الفصل الاول (اخذوك مني وانت داخلي)

3.5K 77 10
                                    


في ضجيج اسطنبول وليلها الذي يغلب عليه اضواء المدينه كان هناك احدهم ينظر من بلكون غرفته المغطى ب الزجاج كان يرى الظلام حبيس افكاره لا مجال لدخول النور الى قلبه ابدا هناك حيث كان يقف "اركـــان" غارق في الم قلبه الذي كاد يقطع صدره كان على عادته صامتاً حيث كان الهدوء يغلب عليه في حين ضجيج المدينه كاد يقتله من الداخل كان كما لو انه يعيش في عالمه الخاص المظلم وحده كل شخص قد يراه ينتابه الفضول عن ما الذي عاشه هذا الرجل حتى وصل الى هذه المرحله من الالم وهل لرجل عنده كل ما يحتاجه وكل ما يخطر على باله يجده ان تكون عنده هموم كبيره وشيء لم يحصل عليه ام ان تفكيره مشغول ب صفقه بائت ب الفشل او انه خسر مشروع كبير كل هذه الاشياء لم تكن محط افكار "اركـــان" وان حدثت فانه لا يهتم ابدا لها لان باله مشغول بما يكفي في الم بالماضي عاشه مما جعله شخص قاسي من الخارج جدا وشخص يمهك نفسه ب العمل عن شخصين في شركة ابيه "فوركان بي" . .


نعم انه كان يأخذ مكان اخيه "فرات" الذي قد توفي قرابة العشر سنوات في حادث شنيع حيث كان عمر "اركـــان"
خمسة عشر سنه كان متعلقا في اخيه كثيرا لدرجه كانا يشبها بعضهما جدا ولكن ملامح "فرات" تنعدم من وجه "اركـــان" لانه اكثر عبوسا وحِّده بينما كان يفكر

قائلا : ( اخذوك مني وانت داخلي )

داخلاً في تفكير اعمق ولكن للحظه طرقات الباب قطعت كلماته وشتت افكاره قائلاً ب صرامه دون اهتمام لنظر لباب الغرفه
اركان : من هناك ؟
فاطمة هانم : انا يا بني هل لي ان ادخل ؟
اركان : امي فاطمه تفضلي طبعا

كانت "فاطمة هانم" بمثابة ام لـ "اركـــان" بعد ان ذهبت " زينب  هانم" لمكان لن تعود منه لم يعدّها يوم انها امه الحقيقه بل انها جرح في الماضي يتمنى ان لا يعود ع اي حال .
دخلت "فاطمه هانم" وألقت نظرها على الغرفه المبعثره حيث ان الكتب تأخذ حيز كبير في الغرفه ومن ناحيه اخرى الملابس الكلاسيكيه ذات الموضات الحديثه ملقاه في كل جهه ما عدا‏ ‏السرير تُرك مرتباً كانت ساعات نوم "اركـــان" قليله وان نام لا ينام على سريره ثم نظرة الى "اركـــان" قائله :

فاطمه هانم : بني سيد فوركان ينتظرك ع طاولة العشاء
اركان : لست جائعاً
فاطمه هانم : ي بني انت لا تاكل منذ ايام كم اصبحت نحيفاً
اركان : امي فاطمه انا شبع
فاطمه هانم : حسناً .. لكن سيد فوركان يريدك في موضوع ضروري
اركان : تمام انتي انزلي وانا قادم الان

نزل "اركــان" الى الطابق الارضي حيث كان يجلس على رأس الطاوله والده "فوركان بي" ومن الجانب الاخر جده "صلاح اغاه" وحاولي الطاوله يجلس صديقه المقرب "ايفان" سحب "اركــان" كرسي وجلس بالقرب منه

اركان: مساء الخير
ايفان : اهلا اركان بي
فوركان بي : اخيرا رأيناك سيد اركان
سحب "اركـــان" صحن ليضع لنفسه الطعام وكأنه ليس مهتم بما قاله ابيه
صلاح اغاه: انك تعمل مثل المجنون عن شخصين الى متى ونحن نراك فقط في الشركه ؟

رفع "اركـــان" نظره من صحنه ونظر الى جده رافعاً احدى حاجبيه ب اشمئزاز
اركان: الست انت وراء كل هذا ؟
ايفان بصوت خافت : اهداء ي اخي
فوركان بي : اركان تحدث ب ادب مع جدك
صلاح اغاه : ماذا حدث ع موضوعنا
اركان: سوف اذهب غدا مع "ايفان" و "تولين الخادمه " الى ماردين
فوركان بي : تكلمنا مع " امير بي " اليوم قال ان سيكون الاجتماع مع ابنه "احمد" وابن اخيه "هيف"
اركان: وماعملي مع هذان ؟
صلاح اغاه: هذه النقطه المهمه سوف تقنعهم ب فتح مصنع في ميديات ولا تنسا موضوع الارض لنكسب ربح الشركتين وثقتهم بنا
فوركان بي : عائله "ايشان" سيقيمون حفل زفاف ابنهم "هيف" ثاني يوم من اجتماعنا معهم يجب ان تكونان ضمن المدعويين
اركان: حسنا فهمت
فوركان بي : متى موعد طائرتك
اركان : غدا ٦:٣٠ صباحاً
ايفان: يجب ان نكون في الاجتماع تمام الساعه ٩:٠٠

نهض "اركــان" من الطاوله ولحقه "ايفان" خرجا الى حديقة المنزل الخارجيه قال "اركــان" في ضيق :
اركان : لا اعلم كيف ساترك هذه المدينه
ايفان : لا بأس سيكون جيدا لك صدقني
اركان: لا اعتقد اخبر تولين "الخادمه " ان تكون جاهزه صباحا
ايفان: تمام اغاه من يدري كم ستتغير نفسيتك من بعدها
اركان : اذا لا تريد ان الكمك اغرب عن وجهي حالاً
ايفان : اهداء  يا بطل حسنا فهمت سوف اذهب لارتب اغراضي
اركان : جيد فهمت
ايفان : الى اللقاء

***************************

حلم الفراشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن