Chapter 11

13 4 3
                                    

تجلس في زاوية السجن، تضم ساقيها إليها بحزن، وتسند رأسها على الجدار، أطلقت سراح دموعها، لا تعلم مالذي ستفعله، أو بالأحرى..مالذي سيفعله لها القدر بعد..رفعت رأسها إلى النافذة الصغيرة التي كانت المصدر الوحيد للضوء في هذا المكان الموحش، تتأمل القمر الذي ترّبع في وسط السماء التي احتلتها النجوم المنتشرة فيها.
بعد ما كانت في غرفة التحقيق، ظنو أنه من السهل جمع المعلومات منها، لكونها فتاة وبالطبع ستخاف تحت التهديدات، إلا أنهم أخطئو الظن، فبعنادها وبرودها أشعلت غضبهم ولم يتمكنو من سحب حتى حرف منها، زجو بها في السجن الفردي وأشرفو ديفيد على مهمة التحقيق معها، الذي كان سعيداً بهذا..
وعلى ذكر ديفيد.. فقد طلب من أوغوز إطلاق سراح النساء والإستفادة منهن، بعدما ماتت معظمهن، ولم يبقى منهن إلا أربعة نسوة برفقة الجدة ميليا.
تم توزيع المهام عليهن، فكانت مهمة الجدة ميليا توزيع الطعام على الجنود والحراس.
وذات مساء.. كانت الجدة تقدم الطعام لأحد الجنود فأمرها بنقل الطعام إلى الجنديان اللذان يحرسان أحد السجناء، صعدت للطابق الذي به ذلك السجين، قدمت لهما الطعام وأمراها بالوقوف مكانهما حتى ينتهيان من استراحة العشاء، ذهبا فالتفتت لترى السجين، فوقع نظرها على فتاة يديها مكبلتين بالسلاسل، كانت جالسة مواجهة الجدار وتُعطيها بظهرها

"هي! يا صغيرة تعالي وخذي هذا الخبز"

قالت الجدة بينما تمد يدها التي تحمل بها الخبز.
فتحت أماندا عينيها على مصراعيها بعد أن عرفت صاحبة هذا الصوت فقد كان مألوفا جدا لها، التفتت إليها بصدمة، فسقط الخبز من يد الجدة وقد توسعت عينيها هي الأخرى ولم تَقِل صدمتها عن صدمة أماندا

"ج جدتي!!"

قالت بنبرة مرتعشة قبل أن تقف وتتجه نحوها مسرعة، أمسكت يديها قبل أن تقبلهما برفق

"ياإلهي أماندا عزيزتي لقد اشتقت إليك كثيرا، خفت أن أموت قبل أن أراك مرة أخرى"

تمتمت الجدة بنبرة تملؤها الحزن.

"ماذا يجري هنا!!"

التفتتا بخوف إلى صاحب الصوت الذي لم يكن سوى ديفيد ينظر إليهما في شك، ظل ينظر إليهما نظرات غريبة، فطأطأت الجدة رأسها وذهبت مُسرعة، فلحقها بنظراته قبل أن يتقدم ناحية أماندا

"من هذه المرأة! هل هي قريبتك؟"

"إنها جارتنا"

بالرغم من أنها قد ارتاحت له منذ جلساته التحقيقية معها فقد كان حنونا معها إلا أنها فضلت أن تكذب عليه لكونه يعمل معهم.
ذهب ديفيد مُسرعا يلحق الجدة إلى أن دخلت المطبخ، استغل خروج الخادمات ودخل، فوجدها تجلس على الكرسي وتضع يديها على المنضدة، تُخبئ ملامحها الحزينة بهما، جلس أمامها فشعرت به، أبعدت يديها عن وجهها وأخفضت رأسها

أمل في زمن الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن