ماهي الا دقائق حتى رأت فجر الكثير من الناس يركضون ويدخلون إلى المباني كانت تقف فزعه وهي ترى وجوههم الخائفة اهتز المكان مجددًا فوقع من وقع و واصل من استطاع الوقوف الهرب كان الصراخ هو الغالب على أي صوت ، همس لها الملك ان تهرب هي ايضًا تحركت بسرعة لكنها لم تأتي لهذا الطريق من قبل فلم تدرك أي مسلك تسلك لتصل إلى مسكنها :
-اتجهي إلى أي مبنى لتحتمي فهذا ليس زلزال بل هجوم من السحرة المعادين للملك وسحرة مدينة يافا!
دخلت إلى احد البنايات لكن سرعان ما تم قذفها خارجًا سقطت ممدة على ظهرها فتحت عيناها ونظرت إلى الاعلى فكانت السماء تتشقق جزعت ووضعت يدها على ظهرها بألم لكنها لم تهتم فالسماء تتشقق وهذا جعلها لاتنظر إلى ما اصابها شهقت وقالت:
-السماء تتشقق !!
تحدث الملك قائلاً:
-علي الاختباء انهم سحرة اقوياء سوف يمسكوني ان وصلوا الى هنا و اكتشفوا امري .
-ماذا عني ؟!!
-صوتك مسموع ستكشفين نفسك !
تلفتت حولها لترى رجل يقف خلف حائط ويحدق لها في الوقت الذي كان الجميع يهرعون للنجاة بأنفسهم كان يكمل مهمته بمراقبتها وكأن ما حوله وحياته لا يهمانه علمت حينها ان الامر جدي وان حياتها مرهونة بتصرفها الحذر تركته خلفها وجرت بحياتها إلى مهجعها كانت الشقوق تتصعد اكثر واكثر وفجأة دوى صوت تحطمها لتتساقط كالزجاج وتتلاشى قبل ان تصل الارض امطر السحرة المنطقة بوابل اللهب والصواعق مخلفين عددًا من الضحايا سقطت فجر ارضًا بعد ان اصيبت ساقها صرخت بألم كان السحرة يحلقون فوقها فأستلقت مدعية الموت مع من سقطوا وما إن ابتعد عدد كبير منهم زحفت خلسة عبر الجثث باحثة عن ملجأ يقيها شر هؤلاء السحرة وفي المدينة لم يكن المكان سيئًا كحال الحي السابع والخمسون فقد حمى كثير من الناس انفسهم بسحرهم وتم تفعيل درع لحماية الاحياء الثرية والمتوسطة كان الدرع اقوى من ذاك الذي يحمي الحي السابع والخمسون بعشرة اضعاف عجز السحرة عن تحطيمه بسهولة كان الجنود والحراس وكل من لديه قوة متأهب اسفل الدرع الحامي لصد الهجوم ماعدا شخص واحد وهو نمير الذي كان في مخبئه يدندن ألحان غير منتظمة ويرقص على صوت قنابل العدو التي تمطر الدرع لتسقطه :
- فلتسقطوا هذه الدروع التي تكبل المدينة .
اطلق ضحكة عالية وتناول كأس حليب ساخن على مكتبه ثم لعق شفتيه وارتشف منه رشفة وعاود لعقهما مرة اخرى :
-الحليب الدافئ يشعر بالأمان في الحرب ربما اخبرهم ان يعطوه للجنود للتخفيف عنهم ... أو قد لا افعل .
ضحك ضحكة مكتومة وسار إلى مكتبته وتناول منها كتاب وفتحه ليقرأه كان الملك يجلس على كرسيه بينما يحدثه قائد الجيش:
-سيدي لقد سقط الدرع الاول والذي يحمي المدينة بالاضافة إلى الحي الخامس والسبعون .
-ماذا بشأن باقي الدروع ؟
-بقي تسعة دروع تصدع التاسع وامر سقوطه ليس بمستبعد .
-جهزوا الوحوش احضر لي نمير اين هو ؟
-لقد ارسلت الجنود لجلبه لكنه اغلق على نفسه في مخبئه .
غضب الملك وقال من بين صرير اسنانه:
-عندما اوكل اليك امر فعليك تنفيذه بنفسك لا ان توكله إلى جنودك احضر لي المجنون نمير فالوحوش لن تتحرك بدونه !!
خرج القائد على عجل وهو يشتم نمير في نفسه :
-لقد غضب والدي علي فليأمل نمير ان يقتله السحرة اليوم .
لم يدخل القائد من الباب بل دمر الباب بما حوله ثم وقف امام الحائط الذي يفصل مخبئ نمير عن الحجرة الخاصة به حرك عصاه لتفتح فجوة وبمجرد ان هم بالنزول لم يجد مخبئ نمير بل الغرفة المجاورة لحجرة نمير فصرخ شاتمًا اياه بغضب:
-اللعنة عليك نمير !!!
تبسم نمير وهو يقلب صفحة من كتابه كان القائد فرزدق يصرخ في الحجرة ففرقع نمير اصبعيه لتظهر مرآة خلفه :
-توقف عن شتمي و اوجز !
التفت فرزدق بغضب وقال:
-ابي يطلبك نحن في حالة حرب وانت تختبئ هنا .
-اتود الاختباء معي ، اخبر ابي اني اتمنى ان تحترق المدينة بمن فيها انا لن اغادر مخبئي .
-انه امر من الملك فلتخرج الوحوش لن تغادر بدونك !
-لاخر مرة اتود الاختباء معي .
صر فرزدق على اسنانه وخرج عائدًا وبمجرد دخوله على والده الملك قال:
-لقد رفض ان يخرج !
-جره إلى هنا هل ارسلتك وانا اخبرك ان تسأله الخروج ؟
-لقد قال انه لن يأتي وسيبقى في مخبئه .
ضرب الملك بكفه على الطاولة ليفزع من فيها وفي لحظة ظهرت دائرة ليخرج نمير قدمه اليسرى ويتبعها باليمنى وهو يقول:
-لا تقولني ما لم اقل يا اخي عليك زيارة الطبيب وفحص اذنك .
-لقد قلت لي انك ..
رمقه بطرف عينه وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة عريضة :
-لقد قلت انني اجهز وحوشي وشياطيني ..
نظر للرجال وإلى والده الملك :
-فكما تعلمون السيطرة عليهم صعبة .
-اخرس فمك واخرج تلك الوحوش لقتل اولئك السحرة .
-اوامرك مجابة ايها الملك .
قالها وهو ينحني بمبالغة امامه وما ان رفع رأسه حتى ألقى بنظرة خاطفة إلى فرزدق الذي استشاط غضبًا .