"عزيزتي البكاءة.. لا تخافي.. كوني مطيعة لعلي أسوقكِ لمصير أقل ألماً من البقية"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_قبل ثلاث سنوات.._
{هامش : تتمة الحرب الباردة}
_اليوم الأول من العمل_
غريب كيف بدى الاستياء على وجه الفتى 'إريك' إذ لم يكلفه والدي أي شيء اليوم بما أنه الأول له، وقد كانت أحد أصعب الجدالات تلك التي احتدمت بيني وبين والدي في مسألة مكان نومه، فقد كادت تستباح غرفة سيجارد في سبيل راحة ذلك الفتى.. حتى أنني نظفت الحظيرة كلها في بضع ساعات ورتبت القش لأكسب النقاش في النهاية، بذريعة ان غرفة أخي ليست مهيأة بعد.
ربح قلبي الطمأنينة حين استقر الأمر على أن ينام إريك في الحظيرة قرب منزلنا، لكن ومع أنني لست ممن يتذكرون أو يهتمون لأحلامهم، فقد رأيت ليلتها أحد أسوأ الكوابيس وأغربها، حيث كان سيجارد مقيداً بالسلاسل تعبث أنصال عدة بجسده..
استيقظت بسبب ذلك الكابوس مبكراً على غير العادة، وكم كنت أصارع نفسي لكي لا أقص ما رأيت على أحد، فلطالما اعتدت أن تكون هذه السبيل لأتخلص من شكوكي التي لا حصر لها.
نزلت عبر الدرج وخرجت لأجد إريك يقطع الحطب في الخارج رغم أننا في أول الفجر، يبدو أن سرير القش لم يكن مريحاً.
لمحت قوة جسده التي لم أتوقعها من مظهره، فقد كان يمسك الفأس الكبيرة بسهولة ويجيد قطع الحطب دون أية مشاكل _على عكسي، فقد كاد الفأس يشقني نصفين بدلا من الحطب حين حاولت من قبل_
ظللت أراقبه حتى انتهى من اخر قطعة ليأخذ نفساً عميقاً بعدها، فناديته قاصداً إرضاء مزاجي المعكر
"عينا البومة! لمَ ترهق نفسك هكذا؟ إنه أول يوم كن صبوراً"
قلتها وأنا مبتسم باستخفاف، ثم اقتربت نحوه منتظراً منه ردة فعل، لكن ليس كما توقعت، كل ما ملكه لي هو نظرة فارغة وحسب.
أنت تقرأ
روميلدا
Fantasyطهّرها الثّليج وهماً؛ وسط قبورٍ منبوشةٍ و أكفانٍ مكشوفة، شجرةٌ عظيمةٌ شعثاءُ الأغصانِ تكابر بجذورها الأرض، تنزف الدّم كالطّوفان. ها هنا، نُحِرَ آخر شيطانٍ عاشَ علىٰ وجهِ الأرض، بيَديْ طفل. بأرضٍ يقالُ لها {رومـيلـدا} "أينما غدوت... أناس طيبون و ابت...