الجُزء السابع والعشرون

48.3K 4.1K 9.9K
                                    

لكنّ الأمر أشبه بأن لا شيء حقيقياً هُنا ،الأمر أشبه بالحُلم وكأنّ لا أحدَ هُنا وكأن الأرض لا تدور ،

إني أشعُر بذاتي ، أشعُر بي ،أشعُر بهذه الأرض الصلبة أسفلي ،أشعُر بكُل مشاعري تركُض من أقصى ركودها وترمي نفسها خارِجَ قلبي تُحاوِل الفِرار كنبضٍ صاخب ،أشعُر بطراوة شفاهِه وكُل هذه الحنية التي بها ،وعلى مهلٍ ،برقةٍ وعُذوبة وبشيءٍ قد هزّ بدني بشدة حتى أمسكُت معطفه الطويل بلا شعور ، هو قبّلني أكثر فحاوطت السخونة قلبي قبل فمي ، وشعرتُ بنفسي تُنازعني وتدفعُني إلى الإنغماس وتقبيله أيضاً إلا أنّي بقيتُ مُطبقَ الشِفاه أكبحُ هذه الرغبة ولا أعلم كيفَ لي أن أكونَ صبوراً لعيناً إلى هذا الحَد ، لا أعلم كيفَ لي أن لا أبكي لفرطِ ما وددتُ أن يبقى جنغكوك هنا ويُقبِلني طوال الوقت كشيءٍ لا يُريد إفلاته مُطلقاً .

اللعنةُ يا جنغكوك كيفَ لفمِك أن يكونَ حنوناً جِداً هكذا ؟

كيفَ ليديك أن تعبث بأُذناي كأنها تُريد أن تستمِع إلى كل هذه المعزوفات داخلي وتسرِقها؟

كيفَ لشخصٍ شرسٍ مثلك أن يكونَ لطيفاً جداً وباعثاً للأمان فقط في قبلة ،قبلةٍ جحيمية تجعلُني أضعف وأستسلِم ،تجعلُني أود لو أبكي أو أهرُب من كل هذا العالم للحصول على قبلة واحدة مِنك .

هل علي أن أعتذِر أو أزيدُ في قُبُلاتي ؟
قالَ بالرُغمِ من عدم إبتعادِه عني ،وفي كل كلمةٍ كان يبتعِد قليلاً ويغرِس أنفه إلى جانبِ أنفي ويتنهَد وتصِل هذه التنهيده حتى آخرِ عُمقٍ في قلبي وتُشتِت هدوئي شيئاً فشيء ،إني أرجف الآن على مهل.

عليكَ ... اللعنة .
قُلتُ بصوتٍ ثقيل مُنخفِض وأنا أنظُر في عيناه بنظرةٍ لم أستطِع أنا حتى تفسيرها لشدة إختلاط مشاعري ،وهو إبتسم وبدا مُرتاحاً جداً حينما فعل

لقد قبّلتُ هذه الحدة
قالَ وكأنه قد تطلعَ لذلك منذُ زمن وشدّ خُصري فجأه لأكونَ قريباً أكثر إليه ولا أعلم متى كانت ذراعاه تلتفُ حولي بقوةٍ هكذا

حدة؟

قبّلتُ هذه الشفاة التي تسمح بخروج كلِماتُك اللعينة دائِماً
إمتدت شفاهي لوهلة وشعرتُ بأني أُريد أن أضحك

لكن لماذا ؟
سألته وأشعُر بي أحترِق لسماعِ إجابتِه ،فلِماذا حقاً ،لماذا جنغكوك قبّلني ولماذا جنغكوك معي دائِماً
لماذا حتى يفهمُني

سيزدادُ الأمرُ سوءًا
ما أسوء من حُبي لك أيُها اللعين

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن