الجزء الاول

4.6K 250 199
                                    

-كوني فتاة صالحة ولا تتبعي طريق المفسدين .

-انها المرة الرابعة التي تقولينها لي  .

-انا قلقة عليك فخارج القرية أناس اشرار، هيا غادري لتتمكني من  اللحاق بالقطار .

حملت حقيبتها ولوحت مودعة لجدتها وهي تقول:

-انا متأكدة انني سأحصل على عمل بمجرد وصولي للمدينة .

حدثتها نفسها اثناء سيرها :

-الحياة اصبحت صعبة في القرية وعلى الكثير منا الخروج للبحث عن عمل  .

سارت عبر الطريق المؤدي الى محطة القطار وحيدة كانت التلال الخضراء تحيط بها وكذلك الاشجار نظرت إلى السماء الزرقاء حيث تحلق المناطيد الكبيرة تنهدت ثم نظرت إلى الطريق الطويل امامها  :

-ليت لدينا على الاقل عربة .

بعد ان خرجت من الغابة وبدأت الاشجار تقل شيئًا فشيء  وصلت إلى بداية الطريق الصحراوية والخالية من أي معالم للحياة نظرت إلى جانبي الطريق وقد تملكها القليل من القلق لكنها اكملت طريقها سارت لساعتين متواصلة ورغم الحرارة التي ترتفع مع كل خطوة تسيرها بإتجاه البقعه الخالية  لم تتوقف بل واصلت الى ان رأت رجل يجلس على قارعة الطريق توجست منه فتوقفت تنظر إليه كان يغطي نفسه بعباءة ويجلس حاني الظهر ففكرت انه رجل عجوز يجلس ليستريح قررت ان تكمل طريقها إلى ان استوقفها صوته السائل :

-هل لديك القليل من الماء لرجل انهكه العطش؟

-بالطبع لدي ..تفضل!!

اعطته الماء الذي بحوزتها فشربه دفعه واحدة ثم وقف لتنظر إلى طوله الفارع بدهشة لم ترى وجهه الذي يغطيه بلثام فلم تعلم أي وجه يغطي نظرت إلى خصل الشعر السوداء التي تتسل من اسفل عمامته الحمراء محاولةً التقاط بعض من ملامحه ، اعاد لها  قربة الماء وقال متسائلًا:

-كيف اجازي احسانك ؟

لم تجبه عندها اردف قائلاً:

- لقد شربت كل الماء الذي كان بحوزتك  وانه ليصعب علي تركك تذهبين هكذا سوف اعطيك ..

قاطعته رافضه :

-انت لا تحتاج ان تعطيني أي شيء ، لابأس بنفاد الماء مني فطريقي لم تعد طويلة سوف اصل إلى المحطة واملئها مجدداً هناك .

-انه ليحز في نفسي ان تذهبي دون رد معروفك .

-اذًا اعطني شيئًا لا تحتاجه .

اخرج من حقيبته قماش ابيض مربوط بحبلين مصبوغين بالاصفر والاحمر  وقدمه لها  امعنت النظر فيه للحظة و سألته :

-صدقًا الا تحتاجه ؟!

-بالتأكيد ماكنت لاعطيك شيء احتاجه و خذي هذه العصا فلا حاجة لي بها بعد الان  .

12 فجرًا وعصاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن