نظر ريان إلى عيون تمارا المترقبة والتى ظهر فيهم الفضول لسماع ما لديه..ليقول بعد لحظة:
لما جيتى بعد الحادثة كان وشك مشوه من الإزاز اللى دخل فيه وملامحك تقريبا مش باينة..مقدرش أنكر إنى كان ممكن أحاول أكتر وأقدر اوصل لشكلك الأصلى بس ده كان هياخد وقت كبير وخصوصا ان مفيش حد من أهلك معاكى عشان يدينا أي صورة ليكى تساعدنا..ومعكيش بطاقة شخصية ولا أي حاجة تدل على هويتك..تأخيرنا فى البحث عن ملامحك كان فيه خطر على حياتك..ده غير إنى....ليصمت وهو يبتلع ريقه قائلا:
يعنى ..أول ما شوفتك مش عارف ليه بالظبط فكرتينى بغزل.عقدت حاجبيها لتبدو تماما كمعشوقته..ليطرق برأسه للحظة يبتعد عن تأثيرها عليه ثم يعاود النظر إليها قائلا:
غزل دى تبقى البنت اللى حولت ملامحك لملامحها..كانت مراتى.ازداد انعقاد حاجبيها قائلة:
كانت؟؟ابتلع ريقه بصعوبة يقاوم غصة فى قلبه وهو يقول:
غزل ماتت من سنتين..ظهر الأسى فى عينيها وهي تقول:
الله يرحمها.تأملها للحظة قبل أن يقول:
يارب.تنهد مستطردا:
اول ما شفتك لقيتك بتفكرينى بيها..نفس الجسم والشعر وبنية الوش والعينين..غصب عنى لقيتنى بشوفك هي..كانت فى نفس مكانك آخر مرة شوفتها بس هي كانت.....ابتلع ريقه وشحب وجهه وهو يتذكر تلك الليلة التى فقدها فيها ليقول فى مرارة:
ميتة.لينهض ويتجه إلى النافذة ينظر من خلالها إلى الخارج تتابعه عيناها ..يدق قلبها بقوة وهي تشعر بذلك الألم الذى يعانيه..والذى ظهر فى نبرة صوته وكلماته ..إلى جانب تعرقه وشحوب وجهه وارتعاشة يده..كل كيانه متأثر بألمه ليصل لها هذا الألم على الفور وتشعر رغما عنها بالتعاطف معه..خاصة وهو يستطرد قائلا :
تعرفى.. لما سمعت قصتك..حسيتها كمان قريبة من قصتها مع بعض الإختلافات طبعا...وصمت لتحترم تمارا صمته والذى تشعر أنه يحاول من خلاله تمالك نفسه..وعندما طال صمته قالت بصوت خفيض تستحثه على الكلام:
كمل.حانت منه إلتفاتة إليها لتتوقف أنفاسها وهي ترى إلتماع عيونه والذى ينبأها بتأثره بذكرياته التى يبدوا انها تغمره الآن..لتتعجب من وجود رجل فى هذا الزمان مازال يحب ويعشق ويتأثر بذكرياته مع محبوبته كما يبدوا على هذا الطبيب..لينتبه ريان إلى نظراتها ويشيح بوجهه مجددا وهو يعود بعينيه إلى النافذة ينظر من خلالها إلى البعيد قائلا:
اول مرة شفتها كانت من خمس سنين..كنت آخد أجازة وبقضيها فى إسكندرية مخصوص عشان أحضر فرح مريضة عندى..كانت كبيرة فى السن ومتجوزتش أبدا لإن أهلها بعدوها عن حبيبها ..فضلت مستنياه عمر بحاله ولما لقيوا بعض..قرروا ان العمر مش مهم وانهم لازم يحققوا حلمهم بالجواز..كنت معجب بقصتهم اوى واللى خلت عندى أمل بإن الحب الحقيقى موجود..وفى الفرح شفتها ..أول ما عينى جت فى عينها حسيت إنى وقعت فى الحب..وده كان إحساس جديد وغريب علية..خصوصا انى بعد وفاة بابا بسبب ماما كنت أقسمت إنى محبش أبدا ولا أسلم قلبى لواحدة بس هي شدتنى بخفة دمها وروحها الجميلة..اتعرفت عليها.. وواحدة واحدة عرفت عنها كل حاجة..عرفت إنها أرملة وعندها بنت صغيرة من جوزها الأولانى واللى مقعدتش معاه غير سنة واحدة ومات بعدها فى حادثة وإنها قاعدة مع عيلة عمها عشان ملهاش غيرهم..مهمنيش إنها كانت متجوزة وان معاها طفلة بالعكس ..وقعت فى حب الطفلة دى من اول مرة شفتها فيها زي ما وقعت فى حب مامتها بالظبط..ولقيتنى بطلب من غزل الجواز..على أد ما فرحت بطلبى على أد ما خافت من رفض عيلتها واللى مقدرتش أفهم ساعتها ليه ممكن يرفضوا إن غزل يكون لها فرصة جديدة فى الحياة..بس بعد كدة فهمت..عشان ميراثها من أبوها واللى كانت المفروض هتاخده بعد ما تكمل سن الواحد وعشرين واللى كانت هتكملهم فى السنة اللى عرفتها وحبيتها فيها..كانوا عايزين الفلوس طبعا وعشان كدة كانوا بيحاولوا يجوزوها لجلال إبن عمها بس هي كانت بترفض ﻹنها محستش إنه ممكن يكون أكتر من إبن عم ليها..إتقدمتلهم وزي ما توقعت رفضوا..حاولنا اكتر من مرة نقنعهم بس مكنش فيه فايدة..وفى يوم وصلى رسالة إنى لازم أحضر نفسى عشان مطلوب فى انتداب لمدة سنة فى مستشفى كبيرة فى باريس..حاولت أرفض رغم انها كانت فرصة كبيرة بالنسبة لى ..مش عشان الفلوس انا من عيلة ميسورة جدا والحمد لله..بس هناك كنت هتعلم أكتر وهتمكن أكتر من مهنتى..مع الأسف لقيتنى مضطر أسافر..شفتها فى اليوم ده وقلتلها إنى مسافر..قالتلى خدنى معاك..بصراحة مكنتش موافق على فكرة الهروب بس مجرد إحساسى إنها ممكن تضيع منى خلانى وافقت..هربت من البيت هي وإيلين بنتها ..واتجوزنا علطول وفى وقت قليل كنت محضر أوراقنا وفعلا سافرنا ..قضينا أجمل أيام حياتنا فى باريس..والسنة بقت اتنين وتلاتة..لغاية.....
أنت تقرأ
امرأة وخمسة رجال
Romantizmاجتمع عليها الجميع..هم ذئاب وهي حمل وديع..حتى كادت ان تضيع ليظهر هو وسط الجموع..يمسح من ماضيها كل الدموع..ويربت بيده على قلبها الموجوع مجموعة أبطال منهم من هو جانى ومنهم الضحية..ترى من ستكون نهايته مخزية ..ومن سيحصل على السعادة الأبدية؟ هذا ما سوف ن...