Chapter 2

54 7 1
                                    



تقلب صفحات الكتاب بملل، أغلقته ووضعته على المنضدة والتقطت هاتفها بعد أن سمعت صوت رنينه معلنا عن ورود مكالمة، رفعت السماعه،

"جوانا!" سبقها صوته

"نعم اخي" تمتمت

"هل والدانا في المنزل؟"

"أبي ذهب للعمل أما أمي فلازالت نائمة، مالأمرْ!" تسائلت في شك

"أريد بعض الأدوية المهمة من المخزن، لا تسأليني لما سأخبرك لاحقا، أنا قادم الآن وداعاً"
أغلق الخط قبل ان تنطق هي بحرف وتركها غارقة في أفكارها السلبية

"يا ترى ماذا يجري هل حدث لهم مكروه!"
             ................................

في مكان آخر بعيد يجلس بغرور وتجبر على عرشه ذاك الرجل الخمسيني، من حوله الجنود والحراس، يحمل بيسراه كأس المشروب ويبتسم بشر،

"أعد ما قلته!" قال بنظرة حادة للجندي الواقف امامه

"سيدي لقد أصبنا أحد أفراد قواته الخاصة في معركة البارحة" قال الجندي بثبات

  " حقا! وأين جثمانه إذاً؟"

"س سيدي في الحقيقة لقد أصبناه ولكننا حوصرنا واضطررنا للتراجع ولا نعلم إن كان قد مات أو لا ولک.."

قاطعه بغضب "اصمت أيها الأحمق!! انتم مجرد حمقى لا تنفعون في شيء! كيف تتراجعون دون التأكد من موته! اذهب وضع أخبارك هذه في القمامة ولا تنسى وضع رأسك الفارغ هذا أيضا"

"س سيدي ولكن ابنك القائد جايكوب هو من أمرنا بالتراجع" قال الجندي بتوتر

"أغرب عن وجهي وإلا حطمت لك رأسك الفارغ هذا!!" صرخ في وجهه قبل أن يغادر الجندي بسرعة.

"جون أيها المعتوه! سوف أنتقم منكك شر انتقام، سأجعلك تشاهد مقتل جنودك واحداً تلوا الآخر امام مرمى عينيك!! سأجعلك تذوق طعم العذاب وانت حي!!"
قال بكره وغضب بعد أن كور يده ولطمها على الجدار بقوة

  " إهدأ يا أبي ماذا جرى لك!؟"
التفت إلى مصدر الصوت، شاب في أواخر عقده التاني، واقف بكل ثقة

يف أهدأ يا جيرالد ونحن لم نحقق أي نصر يذكر ولا نعلم عن مقرهم السري وأين يتمركزون وما خططهم"

"هوِّن عليك يا سيد أوغوز، لدينا أعين وجواسيس في كل مكان" قال الرجل الأربعيني الذي قد دخل لتوه وجلس على الكرسي

"أين كنت طول هذه المدة يا ديفيد!" قال أوغوز بحدة

  "لقد كنت اجمع المعلومات حول موقعهم وتمركزهم لكن لم أجد شيئا مفيدا، لذا تركت بعض الأعين في كل مكان" قال ديفيد وهو يلتقط تفاحة من سلة الفواكه على المنضدة.

          ...................................

دخلت المنزل بإرهاق قبل أن تقذف بحقيبتها على المنضدة بجانب الباب

"جدتي! لقد عدت" قالت بعد ان جلست على الأريكة

"أهلا بعودتك، كيف كان يومك ومالأخبار خارجاً" قالت الجدة وهي تجلس بجانب أماندا

"بخير، والأوضاع مستتبة خارجاً، فقط دوريات هنا وهناك وأيضا لا نسْلمُ من التفتيش المستمر" قالت اماندا متذمرة

"حسناً الغداء جاهز،اذهبي وغيري ملابسك وانزلي لنأكل سويّاً" قالت الجدة مبتسمة وهي تغادر غرفة الجلوس.

مساءاً...
"جدتي!" همست اماندا

"أعلم ماذا تريدين..قلت لك ألف مرة الخروج في هذا الوقت ممنوع! ستغرب الشمس عما قريب ونحن كما تعلمين منطقتنا محاصرة من قبل الأوغاد وخروجك يعني الخطر، لذا اعذريني عزيزتي لن أسمح لك"
قالت الجدة بحدة بينما طأطأت اماندا رأسها بحزن تعلم أنها لن تفلح إن دخلت معها في النقاش،
انتبهت الجدة لحزن اماندا فقررت أن تعدل مزاجها السيء،
"يمكنك غداً صباحا الذهاب إلى أي مكان تريدين" قالت الجدة بلطف مما جعل اماندا ترفع رأسها بفرح،

"ويمكنني زيارة صديقتي صحيح؟" قالت اماندا بمرح،

"اجل ولكن على شرط!"

" على ان تعودي قبل الظهيرة، اتفقنا؟" أضافت قبل ان تهز اماندا رأسها بسعادة وتحتضن جدتها وتصعد الي غرفتها بسرعة..
     .............................................

يراقب بتمعن منظر الشروق وترجل الشمس الي السماء، كم يحب هذا المنظر، كل يوم ينتظر هذه الدقائق الثمينة ليتأمل السماء ويسرح بخياله إلى عالم آخر، يحن فيه لرؤية والدته التي جرفها القدر لمكان لا يعلمه سوى رب الكون، منذ اختفاءها وهو مشوش وحزين يمثل دور التحمل والصبر، إلا ان داخله يقول عكس ذلك! يحمل في جعبته ثقل وحزن شديد مكبوت لايفصح عنه إلا لصديقه الشروق.
يلتفت للخلف يلقي بنظره على أصدقائه النائمين بهدوء، كم يطمئن قلبه برؤيته لهم بجانبه سالمين غانمين، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، كيف لا وهو صديقهم وأخوهم وقائدهم، فمنذ أن قرعت الحرب طبولها وفقد عائلته، عزم على الثأر لأهله وبلاده وقاد أصدقاؤه الأربعة وكوَّنوا فرقة خاصة تتحرك تحت اوامر القائد الأعلى للجيش الوطني السلمي، أيقظه من شروده صوت رنين هاتفه،

"نعم سيدي!" قال باحترام،

"قائد رودلف لدينا مهمة خاصة، اجمع قواتك ولتحضر فوراً" قال السيد جون القائد الأعلى للجيش الوطني،

"أمرك سيدي" قال رودلف قبل ان يذهب لإيقاظ أصدقاءه ويجمع قواته والذهاب إلى القاعدة..

____________________________________

أمل في زمن الشظاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن