الجزء السادس

888 119 23
                                    



الجزء السادس

مر اسبوعان بعد الهجوم على يافا استقرت الأوضاع وانتهت الإصلاحات ورغم ذلك لازال الملك غاضبًا من تمكن السحرة الدخول إلى مدينته :
-هل تعلم كم خسرنا في ذلك الهجوم  الصغير ؟
وجه سؤاله إلى فرزدق والذي لم يجرؤ على الإجابة فأردف :
- مالم نخسره في أي هجوم سبق تعيينك رئيسًا لفرقة الجواسيس اين هم جواسيسك الذين ارسلتهم ذلك الهجوم كان يجب ان اعلم عنه قبل ان يفكروا حتى بالتحرك من مدينتهم .
-لابد انه تم إلقاء  القبض عليهم !!
- اتعلم ما يعنيه القاء القبض عليهم جميعًا ، انه كان بين جواسيسك جاسوس لعدوك يتجسس عليك   .
-اسف .
-اذهب انت واسفك للجحيم من اليوم اجردك من مهامك و اوكلها إلى نمير على الاقل مجنون يدرك ماهو عمله افضل من عاقل يأخذ المدينة إلى الهاوية .
وفجأة ظهر نمير على كرسيه الخاص في حجرة اجتماعهم :
-سمعت اسمي يذكر اهنالك ما يخصني؟
-لم تقتصر على سماع اسمك ..
قالها الملك بغضب فقهقه نمير:
-افضل عدم استخدام السحرة سأعمل انا  و  وحوشي  ولن نخيب ظنك يا ابي كما فعل الفرزدق.
لم تهز نظرات فرزدق أي شعره في رأس نمير بل كان يبتسم لها بسعادة فقد نال من الفرزدق ، اختفى من امامهم وظهر في مختبره يضحك بجنون على ما حصل عليه فرقع اصبعيه لتتجسد امامه صورة امرأة :
-سيدي ما الذي تنوي عليه ؟
-تدمير هذه المدينة او  احراقها قبل ان ادمرها سوف احرقها من الرأس إلى القاع وسأنثر رمادها على كل الارض .
-لماذا؟
-اي سجين سيكره سجنه  ويتمنى زواله.
رفع كميه وكان على ذاراعيه مايبدو ككتابة موشومة بشكل دائري  وقال :
-اترين ؟
لم تزح ناظريها من وجهه
-انظري ام تخيفك  .
-لست اخافها فانا اعيش معها يا سيدي .
-اذًا امعني النظر لهذه الطلاسم واخبريني ما تكون .
-انها قيود يا سيدي .
-قيود ماذا ؟
-قيود تحجزك  هنا وتربطك بهذة المدينة لحين يفرج مقيدك عنك .
-لا تسأليني لماذا مجددًا!
لعق شفتيه وجلس على الأرض  ثم نظر إليها بعينيه التي انعكست صورتها فيها حيث كانت تلمع لدموعه التي جرت فيها :
-انني اريد الخروج من هنا .
-انك تردد هذا منذ عشر سنوات ياسيدي.
وقف  و بغضب  قال :
-لو انك تعملين بجد لما مرت عشر سنوات وانا اردد هذه العبارة .
-سيدي اقوى السحرة هم سواعد لوالدك الملك أي محاولة منا للتواصل معهم سوف تصله على الفور هذا يجعلنا..
-لا تجمعيني معك ايتها الشيطانة ابحثي لي عنه في هذه المدينة الساحر ذلك الساحر ذو الاثنى عشر شيطان.
-سيدي انه ليس هنا .
-لقد اتى مرة وسيأتي مرة اخرى ابحثي عنه كل يوم كل ساعة كل ثانية من شروق الشمس إلى غروبها لا اريد أي تكاسل .
-اسمح لي بالخروج لافتش الجوار عشر سنوات من البحث في الداخل دون أي فائدة .
-سيعلم ابي اعوانه في الخارج اكثر مما في الداخل هذه المرة قيدني المرة القادمة لا اعلم ما نوع المصيبة  التي سيضعها  علي.
-لقد مرت عشر سنوات لابد انه ..
-حتى ولو مر مئة عام ابي سيبقى بنفس الحذر تجاهي حتى ولو ولاني مئة منصب .
في هذا الوقت  كانت فجر تسير عائدة من احد اعمالها حتى احست بمرآة مهامها تهتز ففتحتها ثم تنهدت ليهمس الملك :
-مهمة جديدة هذا ما تحصلين عليه عندما تعاندين تلك المالكة منذ اسبوع ومهامك هي الاقذر والاسوأ.
-لم يكن لها أي حق في البحث في خلفيتي والتحدث عن قريتي بسوء صحيح انني قروية فقيرة لكن هذا لا يعطيها أي حق في التحدث وكأنها افضل مني .
-انتبهي لتعابيرك الناس تنظر ، هي افضل منك على الأقل هنا .
-تلك المالكة اليوم سأجعل العصا تتكفل بها .
-هذا سيعجل يومك الاخير فقط .
سارت متجهه إلى عملها الذي أتاها على حين غرة وبعد ان انهته عادت إلى المهجع استلقت على سريرها حتى خلد الجميع للنوم ومن ثم جلست وتظاهرت بالذهاب إلى الحمام توقفت وضربت الارض بعصاها قائلة:
-ليتوقف كل ما في الحي الخامس والسبعون لحين مغادرتي واصنع لي نسخة لا يمكن التشكيك بحقيقتها .
توقف كل ما في الحي الخامس والسبعون الحشرات الناس المراقبون الشياطين كل شيء دون استثناء
نزلت السلالم بحذر وعند وصولها للردهة رأت المالكة  تحتسي الشاي وحيدة وفي حظنها كتاب كانت متوقفة عند  الارتشاف منه وقفت امامها ولوحت ثم تبسمت ابتسامة تنم عن فكرة سيئة نظرت حولها  وتناولت عنكبوت من الحائط :
-توقفِ عن فعل هذا !!
وقفت للحظة مفكرة ثم وضعته في فنجانها وهي تقول :
-انها تستحق هذا .
-وما ذنب العنكبوت ؟
-انه ظهر الليلة امامي.
طرقت الارض وقالت:
-اجعليني غير مرئية.
خرجت من المهجع و ركضت متجهه عبر الشوارع إلى المدينة توقفت عند مدخل الحي الخامس والسبعون  ونظرت إلى الطريق :
-بمجرد خروجي سيتم اكتشافي فالحراسة مشددة عند المدخل .
-لما لا تجربين الاسطح .
-ألن اسقط ؟
-أنتِ تملكين العصا بعد كل شيء حلقي بها .
استقرت على سطح منزل قريب لم يكن لوقع قدميها أي صوت وقفت تنظر لما حولها الكثير من الانوار الذهبية و الابنية العملاقة كان المنظر مختلفًا عما رأت في أي مكان في حياتها :
-ماذا الان ؟
-ما قصدك؟
-هل خرجتي لتراقبي جمال اضواء المدينة .
-لا خرجت للبحث عن معلم .
-اذًا باشري فالليل ليس بطويل .
طرقت بعصاها على سطح البناء فنهرها الملك:
-لا تطرقي هنا !!
-ارشدني إلى من سيعلمني!
قالتها وقفزت مبتعدة ليخرج لها الظل العملاق ولكنه يطير في هذه المرة وبسرعة :
-فلنتبعه!!
طرقت احد الاسطح وقفزت طائرة :
-لا انصحك بالطيران وخاصة هنا .
كان التحكم في توازنها امر صعب فقررت النزول والركض توقف الظل فوق احد المنازل في طرف المدينة وقفت تنظر إليه من مكانها ومن ثم استدارت وهي تقول للملك:
-أتعرف الطريق إلى هذا المنزل ؟
-جربي سؤالي عندما نعود  .
تعجبت قوله فسألها :
-ألن تدخلي؟
-الم تقرأ افكاري ؟
-لو قرأتها ما كنت سألتك .
-سأعود غدًا إلى هنا  خالية الرأس من اي ذكريات  وسأترك العصا لا اريد لاحد ان يعلم بأمرها  .
-لكي لا يأخذوها منك ؟
-انها سبيل نجاتي ان لم اتقن السحر .
عادت إلى المهجع وقد كانت العجوز لا تزال مجمدة فسارت بجوارها وعندما دخلت إلى حجرتها اعطت الامر بعودة كل شيء لحاله  ليتحرك كل شيء نهضت المالكة منزعجة عندما رأت العنكبوت في كوب قهوتها سكبت القهوة خارجًا ثم داست على العنكبوت الصغير الذي يحاول السير والابتعاد مسحت بقدمها فوقه لتضمن سحقه تماما ثم دخلت وأغلقت الباب من خلفها ألقت نظرة على الوقت للحظة ثم حدثت نفسها :
-متأكدة اني نظرت إليها قبل قليل وكانت الحادية عشر متى أصبحت الثانية عشر ،لابد انني متعبة لقلة نومي .

12 فجرًا وعصاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن