Chapter 3

31 8 0
                                    


وقفت أمام المنزل الضخم الذي لم تزره منذ اندلاع الحرب، لتطرق الباب بخفة، تفتح لها السيدة كيندا والدة صديقتها الباب وتنصدم برؤيتة صديقة ابنتها التي لم تحبها قط، وكانت دوما ما تعاتب ابنتها لرفقة فتاة ليست في مثل مستواهم، فهم من طبقة غنية جداً

"اهلا خالتي" قالت اماندا بلطف قاطعةً التواصل البصري الذي دار بينهن.

"كيف أتيتي إلى هنا!" قالت السيدة كيندا بغيظ فهي كانت آخر شخص ترغب برؤيته.

"اماااااندا!" صرخت جوانا من بعيد قبل ان تجري وترتمي في احضان صديقتها العزيزة،

"لقد اشتقت اليك كثيييراً" قالت جوانا بسعادة بعد ان جذبت صديقتها للداخل، بينما غادرتهم كيندا.

"كيف حال جدتك؟ ولماذا لم تعودي تراسيليني كعادتك؟! لا تقولي لي أنك حصلتِ على صديقة اخرى غيري!!" قالت جوانا بحزن متصنع،

"هوني عليكِ يامجنونة، منذ ان قدمت إلى هنا وانت تثرثرين وتسألين كثيرا! دعيني آخذ نفساً بالأول، ألم تعلمي ماذا جرى لنا؟"

"ماذا؟" قالت جوانا باهتمام،

"لقد احتلو منطقتنا وقطعو عنا الإتصالات، حتى الخروج لا تسمح لي به جدتي إلا صباحا ً، منطقتنا أصبحت شبه مهجورة، بعض سكانها هربو ونجو بحياتهم وبعضهم ماتو والبعض الآخر مازالو صامدين في منازلهم مثلنا نحن، حتى الدراسة قطعوها ولا يسمحون لأحد بالتجوال خارجا الا بسبب مقنع، وبالطبع الخروج من المنطقة ممنوع ومن يخرج يلقى حتفه" وضحت اماندا بحزن،

"ياإلهي! كل هذا يحدث لكم وانا لا اعلم! أنا آسفة حقاً، ولكن كيف استطعتِ الخروج والمجيء إلى هنا؟"

"ياحمقاء! أنسيتي أنني أستطيع إختراق الأنظمة والأجهزة ومعرفة محتواها من ضمنها الطرق السالكة والآمنة والمغلقة، استغللت فرصة استراحتهم وهربت الى هنا" قالت اماندا بفخر،

"هذه هي صديقتي، ولكن كيف ستعودين؟" تساءلت جوانا،

"يإلهي جوانا ماهذه الأسئلة الغبية! بالتأكيد كنت سأحضر حاسوبي معي"
وضحت اماندا بينما تخرج حاسوباً صغيراً من حقيبتها وتضعه على المنضدة.
وبينما كانتا منغمستان في الحديث والضحك تفاجئتا بدخول ألكس وإغلاقه للباب بسرعة وإسناد رأسه عليه،

"يإلهي كادت ان تراني!" قال قبل ان يلتفت وينصدم بوجود اماندا،

"أ أنا آسف!" أضاف بتعثلم قبل ان يخرج بسرعة،

"ما به؟؟" تساءلت اماندا،

"ا ا لا ادري، لا عليك لنكمل ما كن.." قالت جوانا قبل ان تقاطعها اماندا

"جوانا!"

همهمت جوانا بتوتر،

"لما يرتدي أخاك ألكس هذه الملابس ويحمل سلاحاً ايضا!" أضافت اماندا بتساؤل،

"األم أخبرك مسبقاً" قالت جوانا بتوتر ملحوظ،

" لا لم تخبريني! جوانا انظري في عيناي! هل هناك شيء ما تخفينه عني وتودين ان تقوليه لي.. والآن!" قالت اماندا بصرامة بينما تمسك كتفي جوانا،

"حسنا حسنا اهدئي اماندا لاداعي للغضب. سأخبرك لكن عديني أن يبقى الأمر سرّا بيننا، اتفقنا!" قالت جوانا،

تفقنا اسرعي هيا اشعر بالفضول!" قالت اماندا بعد أن اعتدلت في جلستها،

"إن أخي يعمل لدى القوات الخاصة للبلاد، ويحاربون الطغاة المتمردين، وهذا الأمر سر لايعلمه سوى أخي ورفاقه وأنا.. والآن انتي! أخي لم يخبر والدانا لأنه يعلم أنه من المستحيل أن يدعانه يدخل في هذه الحرب، ف أبي يريده ان يكمل دراسته خارجاً ويصبح دكتور مميزا مثله وهو يرفض" وضحت جوانا لأماندا التي بدت مهتمة لهذا الأمر،

" أتعلمين ياجوانا.. أنا أيضا ارغب في العمل معهم وأثأر لوالداي!" قالت اماندا بجدية بينما ضحكت جوانا وهي تصفعها على كتفها بلطف،

"ماذا تقولين يابلهاء! هههه لا تنسِ انك فتاة لا تقوين على حمل حجر صغير! فكيف ستحملين سلاحاً!" قالت جوانا في وسط ضحكاتها،

"لاتستخفي بقدراتي يا حمقاء!! وليس من المفترض ان أحمل السلاح! يمكنني مساعدتهم بحاسوبي وذكائي!" قالت اماندا بفخر بعد ان ضربت جوانا بخفة على كتفها..

         ......................................

في البرد القارس والجو المثلج، وحدها من تسير على الطريق المبللة بماء المطر، تلك السيارة الناقلة للجنود نحو مهمتهم الخاصة.

"أين ستكون وجهتنا الجديدة يارودلف؟" سأل كارلوس بينما يقود السيارة،

"إلى منطقة بالمر لتحريرها"

بعد نصف ساعة كانوا قد وصلوا لحدود المنطفة، ركنو السيارة بعيدا قبل ان يترجلو منها ويستمروا في التقدم سيراً على اقدامهم بينما بقي جنديان بجانب السيارة ليطلبو الدعم ان حدث لرفاقهم سوء، أكمل الفريق تقدمه بحذر وثبات على رأسهم قائدهم رودلف بينما يسير الى جانبيه كل من كارلوس وألكس ومن خلفهم بقية الجنود إلى أن وصلو قرابة مدخل المنطقة، واختبؤو خلف الأشجار ليدرسو خطة الهجوم جيداً،

"ألكس وكارلوس، ستدخلان أولاً، ستذهبان من خلف الجنديان الواقفان عند مدخل المنطقة، تعرفان ما عليكما فعله لهم ثم سأدخل أنا ويتبعني البقية..." قال رودلف وهو يحمل غصنا صلباً ويرسم به على الارض خطة الهجوم...

____________________________________

أمل في زمن الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن