارج ، التفت بجسده ، وركز بصره على جانا و...
-
عز الدين بنظرات متحدية ، ونبرة متصلبة : وانتي يا جانا متفكريش هسيبك بالساهل ..!!!
-
جانا وهي تلوي شفتيها في تهكم : ابقى اتغطى كويس عشان ده مش هيحصل ....!!!!!

..................................

في قسم الشرطة ،،،،

دلف رامز خــــارج غرفة وكيل النيابة بعد أن تم التحقيق معه على مدار الساعة ، ووقف إلى جواره المحامي الخاص به ، وظل الاثنين يتناقشان حول وضعه القانوني و...
-
رامز وهو يزمجر بضيق : يعني ايه يا فوزي الكلام ده ، انا مش فاهم حاجة!!
-
فوزي بجدية : يعني حضرتك والهانم هتفضلوا 4 أيام في الحجز على ذمة التحقيق
-
رامز بتهكم جليّ ، ونظرات ممتعضة : وسيادتك جاي تعمل ايه هنا ، تقولي الكلمتين دول !!!
-
فوزي المحامي متابعاً بنفس الجدية : دي بلاغات بالمستندات متقدمة ضدك
-
رامز بحدة وهو يشير بيده : انا ماليش في الكلا م ده ، انا مينفعش أبات في الحجز
-
فوزي المحامي بنظرات قلقة : والله يا باشا موقفك صعب مش عارف أقولك ايه .!!!!!
-
رامز بنظرات منزعجة ، ونبرة حادة للغاية : عاوزك تعرفلي مين اللي قدم البلاغات دي ضدي ..!
-
فوزي المحامي وهو يشير برأسه : حاضر يا رامز باشا ، بس أستأذنك عشان ألحق أخش مع المدام ، واشوف بيحصل معها
-
رامز وهو يلوي فمه في غضب : خش يا سيدي ..!!!!!

......................
حضر المحامي فوزي التحقيقات الدائرة مع سيلين ، وحاول قدر الامكان أن يخرجها هي الأخـــرى من الحجز بكفالة ، ولكن للأسف لم يستطع ..

دلفت سيلين هي الأخـــرى إلى خــارج مكتب وكيل النيابة وهي عابسة الوجه ، مقتضبة الجبين و....

-
سيلين بنظرات حانقة ، ونبرة غاضبة : يعني ايه ؟؟ انامعايا جنسية how come ؟؟
-
فوزي المحامي ببرود مصطنع : اهدي يا هانم هما 4 ايام بس
-
سيلين بحدة : ولا ثانية واحدة ، I didn't do anything

نظر رامز إلى سيلين شزراً و...
-
رامز بنرفزة : بيقولك في ورق متقدم ومستندات يا هانم
-
سيلين بتوجس : بس .. أنا معملتش حاجة غلط
-
رامز بجدية ، ونظرات ثابتة : انتي ناسية معظم الصفقات والتوكيلات كانت باسمك ...!!!

اتسعت عيني سيلين حينما أدركت حجم المعضلة التي وقعت فيها ، في حين تابع المحامي فوزي حديثه بـ ....
-
فوزي المحامي بنبرة هادئة نسبياً : اهدوا يا جماعة وان شاء الله هتصرف

حدقت سيلين في رامز ، ورمقه بنظرات محذرة و...
-
سيلين بحنق واضح : أنا مش هاروح في داهية لوحدي !! خليك عارف ده كويس
-
رامز بجفاء : سولي بيبي .. اهدي
...........

في شركة عز الدين الكيلاني ،،،

جـــاب عز الدين مكتبه ذهاباً وإياباً بخطوات عصبية ، وظل يركل الأرض بقدمه في انزعاج واضح ، وكور قبضة يده ، وضرب بها الحائط في نرفزة ، في حين جلس ياسين بأريحية على المقعد المقابل لمكتبه ، وهو ممسك بكوب من المشروب البارد و...
-
عز بغضب ، ونظرات قاسية : بقى أنا واحدة زي دي تقول للأمن يرميني بره ..!!!!

ارتشف ياسين بعض القطرات من المشروب البارد ، وظل يتلذذ به غير عابئاً بعصبية عز الدين ولا حديثه و..
-
ياسين بنبرة فاترة : أها
-
عز وهو يجز على أسنانه في غيظ : لأ والمخفي جايبلها ورد وبيتغزل في جمال عينيها ...!
-
ياسين وهو يوميء برأسه : أها ..
-
عز بنبرة متشفية : بس تستاهل اني رمتلها الورد في الزبالة ... ده مكانه زي اللي بعته !
-
ياسين وهو يهز رأسه ببلاهة : اه

توقف عز الدين عن الحركة ، ثم التفت برأسه إلى ياسين ، ورمقه بنظرات ضيقة متفحصة و...
-
عز متسائلاً بجدية : انت معايا يا زفت

أغمض ياسين عينيه وهو يرتشف ذلك المشروب البارد المنعش ، والطازج ثم ...
-
ياسين بنبرة هادئة : طبعاً
-
عز بنبرة جـــادة ، ونظرات متربصة : طب كنت بقول ايه ؟

انتاب ياسين التوتر ، فاعتدل في جلسته ، ثم نظر إلى عز الدين بنظرات ضائعة و...
-
ياسين بارتباك : آآآآ... اه كنت بتقول يا لذيذ يا رايق


انقض عز الدين على ياسين ، وكــــاد أن يفتك به ، فحــاول ياسين ابعاده عنه و...
-
عز بضيق : انت هتشلني والله ..!!!

تخلص ياسين من قبضة عز الدين ، ثم أخذ يعدل من هندامه و...
-
ياسين بإنزعـــاج :يعني عاوزني أعملك ايه ، بقالك فوق الساعتين عمال تهري وتنكت في نفسك ، والصراحة أنا تعبت

أدرك عز الدين أن رفيقه ياسين على حق ، فهو بالفعل لم يكف عن الحديث عن جانا وما فعلته به ، وما أثار جنونه حقاً و..
-
عز بنبرة آمـــرة ، ونظرات جادة : بص بقى من هنا ورايح عاوزك تجيبلي كل أخبار جانا
-
ياسين بنبرة غير مهتمة : خلاص هبقى اسأل دينا ..!

وقف عز الدين في مواجهة ياسين ، ثم وضع يده على كتفه ، وضغط عليه و...
-
عز بنظرات صارمة ، ونبرة مخيفة : لأ يا حلو ، انت تلزقلها زي خيال ضلها
-
ياسين بنظرات متسائلة : أقصدك اني أشتغل مخبر ؟
-
عز بتهكم : مخبر ، عسكري ، كرومبو ، المهم تجيبلي كل اخبارها لحظة بلحظة ..!!!
-
ياسين بعدم اكتراث ، ونظرات غير مهتمة : ياعم أنا مش فاضي للهجص بتاعك ده ، انا عندي شغل ..!!
-
عز بجدية : لأ ما أنا عافيتك من مهامك كلها ، ومش وراك حاجة إلا ده
-
ياسين متسائلاً بنبرة متعشمة : طب في أوفر تايم ؟
-
عز بنبرة شبه جادة : هبقى أشوفك
-
ياسين وهو يمط شفتيه : ممممم .. سيبني أفكر
-
عز بصوت مرتفع ، ونظرات شرسة : ولـــــه !
-
ياسين بخوف : خلاص يا عم أنا موافق !!

...............

في مكتب حسين الدمنهوري ،،،،

كان المهندس حسين الدمنهوري يتحدث هاتفياً مع صديقه يوسف حول أخـــر المخططات التي وضعها كلاهما من أجل تقريب الصلات والود بين عز الدين وجانا عن طريق .....
-
حسين هاتفياً بنظرات متسائلة ، ونبرة متوجسة : فكرك كده ؟؟
-
يوسف هاتفياً بنبرة مهتمة : ده هيديهم فرصة يشوفوا بعض تاني ، وبعدين احنا عاوزين نفرح بقى بالعيال ، الواد حمض من كتر الانتظار ...!!
-
حسين بنبرة معاتبة : يعني يرضيك يكلم البت من ورايا ؟؟؟
-
يوسف بجدية : لأ ميرضنيش طبعاً ، بس مش معقول هتسيب بنتك دينا تخلل جمبك
-
حسين مبتسماً بحماس : ده أمها هتفرح أوي لما تعرف ده
-
يوسف متسائلاً بلؤم : امها بس ؟
-
حسين بابتسامة عريضة : لأ ودينا أكيد
-
يوسف بتهيدة ارتياح : على بركة الله ، بلغهم بقى بميعاد الخطوبة وكتب الكتاب كمان اسبوع ..!!!
-
حسين بنبرة شبه مرتبكة : مش بدري يا جوو ؟
-
يوسف بنظرات جــادة ، وصوت آجش : بدري ايه بس يا سحس ؟؟ دي متأجلة بقالها فترة ، يدوب بس يعيدوا ترتيب الحاجة
-
حسين بإيجاز : الله المستعان ..!

................

في منزل حسين الدمنهوري ،،،

اتصل حسين هاتفياً بزوجته السيدة سهير ليبلغها بتحديد موعد عقد قران ياسين على ابنتها دينا ..
ارتسمت علامات البهجة والســـرور على وجه سهير ، ونظرت أمامها بفرحة و...
-
سهير هاتفياً بلهفة : بجد يا حاج ، انت بتكلم جد ؟
-
حسين هاتفياً بجدية : وأنا من أمتى بهزر في الحاجات دي

لم تتمالك سهير نفسها ، ولم تستطع التحكم في مشاعر الفرحة التي اجتاحتها ، فبدأت بإطلاق الزغاريد عالياً و...
-
سهير بنبرة عالية : لووووولووووولي .. ربنا يكملهم ع خير يا رب ،هاروح أفرح البت
-
حسين مبتسماً بهدوء : ماشي يا سهير ، سلام الوقتي
-
سهير بنبرة دافئة : مع ألف سلامة يا حاج

.........

ركضت سهير في اتجاه غرفة ابنتها دينا ، ثم فتحت باب غرفتها لتجدها جالسة على الفراش وهي ممسكة بأحد مجلات الأزيـــاء ، فاقتربت منها ، ونزعت من يدها المجلة و...

-
سهير بفرحة : دودي حبيبة قلب ماما.
-
دينا باستغراب : ييس مامي.
-
سهير بحماس : ابوكي وافق ع خطوبتك من ياسين

فغرت دينا شفتيها في عدم تصديق ، واتسعت عينيها في ذهـــول تام و....
-
دينا بعدم تصديق: لأ مش ممكن .. اكيد بتهزري صح ؟؟
-
سهير وهي تنفي برأسها : لا والله ، ده لسه قافل معايا الخط .. الخطوبة وكتب الكتاب كمان اسبوع

تبدلت ملامح دينا للسعادة الغامرة ، ونظرت إلى والدتها بنظرات فرحة للغاية ، ثم ارتمت في أحضان والدتها ، واخذت تقبلها من وجنتيها و...و...
-
دينا بنبرة مبتهجة : لاف يو مامي .. اخيراااااااااا.. أما أبلغ سينو .. آآآآ... قصدي جانا
-
سهير غامزة بخبث : اتقلي يا بت كده ، خلي ابوكي هو اللي يبلغه ..!

فكـــرت دينا لثوانٍ فيما قالته والدتها ، و...
-
دينا بنبرة متحمسة : على رأيك يا مامي .. خليني تقيلة .. ..

ثم نهضت دينا فجـــأة عن الفراش ، ووقفت على قدميها ، وظلت تدور حول نفسها وتتمايل في سعادة بالغة و..
-
دينا بنبرة متلهفة ، ونظرات سعيدة : أنا فرحانة أوي
-
سهير بنبرة دافئة ، ونظرات مشرقة : ربنا يفرح قلبك دايماً ويسعدك لووووولوووووووولي

ظلت سهير تطلق الزغاريد المتلاحقة تعبيراً عن ابتهاجها بخبر زفـــاف ابنتها الوحيدة ..
...........

في شركة عمر ،،،،،

وقف وائل إلى جوار مكتب عمـــر الخشبي ، ثم أستند بجسده على سطحه و...
-
وائل بضيق : سيبك من البت دي
-
عمر بنظرات مترقبة ، ونبرة مُصرة : تؤ
-
وائل محذراً : والله ماهيجي من وراها غير وجع الدماغ
-
عمر بنظرات ضيقة ، ونبرة مخيفة نوعاً ما : هي دخلت دماغي خلاص
-
وائل بحدة : يا بني دي متجوزة
-
عمر بنبرة جادة : لأ منفصلة
-
وائل بنبرة محذرة : أنا نصحتك وبقولك تاني جانا الدمنهوري مش هتجيبلك غير مشاكل انت مش أدها ، واحنا لسه بنقف على رجلنا في السوق
-
عمر وهو يزفر في انزعاج : يوووه يا وائل ، متحبطنيش يا جدع ...!!!
-
وائل بنظرات محذرة : انا بنبهك لحاجات ممكن تكون فيتاك
-
عمر على مضض : ربك يسهلها من عنده ..

صمت عمــــر عن الكلام ، وظل يفكر في طريقة ما تقربه من جانا التي استحوزت على تفكيره ، ركــز عمـــر بصره في نقطة ما أمامه ، ووضع يده على طرف ذقنه ، و..
-
عمر بصوت هامس ونظرات ضيقة متوعدة : ماهو أنا مش هاسيبها !
..............

في منزل حازم ،،،،

كــــان حازم جالساً على الأريكة المبطنة في غرفة المعييشة الموجودة بمنزله ، ويعقد اتفاقاً ما مع رفيقه فؤاد ، و...
-
فؤاد وهو يوميء برأسه : اتفقنا
-
حازم بنبرة جادة : خلصلي المصلحة دي وهتاخد حسابك
-
فؤاد بتلهف : اشطا يا زوما
-
حازم محذراً وهو يشير بيده : ومحدش يعرف حاجة فاهمني ؟
-
فؤاد بنظرات وضيعة ، ونبرة لئيمة : عيب عليك .. هي دي أول مرة
-
حازم مبتسماً بخبث من بين أسنانه : حبيبي آفؤش وأنا من ناحيتي هشوفــ آآآ........

لم يكملْ حــــازم جملته حيث تفاجيء بوجود دارين أمامه ، والتي كانت ترتدي فستاناً قصيراً يجمع بين اللونين الأسود والأبيض ، ضيقاً من الخصر ، وعاري الكتفين ، وذو فتحة صــدر مثلثة ..

مـــالت دارين بجسدها قليلاً ، ثم نظرت إلى حـــازم بنظرات رومانسية و...
-
دارين مقاطعة بهودء : هاي

تجمدت ملامح حـــازم من الصدمة ، ثم رفع أحد حاجبيه في قسوة ، و...
-
حازم متسائلاً في ضيق : انتي .. انتي دخلتي ازاي ؟
-
دارين ببرود : you forgot .. أنا معايا لسه المفتاح ..!

اقترب حـــازم من دارين بخطوات حذرة ، ثم وقف قبالتها ، ونظر إليها بنظرات محتقنة و...
-
حازم بلهجة شبه آمرة : طب هاتيه بقى يا حلوة
-
دارين متسائلة في حيرة : ليه ؟

لوى حـــازم فمه في استهجان ، ثم رمق دارين بنظرات استنكار و...
-
حازم بتهكم صــارخ : أصل ميصحش واحدة لا مؤاخذة يعني تخش شقة شباب عُذاب و آآآ...

صمت حــــازم لبرهة ثم تابع ببرود قاسي بـ ...
-
حازم ببرود مستفز : وخصوصاً إني داخل على جواز ..!!!!

فغرت دارين شفتيها في ذهـــول جلي ، ثم ضيفت حدقتي عينيها في تسائل و...
-
دارين بصدمة : نعم ؟؟ جواز ؟؟
-
حازم بنبرة واثقة : طبعــــا

جزت دارين على أسنانها في مرارة ، ثم أخذت نفساً مطولاً ، وأخرجته في عجـــالة ، وأغمضت عينيها للحظات محاولة أن تستجمع رباطة جأشها و...
-
دارين وهي تبتلع ريقها بخفوت : طب مش هتساعدني في المشكلة اللي أنا واقعة فيها
-
حازم وهو يمط شفتيه في سخرية ، وبنظرات مهينة : ماليش فيه ، رامز يخلصك منها .. ولا هو يوسخ وأنا .. آآ... لا مؤاخذة أنضف مكانه !!!

أشعلت إهانة حازم نيران الغضب في جسد دارين ، فاحتقن وجهها فوراً بالدمـــاء و...
-
دارين بحدة : انت انسان قذر !

مد حــــازم يده وأمسك بفك دارين ، واخذ يعتصره بقوة جعلت دارين تتأوه من الآلم الشديد و...
-
حازم بنبرة مخيفة تحمل التهديد ، ونظرات مميتة : لأ يا قطة ، احترمي نفسك معايا بدل ما ادفنك مطرحك ..!!!!

وضعت دارين كلتا يديها على قبضة حازم محاولة تحرير فكها من بين أصابعه القابضة عليها ، وبالفعل نجحت في هذا .. ثم تراجعت للخلف ، وظلت تدعك فكها برفق محاولة تخفيف حدة الآلم ، ورمقت حـــازم بنظرات قاتلة و....
-
دارين بحنق : كلكم زي بعض ، كلاب ..!

تدخل فؤاد في الحوار بعد أن ظلت يتفحص جسد دارين بنظرات جريئة جعلته يشعر بالرغبة في التهامها و...
-
فؤاد بنبرة رخيمة : بالراحة شوية يا زوما ، دي برضوه دونا حبيبة القلب
-
حازم بإيجاز : لأ كان في وخلص !!!

هزت دارين ساقيها في عصبية مفرطة ، و...
-
دارين بتوعد: بكرة تندم يا حازم ...!

ثم ســـارت دارين في اتجاه باب المنزل بخطوات سريعة وغاضبة ، وامسكت بالمقبض وفتحته ودلفت للخـــارج وهي مكفهرة الوجه ، مشتعلة الأعين ، في حين حـــاول فؤاد اللحـــاق بها و...
-
فؤاد بنبرة جــادة : استني يا دونا ، متمشيش وانتي كده ، انا جاي أوصلك

صـــاح حازم في رفيقه ، و...
-
حازم بصرامة : خد يا فؤش أنا لسه مخلصتش كلامي معاك
-
فؤاد غامزاً ، وبنبرة لئيمة : ياعم فكك مني الوقتي ، أنا عاوز أعطف وألطف وآآآ... ما انت فاهم بقى .. سلام

انطلق فؤاد خلف دارين محاولاً اللحاق بها من أجل نوايا سيئة دارت في رأسه عنها ...

...........

عودة مرة أخرى لقسم الشرطة ،،،،

أمـــــال رامز بجذعه على المحامي الخاص به ، و...
-
رامز هامساً بجدية : عاوزك تسمع بالحرف الواحد اللي هاقولك عليه يا فوزي وتنفذه
-
فوزي المحامي بنظرات مترقبة : خير يا رامز باشا.
-
رامز بنبرة مخيفة : عاوزك تلبس الليلة كلها للهانم !
-
فوزي المحامي متسائلاً بنظرات ممعنة : تقصد مدام سيلين؟
-
رامز بنظرات ثاقبة : ايوه

اتسعت عيني فوزي المحامي في اندهاش مخيف ، و...
-
فوزي المحامي متلعثماً : بس.. بس
-
رامز بنبرة جادة : أنا عامل حسابي ، ده مفتاح الخزنة اللي في المكتب، وده الرقم السري بتاعها ، هتروح المكتب تفتحه وتاخد الورق من الخزنة والباقي عليك ...

أمسك المحامي فوزي بالمفتاح ، ثم دسه على عجالة في جيب سترته الخارجي ، و..
-
فوزي المحامي بخفوت : خلاص يا رامز باشا ، أنا هشوف الورق وأردعليك ...
-
رامز بنظرات شيطانية ، ونبرة خبيثة : الورق ده بيأمني ، وهيحميني ويطلعني زي الشعرة من العجينة ، ويلبس المحروسة القواضي كلها ..!
-
فوزي المحامي وهو يزم شفتيه في اقتناع : طالما ده اللي عاوزه يبقى خلاص يا رامز باشا
-
رامز بنظرات ضيقة ، وصوت آجش : المهم ، عاوزك تنيم المدام وتقولها موقفها سليم لحد ما أطلع أنا ، وهي تلبس ..!!!
-
فوزي المحامي وهو يوميء برأسه : أوامرك يا باشا

ابتسم رامز نصف ابتسامة ، أظهرت نواياه الشيطانية تجاه زوجته ..

...................

في شركة يوسف الكيلاني ،،،،،

أبلغ المهندس يوسف ياسين بموافقة المهندس حسين والد عروسه المستقبلية على إتمام تلك الزيجة ، وتحديد موعداً للخطبة وعقد القران ...
لم يصدق ياسين أذنيه حينما سمع تلك الأخبار السارة ، واعتلى جسده ووجهه فرحة غير مسبوقة و...
-
ياسين بعدم تصديق : وربنا ؟؟؟
-
يوسف مبتسماً في هدوء : اه والله ، انا مش بكدب عليك

انهـــال ياسين بالقبلات على وجــه ، ورأس يوسف الذي كان جالساً على مقعد مكتبه ..
حـــاول يوسف ابعاده عنه ، ولكنه لم يسلم من اندفاعه الحماسي ، وفرحته الغير عادية و...
-
يوسف على مضض : خلاص يا بني
-
ياسين بسعادة غامرة ، ووجه مشرق : الله عليك يا حبيب والديك ، ايووووه بقى ..!

ثم بدأ ياسين في الدندنة بأغانٍ خاصة بالأفراح و..
-
ياسين بصوت مرح : ويا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابي وأبقى عريس
-
يوسف وهو يلوي فمه في تعجب : اعقل يا سينو
-
ياسين بنبرة متلهفة ، ونظرات عاشقة : هو انا بقى فيا عقل خلاص .. هو الخميس مش بكرة يبقى أنا المفروض اكون اتجوزت ؟

هز يوسف رأسه يميناً ويساراً في اندهاش من تصرفات ياسين العجيبة و..
-
يوسف بسخرية : الله يكون في عونها البنت ..
-
ياسين بتنهيدة : هـاااح ، وفي عوني
-
يوسف بنبرة شبه جـــادة : طب اهدى بقى خليني اكمل كلامي
-
ياسين متسائلاً في حيرة : هو في مفاجأت تاني ؟

لاحظ يوسف أن ياسين يرتدي ملابساً غريبة نوعاً ما غير تلك التي يرتديها ، فقعد حاجبيه في اندهاش ، ورمقه بنظرات متسائلة في فضول حيث ارتدى ياسين قميصاً من اللون البرتقالي وبه أشجار ورق كثيرة ، ومن الأسفل شورتاً من اللون الأبيض يصل إلى ما بعد ركبته ، وفي قدميه حذائاً رياضياً ، بينما وضع على رأسه قبعة صفراء من القش ، وارتدى على عينيه نظارة سوداء
-
يوسف باستغراب : لأ .. بس .. بس هو انت لابس كده ليه؟؟؟

عدل ياسين من وضع ياقة قميصه ، واعتدل في وقفته ، وشد جسده قليلاً و...
-
ياسين بنبرة واثقة : أصلي متنكر
-
يوسف وهو يمط شفتيه في تسائل غريب : نعم ؟؟ مـ... ايه ؟؟؟
-
ياسين بنبرة جـــادة : متنكر يا بوعز ، أصلي بلا فخر بقيت شغال مخبر ...!!
-
يوسف بنبرة ممتعضة : أكييييد عز ابني ورا الموضوع ده
-
ياسين بتهكم : طبعاً هو مين جايبلي البهدلة وقلة القيمة والكلام غير ابنك ...!!!

في نفس التوقيت ، دلف عز الدين إلى داخل المكتب ، ورأى ياسين بملابسه الغريبة و المريبة في الوقت ذاته ، فرمقه بنظرات متفحصة ومتسائلة و....

-
عز متسائلاً في حيرة : انت.. انت عامل كده ليه ؟

دار ياسين حول نفسه ، ثم وضع يده على قبعته الصفراء ، ، وعَدَل من وضعية نظارته السوداء و....
-
ياسين بنبرة معتزة ، ونظرات مليئة بالفخر والغرور : ايه رأيك في النيولوك الاحترافي ده ؟
-
عز بإقتضاب : زفــــت ..!
-
ياسين بنظرات مصدومة : هو معجبكش ؟ ده أنا نفسي معرفتنيش ؟

رمـــق عز الدين ياسين بنظرات استهجان ، ونظر إليه في شزر و..
-
عز بتهكم صريح ، ونظرات ازدراء : ده انت لو قاصد انها تعرف انك بتراقبها مش هتلبس هدوم البلياتشو ده
-
ياسين بضيق زائف : يووووه عليك

لم يفهم يوسف ما الذي يدور بين عــز الدين وياسين ، لذا رمق كلاهما بنظرات غريبة و...
-
يوسف بحيرة : انا مش فاهم حاجة ما تفهومني بدل ما أنا عامل زي الأطرش في الزفة !
-
ياسين بكل ثقة وفخر : أصلي هراقب جانا

شعـــر يوسف بالارتباك قليلاً ، ودقق النظر في ياسين و..
-
يوسف متسائلاً في توجس : ليه ؟
-
عز متدخلاً في الحوار بجدية : كده يا بابا عاوز أشوف بتعمل ايه من ورايا
-
يوسف وهو يهز رأسه : أها

اقترب ياسين من يوسف مجدداً ، ثم مـــال عليه بجذعه ، وانحنى برأسه على أذنه و...
-
ياسين هامساً ليوسف: اوعى تقوله .. !

أبعد يوسف ياسين عنه قليلاً و..
-
يوسف بضيق : ايييه ، بتقول ايه ؟
-
ياسين وهو يشير بإصبعه ، وبخفوت : شششششش ، هياخد باله
-
عز متسائلاً في ترقب : بتقولوا ايه لبعض ؟
-
ياسين مبتسماً ببراءة مصطنعة : مافيش ده أنا بهش الناموس

عقد عز الدين ساعديه أمام صدره ، وانتصب في وقفته ، ورمق ياسين بنظرات ضيقة متسائلة و...
-
عز بصرامة : في ايه ؟
-
ياسين وهو يتنحنح : احم .. آآ.. يالا ، لأحسن هتأخر على المراقبة

وجـــه عز الدين بصره إلى والده ، ثم نظر إليه بتمعن و..
-
عز بنبرة حازمة : في ايه يا بابا ؟
-
يوسف بارتباك : أصل .. أصل
-
ياسين محذراً ، وبنظرات مضطربة : أبوعز !!

التفت يوسف برأسه في اتجاه ياسين ، و....
-
يوسف بنبرة آسفة : ماهو كده كده هيعرف
-
عز متسائلاً في ضيق: أعرف ايه ؟؟؟؟
-
يوسف بهدوء حذر : أصل سينو خلاص هيخطب دينا
-
عز بدهشة: دينا مين ؟
-
يوسف بهدوء مريب : بنت حسين الدمنهوري
-
ياسين بنرفزة : ليه قولتله يا بوعز ..!!!!!!

استغرب عز الدين من ياسين الذي كان معترضاً بشدة على أمــر اخباره بخطبته على دينا و..
-
عز متسائلاً في حيرة : وانت ماكونتش عاوزني أعرف ليه ؟
-
ياسين وهو مطرق الرأس وبخفوت : لأحسن تزعل !
-
عز بنظرات جاحظة ، ونبرة جادة : أنا ؟؟ ليه يا سينو ، ده انت حبيبي ..!

رفع ياسين رأسه ، ونظر إلى عز الدين بنظرات غير مصدقة و..
-
ياسين بنبرة قلقة : يعني الخبر مضايقكش ؟؟؟

ســـار عز الدين في اتجاه ياسين ، ثم مد يده ووضعها على كتفه ، وجذبه في اتجاهه ، ثم احتضنه ، وقبله على وجنته و...
-
عز مبتسماً : أبداً والله ، ربنا يباركلك يا عم .. وأشوفك عريس في البدلة السودة الميتلك
-
ياسين هامساً بترقب : ولو اني متوجس خيفة منك ...!!!!!
-
عز وهو يرفع أحد حاجبيه في دهشة : انت بتقول ايه ؟
-
ياسين مبتسماً بحذر : الله يبارك فيك .. مش مطمنلك
-
عز مبتسماً بغرور : لأ عيب .. ده أنا أخوك
-
ياسين مازحاً : آآآآآه .. طالما قولت كده يبقى ربنا يستر ..

رفع ياسين كلتا يديه عالياً في الهواء ، وكذلك بصره ، ونظر إلى السماء و...
-
ياسين بنبرة راجية ، ونظرات متوسلة : عديها على خير يا رب ، ونجيني من عينين عز الصافية اللي مخلتش فيا عافية ..!!!!!!!
-
عز بنظرات ضيقة ، ونبرة متوعدة : بقى كده ؟

استشعر ياسين الخطر القادم من عز الدين ، لذا ركض على عجـــالة من أمامه ، وتوجه ناحية باب غرفة المكتب ، ثم أمسك بالمقبض و....
-
ياسين بنبرة جادة ومتحمسة : أنا أجازة بقى لحد ما أتأهل
-
عز متسائلاً في انزعاج : والمراقبة ؟؟؟
-
ياسين بنبرة غير مبالية : طلعت مبهوأة عليا .. لبسها لحد غيري ، سلام آعــز
-
عز بحنق وهو يشير بيده : ولـــه .. خد ياض هنا !

-
يوسف ضاحكاً: ههههههههههههههه الله يحظك يا سينو .. ههههههههههههههه

فكـــر عز الدين للحظات في استغلال تلك الخطبة الموعودة في ...
-
عز بنظرات خبيثة : وماله .. أهي مصايب قوم عند قوم فوائد
-
يوسف متسائلاً بقلق : تقصد ايه يا عز؟
-
عز وقد انتبه لوالده وبنبرة خافتة : هه .. ولا حاجة !!!!!!!!!!
.........................

بدأت الاستعدادات لحفل عقد القران ، وتم شراء المتطلبات الأساسية التي تحتاجها العروس في مثل هذا اليوم ...

كما قررت جانا أن تأخذ عطلة من عملها لكي تتفرغ لدينا تماماً ، وحتى تتمكن من مساعدتها في شراء مستلزمات الحفل ..

أرهقت دينا جانا بكثرة طلباتها ، وترددها الشديد في انتقاء ما يناسبها ، مما جعل جانا تعاني كثيراً معها ، ورغم هذا كانت مستمتعة معها بهذا الجو الذي لم تعشه بحق .. فقد كانت مرغمة على الزواج من عز الدين ، ولم تتمتع كأي عروس عادية بمتعة شراء ما ينقصها ، ولم تشعر بالفرحة الحقيقية مثلما تشعر دينا اليوم ... ،،،
-
دينا وهي تفكر بتوتر : لسه ناقصني آآآآ...
-
جانا مقاطعة بإرهـــاق واضح : كل ده وناقصك حاجات ، يا بنتي أنا رجلي ورمت من كتر اللف ، حرام عليكي ، ارحميني شوية
-
دينا بنبرة متعشمة : الله بقى يا جوجو ، مش أنا الـ bride.. لازم تكون كل حاجة perfect
-
جانا على مضض : ربنا يسهلهالك ونخلص بقى
-
دينا متسائلة في حرج : جوجو حبيبتي .. هو..هو انتي لسه معاكي آآآآ.. money؟
-
جانا باقتضاب : لأ .. خلاص كله finished
-
دينا وهي تزفر في ضيق : اووف بقى ، طب أنا هجيب الناقص منين ؟؟؟
-
جانا وهي تغمغم بإيجاز ، وبنبرة متعبة : بكرة بقى

لم تقتنع دينا بما قالته جانا ، فهي تريد أن تنتهي قدر الإمكان من شراء كل ما يلزمها ، لذا دار برأسها فكرة ما و..
-
دينا بنبرة متقدة : جوجو حبيبتي ، ايه رأيك نعدي على دادي في الشغل وناخد منه money
-
جانا وهي تلوي شفتيها في تعب : طب ما تخليها بكرة
-
دينا متوسلة : بليز جوجو .. بليز
-
جانا على مضض : ما أنا مش هخلص ، اوك ، let's go

فكرت دينا في أن تستغل تلك الفرصة في الالتقاء بياسين ، وقضاء بعض الوقت بصحبته ، و...
-
دينا في نفسها بلؤم : أما أبعت رسالة لسينو يجيلي هناك عند دادي أشوفه عقبال ما جوجو تجيبلي الـ money منه .. واو ..هتبقى Good Idea


........................................

في نفس التوقيت عند مقر شركة حسين الدمنهوري ،،،

كان عمـــر يراقب مقر الشركة على مدار يومين، وظل يحوم حول المبنى ، ويتفحص الداخل والخارج منه بنظرات متربصة ، ثاقبة ومريبة .. مما أثار شكوك صديقه وائل و....،،
-
عمر بضيق : بقالها يومين مش بتروح المكتب
-
وائل بنبرة مُرتابة : وانت عرفت منين ؟ اوعى تكون بتراقبها

انتبه عمـــر لذلة لسانه ، والتي أثارت ريبة وائل و...
-
عمر بارتباك ملحوظ : هه ، يعني مش أوي
-
وائل بنظرات متسائلة ، ونبرة جدية : برضوه انت مصمم ع اللي في دماغك
-
عمر بحدة : من الأخر أنا واخد الموضوع ده تحدي مع اللي اسمه عز
-
وائل محذراً : انت مش أده يا عمر
-
عمر بنبرة استهجان ، ونظرات مستفزة : بتقول ايه ، مش أده؟؟ يبقى متعرفنيش ، أنا فلانتينو عصري ، وهوقع البت دي في حبي
-
وائل وهو يبتسم في استهزاء : مبروك عليك الخسارة آصاحبي

لمح عمـــر سيارة أجرة ما تقف أمام مقر الشركة ، ثم دلفت خارجها فتاتين ، وحينما أمعن عمــر النظر فيهما ، تأكد أن إحداهما هي جانا و...
-
عمر بحماس مفاجيء : بص .. أهي جت أهي ، ودي مين اللي معاها كمان !!!!

التفت وائل إلى حيث أشــــار عمر ، وبالفعل وجد جانا ومعها فتاة أخـــرى

عقد عمـــر العزم على الذهاب إلى جانا والحديث معها الآن ، لذا أوقف محرك سيارته ، ثم فتح الباب و...

-
عمر بنبرة جادة : أنا هاروح أسلم عليها
-
وائل بتوتر : استنى يا عمر .. هتودينا في داهية
-
عمر بعدم اكتراث : ششش ..

ترجل عمـــر من السيارة ، وســـار بخطوات سريعة على الطريق لكي يعبره ، ثم توجه إلى مدخل الشركة و..

-
عمر بصوت رخيم : مساء الجمال على احلى جانا ..!

انتبهت جانا إلى ذلك الصوت الرجولي المفاجيء الذي جـــاء من خلفها ، والتفتت برأسها نحوه ، لتتفاجيء بوجود عمـــر أمامها ، وعلى وجهه ابتسامة عريضة حمقاء و...
-
جانا بدهشة : هه ... اووه ، عمر ، هاي
-
عمر مبتسماً بهدوء : أنا كنت ماشي بالصدفة فشوفتك جاية ، فقولت لنفسي ميصحش اشوف جميلة الجميلات جانا ومسلمش

تصنعت جانا الخجل على كلامته المتغزلة فيها و...
-
جانا باقتضاب : ثانكس على مجاملتك

في حين رمقت دينا عمــــر بنظرات متمهلة من رأسه لأخمص قدميه ، ثم حادت ببصرها عنه ، ونظرت إلى جانا و...
-
دينا مقاطعة بتساؤل : who is he؟ مش تعرفينا جوجو
-
جانا بهدوء وهي تشير بيدها : اوه سوري ، دي دينا my cousin وده المهندس عمر
-
دينا مبتسمة في برود : هاي
-
عمر مبتسماً بفتور : أهلا يا آنسة دينا .. مش آنسة برضوه ؟؟؟

وصـــــل ياسين إلى مقــر الشركة ، واستمع إلى عبارة عمر الأخيرة ، فرمقه بحنق و...

-
ياسين مقاطعاً بضيق : لمدة يومين بس ، وبعد كده هتبقى المدام
-
جانا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل : هاي سينو ؟ ايه اللي جابك ؟ قصدي بتعمل ايه هنا ؟؟؟

لم يرفع ياسين بصره عن عمـــر ، بل ظل ينظر إليه شزراً وبازدراء واضح و....
-
ياسين باقتضاب : جاي أشوف المدام
-
دينا مبتسمة في خجل زائف : هاي سينو .. صدفة حلوة

مالت جانا على دينا بجسدها قليلاً ، ثم انحنت نحو أذنها لـ ....
-
جانا هامسة لدينا: صدفة برضوه
-
دينا بخفوت ، ونظرات عاشقة : ييس

مد عمـــر يده لكي يصافح ياسين ، و...
-
عمر ببرود : منور يا بشمهندس

صافح ياسين عمر وهو يضغط على أصابع يده في ضيق واضح ، و...
-
ياسين : طول عمري ..

التفت ياسين برأسه في اتجاه دينا وجانا ، ثم ...
-
ياسين متسائلاً في إنزعاج : هنفضل واقفين كده كتير ؟؟؟؟؟

تنحنح عمـــر أمام الجميع ، ثم نظر إلى جانا بنظرات جدية و..
-
عمر بنبرة رتيبة : أنا ممكن اعزمكم عــ آآآ ....
-
ياسين مقاطعاً بنبرة ممتعضة : لامؤاخذة الكلام مش ليك .. الكلام للبنات
-
عمر بحرج : اها
-
جانا بهدوء وهي تشير بيدها : انا هطلع اجيب فلوس من أنكل ونازلة ، يالا يا دينا
-
دينا بجدية : لأ أنا هستنى مع سينو لحد ما تنزلي
-
جانا بنظرات ضيقة ، ونبرة فضولية : قولي كده بقى ؟
-
عمر مبتسماً : تحبي أوصلك

توترت جانا من عمـــر ، ومحاولاته فرض نفسه عليها ، فتدخل ياسين وقاطعه بـ ....
-
ياسين بضيق وحــزم : متشكرين على خدماتك يا أخ .. هما مش واقفين مع سوسن ...!!!!!

شعر عمـــر بالحرج مجدداً خاصة أن ياسين لن يمكنه بسهولة من الانفراد بجانا ، أو حتى الحديث معها ، لذا فضل أن
-
عمر بنبرة متلعثمة : أها .. آآآ... طيب عن اذنكو .. اشوفكوا بعدين
-
جانا بابتسامة زائفة : اوك عمر ، ثانكس على تعبك
-
عمر بخفوت : أنا معملتش حاجة ، باي باي الوقتي
-
جانا: باي ..

انصـــرف عمـــر من أمامهم ، وتابعه ثلاثتهم إلى أن اختفى تماماً عن أنظارهم ...
نظرت جانا إلى كلاً من ياسين ودينا و...
-
جانا بنبرة شبه متمهلة : أنا طالعة ، استنوني
-
دينا وهي توميء برأسها بخفوت : اوكي
-
ياسين بنظرات متفحصة ، ونبرة مرحة : أنا متبت هنا

دلفت جانا إلى داخل مقر الشركة ، في حين التفتت دينا إلى ياسين ، ونظرت إليه بنظرات معاتبة و...
-
دينا وهي تزفر في توتر : اوووف سينو ، أنت احرجته
-
ياسين بتهكم : لا والله ، يعني عاجبك الواد ده ؟؟؟؟
-
دينا بصوت خافت ومرتبك قليلاً : مش قاصدة ، يعني كان ممكن نظبطه مع جوجو وكده ، انت عارف ان مخها مقفل ، وصعب أي حد تقتنع بيه
-
ياسين بنبرة محذرة وحازمة : لأ مالكيش صالح .. جانا أنا عارف مين اللي معاه مفتاحها
-
دينا وهي تعقد حاجبيها في تساؤل : تقصد ايه ؟
-
ياسين وهو يبتلع ريقه : هه .... آآآ.. ده ..

سلطت دينا عينيها على ياسين في محاولة منها لتعرف ما يرمي إليه بعبارته الأخيرة ، في حين حاول ياسين أن يصرف نظر دينا عن الموضوع ويلهيها و...
-
ياسين مازحاً تعالي بس أقولك كلمتين قبل ما ألاقي أبوكي ناططلي زي زبايدر مان م الشباك
-
دينا وهي تزم شفتيها في استفهام : what؟
-
ياسين مبتسماً ببلاهة : زبايدر مان أخو زوبر مان وابن عم شاروخان

ضيقت دينا عينيها ، ورمقته بنظرات مغتاظة و...
-
دينا بحنق : انت على فكرة لخبطت الدنيا خالص وبتنطق غلط
-
ياسين مبتسماً ومازحاً : مش كل واحد وعلامه !!!!
-
دينا بجدية : انت محتاج تاخد كورسات
-
ياسين بحماس : مش أنا بقولك عاوز دروس تقوية ، يالا بقى ..تعالي نشرب قصب من عند صبري شاليموه وتقويني
-
دينا باستغراب : قصب ؟ I don't like it.. أنا عاوزة كوكتيل فواكه
-
ياسين بصوت مازح : أحبوووش
-
دينا بدهشة : نعم ؟؟
-
ياسين بنبرة فرحة : تعالي أما نشوف هو عنده ايه ونشربه ........

أشـــار ياسين لدينا بيده لكي تسير معه في اتجاه محل المشروبات الطبيعية ...

.................................

بداخل مقر شركة حسين الدمنهوري ،،،،،،

ركبت جانا المصعد ، ثم توجهت إلى مكتب عمها الذي تفاجيء بوجودها في تلك الساعة المتأخرة و....

نهض حسين عن مكتبه ، وتبدلت ملامح وجهه للتوجس والقلق و...
-
حسين بدهشة: جانا ؟؟ ايه اللي جايبك الوقتي ؟؟ في حاجة حصلت لا قدر الله ؟؟ دينا كويسة و آآآ...
-
جانا مقاطعة بابتسامة رقيقة : اطمن يا آنكل ، مافيش أي حاجة حصلت الحمدلله

تنهد حسين في ارتياح ، ثم سلط بصره على جانا و....
-
حسين متسائلاً في حيرة : اومال جاية هنا ليه ؟
-
جانا بهدوء : أصل يا آنكل دينا عاوزة تشتري شوية حاجات نقصانها، وبصراحة احنا الاتنين معدتش معانا فلوس
-
حسين مبتسماً بحنية : أها .. قولتيلي .. دينا أصلاً مبطلتش تشتري حاجة من يومين
-
جانا بنبرة ناعمة : عروسة بقى يا آنكل وبتدلع عليك
-
حسين مازحاً : لأ هتفلسني قريب
-
جانا بنبرة متعشمة : ربنا يخليك لينا يا آنكل
-
حسين مبتسماً بعذوبة : عقبال ما أفرح بيكي انتي كمان يا جوجو
-
جانا بنبرة شجن ، ونظرات حزينة : خلاص يا عمي أنا جربت حظي ..!
-
حسين بجدية : لأ متقوليش كده ، انتي لسه بتبتدي حياتك وان شاء الله هتتعدل
-
جانا بعدم اكتراث : مش فارقة ..

أخذت جانا نفساً مطولاً وحاولت أن تبدو هادئة نوعاً ما أمام عمها ، وتخفي بصدرها ما يجيش بداخلها من مشاعر مضطربة ...
نظرت جانا إلى عمها بنظرات جامدة و...
-
جانا بجدية ها يا آنكل هتديني الفلوس ولا ايه النظام ؟

مــد حسين يده في جيب بنطاله ، ثم أخرج حافظة نقوده ، وأخرج بعض الأوراق المالية منها ، ومد يده إلى جانا و...
-
حسين بقلق : بس الساعة 8 الوقتي ، يعني هتلفوا وتدورا وتلحقوا ترجعوا قبل الساعة 10 ؟؟؟؟

أخذت جانا النقود من عمها ، ثم وضعتها بداخل حقيبة يدها و...
-
جانا مبتسمة بنعومة : اطمن يا آنكل هنكون قبل الساعة 10 في البيت
-
حسين بنبرة جدية : خليكي على اتصال معايا ، دينا مطيورة بس انتي العاقلة هه ؟
-
جانا وهي توميء برأسها : اوكي يا أنكل .. ربنا يخليك لينا .. سلام بقى
-
حسين مؤكداً بحزم : جانا متتأخروش بره ، ماشي ؟
-
جانا بنبرة حماسية : تمام يا Boss

دلفت جانا إلى خــــارج غرفة مكتب عمها ، ثم ســـارت بخطوات ثابته نحو المصعد ..
دلفت جانا إلى داخل المصعد ، ثم ضغطت بيدها على أحد أزراه ، وأمسكت بحقيبة يدها لتخرج هاتفها المحمول منه حتى تتصل بدينا وتبلغها بمنح والدها النقود إليها ، ولكن فجــــــأة ................... !!!


.................................................. .........

دعني أحطم غرورك ©️ - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن