الجزء السادس

44 6 0
                                    

في المساء ترجلت الفتاتان من سيارة الأجرة أمام قصر كبير جعل أسماء تنظر له بانبهار، ثم أفاقت من انبهارها على يد ياسمين حيث كانت تحثها على الدخول لتقابل والدها يحيى الذي استقبلهم و اصطحبها دون ياسمين إلى غرفة الجلوس لتجد كل العائلة جالسة هناك في انتظارها.

ليقول يحيى: سيد بسام...  هذه أسماء الفتاة التي أخبرتك عنها

ليرفع بسام عينيه و تقابل عينيها المتوترة ليغرق في بحر عينيها لثوان ثم يقول: إجلسي

لتتوتر أكثر تشعر بالخوف منه، فتجلس بسرعة كي لا ينزعج منها ليسألها عن نفسها فتجيب بخفوت واضح منه توترها.

و بعد ما قال مشيرا لوالدته:  هذه أمي و التي من واجبك بعد الآن الإهتمام بصحتها و أكلها و كل شيء خاص بها و أي تقصير منك لن تري خيرا مني أبدا

لتخاف هي أكثر فتقول رواء:  أخي توقف إنك تخيفها

لينظر لها نظرة جعلتها تندم لأنها تحدثت، ثم عاد ببصره لأسماء و سألها إن كانت موافقة على العمل و شروطه لتومئ له بالإيجاب فيقول له أن تبدأ من الغد.

ثم طلب منها مرافقته لمكان ما فوقفت و ذهبت خلفه لتقول رواء: يا إلهي أخي كان سيقتلني... مسكينة تلك الفتاة تبدو خايفة كثيرا

ليجيب مراد: معك حق ليكون الله في عونها

والدتهم: أنا لا أدري لماذا أحضرها.. حقا لا أريد من يهتم بي يمكنني الإهتمام بنفسي

أجابها آسر: أمي نحن مشغولون عنك كثيرا و رأيت ما حدث آخر مرة و نحن قلقون و أكثرنا قلقا بسام لذلك أرجوك تقبلي الأمر و لا تنزعجي

لتومئ له لتحاول التخلص من تلك الفتاة لتنتهي من ما فرضه بسام و أولادها عليها.

بعدما اصطحبها معه دخل معها غرفة والدته لتشعر هي ببعض الخوف و تتساءل لما أحضرها إلى غرفة نوم.

ليجيبها هو عن تساؤلاتها التي تطرحها بينها و بين نفسها:  هذه غرفة والدتي

ليطلب منها الإقتراب فيشرح لها مواعيد دواء أمه و عن الأطعمة التي يجب أن تتناولها.

ليرفع رأسه مرة أخرى ليراها و يغرق مجددا في عينيها ليرى فيهم الخوف منه و من كل شيء ليستفيق على نفسه و يقول:  هل فهمت؟؟

لتهز رأسها و تقول:  لقد فهمت

بسام:  اذهبي لمنزلك الآن و غدا تعالي مع يحيى لبدء عملك و لا أريد تهاونا أبداً

ثم يخرج و تخرج هي أيضاً لينتهي هذا اللقاء بإطمئنان لكل من بسام على والدته،  و من أسماء على أنها وجدت عملا أخيرا،  لتسعد ياسمين من أجل صديقتها.

..... ………
تعود أسماء إلى منزلها فتجد زوجة أبيها تنتظرها و الشرار يخرج من عينيها.

أم ريما:  أين كنت أيتها ال....  هل تعلمين الوقت الآن و فوق؟؟  نحن لم نتناول العشاء

أسماء:  لماذا؟؟ ألا يوجد مواد للطعام؟؟

ام ريما:  بل لا يوجد من يطبخ لنا...

وهمت بضربها ليتدخل فارس و يحاول تخليص أخته من براثن والدته، أما أسماء فاكتفت بتغطية وجهها كي لا تضع عليه علامة من ضربها من أجل العمل.

أم ريما:  أيتها ال....  اذهبي إلى غرفتك و لا طعام لك.... ثم نادت ريما..:  ريما اتصلي بالمطعم و اطلب لنا الطعام نحن الثلاثة فقط

ليحزن فارس على أخته... أما أسماء فصعدت لغرفتها الموجودة على السطح لترمي نفسها على سريرها من شدة التعب و الخوف من العمل و ما زاد عليها ضرب زوجة أبيها لها و من دون سبب لتبتسم بسخرية على حالها.

ثم تقف ببطىء لتغير ثيابها و تفتح باب غرفتها لتجد كيسا أسفله لتحمله و تجد به طعاما لتبتسم و تعلم بأن فارس من وضعه...لتتقدم وتجلس على السطح و تفتح الكيس لتتناول الطعام و تنظر للنجوم الصديقة الوحيدة الشاهدة على كل آلامها.

نجوم الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن