الجُزء الثامن والعشرون

48.4K 3.6K 2.9K
                                    

على أواخِر النغمات
مثل أُغنية على مشارِف الإنتهاء ، مِثلُ أوراق الخريف المتصادمة وعليها كان المطر يسقُط ،
تندفِع الأوراق إلى الأسفل ،تطير من أعلى التل ،ترحَل بعيداً ورُبما بعضها يسقُط بخيبة في ذات المكان.
الآن غزني الصمتُ في قلبي كأنهُ أغصان الشجر وأوراقُه المتناثرة وأنفاسُنا هذه المرة مثل النغمة الأخيرة في الأُغنية ،لكننا نعيد الجزء الأخير ألفَ مرة ولا نتوقف ،ألهث في تنفُسي وهو يفعل ،بصمتٍ وسريةٍ فاشلة عن بعضنا،لأن كِلانا كانَ يرغب بقُبلةٍ تحتَ المطر أو فوق المطر أو حتى بينَ الغيوم ،بأي حال كنتُ سأشعُر بكُل طبيعة العالم في قُبُلاتِه.

قد مضى على إعترافِه عشرُ ليالٍ لعينةٍ أعددتُها ولم أسمع جنغكوك حتى ولو لوهلةٍ  منذُ ذلك اليوم أن يُكرِرَ قوله أو حتى أن يوضِّحَ شيئاً

حقاً مالذي تمنتهُ روحي؟ فَلَم يختلِف أيُ شيء أبداً ،سِوى أنني لم أعُد أهرُب ،وإن كان هذا الاستسلام الذي كرهته طوال حياتي فلا بأس ،لستُ خجولاً من الإعتراف بذلك
،على الأقل استسلامي كانَ مُتبادلاً وأنا لستُ طرفاً وحيداً على هاويةٍ لا تُرى ،جنغكوك معي وإن لم يود العالم .

الآن هو يجلِس أمامي ويرتشِف كلانا القهوة الساخنة ،يفصِل بيننا طاوِلةٌ خشبية ونافذةٌ زُجاجيةٌ طويلة على يميني و كانَ يطرُقُها المطرُ الغزير،ولا أعلم كيفَ لرائحة المطر أن تتسلل بسكونٍ وتنتشِر في أرجاءِ المنزل الدافئ والمُغلق

حلّت بدايات الشِتاء
بادرَ في حديثه فبادرَت عيني بنظرةٍ طويلة إليه ،أتأملُ جيداً كيفَ ينظُر خارج النافذة

على الرُغمِ أننا في بداية نوڤمبر

نوڤمبر..
همسَ بعدما أنهيتُ حديثي بشرودٍ كبير ،بدا وكأنني قرعتُ جرساً تذكيرياً في رأسه

هل نحنُ حقاً في نوڤمبر ؟
إلتفتَ إلي وقال فجأة وصُعِقَ قلبي تماماً لفعلتِه ، ألا يجب عليه أن يحذرني قبل أن يلتفِت ؟

لماذا أنتَ مُتفاجيء؟

لستُ

بلَى ؟
إلتفت هذه المرة بكامِلَ جسدِه ،واضِعاً كوبَ القهوة على الطاولة وتنهد ،تنهدَ من كامل قلبِه وأعادَ النظرَ إلي بنظراتِه الحنونة الغامضة

أنا لستُ حقاً تايهيونق
أمسك بيدي وقال وشعرتُ لأولِ مرة بأنّ هُناكَ حياةً تتشبث بي

تُشعرني وكأنني خائِفٌ من أمرٍ ما

هِيرايذْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن