الفصل الثاني

940 33 3
                                    



كانت ذكرياتي مازالت تعصف في قلبي وذهني مذكرة لي بتلك السنوات التي حمدت الله على وجود (جسار) ووالده (أدهم) في حياتي أذكر كلمات (جسار) لي تماما لقد قال لي بالحرف الواحد وملامح الجدية تكسو ووجه-: أنت الآن أصحبت رجل العائلة إن والدك رحمه الله كان صديق أبي العزيز كان شريكه في ماله ولولا مرضه لكان قد حضر معي عزاء والدك انا سأعاملك الآن كأخي (سامر) صحيح تبعدنا عنكم مسافة من محافظة لمحافظة لكن عليك ان تعرف اننا سنكون بجانبك في أي لحظة تحتاجنا فأنا أعرف أن اعمامك كلهم مغتربون في دول اخرى وبعد انتهاء العزاء سينفضون عنك ، ويعودون من حيث أتوا ، أجبني والآن ماذا ستفعل بعد إنتهاء العزاء وقد أصبحت رب أسرة في عمر مبكر؟

-: سأفعل كما يفعل أي شخص في مكاني سأبحث عن عمل ليساعدني في المصروف على أمي وأخواتي فكرت في هذا الموضوع من اللحظة الأولى لوفاة والدي رحمه الله فقد علمني والدي أن الأنسان الشجاع هو الذي يواجه كل مصيبة بالحمد لله ومن ثم بالوقوف في وجهها ومحاولة حلها

-: أرى أن العم (فاضل )رحمه الله قدأحسن تربيتك ، ولكن كما أخبرتك سابقا نحن من سنساعدك على تخطي هذة الأزمة (بيبرس) بمجرد انتهاء العزاء ، أود جلوس معك أنت ووالدتك لأمر هام .

بعد إنقضاء العزاء ودخول أمي في عدتها جاءنا جسار زائر وإستاذن أن يتكلم معها وجلست أمي تستمع لكلام (جسار )من خلف أحد الأبواب وأنا اجلس بجواره قائلا : أختي( أم بيبرس) عظم الله أجركم أنا مبعوث من قبل والدي لكم لأعلمكم أن العم (فاضل ) رحمه الله كان شريكا لوالدي في تجارته كماتعرفون وعليه سيبقى نصيب العم فاضل رحمه الله موجودا في تجارتنا وسنسلمه (لبيبرس) بمجرد بلغوه سن الواحد والعشرين ليشرف على نصيبكم بنفسه ولغاية أن يصل لهذا العمر عليه أن لايترك المدرسة وكل أموركم المالية ومسلتزماتكم ستصلكم شهريا مع أية نفقات اخرى كما اننا سنكون في جانبكم في أي وقت تحتاجونا به وسآتي شهريا لرؤية (بيبرس )فهو بمثابة شقيقي (سامر) ، وسأترك مع بيبرس كل الأوارق التي تثبت نصيبكم في حصتكم التجارية وهذا بناء على طلب والدي أن تكون معكم نسخة من الأوراق فلا أحد يعلم ما قد يخفيه الزمن .

وهنا تكلمت والدتي (رقية )بصوت فيه غصة الحزن قائلة :شكرا لك اخي (جسار) ونحن نعلم صدق أمانتكم فقد كان زوجي رحمه الله دائم الثناء على والدك نرجو له الشفاء وبارك الله بكم وجزاكم كل خير عنا ، وسنبقى على تواصل معك فأنت كما قلت أخي وأخ (بيبرس ).

إستاذن جسار مغادرا بعد أن ترك مغلفا معي لأسلمه لأمي وصافحني قبل مغادرته بيبرس انتبه لأمك وأخواتك أنت رجل البيت الشجاع الصغير وأياك وترك الدراسة كن رجلا صغيرا كما رباك العم (فاضل )رحمه الله التزم بصلاتك وإبتعد عن المشاكل، كن كما أراد لك والداك أن تكون فلقد كان دائما يكرر أنه أحسن نشأتك ليباهي بك الناس عندما تكبر ، سأراك مطلع كل شهر .

مضت الأيام والسنون و(جسار )كان دائما الحاضر الغائب كان يشرف علينا من بعيد برغم بعد المسافة بين محافظتنا الى أنه كان دائما يحضر كل شهر كان مطلعا على دراستي كان يرافقني ألى المسجد إذا حضر موعد الصلاة في زيارته حتى عند زواج أحدى أخواتي كان هو من يسأل عن العريس الذي تقدم ، وحتى بعد أن تزوج لم يتأخر عنا ولا مرة واحدة ، فقد كان مبعوث والده الدائم لنا ، والده الذي أقعده المرض طريح الفراش ، كان دائم التشجيع لي لأتفوق في دراستي وكان دائما يحفزني بالعطايا والهدايا كنت أحبه وتعلقت به كأب افتقدته ،كصديق وأخ أكبر مني ، عندما بلغت الواحد والعشرين أتى الينا قائلا -:

لقد حان الوقت لإستلامك لنصيب العائلة من أموال التجارة رفضنا أنا ووالدتي وتركنا تجارتنا معه كماهي .

بعد أن تخرجت بدأت البحث عن عمل في مجال هندسة الكترونيات فقد كان هذا تخصصي ووفقني الله كما كنت أعمل عملا إضافيا منه كنت أدخر وقمت بفتح محل صغير لتصليح وبيع بعض الكترونيات ،كان(جسار )حاضر بالافتتاح محلي الصغير وقد كان سعيدا مزهوا فخورا بي كأنني أخاه سامر بارك لي كثيرا كان أنسان بمعنى كلمةأنسان يومها غادرني قائلا وصوته يكسوه بعض الحزن لقد فرحت بك كثيرا ياليت شقيقي سامر في مثل رجاحة عقلك يا(بيبرس )، فعرفت أن سامر هذا سبب لمحة الحزن الذي اراه بعينيه أحيانا ثم تابع حديثه أتدري لقد رزقني الله صبيا الأسبوع الماضي وقد اسميته بيبرس لأعجابي بك أخلاقا وخلقا ، فرحت كثير وتمنّيت للصغير كل السعادة .

وهاأنا بعد أن أصبح عمري ثلاثون عاما صرت املك شركة صغيرة لتجارة الأكترونيا ت تشاركت بها مع صديقي( باسل) وبعد أول لقاء لي (بجسار) وأنا في العاشرة من عمري، انتظره في مقهى في محافظته بعد ان جئت لزيارته لأول مرة منذ العشرون عاما ، كنت حاضرا لسداد دين في رقبتي منذ زمن دين العرفان والأخلاص لعائلة العم (أدهم الشهابي) وابنه (جسار )، هاقد اطل قادما خطواته مسرعة ويبدوعليه الاأستغراب لقد كبر (جسار) وتناثرت خطوط شيب في رأسه فزادته وسامة ومهابة وجذعة الصلب لم ينحني برغم مرور الزمن صافحني قائلا-:( بيبرس) أهلا بك في مدينتي ولكن أتمنى أن يكون حضورك لخير ، فهذة أول مرة تأتي لنا بهاكان صوته ونظراته يشوبهما القلق .

-: لاتخف يا أخي لقد أتيت لخير وما أن جلسنا حتى ناولته مغلفا مغلقا .

- : بتساؤل وتعجب ماهذا؟

-: جسار افتح المغلف تعرف بما به .

بنظرات يعلوها الأستغراب بعد فتح المغلف ورؤيته مابه تسائل قائلا مامعنى هذة الأوراق ؟

-: عزيزي (جسار) لقد جعلتك شريكا لي بالنصف من نصيب في محلي الصغير وولك نصيب الثلث من شركتي مع (باسل ) وهذا وفاء لدين العرفان بالفضل الذي عملته لنا ومعنا.

-: أي فضل هذا يافتى انها أموالكم من الأساس .

-: الفضل الذي أتكلم عنه فضل العرفان بوقفوك ألى جانبنا فقد كنت حاضرا دائما لنا كنت أخ أكبر لي ، وهاهو الاخ الأصغر يهدي أخاه الأكبر هدية والهدايا لاترد.

كان يهم بالإجابة عندما قطعنا رنين هاتفه النقال .

انتهاك روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن