الجُزء الخامِس والعشرون

47.8K 3.7K 3.2K
                                    




إنها المرة الثالثة التي أقوم بها بمسحِ كف يدي على وجهي والمرة الخامسة التي تطرُق أطراف أصابعي الطاولة الخشبية أمامي ، لستُ متوتِراً ،لا

ولا أنتظِر حتى ولستُ بشخصٍ يكتُم غضبه بهذه التصرُفات إنما أفعل ذلك بدافِع المَلل الذي أصابني منذُ نِصف ساعة رُبما .

توقفنا عن السير للجلوس هُنا في أحد المطاعِم لنأخُذ بعضاً من الراحة والتي لن يكون لها وجوداً بجانِبه ،وهو ذهبَ بعدما أكل إلى مكانٍ لا أعلم أينه وأنا بأفكاري المريضة أود الهروب

لا جنغكوك لا جيمين لا أحد من عائلتِه أو عائلتي
لا وجود لأي بشري أعرفه

هذا مُريح ،أشعُر بالراحة ..أن لا يكونَ هُناك من يعرِفُك ،أن ينظُر إليك الآخرين من حولِك ولا يعلمون من أنت ،ماذا حدث في ماضيك ،ماذا تكون وأيُ العوالم هو أنت ،هذا مريح جـ

'جنغكوك يتصل بك'

نظرت إلى هاتفي الذي يرن بإسمه وهو أوّل ما قرأته

ماخطبُه ليتصل؟

أجـ

أُركض تايهيونق سريعاً إلى السيارة
فوراً ما إلتفتُ خلفي والى جانبي ولا شيء أبداً يدعوا للغرابة ، أيكذِب؟

قُلت لك أُركض تايهيونق
صرخَ بقوةٍ حتى شعرتُ بشيء من صلابتي يهتز

هو جِدي ؟ لكن أيُها الأحمق فيني ماذا سيستفيد لو كذَب
جنغكوك بمثلِ هذه الكذبة لكن لا شيءَ أبداً يجعلُني أثق به أيضاً

أركُض أُركض أُركض
قبل أن أبلعَ ريقي حتى جسدي وعقلي وكل مابي استقام وركضَ بقوة حينَ وصولِ صُراخِه لأُذُناي ،

هو صادق

حينما ركضت سمِعتُ خطواتٍ كثيرة خلفي
وهذا يجعلُني أركض كأنّ لا غدَ غداً ،إنهُ شعورٌ مُرهِب

لن يُمسِكوك ،سأقتُل الجميع إن حدث

اللعنة لو أنك صادق لكُنتَ أتيت إلي الآن
صرختُ بلُهاثٍ عليه وقابلني صمتُه ،صمتُه اللعين والذي لن يتخِذَ طريقاً للهرب بدونه .

أنظُر أنا آتٍ إصعد سريعاً
أغلقتُ الهاتف حينَما رأيتُ سيارتَه السوداء وركضُت أكثر كأن نيراناً تكاد تحرقني وأجل صوتُ هذا الطلق الناري هو الشرارة وشُعلة البداية ،

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن