(16) END

47 2 0
                                    


_ عمر .. فريدة بتتخطب
لم يصدق عمر وسريعًا توجه الى الخارج متجه الى منزل فريدة وجد اناره معلقه وحينما صعد السلالم سمع موسيقي وحينما وصل الى الشقه كان الباب مفتوح ويسمع زغاريط ، دخل بهداوة يتمالك خطواته وجد جمع من الاشخاص وفريدة جالسة وبجانبها خالد يقوم بوضع خاتم الخطوبة فى يدها ..

تقدم عمر بخطوات مثقلة يكذب عينيه ما يراه امامه ، وف امام فريدة يحدق بها والتفتت اليه تقابلت نظراتهم ، عمر من الصدمة لم يصدق أن من أمامه فريدة اشاح بنظره الى يدها وخاتم الخطبة فى يدها وقبل ان يتحدث وقف امامه خالد كساتر ل فريدة :
_ عمر .
حدق به عمر بنظرة غضب :
_ مبروك
_ الله يبارك فيك
وقفت فريدة خلف خالد وتقدمت خطوتين ووقفت بجواره ونظرت الى عمر :
_ عقبالك يا عمر
رمقهم بنظرة غضب واستدار الى الخارج وغادر الخطبة وجلست فريدة وخالد واستكملا الاحتفال بالخطبة ، صعد عمر الى سيارته ويحاول أن يستوعب ما راه وتحرك بسيارته وغادر المكان .

وصل عمر الى الفندق وتوجه الى غرفته وحاله من الثوران العصبي قام بتدمير كل شئ يراه ، لمره الثانية يتم التخلي عنه بسهولة ولكن تلك المره كانت موجعة اكثر من سابقتها بمراحل ، فى اليوم التالي فريدة تغادر منزلها وجدت امامها عمر تفاجئت بوجوده :
_ عاوز اتكلم معاكي
_ مفيش حاجة هنتكلم فيها
امسك يدها بقوة : لا في يا فريدة
اقترب خالد وازاح يده :
_ اهدى يا عمر ممكن
بنبرة غضب :
_ انت مين عشان تكلمني وتقولي اهدى او لا
_ انا خطيب فريدة دا انت كنت موجود امبارح وشوفت بنفسك
رمقه بنظرة غضب وتحدث الى فريدة :
_ فريدة عاوز اتكلم معاكي
تحدثت فريدة بنبره حاده :
_ وانا قولتلك مفيش حاجة هنتكلم فيها
نظرت الى خالد :
_ يلا يا خالد
امسك يدها امام عينيه وتوجها الى سيارة خالد وغادرا المكان وعمر يراقبهما وهو مصدوم من فريدة ، صعد الى منزلها ليتحدث مع والدها ، رن الجرس وتفاجئ والدها بعمر امامه :
_ محتاج اتكلم مع حضرتك ممكن
_ تعالي ياعمر ادخل
دخل عمر وهو مليئ بالغضب ، احضر والد فريدة مشروب بارد وشاهد عمر يهز قدميه بقوة :
_ اتفضل اشرب الليمون واهدى ممكن
_ انا مشعاوز ليمون ، انا ههدى لما هعرف ايه اللى حصل دا
_ فريدة اتخطبت
_ انا شوفت بعيني، بس ليه وامتي وازاي ؟
نظر اليه بصمت :
_ عمر ، تقبل اللى حصل فريدة اختارت
_ اختارت ؟
_ ايوه
- وحضرتك عادي كدا
_ انا يهمني بنتي تكون سعيدة بأختيارها
_ وهي سعيدة بأختيارها ؟
صمت لحظة وتحدث: عمر .. انا طول عمري وفريدة سايبلها حرية الاختيار فى كل حاجة، والقرارات اللى بتاخدها بتكون نتيجة تفكير مش تسرع ، هي اختارت ودا أختيارها
حدق بالارض للحظات وتمالك غضبه ووقف :
_ رايح فين ؟
_ وجودي ملوش لازمة ، فريدة اختارت وحضرتك موافق ع اختيارها .. اتمنالها التوفيق فى حياتها وفى اختياراتها .. عن أذنك .

غادر عمر منزل فريدة وصعد سيارته وتوجه الى المطار عائد الى لندن .. عادت فريدة من الخارج وكان والدها ينتظرها :
_ مساء الفل يا عمر افندي
- مساء الخير يا حبيببتي
_ افتكرتك برا
_ كنت هنزل لكن جالي ضيف وقعدت
جلست بجواره :
_ مين يا ترى ؟
_ عمر
نظرت اليه لحظة فى صمت :
_ كان عاوز ايه ؟
_ كان بيتأكد اللى حصل امبارح دا حقيقي وسألني سؤال رده عندك أنتي مش انا
_ سألك ايه ؟
_ هل فريدة سعيدة بأختيارها
صمتت فريدة وتحدثت:
_ ورديت عليه ب ايه ؟
_ قولتله انا سيايبلك حرية الاختيار والقرار فى حياتك ف انتي اكتر شخص عنده الاجابة ، هل انتي سعيدة بأختيارك يا فريدة ؟
صمتت لحظة وابتسمت :
_ لو مش سعيدة ايه اللى هيجبرني عليه طبعا سعيدة
_ أوقات بنتجبر ع حاجات نعتقد انها هتسعدنا لكن بتكون عكس يا فريدة
صممت ووقفت والابتسامة تعلو وجهها :
_ ايه يا عمر أفندي احنا من أمتى بننجم المستقبل ، احنا فى دلواقتي وقرارات دلواقتي ودلواقتي انا سعيدة بقراري وأختياري
طبعت قبله على خده : انا هدخل ارتاح لاني نازله الصبح مع خالد
_ هتسافري برضه
_ ما احنا اتكلمنا فى الموضوع دا ، خالد هيوفرلي شغل معاه .
وقف والدها وامسك يدها وربت عليها بخفه :
_ فريدة.. لو فى فرصة لسه تتراجعي ارجعي .
ابتسمت : للاسف مفيش رجوع خلاص انا أختارت الطريق دا ، ادعيلي بالتوفيق فى اللى جاي ياعمر أفندي لانه تقيل تقيل اوي ربنا يعيني .
تركته وعادت الى غرفتها ارتمت بجسدها على السرير وهى تحدق فى السقف فى صمت .

مر 6 أشهر على عودة عمر الى لندن ومنذ ذلك الحين كان صامت طوال الوقت ، الجميع لاحظا تغير الذي حدث له أصبح أكثر سكوت واكثر أنشغال بالعمل .. فى محادثه بين رامي وهنا :
_ الوضع عندك ايه ؟
_ زي العادة ، بابا فى البيت وعمر مطحون فى الشغل ومبيكلمش حد
_ مبيردش عليا لما ببعتله غير كلمتين وخلاص
_ عمر اتحول يا رامي، بعد ما قولنا رجع يتكلم ويضحك بقى عباره عن تلاجة وساكت ، الاول كان بيتعصب وبيقول كلام يزعل لكن المرادي متبع الصمت انا قلقانه عليه
_ اللى عملته فريدة مكنش سهل يا هنا ، بس عمر قوي هيقدر يمر منها
_ وهي عاملة ايه الاستاذة فريدة
_ بتتكلمي ليه كدا ؟
_ انا مش عارفة انت ازاي لسه على علاقة بيها بعد اللى عملته دا
_ هي عملته فيا ولا فيكي ، فريدة اخدت قرار فى حاجة تخصها هي فى حياتها هي
_ عمر دا اخويا يا رامي
_ وابن عمي .. هنا انتي شوفتي بعينك وجودها كان فى حياة عمر مؤقت هي انسحبت بدري
_ يعني انت شايف انها مش غلطانه ؟
_ مليش حق احكم على حياة شخص يا هنا .. ربنا ييسر ليها دنيتها
_ ماشي يا رامي .. افهم من كدا انك هتعزمها فى الفرح ؟
_ اكيد .. دي حاجة ودي حاجة
_ هي لو عندها دم متجيش لانها هتقابل عمر
_ هو الفرح فيه عمر بس .. هنا يا حبيببتي روحي شوفي كنتي رايحة فين انا ورايا شغل
_ بتوزعني عشان الكلام مش ع هواك ماشي، عمومًا كلها أسبوع وهبقي معاك ليل نهار
_ وانا مستني متتاخريش بقي
_ يا رخم .

فى الشركة عمر فى مكتبه يجلس مع احدى مدراء الشركة ، دخلت ياسمين وجلست بعيد حتى ينتهي من مقابلته ، انصرف الموظف وجلس عمر امام ياسمين :
_ حمدالله على السلامة
_ الله يسلمك.. انا قولت هتستناني فى المطار لقيتك باعتلي العربية
_ عندي شغل وكان لازم افضل موجود
_ ها طمني عليك أخبارك ايه ؟
_ انا تمام وانتي
_ تمام زي ما أنت تمام
ابتسم عمر : هنتغدا مع بعض ولا معاهم
_ انت عاوز ايه وانا معاك
_ اللى أنتي عاوزاه انا مش فارق معايا
_ يبقي خلينا معاهم لأن دا الوقت الوحيد اللى بتقعد معاهم فى البيت
_ تمام اخلص الشغل ونروح مع بعض
_ تمام .

من بعد انفصال عمر وفريدة تقربت ياسمين لعمر واصبح بينهم صداقة مع مشروع ارتباط هما بمفردهم يحددا موعده وهذا كان اتفقاهم مع عائلتهم ووافقا .

فى منزل العائلة يجلس حول مائدة الطعام الجميع وينظر والد عمر بنظرة سعادة للجمع وتحدث :
_ احلي وقت وهو كلنا متجمعين كدا
تحدث علام والد ياسمين :
_ دايما بيتك جامعنا يا رأفت
تحدث والد عمر الى عمر الذي كان ينظر الى طعامه فى صمت :
_ هنا هتتجوز خلاص وبعدها ياعمر انت وياسمين تحددو فرحكم انتم كمان خلينا نفرح
نظر الى والده وتحدثت ياسمين :
_ اكيد يا انكل هنفرح كلنا ، لكن احنا اتفقنا معاكم سيبولنا احنا التوقيت هنحدده
_ على الاقل خطوبة ، ايه رايكم فى فرح هنا تلبسوا الخواتم ويبقي اعلان لخطوبتكم
قبل ان تتحدث ياسمين تحدث عمر :
_ تمام مفيش مشاكل عندي ، عندك مشكله يا ياسمين
نظرت اليه ب استغراب : ها .. لا عادي
تحدث والد عمر بسعادة :
_ يبقي خلاص اتفقنا اعلان خطوبة عمر وياسمين هيكون يوم فرح هنا ورامي فى مصر
نظرت هنا ب استعجاب لما يحدث غير مستوعبه ما يحدث بالفعل .

انهيا طعامهم وجلس عمر برفقة ياسمين فى الحديقة يتحدثا :
_ ايه القرارات المفاجئة دي يا عمر
_ فى ايه ؟
_ مش احنا اتفقنا مش هنعمل اى حاجة دلواقتي
_ قصدك ع الخطوبة، عادي يا ياسمين دا دبلتين وخلاص
_ عمر .. انا لما عرضت عليك اكون معاك من بعد رجوعك من مصر اكون معاك عشان تقدر تتخطى اللى حصل ، انا مش فارق معايا حتى لو اتجوزنا دلواقتي لكن انت مينفعش تتسرع كدا .
حدق بها :
_ تسرع فين التسرع دا يا ياسمين ، كدا كدا كان هيحصل جوازنا هى حكايه وقت
_ الوقت دا عشان تهدى ومشاعرك تهدى
_ مشاعر .. مفيش مشاعر يا ياسمين ، عارفه انا بستغربك فى الاول اول ما عرفتك ، تصرفاتك غريبة وكل حاجة عنده عادي كنت بقول ازاي كدا ، لغاية ما مريت باللي يخليني أكون كدا وفهمت الاحساس التبلد دا ، وفهمت أزاي بقيتي كدا وازاي ماما عاشت روحك اتسحبت منك .
_ عمر اسمعني .
_ ياسمين اسمعيني انتي ، احنا عايشين كدا كدا وارتباطنا هيحصل كدا كدا ، لو مش عاوزة قولي عادي بس هيكون فى واحده تانية معايا الله اعلم تكون هي كمان عادي عندها ، انا هعمل مكالمة وهنخرج عازمك ع سهرة برا ،

ابتعد عنها يتحدث فى هاتفه وظلت تنظر اليه ، انهى اتصاله واصتحابها للذهاب لمكان يسهرا فيه ، كان يتصرف ب تصرفات استغربتها ياسمين لانها غير شخصيته ، فى اليوم التالي ذهبت الى منزل عمر وارادت ان تتحدث مع والده بمفردها :
_ ايوه يا ياسمين فى حاجة
_ انكل انا عاوزه اتكلم معاك فى حاجة
- سامعك يا حبيببتي
_ حضرتك شايف عمر
_ ماله عمر ؟
_ يعني عايش ازاي وكدا
_ انا شايفه كويس هو فى حاجة
تنهدت ياسمين واخرجت هاتفها وشغلت مسجل لحديث عمر معها فى الحديقه ليسمعه والدها وتغيرت ملامحه حينما سمع حديثه :
_ عاوزة تقولي ايه ؟
_ عمر مش كويس يا انكل
تنهد: عمر قوي وهيبقي كويس ، لو مش دلواقتي بعدين هيبقي كويس، الشغل ومعاكي هيبقي كويس .
_ حضرتك شايف كدا .
_ ياسمين ، الحياة بتستمر مهما حصل بتستمر مبتقفش ع حد
تعجبت من كلماته :
_ تمام كلام حضرتك الاخير دا قفل الكلام خلاص لكن عاوز اقول لحضرتك الحياة بتستمر لكن احنا كأشخاص بنقف عند نقطة معينه كانت لينا حياة ... عن أذنك .

خرجت ياسمين من غرفة المكتب وتوجهت للخارج وجلس والد عمر شارد فى كلماتها قليلًا وردد:
_ هيبقي كويس انا متأكد هيبقي كويس .

فى القاهرة فى قاعة زفاف كبيره يجلس رامي وبجانبه هنا وهي مرتدية فستان زفافها والجميع حولها سعيدين بزفافهم، تدخل القاهة فريدة وهي مشبكه يدها فى يد خالد .. أقتربت الى رامي وهنا وتغيرت ملامح هنا :
_ مبروك يا روميو
_ الله يبارك فيكي يا ديدا
_ اخيرًا شوفتك عريس
_ بس ايه رأيك نقاوة صح
_ بس عروستنا قمر خسارة فيك
وجهت كلماتها لهنا ولكن هنا ابتسمت فى وجهها ابتسامة بارده ف تعاملت فريدة مع الموقف وتحدث رامي :
_ متركزيش معاها يا فريدة
_ عادي يا رامي .. المهم الف مبروك
تقدم خالد: مبروك يا رامي
_ الله يبارك فيك يا خالد شكرًا انك جيت
_ مكنش ينفع اجاي
امسك خالد يد فريدة وابتعد عنهم وجلسا فى طاولة قريبة ولمحت فريدة وجود عمر برفقة ياسمين يتحدث معها ويضحك ولاحظ خالد نظراته لهم :
_ عمر هناك اروح اسلم عليه واباركله
_ اللى انت عاوزة يا خالد
توجه خالد الى عمر وتفاجئ عمر بوجوده :
_ مبروك يا عمر
_ الله يبارك فيك يا خالد
_ جيت انا وفريدة مكنش ينفع منجيش فرح رامي
_ ايوه ..ايوه
_ عن اذنك
عاد خالد الى الطاولة ونظر عمر الى فريدة وهي جالسة برفقته وتقابلت اعينهم واشاحت بنظرها لخالد .. فى وسط حفل الزفاف اعلن والد عمر بأعلان خطوبة عمر وياسمين ، استقبلت خبر اعلان الخطوبة متفاجئة لانها كانت لا تعلم .. وقف عمر واخرج خاتم الخطبه ووضعه فى يد ياسمين امام اعين فريدة وكأن ما فعلته فيه عاد إاليها ، وسط مبارك الجميع انصرفت فريدة للخارج تستنشق الهواء واقتربت اليها ياسمين :
_ جوه الجو صداع
التفتت اليها : ياسمين
_ واقفه لوحدك ليه ؟
_ لا أبدًا بس صدعت شويا وكنت داخله
ابتعدت وامسكتها ياسمين من يدها ووقفت امامها :
_ ايه احساسك دلواقتي وانتى عايشه نفس الموقف من 4 شهور
_ مش فاهمه تقصدي ايه ؟
_ اقولك انا .. قلبك بيتعصر من جوه ، حاسه ان سكينه ونغزت فيه وبتقطعه لفتافيت ، الالوان من عينك بتختفي وكله بيتحول ل رمادي ، النفس مش حاسه به ، طعم العصير اللى فى ايدك ملوش طعم .. جسد واقف لكن مفيش حياة
_ ياسمين عاوزة توصلي لايه ؟
_ عاوزة اسالك سوال واحد انتى مبسوطة
_ الحمدلله
_ لا بصي فى عيني وقولي انتي مبسوطة
_ انا رديت عليكي .. عن أذنك
تركتها ودخلت للداخل ووقفت بجانب خالد وشبكت يدها فى يده ، رأها عمر وفعلت ياسمين كماهي فعلت وشبكت يدها فى يد عمر .. ظلا لبعض الوقت وانصرفت فريدة وخالد، عادت الى المنزل دخلت غرفتها وانهارت فى البكاء وبالخارج يجلس كلا من والدها وخالد يسمعا بكائها وينظران لبعض فى صمت ..

فلاش باك
يرن هاتف خالد برقم رامي :
_ اهلا رامي
_ خالد انا محتاجك
_ خير
حكي له ما حدث لفريدة وتجنبها الرد عليه وعلى عمر ، فى اليوم التالي عاد خالد الى القاهرة وتوجه الى منزل فريدة وطلب من والدها ان يتحدث معها بمفردها واصتحابها للخارج وجلست فى صمت حزينه :
_ وهو دا الحل يا فريدة انك تهربي
_ انا مش عارفه اعمل ايه يا خالد
_ مش بالهروب
_ هواجهه .. هقول ايه .. مفيش حاجة تتقال ، القصة بتتكرر يا خالد
_ عمر له حق يتكلم وتسمعيه وتتكلمي معاه
_ مش هينفع .
_ ليه ؟
_ لان ارتباطي بعمر كان حلم حلمته وصدقت انه حقيقي ، نسيت ان فى واقع وان الاحلام مبتتحققش ، الاحلام بنفرح بيها لحظات لكن حياة مفيش حياة ، علاقتي بعمر كان محكوم عليها من الاول انها متكملش .. انا ظهرت فى حياته خربتها وخربت حياه رامي وهنا ، انا وجودي معاهم بيأذيهم ، ليه اكون سبب ان رامي ميتجوزش هنا وليه اكون السبب فى بعد عمر عن والده .. رامي ليه بسببي يوقف حياته وليه عمر يخسر اكتر شخص بيحبه فى حياته .
_ مين قال انك السبب .
_ انا السبب يا خالد، محدش فيهم قال لكن انا عرفت ، بسببي والد عمر مستحملش انه ارتبط بيا وتعب وكان فى حاله خطره وعمر كان هيحصله حاجة من الخوف عليه ، رامي حياته وقفت بسبب وجودي مع عمر .. قصة عمر وفريدة فى الماضي هي هي نفسها قصة عمر وفريدة فى الحاضر يا خالد.. القصة بتعيد نفسها .
_ اكيد فى حل
_ ان انا اخرج من حياتهم ، من حياة رامي وحياة عمر عشان حياتهم تستمر
_ وهي كدا هتستمر
_ ايوه .. انا مش موجوده ايه هيعطل حياتهم ، انا لازم أخرج من حياتهم بسرعة
_ بالهروب .
صمتت لحظة ونظرت الى خالد :
_ هقدر لو أنت ساعدتني
_ انا معاكي
_ انا وانت هنتخطب
_ ايه ؟
_ هنتخطب وعمر هيشوف دا بنفسه عشان ميحاولش
_ انتى فاهمة انتي هتعملي ايه ؟
_ فاهمة انى مش عاوزة اكون سبب ان عمر يقف قدام ابوه ويخسره، لو حصله حاجة بعد الشر انا مش هسامح نفسي ولا عمر هيسامح نفسه ، دا اسلم حل .
_ وباباكي ؟
_ هيعرف .
عادا الى المنزل وجلست فريدة مع والدها واخبرته بخطتها :
_ ايه دا يافريدة
_ عشان خاطري يابابا انا مش قادرة ومش هقدر اصد عمر كتير ولازم دا يحصل
امسكت الهاتف واتصلت ب رامي واخبرته ب خطتها واعترض بشدة :
_ ايه يافريدة دا لا طبعًا
_ رامي ارجوك متبقاش انت كمان ، كل حاجة هتتصلح لما ابعد وانت هتتجوز هنا وعمر ووالده علاقتكم هتبقي احسن ..
_ ياستي انا مش مستعجل على الجواز اهي مرزوعة هتروح فين
_ لا يا رامي هنا من حقها تفرح وانا مش هسامح نفسي اني كنت هقبه فى فرحتها
_ فريدة .
_ لازم اعمل كدا يا رامي .. ارجوكم ساعدوني لاني لوحدي مش هقدر
كان يستمع لمحادثه خالد ووالدها وهي تتحدث لهم ودموعها منهمرة ووافقاها واتفقا الا يعلم احد ب اتفاقهم ، وجهزا للخطبة واتصل رامي ب عمر واخبره وذهب الى منزل فريدة وشاهد خطوبتها .. اتفقت فريدة مع خالد على مده الخطوبة فتره حتى يقتنع الجميع بالخطبة ومساعدتها للعمل برفقته فى الخارج .

ينظر والدها الى خالد فى صمت وغادر خالد منزلها وجلس فى سيارته وهو حزين وهو ينظر الى خاتم الخطبه فى يده ، فى صباح اليوم التالي خرجت فريدة من غرفتها وجدت والدها اعد لها طعام الافطار .. جلست برفقته :
_ كل دا ليا ياعمر افندي
_ ياريتك تاكلي منه
_ هأكل متقلقش
_ منمتيش صح ؟
_ لا نمت
_ عيونك بتقول غير كدا
_ لا ابدا دى حساسية انت عارف يعني مليش فى حوار الميكب دا جربت كحل عيني التهبت
_ وعينك اللى التهبت دي اللى خلتك امبارح تبكي ب انهيار
_ بابا ..
_ مش هتكلم يا فريدة ، لاني عارف اللى عملتيه دا غصب عنك عشان عمر ورامي يعني ضحيتي بنفسك عشان حياتهم تستمر
_ مكنش قدامي حل تاني ، رامي اتجوز هنا وعلاقة عمر وباباه كويسة وباباه بخير ودا المهم .
_ لكن انتي مش بخير يافريدة
_ هكون .. هكون يلا ناكل
بدأت تتناول الطعام وتحدث :
_ خالد كلمني لما لقي موبيلك مقفول هيجي على الساعة 4
_ نسيت افتح الموبيل ، تمام هكلمه .

تجهزت فريدة وكان خالد ينتظرها وتوجها الى احدى المطاعم وطلبا الطعام وتحدثًا :
_ بقيتي احسن
_ الحمدلله
_ فريدة انا مش عارف اقولك ايه لان مهما قولت مش هتغيري حاجة
_ متقولش يا خالد، انت شوفت بنفسك كل حاجة ماشية طبيعي
_ عمر هيتجوز ياسمين
صمتت : ربنا يوفقهم
_ انا لما وافقت على الخطوبة المزيفة دي عشان ننقذ موقف لكن بسببها فى حياة هتتعمل يا فريدة مبنية على كدبه .
_ ليه بتقول كدا ، مش يمكن هو دا القدر والنصيب ، مفيش حد بيحب حد وبيكمل معاه بيكون النصيب مع شخص تاني ، واقرب مثل بابا ، حب مامت عمر وايه حصل الاتنين عاشوا مع غيرهم ايوه منسوش بعض لكن عاشو لان دا النصيب دا قدرهم .. انا قدري زيهم ومش معترضه بالعكس راضية .
_ دا استسلام.. لو هتقارني علاقتك بعمر بعلاقة باباكي وبمامته فى فرق ، هما القدر فعلًا فرق بينهم وهما الاتنين عارفين كدا لكن اللى حصل بينك انتي وعمر كان بقرارك انتي فى عز ماعمر كان متمسك بيكي انتي سبيتيه .
_ لو مكنتش عملت كدا كان عمر هيتمسك بيا اكتر مقابل مشاكل كتير واهمهم مع والده ، ليه اعمل فيه كدا ليه وانا اقدر اخلي علاقته مع باباه مستقره .
_ عمر من حقه يعرف يا فريدة
_ لا يا خالد .. عمر اختار حياة وهيعيشها
_ وانتي اختارتي ؟
_ هعيش مفيش بديل هعيش
_ مقصدش على الشغل والحياة ، هتعيشي وانتي حاسه ولا عايشة والسلام
_ فى كل الاحوال هعيش المهم ان مفيش حد متأذي بسببي ، وقريب الخطوبة المزيفة دي هنحط لها نهاية .
_ ليه مستعجلة ؟
_ لأن انت لك حياة يا خالد وانا سرقتك من الحياة دي بأنانية واستغليتك
_ وانا مش معترض وحياتي ماشية زي ماهي
_ خالد.. انت من حقك تعيش حياة مستقرة مع حد بتحبه وبيحبك مينفعش تكون بتحبه بس
صمت خالد :
_ الكلام دا سابق وقته خلينا فى انهارده ممكن .
_ تمام .. انا خلصت ورقي عشان السفر خلاص
_ تمام قريب هنسافر

بدأت فريدة تتجهز للسفر ومما يراه والدها فهي غير سعيدة بقرار سفرها يراها ذابلة كثيرة الشرود ، قرار السفر ماهو لها الا وسيلة الهروب .. الهروب من كل شئ ، كان يشعر بالحزن لعدم تمكنه من مساعدتها وازالة ذلك الالم من صدرها ..

فى يوم ما كانت فريدة تجلس فى المنزل روادها اتصال من رامي :
_ ديدا ايه الاخبار
_ تمام وانت
_ هنا مطلعه عيني بس هنسيطر هنسيطر
_ ماشي يا مسيطر
_ بقولك ايه فاكره الواد رضوان ، محمد رضوان
_ ايوه ماله
_ لقيته كلمني وعازمني على اوبنج كافيه بتاعه وقالي اقولك وقايل لشله كلها ايه رايك
_ بجد فرصة حلوة
_ ايوه قولت كدا نرجع الذكريات ، خلاص هبعتلك العنوان ولا اعدي عليكي
_ هو انت قاعد فى القاهرة
_ هاجي يومين انا وهنا
_ لا خليك انا هروح مع خالد
_ تمام أشوفك هناك
ارسل لها الموقع واعلمت خالد وتجهزت فى اليوم المحدد وذهبت برفقته أفتتاح المقهى الخاص بصديقها من الجامعه ، تفاجأت فريدة اثناء تواجدها بوجود عمر ، حاولت تتجنبه قدر الامكان وقررت الانصراف ووقفت تنتظر خالد وسمعت صوت خلفها :
_ فريدة
تجمدت مكانها وتمالكت اتزانها ونظرت اليه :
_ اهلا ياعمر
_ عامله ايه ؟
_ الحمدلله وانت
_ وانا ايه ؟
_ عامل ايه كويس وكله تمام
_ ولو قولت اني مش كويس ولا كله تمام هيفرق معاكي
نظرت اليه فى صمت للحظة وتحدثت :
_ هتبقي كويس لو انت عاوز تكون كويس
_ افهم من كدا انك بقيتي كويسة
_ الحمدلله
_ معرفش انتي عملتيها ازاي .. يا حاجة من الاتنين يا انا مكنش ليا وجود فى قلبك ، يا بتقاوحي
_ عمر اللى بينا صفحة واتقفلت واعتقد دا مش الوقت ولا المكان نتكلم فيه فى حاجة خلصت
_ ليه دا احسن مكان .. مكان عزا وهو ايه يفرق بين موت الفعلي وبين موت المشاعر ، الاتنين ماتو .
اقترب خالد : يلا يا فريدة
_ يلا يا خالد .
ذهبت فريدة برفقة خالد ووقف عمر ينظر اليها حتى ذهبت سيارتهم ..

عاد والد عمر الى لندن وبعد شهرين عاد الى مصر مره اخري وكانت فريدة تتجهز للسفر النهائي وقبل سفر فريدة بيوم فى منزل والد عمر يجلس والده غرفة المكتب وعلم بوجود والد فريدة بالخارج ويرغب بمقابلته ، وافق بعد تردد على مقابلته ودخل المكتب :
_ البقاء لله رغم انها متأخره
_ شكرًا مكنش له لزوم تتعب نفسك المسافه دي كلها
_ لا كان لازم لانه لو مكنتش جيت كنت ضيعت فرصة مش هتتكرر
_ مش فاهم ؟
_ جيت أسالك هل انت موافق وراضي عن اللى حصل لفريدة وعمر
تحدث بنبرة حادة : اعتقد ان اللى هتتكلم فيه صفحة واتقفلت لجميع الاطراف
_ اتقفلت ؟ مين قال اتقفلت ؟ اتقفلت عشان انت عاوزها تتقفل وبس .
_ استاذ عمر
_ استاذ عمر هنا جاي يسألك سؤال تاني اهم من الاولاني ؟ هل انت سعيد ان القصة بتتكرر تاني لابنك .. لقطعة من روحك ، سعيد وأنت شايفة عايش فى الألم ووجع زي ما عشت وعايش .
_ اى حاجة حصلت زمان ادفنت وانتهت
_ مكنتش عارضت علاقة فريدة بنتي وعمر لو كان دا أحساسك الحقيقي ، أحب اقولك انت مش أب ولا تفقه يعني ايه أب .
_ وأنت جاي تعلمني بعد العمر دا
_ جاي اقولك الاب هو الضهر والسند ل اولاده، هو الامان والاستقرار، هو الوحيد اللى يتمني ولاده يعيشوه احسن منه ، بيعيش عمره يحاول ويحارب ان ولاده ميعيشوش معاناته اللى عاشاها ، بيعيش يوفر لهم الحياة والحب فى حياتهم .. لكن أنت عملت ايه انت استغليت عمر وبتحوله لنسخة منك والسبب لأنه حب واتحب .. حب وأتحب .. أنت بتكرهني كره غير مبرر ع حاجة انا مقصدتهاش اعملهالك، بتكرهني عشان فريدة حبتني وعاشت بتحبني ومحبتكش ، بتكرهني عشان مقدرتش رغم كل حاجة عملتها مخلتهاش تنساني وتحبك ، عارف المفروض اكرهك انا أنت اللى اخدت مني فريدة وانت عارف اننا بنحب بعض ، ورغم كدا مكرهتهكش وقولت دا نصيب ، نصيب كل واحد فينا يعيش بعيد عن التاني فى حياة مختارهاش لكن القدر اجبره عليها ،أنا لو كنت بكرهك كنت تواصلت مع فريدة من بعد ما اتجوزت لكن معملتش كدا ، كنت ظهرت قدامك فى كل مكان واهز حياتك ، لو كنت اكرهك كنت لما عرفت ان بنتي بتحب ابنك كنت استغليت دا وانتقمت منك .. لكن معملتش حاجة من دول يشهد عليا ربنا من وقت انفصالي عن فريدة وانا معرفش عنها حاجة غير يوم وفاتها وبعدها ظهور ابنها فى حياة بنتي .. بنتي اللى ربيتها على الحب لو كانت بتكرهك كانت استغلت حب ابنك ليها وبعدته عنك لكن هي ضحت بقلبها وحبها عشانك.. عشان ابنك يفضل معاك وميبعدش ، بنتي ضحت بحبها عشان بنتك تتجوز اللى بتحبه بعد ما ربطت وجودها بجوازهم .. احنا لو بنكرهك كنا سعينا لتدمير حياتكم لكن حصل العكس انا بعدت زمان وبنتي بعدت دلواقتي .
اقترب اليه ودموع دامعه :
_ انا جاي اترجاك منكررش اللى عشناه زمان ، أنت وانا اتحرمنا من اللى حبيناها ، بلاش ولادنا يعيشو حياتنا ويتألمو ويعيشو بوجع ملهمش ذنب فيه غير انهم حبو بعض ، القدر فرقني عن فريدة زمان ورجع يراضيني وجمع ابنها ببنتي ، القدر بيديلك فرصة تصلح بيها اللى عملته فى فريدة زمان وفيا انك متفرقش بين عمر ابنك وفريدة بنتي، فريدة لو عايشه مكنتش هترضي بكدا يا رأفت فكر فيها وفي سعادتها لما تشوف إبنها سعيد مع اللى بيحبها ارجوك الحقهم من حياة ملهاش طعم ولا روح .. لو بتحب فريدة أرحم ابنها وبنتي ، أرجوك يا رأفت ولادنا ميستحقوش كدا .

تركه وغادر المكتب والمنزل وجلس والد عمر فى حاله من الصمت ، أخرج صوره لوالده عمر ووضعها امامه ونظر اليها وذرفت من عيناه دموع ..

فى أحدى المقاهي كان يجلس خالد برفقة بعض العملاء فى أجتماع عمل وبعد ما انتهى لمح وجود عمر ف توجه وجلس برفقته :
_ انت هنا فى شغل ولا ايه ؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قدري ان احبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن