الشعور بالوحدة قد يكون عادياً بالنسبة لشخص اجتاحه للمرة الأولى، ولكنه في بعض الأحيان قد يكون قاسياً، مؤلماً، حين يجتاحك للمرة الألف.. يبدو أننا بالغنا في العدد قليلاً، ولكن هذه الحقيقة وهذا الواقع الذي تعيشه الجدة ميليا الآن بعدما ظنت ان الحياة قد أعطتها فرصة ثانية حين حظت بحفيدة جميلة بعد وفاة أبناءها واحداً تلوى الآخر، ظنت وظنت ولكن القدر كان له رأي آخر، فها هي الآن بعيدة عنها لا تدري أين أراضيها، أو بالأصح لا تدري بنفسها أين هي موجودة، فقط ترى تلك القضبان الحديدية المغلقة بإحكام أمامها، والنساء الحزينات وبكاء الأطفال الذي يملئ المكان، أشاحت بنظرها إلى الجدران التي فاقت الليل في سوادها وكأن لونها اكتُسِب من معاناة وألم المسجونين في الماضي بهذا المكان، انتبهت للجنود الذين دخلو بقوة وينتشلون الأطفال من أحضان أمهاتهم ويخرجون تحت صراخ الأخيرات، جلست في زاوية السجن وفضلت النوم والهروب من هذا الواقع المؤلم..
...............................
يجلس أربعتهم حول الطاولة المستديرة الكبيرة، المليئة بالخرائط، يخططون لشئ ما
"لقد وجدتهاا! يمكننا تضليلهم" صاح بها جيرالد بعد صمت دام لأكثر من عشر دقائق.
"جيدٌ أنك حركت عقلك قليلا! قل ماذا لديك" قال جايكوب ببرود بينما ينفث دخان سيجارته، أمسك جيرالد العصا الصغيرة وبدأ يشرح لهم خطته على إحدى الخرائط الموضوعة أمامهم.
"احسنت يا جيرالد، لطالما كنت فخوراً بدهائك وذكائك!" قالها أوغوز بفخر بينما قلّب جايكوب عينيه بملل.
"ديفيد!.. لِمَ أنت شارد هكذا! ألم تعجبك خطتي؟" قال جيرالد مُخاطبا ديفيد الذي كان شارد الذهن
"بلى.. إنها جيدة"
........................................
تجري بكل قوتها، لا تدري أين تنقلها قدماها في هذا الظلام الدامس
"أماندا..لاتتركيني وحدي!!"
سمعت صوتاً يناديها، نعم هي تعرف هذا الصوت جيداً،
"جدتي!!"استفاقت فزِعة من الكابوس نفسه الذي يراودها خلال اليومين الماضيين، دموعها تتسابق في الإنحدار على وجنتيها، انتبهت لها كاترين التي كانت واقفة عند الشرفة، أتتها راكضة وسكبت لها القليل من الماء
"أماندا! ياإلهي مالذي جرى لك! خذي واشربي هذا"
قالتها كاترين قبل ان تأخذ منها أماندا الكوب وتشربه دفعةً واحدة، جلست بجانبها تمسح دموعها برفق
"هل هو الكابوس نفسه؟!"
سألتها كاترين قبل ان تجيبها أماندا بأجل"يا ترى.. أين جدتي الآن! و هل هي بخير!"
أضافت أماندا وقد طغى على ملامحها الحزن

أنت تقرأ
أمل في زمن الشظايا
Romantizm_ يرجع نظره للأمام، تنقله ذاكرته للأمس الذي كاد أن يفقد فيه أعز صديق له في المعركة، قطع شروده صوت صرير الباب....... _فجأة.. انقطع التيار وأصبح المول مظلماً بالكامل، هدوء دب فيه قبل أن يقطعه صراخ الناس وبكاء الأطفال "على الجميع التوجه إلى النافورة ال...