Chapter 18

249K 11K 1.8K
                                    

"المجروحين من عائلاتهم ،لا تشفى جِراحهم أبداً"🌿
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

دلفت فايوليت الى المكتب ليعلوا وجهها علامات الاستغراب والتحير من اليخاندرو الذي كان شارد الذهن ووجه متهجم ويبدو كمن يصارع نفسه بنفسه

"سيدي، هذه الملفا.." ،قاطع كلامها صوت اليخاندرو
وهو يردف ببرود قائلا
"أخرجي " ، لم يرفع بنظره لها وهو يتكلم بل إكتفى بسحب الملفات اليه ، "ماذا ..لم أفهم " ،
تمتمت فايوليت بتلعثم وهي تعقد كلتا حاجبيها فهي إذ لم تخطئ بذاكرتها كانت قد أخبرته بالمبيت في الشركة لانهاء العمل !! .
"لقد قلت أخرجي .. هيااا" صرخ بها هادراً وهو يضرب على مكتبهِ بقضبته ، تراجعت فايو الى الخلف عدة خطوات بسبب تغيره المفاجئ وايضاً يبدو وكأنه
فاقد لسيطرته على وحشه الذي في داخله ،
لهذا فضلت الانسحاب والخروج في هذا المطر على أن تبقى مع هذا المتعجرف ،
حيث إنها تقسم بأن مزاجه يتقلب أسرع من الجو ..
تقدمت هي الاخرى بخطوات سريعة لتحمل هاتفها
الذي كان اليخاندرو علق بنظره عليه ،
ثم أخذت معطفها لتهجم خارجة من المكتب بسرعة ،

"تباً له ، ماذا فعلت الان !!" ،تمتمت في سرها وهي تسير على أرضية الشركة الفارغة من الموظفين
وصوت طرقات حذائها المسموعة بسبب الصدى الذي في الشركة ،
أغمضت عيناها بأسى حالما وصلت الى باب الخروج
وهي ترى المطر الغزير والظلام الذي حل في المكان
إضافةٍ الى السكون المرعب الذي يحيط في الارجاء ،

"اللعنة.. انا خائفة" تمتمت في سرها وهي تحتضن نفسها بكلتا يداها ،ليس بسبب شعورها بالبرد او بسبب السكون في المكان وانما بسبب رعبها من المطر !!
من سيصدق إن هنالك اشخاص يهابون المطر !! لطالما كان النعمة المرسلة من السماء لاهل الارض ..
لكن هذا لم يشمل فايوليت فهي تخافه ولسبب واضح .

مررت نظرها حول الشارع وهي ترى أعمدة الانارة ذات الضوء البرتقالي والتي تضيئ مساحة العامود فقط ، نقلت بصرها الى الارض لترى
قطرات المطر التي تضرب الارض تاركة خلفها بركة صغيرة من المياه الجارية ،وضوء الاعمدة عاكس على مياه المطر ،
والرياح العاتية المحملة بالبرودة تضرب الاشجاء المببلة ليصدر منها صوت تضارب الاغصان والاوراق مع بعضها .

قاطع شرودها صوت بوق سيارة التكسي الواقفة على جانب الشارع ،
لتهرع لها فايوليت راكضة لتأخذ نصيبها من قطرات المطر ، لتدخل الى السيارة جالسة في الخلف وشعرها مبلل قليلاً ،
"تفضلي ،آنستي" ، أردف صاحب السيارة بحنان وهو يمد لها منديلاً ،

"شكرا لك سيدي .. فضلاً وليس أمراً خذني الى مستشفى **** " تمتمت فايو بصوت هادئ رقيق وهي تمد يدها لتأخذ المنديل منه ،

أخذت فايو تمسح على شعرها بالمنديل ليخف البلل قليلاً بينما هي تمسح أخذت تتمعن في السائق فكان رجلاً كبيراً في السن ، ويكسوا وجهه التجاعيد ،
"لابد هو الاخر قد اتعبته الحياة " تمتمت في سرها وهي تسند رأسها على النافذة المغلقة ، وهي ترى قطرات المطر تتضارب على النافذة ،
بينما أضواء المدينة عاكسة الوانها الخلابة على مياة المطر .

متدربة الرئيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن