انتهاك روح

الفصل الثالث عشر

مساء الخير ياحلوين جيت وجبتلكم الفصل الجديد من انتهاك روح
وحابة اشكرك كثير الكاتبة المميزة
Alaa Hassan😍😍😍
لاختيارها لصور لشخصيات الرواية
قراءة ممتعة
***********************
الفصل الثالث عشر
(( مهما حَدّثَ في حَياتك ، ومهما بدت الأشياءُ مُزّعجة ، فلا تَدّخُل رُبوع اليأس ، وحتى لو ظّلتَ جميع الأيواب مُؤصَدة ، فإن الله سيفتح درباً جَديداً لَكَ)) (( من كتاب قواعد العشق الأربعين ))الإمضاء ((B)).
نظرت إلى تلك البطاقة كعادتي باستغراب وكانت اليوم موضوعة فوق باقة من الورد والشوكلاته الفاخرة سلمني أياها جسار بعد ان تعالى رنين الجرس منذرا عن وجود أحدهم بالخارج وكان جسار هو من فتح الباب واستلمها الساعي الذي أوصلها ، وأعطاني أياها ونحن على مائدة الآفطار أمام كل العائلة والجميع ينظر إلي وأبي يقول : يبدو بأن لديك معجب سرّي يابنية فغزا وجهي الاحمرار والغضب فأنا أكره هذا الحديث منذ ماحدث وأخرجت البطاقة من مغلفها لأرى تلك الكلمات التي كل مرة أحس بأنها رسائل لراحة نفسي ، لقد كنت قبل قليل أجلس في غرفتي اسمع ((صوت أبي جسار)) من غرفتي عندما صدح صوت أبي مناديا باسمي وتبعه دخول أخي الغرفة قائلاً بصوته الحاني مقترباً مني يود أن يضع يده على كتفي لكني تراجعت للخلف فمنذ ماحصل وأنا أصبحت أخاف اقتراب الرجال مني مع أن في الأيام الأولى للحدث قام (جسار هو وأبي )  باحتضاني أكثر من مرة ولكن كما أخبرتني معالجتي فهذا أمر طبيعي ، عندما تراجعت للخلف شعرت بنظرة جسار المتألمة الحزينة والقلقلة بذات الوقت لكنه حاول أن لايوصل شعوره لي قائلا
:- (عفاف) أبي يناديك لتناول الفطور معنا فهيا ياعزيزتي الجميع بانتظارك
:- أنا لاأرغب بالفطور ولا الجلوس مع أحدكنت أتكلم بنبرة حادة
:- أن لم تأت سَنُحضر الطّعام ونجلس في غرفتك جميعنا قالها بابتسامة عذبة
:- أذن لامفر ، أما أن أفطر معكم ، او تفطروا معي سأتي أنا إذاً
:-هيا معي ومد يده إلي ليأخد بيدي ترددت قليلاً ثم قلبت وعندما وضعت يدي بيده صابتني تلك القشعريرة التي سرت في كل جسدي فشعر بي فسحبني جسار لأنوسط صدره العريض محتضنا لي مهدئا لي طالبا مني التماسك مقبلا أعلى رأسي لا تدعي أبي يرى مدى انهزامك سيصبح كل شيء بخير سنتجاز هذة الأزمة وسأكون خلفك وبجانبك وحولك سأدعمك فأنت لم تكوني أختي الصغيرة أنت ابنة قلبي المدللة ارفعي رأسك يا ابنة القادري وافرحي أباك بجلوسك معنا .
جلسنا لتناول الطعام عندما أتت تلك الباقة ، وأثارت فضول الجميع وبعد أن قرأت مافيها ، وعلتْ ثغري ابتسامة بسيطة شعرت بالبطاقة تنسل من بين أصابع يدي ورأيت ( جسار ) يطالعها وهو ينظر باتجاه أبي نظرة لم أفهما ، ثم أعطاني البطاقة قائلا :- أبي قد تنأخرنا على موعدنا .
****************************
وصلت مقر شركة القادري كانت شركة صغيرة لم تكن من الشركات العملاقة ولكنها شركة مهمة ومعروفة بنشاطها ، وصلت الى طابق الادارة ولأنني لم أرد أن يكون اللقاء رسميا بيننا ارتديت ملابسا عادية ولم ارتد تلك البزات الرسمية وقفت أمام مكتب السكرتاريا بعد أن عرفت عن نفسي ، فأخبرتني أنهم بانتظاري دققت الباب ودخلت كان العم أدهم يجلس خلف المكتب الرئيسي وجسار أمام كان مكتبا متواضعا ، وقام جسار باستقبالي وقد شعرت اليوم به أفضل حالا سلمت عليهم ثم بدأت بالحديث : أرجو أن تكون قد وافقت على طلبي ياعماه سألت بصوت متودد له
:- وهل مازالت ترغب بما طلبت ألم تغير رأيك يابني؟
:-لم أكن طوال عمري ومنذ طفولتي أني ممن يتراجع عن شيء طلبته أو عزمت عليه وأعتقد أن جسار يعرفني تمام المرة ، وللمرة الثانية ، اطلب منك ياعمي يد ابنتك (عفاف )على سنة الله ورسوله .
:- وهنا قال العم (أدهم ) في حال وافقنا لن بعض الشروط أهمها
أنك لن تعايرها في يوم ما بماحدث .
: وهل تراني ياعمي نذلا كي أعايره ها بشيء حصل خارج عن أردتها.
:- كلا يابني فأنا أعرف معادن الرجل من خبرتي السابقة في الحياة ، وأعرف أنك ستكون نعم العون لها بعد الله ، ولكن عليك الصبر والصبر الكثير ، حتى ترجع جزء من نفسها التي انتهكت ، ولتعلم يابني أنها أصبحت تخشى كل الرجال حتى نحن ، لم تعد تجلس معي . ونظراتها تبدو تائه ضائعة أشعر بارتجافها عندما أضع يدي عليها ، فعليك الصبر والصبر والصبر.
كان جسار يبدوفقط مستمعا لما يقوله والده لم يشاركنا الحديث .
نظرت إليه لك وعد مني ياعمي بأن احتويها واصبر عليها لو اخذ هذا الشيء مني عمرا باكمله وساخذها لطبيبة نفسية وسأحضر معها جلساتها وأساعدها بكل مايلزمها كما سأعدها تكمل دراستها . لكنيأحب ان أعرف بعض معلومات عنها .
تدخل جسار قائلا ( بيبرس) سؤال وأريدمنك الإجابة عليه وبصدق وفوراً هل أنت من تبعث لها بالورد وبتلك البطاقات والتي تذيلها
بحرف ( B) .
وهل هذا سؤال أم إجابة يا(جسار)، نعم انه أنا وحتى لم توافقوا كنت سأستمر في إرسال تلك البطاقات لكي تحفزها على الأمل والتفاؤل وقد استشرت طبيبة نفسية بهذا الشأن.
كنت أطالع هذا الشاب بهي الملامح وسيم الوجه بذقنه المهذبة ونظاراته التي تعلو عيناه  بإعجاب لقد أحسنت والدته تأديبه كما أنه جريء صارم لديه أسلوب يجذبك بالكلام أما عيناه البنيتان تلمعان بذكاء وفراسه كنت أطالعه بنظرات الأعجاب لمن سيكون ابن ثالثا لنا ودعيت الله بداخلي ان لايخيب ظني به .
(جسار ): بصوت بدء يشوبه اللين هناك شرط أخير في حال موافقتنا ستكتب النصيب الذي أعطتيني أياه بشركتك الصغيرة باسم (عفاف )
فلتتنازل أنت عنه لأختك وانا كفيل بأن ضمن بعض حقوقها وقد أمرت المحامي الخاص بي بكتابة الشقة التي أملُكها فوق منزل والديّ باسمها في حال موافقتكم ، وفي حال موافقتكم سآتي أنا وامي آخر الأسبوع ِلأتَقدم رسمياً حسب العادات والتقاليد و الزفاف خلال شهر القادم .
قاطعنا العم (أدهم) قائلا : نحن موافقون ولنقرأ الفاتحة على نية التوفيق إنّ شاء الله بصوته الدافئ وقد علت لمحة الطمئنينه وجهه وبعد قراءة الفاتحة احتضني (جسارا) قائلا اهلا بك في عائلة القادري .
تركت احضان (جسار)واقتربت من العم أدهم وقلبت رأسه قائلا أنرتم عائلة (التابعي)بموافقكتم  وأن شاء الله سأكون على عهدي معك ياعمي.
:-أزحت دموعي التي طفرت من عيني وباركت لهذا البهّي قائلا  : مبارك يابني لقد سلمت بكلمة روحي فأياك ان تعبتث بها وحافظ عليها ، ولكن الخطبة لن تكون في الأسبوع القادم بل ستكون بعد أسبوعين لكي نستطيع التمهيد وإقناع ( عفاف) .
:- وأنا من رأي والدي .
رن هاتفي وقد كان العم عاصم والد( باسل ) يخبرني بما حصل لباسل
فودعتهم مستعجلا على وعد باللقاء بعد أسبوعين في خطبة رسمية واتجهت إلى محافظتي .