Chapter 4

25 5 1
                                    


كم هي قاسية تلك الحرب، تدلف بدون سابق إنذار، تسلب منا كل مانحب، تذلنا وتهشش عظامنا وقلوبنا، تسحقنا تحت أرجلها..

موضوع يسلب فكر الكثير من الأشخاص، من بينهم بطلتنا التي كانت قد غادرت لتوها منزل صديقتها، سارحة في خيالها، تمشي ببطء عائدة إلى منزلها، أخفضت بصرها إلى اللاسلكي الذي تحمله بيدها، كانت قد أعطتها إياه جوانا ليسهل عليهن التواصل فيما بينهن.
وبعد مدة من المشي المتواصل قطع شرودها صوت الرصاص وإطلاق النار  الذي بالكاد يُسمع، وكلما كانت تتقدم اكثر، كان ذلك الصوت يزداد حدة.
بدأت المخاوف تتسلل إلى عقلها، كانت مستمرة في المشي إلى أن بدأت معالم المنطقة التي تقبع فيها بالظهور، إختبئت خلف الشجر بعد ان تيقنت ان الصوت قادم من المنطقة، لمحت الدخاخين المتصاعدة والفوضي المُحدثة هناك، لبرهة! أحست باعتصار قلبها،

"يإلهي! مالذي يحدث هناك؟..جدتي!! ارجو ان تكوني بخير، لا استطيع البقاء هنا والإختباء مثل الأطفال! عليّ الدخول إلى هناك"

قالت محَدّثة نفسها قبل ان تنهض وتتقدم بحذر إلى أن وصلت إلى سور المنطقة، أخذت تراقب المدخل الرئيسي للمنطقة ولاحظت عدم وجود أحد، استغلت الفرصة ودخلت حيث الخوف والتوتر لم يفارقاها، أخذت تتجول بعينيها هنا وهناك عسى ان ترى شيئا، حيث أن الرؤية كانت مشوشة وغير واضحة البتة بسبب الأدخنة، وبدون أن تنتبه، تعثرت في صخرة ووقعت على وجهها، وبينما كانت تنهض وتتذمر بسبب الألم، شعرت بشيء يلامس ظهرها، انتفضت بخوف ملتفة برعب، لمحت شخصاً واقف خلفها يرفع في وجهها السلاح،

"من انتِ؟ انهضي وارفعي يديكِ عالياً فوق رأسك هيا!!"
قال ذلك الرجل قبل ان يركلها على ساقها بقوة جاعلاً إياها تصرخ بألم، أمسكها من شعرها بقوة قبل ان يسقط جاثياً على الأرض إثر ضربة تلقاها على رأسه،

" لا تخافي، أنا هنا لمساعدتك "
قال قبل أن يمد يده لها ليساعدها على الوقوف، أمسكت يده بتردد رافعةً نظرها إليه قبل أن يبتسم لها بلطف.

"علينا الذهاب من هنا فالمكان خطر جداُ" اضاف رودلف مُخاطباً إياها رودلف قبل ان يلتفت لرفاقه،

"لنغادر بسرعة قبل أن يلحقو بنا"
قال بينما تَجمّع الفريق وخرجوا من المنطقة متوجهين إلى مكان السيارة.

"كارلوس، أين البقية؟!"
قال رودلف بينما يُدخِل أماندا إلى السيارة،

نهم خلفنا... هاهم قادمون"
تحدث كارلوس بينما يشير إليهم،

"ر رودلف.. إ إنهم يلحقون بنا"
قال ألكس وهو يلهث من الجري،

"هيا اصعدوا بسرعة!"
قال رودلف قبل أن تنطلق السيارة مسرعة،

"أماندا!!"
فتح ألكس عينيه بصدمة بعد أن انتبه لوجود أماندا المتكورة حول نفسها خوفاً،
رفعت نظرها إليه بسرعة بعد أن سمعت صوته وهو يجلس بجانبها،

أمل في زمن الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن