اليوم التالي صباحًا صحيت فريدة بدري وكانت جاهزة ، خرجت من غرفتها كان والدها منتظرها وجاهز يتحركا للخارج :
_ صباح الفل يا عمر افندى
_ صباح الورد المشوار الوحيد اللي بتصحيله بدرى
_ فعلًا من غير ظبط منبهات ولا صداع بقوم لوحدي فايقة يمكن لأنها وحشتني وعاوزة اروحلها .
_ وحشتنا كلنا يلا بينا .
تحركت فريدة ووالدها بالسيارة كانت فى أنتظارهم وتوجها الي مدافن العائلة ، دخلا الي الداخل ووقفا فى صمت لقراءة القرأن وخرج والدها وتركها تتحدث مع والدتها بضع الوقت بأريحية :
_ ماما وحشتينى اوى ، أنتي مش زعلانة مني صح ، انا عارفة اني بقالي شهرين مجتش ليكي بس اتزنقت فى الامتحانات أخر سنه ما أنتي عارفه ، جيتلك اقولك انا خلاص اتخرجت
وبدور ع شغل وان شاء الله هلاقى حاجه كويسه .. اطمني عليا انا كويسه الحمد الله طول ما عمر افندي معايا مش ناقصني غير وجودك وانا عارفه انك مطمنه علشان هو معايا (مسكت فريده السلسله ف رقبتها ) بصي هديه بابا لتخرجى حلوه مش كدا .. عجبتنى اوى حاطط صورتك وصورتى معاه بيقولى علشان محسش بالوحده لو بعدت عنه وعنك ، ماما وصى عمر افندى عليا بلاش يقلقنى عليه ..لالا هو كويس متقلقليش بس بيضغط على نفسه فى الشغل كتير ،حاضر انا مش هسيبه وهخلى بالى منه زى العادة ، ماما هو انا ممكن أقابل حد زى عمر أفندي ولا هبقي زيك .. المهم عشان مطولش عليكي لان عمر أفندي مستني على نار يتكلم معاكي ، انا هبقي أجيلك كتير وأبشرك بالاخبار كالعادة .. ماما . بحبك .
خرجت فريده وبتمسح دموعها وب ابتسامة :
_ دورك يا عمر افندي
دخل والدها وإبتسامة تعلو وجهه : ازيك يا امل وحشتينى انا الحمد الله كويس .. متقلقيش منتظم ع العلاج والحمد الله .. شوفتى ديدا بقت عروسه ازاى اتخرجت ومش ناقص ان ربنا يرزقها بابن الحلال اللي يستاهلها ..... لالالا متقلقيش يا امل انا مش هجوز فريده لااى حد ..هتاكد انها بتحبه وهو بيحبها اكتر زي ما وعدتك زمان ، مش هكرر اللي حصل تانى وعد وعدتهولك وعايش علشانه لاخر يوم فى عمري .
خلص والدها حديثة وخرج بص لفريدة ب ابتسامة :
_ انهاردة يا ديدا الغدا برا
_ الميزانية يا عمر افندي
_ خليها تتشحور
ابتسمت فريدة : وعد يا عمرو أفندي اول مرتب هعزمك برا فى اغلي مكان
_ وعد .
_ وعد يا عمر أفندي .
_ يلا بينا .
اتجهوا الى السيارة وذهبا الي احدى المطاعم وبعد أنتهاء طعامهم عادا الى المنزل فريدة فى غرفتها ووالدها فى غرفته ليرتاحا من مشقة اليوم .
فريدة كانت نايمة وقلقت من موابيلها كان رامي ، من أرهاق اليوم ردت فريدة بنبرة مرهقة :
_ يابني أعتقني فى يوم مش قولتلك انا هنام بتطلعلي زى العفريت ليه كدا ؟
_ الساعة 10 وانتي قولتي ساعتين وهتكلميني ولا اتصلتي ولا بعتي حاجة
_ بالعقل كده يا نايمه يا نايمه من مشوار السفر الصبح دا ساعتين دول مجازًا
رامى بخجل: سورى يا ديدا اصلك بتوحشينى اعمل ايه ان
_ رامى مش وقتك خالص بجد مش قادرة
_ خلاص ..كنت عاوز ااكد عليكى مشوار بكره
فريده تايهه: مشوار ايه؟
_ لا صحصحى وكلمينى يا حاجه دا مستقبلك
_ طيب ادينى ربع ولا اقولك نص ولا اقولك هفوق واكلمك اشطه
_ تمام هستناكى يا فريدة وغلاوه عمر افندى ما تنفضى
_ بتحلفلي بعمر أفندي عشان تتأكد ، متقلقش أفوق وأكلمك يلا سلام
قفلت فريده وحست ان البيت هادى جدااا خرجت من اوضتها لحمام ، شاور على السريع لزوم الفوقان وتصلي بصت على غرفة والدها كانت الأنارة شغالة ، خبطت ودخلت لاقت والدها قاعد وقدامه صندوق هى مسمياه صندوق الذكريات ومشغل اغانى قديمه لااام كلثوم :
_ يا عينى ع الإنسجام والروقان
باباها بصلها باابتسامه: صحيتى يا ديدا عاوزه تتعشى نحضر العشا
_ لا مليش نفس لو جعت هعملى اى سندوتش
_انا لاقيتك اتاخرتى ف النوم أكلت حاجة خفيفة علشان العلاج
_ الف هنا يا حبيبي يبقى نضرب كوبايتين شاى بنعناع مع بعض
_ تمام
_ خليك زى ماانت المرادى هنجيب الشاى ونشربه ف الصومعه الذكريات دى
أبتسم والدها : مستنيكي
خرجت فريده صلت و عملت الشاى ورجعت قعدت جنب والدها :
_ يا ذكرياتك يا عمر افندى
_ الواحد من غير ماضى ملوش مستقبل
_ دايما فاكرها
_ من امتى نسيتها
_ لسه بتحبها
_ معملتش حاجه تخلينى اكرهها
فريده مسكت صوره ابيض واسود لباباها مع واحده تانية :
_بصراحه تتحب تستاهل كانت زى القمر
مسك صورتها وبإبتسامة :
_ كانت اجمل واحده فى منطقتنا شباب الحى بيتخانق عليها
فريده باابتسامه: ماهو الجميل مش بيختار غير الجميل زيه ياعمر افندى
انا هستأذنك هاخد الصوره دى معايا ، انت قولتلي لما أخلص الجامعة هتتديهالي ممكن أخدها بقي ؟
باباها بيضحك: ليه يعنى عاوزة الصوره ؟
_ بشوفها بشوف سعادتك ونظرتك لصوره بحس نقاء الحب بينكم
_ وهتحافظى عليها
_ فى عينى ياعمر افندى فريده هتحافظ ع صوره فريده ، بس تعرف تحس انكم لبعض فيكم شبهه من بعض أوي هما اللى بيحبوا بعض كدا .
اتنهد والدها :وياريت الأختيار كان لصالحنا
_ انت حكتلى ان باباها اللي رفض ارتباطكم
_ باباها واخوها رفضوا علشان انا لسه كنت متخرج ومفيش مستقبل والسكن ف شقه مع امى كان مرفوض وامكانياتى مش كانت سامحه هى كانت موافقه لكن رفضهم هو اللي بعدنا عن بعض، أختيارنا كان غير اختيار القدر ..القدر فرق بينا
فريده مركزه : كل واحد عاش حياته بعيد عن التانى جسم بس
والدها اتنهد :مش كل اللي بيتنفس بيبقى عايش فى أرواح فارقه جسد عايش
_ ومعرفتش تحب تانى بعدها رغم بعدها ؟
والدها إبتسم وعرف إنها بتلمح عن والدتها : العشره عودتنى والعشره نوع من انواع الحب
فريده بصه لوالدها اوى : وأنت بعيد عنها مكنتش سعيد ياعمر أفندي وهي دي الحقيقة
_ بجد يا فريده مش عارف غلطتى ولا تعويض ربنا لل حصلى ،غلطتى انى اتجوزت إنسانه مفهاش ولا غلطه وبتحبنى وتقدرنى وانا اهم مافى حياتها وبالرغم من كده معرفتش ابادلها احساسى دا وكنت حاسس انى ظالمها بالرغم انى مش كنت مقصر وراضيها ولما القدر صالحنى بيكى حسيت بانه بيصالحنى وبيقولي دا قدرك عيشه .
_ بس ماما عمرها ما اشتكت مسمعتش من حد انها كانت حزينه ولا زعلانه
_ بالعكس ودا ال كان بيضايقنى انها بتيجى ع سعادتها وحياتها علشانى ، وافقت تعيش مع شخص مش يبادلها إحساسه و بيحب واحده تانيه ..بالرغم من انى وقت ما اتقفل باب عليا وع امل اللي فات كله اتقفل عليه بقفل ورميت مفتاحه وعشت ... اللي فى قلبى خليته ليا وعشت مع مامتك وفعلا ولا اشتكت ولا حسستنى بحاجه ودايما تقولى مهم عندى اشوفك مرتاح
_ وقدرت تعيش وتنسى
_ قدرت اعيش واتأقلم ..سهم قدرى انضرب ولازم ارضى
_ وماما ؟
_ اجمل هديه ليا ولااسف مكنتش عارف اقدرها صح لغايه ما جبتلى اجمل هديه ديدا
_ بجد يا بابا هى مش اعترضت ع الاسم بتاعى لما اتولدت ، أنا عارفه ان ماما اتوفت بعد ما ولدتنى ب5 شهور
_ انا استغربت ان هى ال صممت ع الاسم مش انا بالعكس انا كنت هختار اى اسم
هى ال لاقتها بتقول يوم ما ولدتك وروحت المستشفى بتقولى شيل بنتنا فريده يا عمر انا استغربت وف نفس الوقت كنت فرحان
_ ماما كانت انسانه عظيمه
_ مامتك اثبتتلى إن اللي بيحب حد بيضحى بنفسه علشان سعاده التانى وبيظلم نفسه ودا اسوء مافى الحب من طرف واحد .. بالرغم انه كان خطر انها تحمل لكن صممت وكملت الحمل علشان تسعدنى وربنا رزقنى بيكى لكن خسرتها.. خسرتين الاتنين اللى حبوني من قلبهم .
فريده بتحاول تمسح دموعها وتغير مود الحزن اللي ساد المكان:
قطعتلك وصله الذكريات يا عمر افندى
بيشاور ع قلبه : عمر الذكريات ما بتتقطع طول ماهى عايشه هنا
_ هسيبك مع ذكرياتك وهقوم اشوف الحاضر اللي خانقنى رنات ومش عارفه اقعد والصورة فى أمان متقلقش عليها .
خرجت فريده وقفلت الباب ومسحت دموعها وبصت على باب الغرفة ومشاعر كتير تملكتها من علاقة والدها ووالدتها والحب اللى جمعهم وفرقهم ، واد إيه والدتها كانت بتحب والدها لدرجة انها تقبلت وجود واحده تانية فى قلبه وأستمرت بحبها .. تليفونها رن وكان رامى:
_ الساعه 1 بعد نص اليل هتكلمينى امتى ان شاء الله
_ كنت قاعده مع عمر افندى ونسيت نفسى
_ لا كده هتخانق معاه كل ما تقعدى معاه تنسى نفسك
_ عمر افندى ياخد اللي هو عاوزه ونديله كماله كمان
_ يا بختك يا عمر افندى ..بس صوتك ماله انتى بتعيطى
_ لا ابدا
_ مالك يا ديدا
_ الحب دا غريب اوي ، فى حد يحب حد لدرجه انه يضحى بنفسه علشانه وعارف انه مش بيحبه نفس الحب واللي بيحبه عايش بحب شخص تانى مش موجود
_ لا اشرحى مش فاهم
_ لا متركزش معايا ..عارفاك هتتريق
_ عيب عليكى
_ لا عيب عليك أنت الوقت متاخر هنحب ف بعض ولا ايه ؟
رامى بيضحك: وماله مش عيب مش عدت الساعه 12
هذا وقت الحبيببه
_ عندك نجوم اف ام حب فيها يلا عاوزه انام
_ متزقيش... نتقابل بكره الساعه 10 ف الميدان هاجى اخدك
_ لا قولى فين وانا هجيلك
_ هبعتلك رساله بالعنوان تمام وع تليفون بكره
_ ان شاء الله تصبح ع خير
_ تصبحى وانتى
فريده بقفش: وانا ايه
رامى: من اهل الجيران
فريده بتضحك: يا خفه يلا سلام
قفلت فريده وهى بتضحك وف نفس الوقت سرحت ف كلامها مع باباها واستسلمت للنوم .
تانى يوم الصبح صحيت فريده اخدت دش ولبست ونزلت ع الموعد وكانت مستنيه رامى برا الفندق فى المعادى اللي هيحصل فيه الانترفيو وهى واقفه وسانده ع عربيه حاطه الهاند فري في ودنها مستنياه مره واحده العربيه اتحركت من غير إنذار ووقعت ع الارض ، بصت فريده لسيارة لاقتها واقفه والي فيها منزلش فقامت تعدل هدومها وتنضفها وبنبرة حادة :
_مش تنبه يا أستاذ أنت وواقف تتفرج عليا، صحيح عالم معندهاش دم وقعنى وواقف يتفرج.
بعد ما وقفت فريده طبيعي السيارة اتحركت ومشيت فى اللحظه دى رامى خرج وشاف فريده كف ايدها اتعور من الوقعه ووشها متغير:
رامى مخضوض: ايه دا يا ديدا ايه حصل
فريده بعصبيه: واحد معندوش دم كنت سانده ع عربيته من غير انذار اتحرك ووقعت اناوكانت الاغانى صوتها عالى مسمعتش صوت العربيه لاقيت نفسى ع الارض
رامى بغضب : فين الحيوان دا؟
_ مشى وقف يتفرج عليا شويا ومشى جته القرف قفلنى ع اول اليوم
_ طيب بس متضايقيش نفسك انتى ف حاجه وجعاكى طيب
_ لا الحمد الله
رامى شاف ايدها المتعوره : ايه دا تعالى نروح الصيداليه يشوفلك الجرح دا
فريده باصه اتجاه العربيه اللي مشيت : يارب كوتيش العربيه الاربعه يريحوا منه فى منطقه مش فيها حد يعملها
رامى ضحك : يخرب عقلك ليه الاذى دا
_ علشان واضح انه مستهتروشايف نفسه مهنش عليه ينزل يبص يطمن عليا حتى يعنى لو دراعى اتكسر ولا ركبتى كان هرسني .
_ الحمد الله انها جت ع كده تعالى بس نروح الصيداليه ونقعد نشرب اى حاجه ف كافيه
راحوا الصيداليه وكان الجرح بسيط عباره عن خدش وراحو ع كافيه :
_ حاسه بحاجه بتوجعك قوليلى عشان لو محتاجه دكتور
_ جهز العمليات ، فى ايه يا رامي انا كويسة
_ شكلك مش كويس
_ متغاظه من البنادمين اللي زى الاخ اللي عمل كدا قادرين يعيشوا ازاى بين الناس
رامى بيضحك: يا بينتى احمدى ربنا ان دا شخص غريب مش قريبك كنت هتولعى ف نفسك زى ماانا عاوز اعمل ومش عارف
_ ليه مش عارف مش معاك حق البنزين ولا الكبريت اسلفهوملك
_ يا رخمتك وهتقدرى تعيشى من غيرى يا بيبى
فريده بتضحك: ع اساس انك اول معرفتك مش كنت عايشه وبموت
_ جعفر حسسينى برقه وانوثه كده محسسانى انى قاعد مع صاحبى
_ دلواقتى مش بقت عاجبه داانا من شويا كنت بتقولى يا بيبى
_ لا انتى غريبه اوى ف لبس وتصرفات ولد ع بنت بس بصراحه كده احسن بكتير
فريده بسهوكه: اصل يا بيبى مليش ف السهوكه
_ اموت انا فى بيبى ال طالعه منك دى
فريده رجعت لطبيعتها: عيل تافه صحيح، ارجع لارض الواقع يلا قولي هتسافر لااهلك زى كل سنه ولا هتعمل ايه؟
_ ماهو انا مسافر بكره الصبح هروح ادى تمام لسيد الوالد وارجع استلم الشغل
_ هتوحشنى يا روميو
_مش هتاخر يا بيبى ااقل من اسبوع لأن اصلا العيله دى مستحملها بالعافيه..ماانتى عارفه
فريده بتضحك: يخرب عقلك بس ايه شغل ع طول دا مش هتشوف الجيش ولا ايه؟
_أشوف ليه وانا عندى واسطه متدخلنيش اصلا الجيش
_ اه ياعم الوسايط عايش حياتك بالواسطه
_ لا ماهظبطك معايا متقلقيش بس فى واحد عاوزه يختفى الدنيا هتبقي سهلة
_ انت بتكلم نفسك ولا ايه ؟
_ حظى المنيل هشتغل مع ابن عمي او معنى اصح هشتغل عنده وهو شخصيه لا تطاق برود وعجرفه عملى ذياده ع اللزوم .. نسى يعنى ايه ضحك او متهيالى ميعرفوش اصلا .. ولحظى الجميل انه ماسك شغل اللي ف مصر نيابه عن عمي والاتنين تحسى كاربون الحسنة الوحيدة اسمه بس فعلًا
فريده بتضحك: مالك يا روميو اتحولت كدا ليه
رامى بيضحك: يابنتى دى عيله غريبه انا مش عارفه انا ابنهم ازاى
المهم انا لما هرجع واستلم شغلى هظبتلك سكه واجيبك معايا
_ وابن عمك
_ولا هيعرف حاجه داانا روميو
ضحكت فريده وهى بتعدل هدومها لمست السلسله :
رامى: ايه السلسه الجامده دى اول مره اشوفها
فريده باابتسامه ع وشها : دا عمر افندى جبهالى هديه تخرجى ونجاحى
استنى بص دى ماما ودى
_ عمر افندى طبعا ومزته
_ اهو عمر أفندي أثبتلي ان مش كل اللى اسمهم عمر كيوت ابوكي فلته يا بختك .
_ عمر أفندي دا مش ابويا دا صاحبى واخويا ومامتى وحبيبى
_ يعنى انتى مش هتتجوزى وتسبيه ؟
فريده بسرعه: اسيبه ليه وانا اساسا محبتش فى عمري غيره وشرطى ان اللي هتجوزه يكون نسخه من عمر افندى ف حنيته وطيبه ودفئه واحتواءه
رامى باابتسامه: متسأليلي عمر أفندي ع دروس مكثفه
_ هتسقط يافاشل
_ ليه بس
_ لان دا حاجة طبيعية مش بوسائط
_ دايما كبسانى كده
فريده بصت ع الساعه : لقد حان وقت المغادره .. بس كده العزومه هاخرها اسبوع علشانك
_ لا لا زي ماانتم انا عاوز اجى لوحدى استفرد بيكي وبعمر أفندئ
فريده بتضحك: ايه هتخطبنى
- ولسه هخطب هجيب مأذون ع طول
ضحك فريده: لا هظبط العزومه لما ترجع العيال عاوزين يشوفك ونتلم كلنا
_ ماشي يلا هوصلك واروح البيت
تانى يوم فريده فضلت نايمه وباباها صحى بدرى ونزل وهى قامت براحتها من النوم ووفى وسط اليوم رامى بعتلها رساله ع الواتس انه وصل لاهله برا مصر ، يوم فريدة كان فرجة على التليفزيون وشغل البيت وكل ما تتخبط فى الجرح تفتكر ال حصلها وتتغاظ .. والدها رجع من برا ولاحظ اللزق الطبي فى ايديها وقلق عليها وهي طمنته انه جرح خفيف اتجرحت من غير ما تاخد بالها، دخلت المطبخ تحضر الغدا رن موابيلها من رقم غريب :
_ الو
_ انسه فريده عمر
_ ايوه انا
_ حضرتك معاكى مكتب الاستعلام من مطعم اللوتس، حضرتك كنتى جيتى انترفيو لوظيفه ويتر واحنا بنكلمك نعرفك انك تجهزى أوراقك وتيجى علشان تستلمى الشغل هنستاكى يوم الاربعاء
طارت من السعاده: ان شاء الله يافندم هكون جهزت كل حاجه
قفلت فريده ومن سعادتها وخرجت مسرعة لوالدها : عمر افندى ياعمر افندى
والدها خرج من غرفته مخضوض من الصوت: فى ايه يا ديدا
_ بنتك هتبقى موظفه خلاص وهشتغل وهقبض مرتب وهنطلق ف الحياه العمليه
باباها بيضحك: خضيتينى يا شيخه السعاده دى علشان الشغل يعنى
_ لا يابابا الفكره انى هشتغل بجد من غير واسطه ولا بتاع يعني هتبث نفسى بنفسى وفرحانه بجد انى اتقبلت بسرعه كده
_ علشان يا ديدا انتى بنت كويسه تستهلى كل خير
فريده بسعاده: وعلشان الخبر الجامد هنتغدا برا ع حسابى
_ ايه البذخ دا طيب خلى الواجب دا عليا
_ لولا انك حلفت خلاص الغدا عليك والشاى والحلويات عليا
_ اتفقنا
جهزوا وخرجوا يتغدوا فى مطعم ورجعوا اخر اليوم قعدوا قصاد التليفزيون بيتفرجوا على افلام ابيض واسود كعادة والدها :
_ ياسلام ياعمر افندى افلام زمان دى ميتزهقش منها
_ فعلا قصص تحفه واداء ممثلين كمان
_ لا واحساسهم بالحب والمشاعر تصدقهم بجد ..حب زمان دا مفيش زيه
باباها بيضحك: حب زمان ايه.. الحب ملوش زمن ..الحب محتاج توقيت صح واشخاص صح علشان يبقى صح ..زمان الاختيار مكنش عشوائى وارضاء رغبه وشهوه كان ارضاء احساس واحتياج ..طول ماانتى حاسه بااحتياجك لطرف التانى وهو كمان حاسس بكده هتلاقوا الحب جامعكم
_ مكنش فى أنانيه زى اللي موجوده دلواقتى الواحد لما يرتبط بالواحده او العكس بيتقل ويبقى بارد كده والعلاقه بتموت بسرعه اسرع من بدءت وغير اللي بيتسلى واللي بيقضى وقت فراغ
_اللي بتحكى عليهم مش عارفين معنى الحب ايه او معنى اصح الحب يتعاش ازاى مش فكره انى اعجب بفلان يبقى خلاص اموت لو مش معايا او انا ارتبطت بفلان خلاص الحب خلص ....لا الحب بيتعاش بلحظاته ودقايقه ..الحب حياه للي عاوز يعيش وموت للي مش عارف يعيشه وبيخسره ...الحب أكتشاف مش وصفه
فريده موابيلها رن بصت لاقتها رساله من رامى
(وحشتينى )
يتبع

أنت تقرأ
قدري ان احبك
Acakالقدر : سهم انضرب موجهه صعب يغير اتجاه وصعب يرجع تانى عن طريقه حياتنا قدر .. مستقبلنا قدر ... ماضينا وحاضرنا قدر ... الحب قدر قدر الحب لما بيصيب مش بتعرف تهرب منه ولا تتجاهله لانه بيواجههك بحبك مهما انكرت .. و هتقبله بكل حالاته سواء سعاده او الالم...