الجُزء التاسِع والعُشرون

47.5K 3.7K 2.9K
                                    

لكن ماذا بعد؟

ماذا بعد كُل ما يجري؟

إنني حقاً أتمزّق لفرط الشعور.

ليتني بِلا قلب أيُها الرب ، فلا أسوء من أن يحمِل الإنسان شعوراً بداخله ، لا أسوء من أن يختبئ كُل هذا الحديث في صدري .

لقد سرقَ العالم طمأنينتي حتى أفرطتُ بعدم الثِقة ، حتى إكتسبَ كُل مافيّ شيئاً من القسوة فلا أحِنُّ ولا أضحك ، فقدَ قلبي ضحِكاتُه القديمة ففقدتُ جُزءًا كبيراً من سعادتي أيضاً .

أهذا البؤس؟

أو هذا تأنيبُ الضمير ؟ يجعلُني أمقِت نفسي على ما فعلته؟

حائِرٌ جداً ولأوّلِ مرة أشعُر بالحيرة الفتّاكه.

أشعُر بالهزيمة في داخلي ، لقد أغاضَ مشاعري حتى استولى عليها جميعاً ، لم أعُد أُدرِك نفسي التي في داخلي ،إنهُ بي..وكأنني هو !

هذا الحُب ..أليسَ قاسياً؟

لا يُمكِنُني تجنبُه ، لا يمكنني نسيانُه ، حتى لو قررتُ التخلي عنه أفشل قبلَ أن يحدُث ..إنهُ يتراكم بداخلي أكثر ، أكادُ أن أكونَ بُركاناً هائِجاً غاضِب، لا شيءَ يُساعِد ، إنني لا أركُض ولا أقِف في هذا الشعور .

أدور في الغُرفة كأنني رياحٌ لا تمل الصخب ، وهل أقولها الآن أيضاً؟

أقولها بخيبةٍ لعينةٍ تأكُل قلبي ؟

أجل

لقد سرقَ إتزانِ حتى ، لم أعُد أنا ، روحي لم تعُد كما كانت،

إنني مولّعٌ به ولا يُمكِنُني أن أمكُثَ هُنا في هذه البُقعةِ أكثر،

إنني لا أصمُت هُنا رُغمَ الصمت ، أنا لستُ هادِئاً الآن كما يبدوا !

لم أكُن أعلم أن زوالَ غضبي سيُخلّف هذا القلق وهذه الحنيةُ له ، كم مرةً إستقمتُ وجلست وعُدتُ للدوران؟

كم مرةً أطفئتُ الإضاءة وأشعلتُها وعدتُ أسترِقُ السمعَ من خلفِ الباب ؟ والهدوء اللعين هو كُل ما يُسيطِر على المكان هُنا ، لم أسمع شيئاً ولا حتى صوتُ خُطواتِه ، هذا اللعين أهو ما زالَ يقِف في ذات البُقعة! لقد مضى ساعتان منذُ أن تركتُه هُناك ، أينُه؟

سئِمت

تنهدتُ بصوتٍ مُرتفِع وليسَ مُهِماً إن كان يستمِع إلي الآن.

خرجتُ من الغُرفة وشعرتُ كما لو أنني كنتُ محبوساً أو رُبما أنا حقاً أكبتُ نفسي وأحبسُها بشناعة داخلي

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن