الفصل التاسع والعشرون

9.1K 415 64
                                    

دلف إسماعيل إلى حجرة نومه ليلقى نظرة على سعاد المضجعة بجانبها على السرير.. إقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا بحدة:
لأ أنا مشفتش كدة أبدا..بقى يبقى فرح بنتك النهاردة..وانتى لسة نايمة فى مكانك ياولية وملبستيش..الناس تقول علينا إيه؟

لم تجيبه سعاد..ليقول بغضب:
قومى فتحى عينك وردى علية.

لم تجيبه مجددا ليميل عليها يهزها بعنف قائلا:
انتى نمتى بجد ولا بتمثلى؟قومى ياولية.

لم تجيبه ليعقد حاجبيه وقد أحس بجسدها البارد تحت يديه ..أمسك يدها ورفعها لتسقط .. ويدرك بصدمة أنها ماتت..نعم ماتت كمدا..ليعتدل وهو ينظر إليها لايدرى ماذا يفعل..إذا عرفت ابنته بموت والدتها سيفسد ذلك فرحتها..عليه أن يخفى الأمر عن الجميع حتى ينتهى الفرح وتذهب ريم إلى منزلها ثم يعود هو ..ويدفنها غدا بعد الظهيرة..نعم هذا ماسوف يفعله تماما..لينظر إلى سعاد نظرة أخيرة قبل أن يتجه مغادرا الحجرة ومغلقها خلفه بهدوء..ثم يغادر الشقة بأكملها متجها إلى حيث فرح إبنته الوحيدة وأحب الناس إلى قلبه..ريم.

********************

طرقت نجوى الباب لتسمع صوت أخيها يسمح لها بالدخول..دلفت إلى الحجرة لتراه جالسا على السرير يمسك بالمصحف يقرأ بعض آياته..ليصدق ..ثم يتركه جانبا وهو ينظر إليها قائلا:
تعالى يانجوى..واقفة كدة ليه؟

ترددت نجوى لثوان ثم اقتربت منه وجلست إلى جواره على السرير تبتلع ريقها فى توتر قائلة:
أنا عايزة أقولك على حاجة ياأخويا ..بس قبل ما أقولك أنا عايزاك توعدنى إنك تفهم كلامى الأول ومتتهورش.

نظر إليها كمال قائلا فى قلق:
قولى يانجوى..قلقتينى.

قالت نجوى فى تصميم:
اوعدنى الأول.

تفحص ملامحها المتوترة وهو يقول:
اوعدك.

ابتلعت ريقها وقد بدأت عيونها تترقرق بالدموع قائلة:
أنا غلطت غلطة كبيرة أوى ياكمال..آمنت لزميل لية وروحت بيته عشان مامته تشوفنى وييجوا يخطبونى..بس هو ضحك علية وشربنى فى العصير منوم..و....و....

صمتت بينما كان كمال يستمع إليها وعيونه تتسع بصدمة..ليقول بصوت مهزوز:
وإيه..ضيعك مش كدة؟

أطرقت برأسها لينهض قائلا فى غضب:
وإيه اللى وداكى عنده يابنت أمى وأبويا..ليه مسمعتيش كلامى..ده أنا ياما حذرتك؟

نهضت بدورها قائلة :
كنت بحبه ياكمال..كنت مآمناله..مكنتش متخيلة إنه يعمل فية كدة..وانت كنت هتبعدنى عنه وتودينا الفيوم.

انتفضت عروقه غضبا قائلا:
قمتى روحتى جري عليه تشتكيله أخوكى الوحش ومراته ..واللى عايزين يبعدوكى عنه..مش كدة؟

ليمسك فجأة رقبتها بين يديه قائلا بغضب:
انتى اللى زيك مش لازم يعيش عشان يفضح أهله..اللى زيك لازم يموت واللى زي علياء هم بس اللى يعيشوا..يعيييشوا.

امرأة وخمسة رجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن