الفصل الثالث

3K 74 21
                                    

الحب ضعف والدموع ضعف
لن تبكيه الم او اشتياق يكفيها ما عانت من الحب

بالصفعة انتهى ما بقى بداخلها من وهم الحب
ولكن بقى الحساب

ستعود الى جذورها وتأخد بالثأر

همست بها (العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم )

على الطرف الاخر كانت هناك حرب اخرى ستندلع بعض المناوشات بين فهد وندى
حول ضرورة سفره للصعيد

وكانت البداية منها
ندى : انا هسافر معاك
فهد بصدمه : ندى انتى متاكده من قرارك
ندى : اه متاكده ومصره عليه
فهد : ندى حبيبتى بلاش تيجى على نفسك كده هتتعبى
ندى : انا محتاجه ارجع لازم اواجه مش ههرب تانى

وكان الصمت سيد الموقف بعدها
وكل يحتفظ بمخاوفه

لم يكن امام نور ان تتمسك باختها وتخبرها باحتياجها لها فهى لم تقصر ابداااا بل كانت درع الحماية لها وايضا اداة انتقام فلقد استخدمت بعض المعارف الى جانب مواقع التواصل ولما لها من صدى فى ذلك البلد
وارغمت مصطفى على التنازل عن نصيبه فى الشركة لصالح نور واولاده
وكان على نور ان تكمل الصراع مع تلك الافعى لتحصل على حقها كاملا
مابقى معركته الخاصة وعليها الخوض بهدوء وحكمة

همست بها فى اذن ندى فى رحلة الوداع «اعان الله قلبك على ما انتى مقدمة عليه »

كانت الهمسة كالدعاء لها امنت بعدها وهى ترجوا الله ان يمنحها القوة

كانت الرحلة طويلة لحد العذاب فالدقائق تمر كالسنوات
ومع كل لحظة تمر تشعر انها تموت ببطئ كلما اقتربت

« اعنى يا الله »

لم يكن متفرج بل كان داعما ولكن هو نفسه خائف بشدة ومازال الذنب ينخر قلبه
هنا قتل حبيبته وطفله الذى طالما تمناه ؛من اول لقاء
وكان عقابه الحرمان دون اسباب

مع اول لمسة قدم للارض كانت الرجفة
ذكريات تتابع منذ اول يوم آت الى هنا

كان لابد من داعم نفسى رغم الادعاء لكنى انزف حقا داخلى يتألم بشدة

وكان الداعم ملاك فى هيئة بشر (ياسمين )
كثيرا ما لقبتنى بها وانا امنحها ابتسامة هادئة وقلب يتألم فالملاك مجروح وجارح ظالم ومظلوم
كجندى دافع عن الوطن ولكن بالنهاية هرب قبل رفع رايات النصر

نور :ايقونة العطاء دون مقابل هكذا اسميتها
تميزها سبب شقاءها عليها الان ان تعرف ان العطاء لابد ان يعود بمقابل عليها ان تاخذ من الحياة حقها

ياسمين : الملاك الحارس حلالة العقد كما اسميتها تشبه ندى كثيرا محاربة وقت الضرورة هادئة فى الغالب

ولكن تبقى لغز قليلة الكلام كثيرة الاستماع
تذكرنى بالبحر كلما اتيته بجبال من الهموم يقبلها ويبقى كما هو صديقى الوفى وملهمى

نور: ياسمين انا محتاجاكى انا بموت

وكان الرد حضن امان وضمة للقلب ويد تربط دون توقف لا تريد لها التوقف تريد ان تخرج ما اختزنته لسنوات
ولتاتى المصارحه فيما بعد

كان اللقاء كارثة بمعنى الكلمة
زيارة مفاجئة وخبر صادم وكثير من الدموع

كان عليها ان ترتاح قليلا من عناء السفر ولكنها تحتاجه بشدة تفتقده

فضلت ندى زيارة المقابر اولا

جلست اما شاهد القبر مسحت التراب العالق باسم والدها المحفور على قطعه الرخام
يبدوا ان لا احد يزور قبر والدها المكان مهمل بالكامل حتى ان ازهار الصبار قد ماتت الهذا الحد قد نسوه حزنت داخلها وانبت نفسها على طول بعدها عنه وبدءت بازاحة اوراق الشجر الذابلة
وبدءت حديثها الهامس له

«سامحنى يابابا كنت انانية مفكرتش غير فى نفسى وبعدت عنك وعن امى بس غصب عنى انا مش قوية موتك كان اول كسرة ضهر ليه وبعده الدنيا استفردت بيه مبقتش ملاحقة حتى لما قبلت الحب اتعذبت من وراها شوفت موتى على ايده وموت فرحتى بأبنى اللى مات على ايد ابوه كان لازم اهرب منه ومن نفسى ومن اللى حوليه ومن المكان اللى شهد على حبى ووجعى سامحنى لو بعدت تانى انتا مكانك فى قلبى عمرى ما هنساك »

قراءة الفاتحه لوالدها وجدتها واخوه وزوجة ابيها

كان يقف بعيد كحارس لها يحترم خلواتها يعرف انها تطلب السماح منه وتشتكى له مامرت بيه يعلم انها لن تشفى من جرحه يوما حتى لو بلغت المشيب ولكنه انانى يكفيه ان تبقى الى جانبه يكفيه نظرات عتابها الغير مقصودة ولكن لا يكفيه جلده لذاته كل يوم

جلست الى جواره فى السيارة صامته كانها تدخر قوتها لما هو قادم
وكان هو الاخر صامتا يخشى اللقاء ويخشى عليها من تبعاته

وصلوا اما قصر جدها وقصر والده لم يخيرها وترك لها حرية الاختيار
وهى احترمت ذلك واقتربت من منزل والده لاتريد احراجه تعلم ان والده متمسك بالعادات والتقاليد

بمجرد معرفه الخدم بالطارق تعالت الزغاريد وهرول الحاج رضوان يحتضن ولده الغائب
ومنحها سلاما باردا
كان عليها تجاوز الامر
تحولت الاجواء فى ثانية ومن غيره صاحب الصخب
زين
زين : حمد الله بالسلامة يا اخوى كيفك يا مرات اخوى اتوحشناكم جوووى جوووى
سالت ندى زوجته اسراء وصديقتها
ندى : هو زين اتحول كده ليه
اسراء : اوامر بابا الحاج رضوان
اقترب زين من اخيه وربط على كتفه
زين : انا كويس معقلتش بلاش الاندهاش قدام ابوك لهينفوخنى لو عرف انى بمثل استر على اخوك يا فواز

انفجر فهد ضاحكا وشاركه الجميع ما عدا الحاج رضوان

مرت ساعات على وصولها ولازالت تخشى المواجهة
ولكن لا مفر

خرجت من منزل والد فهد اقتربت بخطوات هادئة ومع كل خطوة تتدفق الذكريات
وصلت الى البوابة وبمجرد ان خطت الى الداخل غلفها سحابة سوداء وسقطت بين يديه

رجل واحد  يكفى (الجزء الثانى ) من رواية فى قبضة فهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن