الجُزء الثلاثون

50.7K 3.8K 3.6K
                                    

أتمسك بشيء على وشكِ الإنهيار؟
همستُ له بنبرةٍ هادئة بعدما طالَ الصمتُ بيننا وأنا مازِلتُ لا أعلم ماذا أقول له جيداً ، هذه الكلِمات تخرُج من صدري سريعاً دون أن تمُر على عقلي لتفكيرِ بها

لا ينهارُ شيئاً أمسكتَه بكامِلِ وجودِك
على الرُغمِ من حميميةِ أفعالِه إلا أن هذا الصوت لا يملِكُ إلا نبرةً باردة جداً ، لكن هو يبتعِد الآن عن إحتضاني وعيناه لا تملِك من الرأفة قطرة حتى . رُبما أنني كنتُ قاسياً جداً بحديثي

أشعُر بالدوار لنعُد
إستقام يقول وأستقمتُ أنا كذلك معه بلا شعور لكن يدي تمردت عن تحكُمي وأمسكت بمعصمِه بقوة ، اللعنة مالذي يجدُر بي قولُه الآن؟

هو لم يلتفِت حتى إلي وأنا لا أعلم ، لم أعُد أعلم مالذي يجدُر بي فعله ، هذا القلب يلينُ له ، قلبي الأهوج يُحِبُه !

قلبي الذي يمكُث معي منذُ ولادتي وفي كل اللحظات مابِه يتخلى عني لأجلِه ؟

أهذا يُعد خيانةً للنفس؟

أن أُحِب شخصاً في هذا العالم كما أُحِبُ نفسي ، ألا يُعدُ خيانةً للنفس؟

كم أنتِ حمقاء يا رُوحي ، الآن تظهر حقيقتُك ، الآن يظهرُ معدِنُك ، أنا لستُ قوياً كِفاية لأواجه في الحُب ، الستُ؟

أطلتَ التشبُث وأكادُ أغرق
تحدَث وما كادَ يلتفِت إلا وشددتُه أقرب إلي ، رُبما هذا..رُبما هذا ما يعنيه أن أُعانِق أحداً ، رُبما هذا ما أستطيعُ قوله !
إنني عانقته ! أنا عانقتُه ،ضممتُه إلي ويكادُ أن يكون ظهرهُ العريض جُزءًا من صدري لشدة ما فعلت ،وليتني أسَعُ كُل عُرضِه في هذه اللحظة ،ليتَ بإمكانِي إحتواءُه كُلّه أقرب إلي ،أكثر فأكثر فأكثر ، إنني أحكِم قبضتاي عليه بشدة ، وأُغرِق رأسي على ظهرِه ..هكذا رائِحتُه تصِل إلي أعمق ولا تستطيعُ عيني أن تصمُد أكثر ، لقد إختبئَت خلفَ جفني وغرقت اكثر هكذا ،لقد إستشعرته حقاً بكُل مافي،

كأنّ روحي تنتقِل إليه عن طريقِ مُعانقتِه .

إنّ روحي تُدفىء الآن ، قلبي يُخبِرُني أنني بخير ،يخبرني أنني على قيد الحياة وأن هُناكَ شيئاً لا ينهمِر بوجوده

أنت..أيُها المُحارب الشرِس
إهتزَ جسدي ضحِكاً حينما قالَ ذلك على الرُغمِ من سُخريتِه ،إلا أن يداه التي تشبثت بذراعاي حولَ خُصرِه ،أنستني

لقد خسِرَ المُحارِب شراسته

ولانَ لي؟
شددتُ خُصره أكثر كإجابةٍ صريحة.

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن