الفصل الحادي عشر

143K 3.2K 81
                                    

الفصل الحادي عشر
وقف حازم بجانب اخته ينتظران خروج الطبيب من الحجرة التي تقطن بها والدتهما ليطمئنا عليها ...
خرج الطبيب اخيرا واقترب من حازم الذي سأله بلهفة :
" ماما عاملة ايه يا دكتور ...؟!"
اجابه الطبيب مطمئنا اياه :
" بخير ... حصل عندها ارتفاع شديد بالضغط ادى لفقدانها الوعي ... متقلقش عليها هي احسن دلوقتي... اهم حاجة تبعدوها عن الضغط والانفعال..."
" اقدر اشوفها...؟!"
سألته رؤية برجاء خالص ليومأ الطبيب برأسه قائلا :
" طبعا اتفضلي ..."
لتركض رؤية بسرعة نحو والدتها بينما عاد حازم وسأله :
" دكتور ...هي ينفع تخرج النهاردة ...؟!"
اجابه الطبيب بجدية :
" يفضل انها تبات الليلة هنا ..."
" تمام ..."
قالها حازم باذعان بينما تحرك الطبيب مبتعدا عنه ...اخذ حازم يتطلع الى باب الحجرة التي تقطن بها والدته بتردد شديد...كان يريد الدخول اليها والاطمئنان عليها ... لكنه كان خجلا من مواجهتها ...
جلس على احد الكراسي الموضوعة في الممر الذي توجد به الحجرة منتظرا خروج اخته من عند والدته لتطمئنه عليها ...
وبالفعل خرجت رؤية بعد لحظات واقتربت منه قائلة :
" حازم ...ماما عايزة تشوفك حالا ..."
ابتلع حازم ريقه وسألها بتوجس :
" ليه ...؟ حصل حاجة ...؟!"
هزت رؤية رأسها نفيا وقالت مجيبة اياه :
"لا ... محصلش حاجة ...بس هي قالت عاوزة تتكلم معاك ..."
نهض حازم من مكانه واتجه نحو الحجرة ...فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد والدته جالسة على سرير المشفى بنصف جلسة ...
تقدم حازم منها ووقف امامها متسائلا بنبرة خجول مرتبكة:
" حضرتك كويسة ...؟!"
تأملته والدته بألم ... لا تصدق ان ابنها الوحيد يفعل شيئا كهذا ... يغتصب ...!!!
مسحت وجهها بباطن كفيها محاولة ابعاد الارهاق المسيطر عليها ثم قالت مشيرة الى الكرسي الجانبي لسريرها :
" اقعد هنا ..عاوزة اتكلم معاك شوية ..."
جلس حازم مذعنا لامر والدته التي عدلت من وضعية جلوسها وقالت :
" ليه عملت كده يا حازم ...؟! ازاي انت تعمل حاجة زي كده ...؟!"
اخفض حازم رأسه بخجل وقال بنبرة خافتة :
" مكنتش فوعيي ...لما شفتها وشفت الشبه الا بينها وبين ..."
صمت وهو غير قادر على نطق المزيد لتقول والدتها بأسف :
" تقوم تغتصبها ... عاوز تنتقم من مايسه بيها ..."
رفع حازم وجهه في وجهها وقال نافيا عنه هذه التهمة :
" لا ...الحكاية مش حكاية انتقام ... انا منكرش اني اتهزيت لما شفتها وشفت الشبه الكبير ...بس انا مغتصبتهاش عشان كده ...انا اغتصبتها لما منعتني عنها ... انا مكنتش عارف انها مش كده ...مكنتش عارف انها بنت واني اول واحد لمسها ...."
جحظت عينا والدته بصدمة شديدة قبل ان تردد بهمس غير مصدق :
" هي كانت بنت ...؟! "
اومأ حازم برأسه لتخبئ والدته وجهها بكفي يديها ...
نهض حازم من مكانه واقترب منها لامسا كتفها:
" ماما ارجوكي ..."
ما ان شعرت راقية به يلمس كتفها حتى انتفضت بسرعة وقالت بعصبية بالغة:
" متلمسنيش ... انا مش مصدقة انك تعمل كده ...انت مستحيل تكون ابني اللي ربيته ...انت اغتصبت بنت ملهاش اي ذنب ... اغتصبتها لمجرد انها رفضتك ..."
" اقسم بالله العظيم مكنتش اعرف انها بنت ..."
قاطعته بغضب وهي ترفع اناملها في وجهه :
" حتى لو ... حتى لو مكانتش بنت ...مكانش ليك حق تعمل كده ..."
" انا معترف بغلطي ...وبحاول اصححه اهو ..."
وضعت والدته يدها على قلبها الذي اخذ ينبض بعنف فاقترب حازم منها متسائلا بقلق :
" ماما انتي كويسه ...؟!"
رمته بنظرات حادة قبل ان تقول :
" قلتلك اني زفت كويسه ... اسمعني كويس يا حازم ...انت لازم تتجوزها ... انت فاهم ...؟!"
هز حازم رأسه وقال بجدية :
" من غير متقولي...انا كنت هتجوزها بكل الاحوال..."
شعرت والدته بقليل من الراحة فهو على الاقل مدرك لخطأه وينوي تصحيحه ...
اكملت بعدها بنبرة حازمة :
" انا هروح وأكلمها ... اتفاهم معاها ... واعتذر منها .."
" تعتذري ...!!!"
قالها حازم مستنكرا لترميه والدته بنظرات صارمة وتقول :
" وانت لازم تعتذر منها كمان ..."
ثم سألته بصوت مبحوح :
"هي حامل فالشهر الكام ..؟!"
" مش عارف ... تقريبا ثلاث شهور ..."
" يبقى لازم تتجوزوا باقرب وقت ..."
قالتها والدته بنبرة محذرة ليومأ حازم برأسه متفهما قبل ان يقول موافقا اياها :
" وهو ده اللي ناوي اعمله ...."
ثم اقترب منها وطبع قبلة خفيفة على جبينها قائلة بنبرة معتذرة:
" سامحيني ...."
رمته والدته بنظرات معاتبة قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ليخرج حازم من الغرفة متجها الى شقته ...
                              .................
في صباح اليوم التالي...
استيقظت هنا من نومها على صوت طرقات قوية على باب شقتها ...
خرجت من غرفتها واتجهت الى الباب لتفتحه ..كانت لوحدها فوالدتها واختها ذهبتا الى الطبيب الخاص بوالدتها ...
فتحت الباب لتتجمد في مكانها وهي تجد حازم امامها ...
تصنم هو الاخر في مكانه ما ان لمحها وهي تقف امامه مرتديه بيجامة مكونة من بنطال قصير يصل الى ركبتها وتيشرت ذو حمالات رفيعة ...
لم يشعر بنفسه الا وهو يقبض على ذراعها ويدلف بها الى داخل الشقة ويغلق الباب خلفه ..
" فيه ايه ...؟! انت اتجننت ...؟!"
سألته بعصبية حانقة وهي تحرر ذراعها من كف يده ليرد بضيق جلي :
" انتي ازاي تخرجي بره بالمنظر ده ...؟!"
قالت هنا بحدة :
" انا مخرجتش برة الشقة ... انا كنت واقفة لسه جواها عند الباب .."
" حتى لو ...مينفعش تفتحي الباب وانتي بالشكل ده ..."
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت متسائلة :
" ممكن اعرف انت بتعمل ايه هنا بدري كده ...؟!"
" يعني لو جيت فوقت تاني كانت هتفرق معاكي ...؟!"
قالها بسخرية لترميه بنظرات مشتعله قبل ان تقول :
" عايز ايه...؟!"
تلاقت عيناه السوداوتان بعينيها الخضراوتين ...
نظراتها الحادة اودت بنظراته الهادئة لتتحول الى غاضبة وهو يهمس بها بينما يهز جسدها بيديه :
" عملتي كده ليه ...؟! فضحتيني وفضحتي نفسك ليه ....؟!"
" ابعد عني ...."
قالتها وهي تحتضن جسدها بيديها وقد عادت ذكريات تلك الليلة اليها فجأة ...
صرخت به :
" انت عاوز مني ايه ...؟! مش كفاية اللي عملته فيا ..؟!"
وامام خوفها وصراخها في وجهه شعر بمدى سوء ما فعله ... ادرك مدى اذيته لها ... لقد شوه روحها ... وقتل  عفويتها وبراءتها ... لم يعرف ماذا يفعل ... لم يكن يمتلك شيء يساعد في علاج ما فعله...
" انا اسف ...."
فرغت فاهها بدهشة ما ان سمعه ما قاله... كان اخر ما توقعت سماعه منه ...ظنت انه سيضربها ... او يفعل اي شيء سيء لها غير الاعتذار ...
رماها بنظرات تائهة قبل ان يتحرك ويخرج من الشقة هاربا منها ربما او من نفسه ...
                          .......................
في نفس اليوم ...
مساءا...
فتحت ريهام باب الشقة لتجد راقية امامها والتي قالت بنبرة خافتة :
" مساء الخير ..."
اجابتها ريهام :
" مساء النور ...."
اردفت راقية متسائلة :
" هنا موجودة ....؟!"
هزت ريهام رأسها دون ان تجيب لتتقدم راقية الى الداخل وتقول :
" عايزة اشوفها من فضلك ..."
اجلستها ريهام في غرفة الجلوس ثم طلبت من هنا أن تخرج لها ...
خرجت هنا بعد لحظات لتنهض المرأة من مكانها ما ان رأتها ...
اقتربت منها بينما ظلت هنا واقفة في مكانها على بعد مسافة قريبة منها ...
" ازيك يا هنا ...؟!"
" بخير ..."
اجابتها هنا وهي تخفض رأسها نحو الاسفل بخجل لترد راقية :
" ارفعي وشك يا هنا ... انا اللي لازم اخجل مش انتي ...."
رفعت هنا بصرها نحوها ثم تجمعت الدموع داخل مقلتيها لتقول بنبرة شبه باكيةة:
" انا اسفة ...."
مسكتها راقية من يدها وقالت :
" متعتذريش ...انا مش بلومك على اللي حصل ...حازم حكالي كل حاجة ... وانا عارفة انك مظلومة وبريئة ..."
مسحت هنا دموعها باطراف اناملها وقالت :
" اتمنى انوا يكون حكالك الحقيقة فعلا ..."
طمأنتها راقية بمرارة :
" متقلقيش ... قالي كل حاجة تبرئك وتذمه ..."
ثم اردفت بجدية:
" هنا انا جيت عشان اتكلم معاكي .... انتي لازم تتجوزي حازم ... وباسرع وقت ممكن ..."
" للاسف معنديش حل غير كده ..."
اجلستها راقية على الكنبة وجلست بجانبها وقالت :
" عارفة انك مش هتصدقي كلامي ....بس انا معاكي ... وهساعدك ... وهعملك كل اللي عايزاه ...."
ابتسمت هنا بانكسار وقالت :
" شكرا لحضرتك ...."
ربتت راقية على كف يدها وقالت بجدية :
" ايه رأيك نعمل الفرح بعد ثلاث ايام ...؟!"
" بالسرعة دي ..."
قالتها هنا مذهولة لترد راقية :
" عشان الحمل وكده ..."
" زي مانتي عايزة ..."
قالتها هنا بنبرة تائهة لتربت راقية على كف يدها مرة اخرى وتقول بصدق :
" لازم تعرفي انك زي رؤية بنتي .... واني هكون معاكي وادعمك واسندك .... ثقي فيا يا هنا ...."
                         .......................
بعد مرور ثلاثة ايام ...
في احدى القاعات الكبرى وقفت راقية تتابع الموجودين بتوتر ملحوظ ....
اقتربت منها رؤية وسألتها بقلق :
" مالك يا ماما ...؟! متوترة كده ليه ...؟!"
اجابتها راقية بجدية :
" مش عارفة ...حاسة انوا كل حاجة مش مضبوطة ... كفاية اسئلة الناس اللي مبتخلصش ... كلهم مستغربين ازاي الفرح اتحدد بثلاث ايام ..."
ردت رؤية بصراحة  :
" مانتي الصراحة استعجلتي ... كنتي استنيتي اسبوعين ثلاثة ...."
" ازاي وهي حامل ....؟!"
قالتها راقية بصوت هامس لتتراجع الى الخلف وهي ترى اختها راجية تقترب منها وتقول :
" مالك يا راقية ...؟! شكلك مش طبيعي ..."
ردت راقية بابتسامةمتوترة :
" مانتي عارفة طبيعي اتوتر ففرح ابني ....خايفة لاحسن ميطلعش بالشكل اللي انا عاوزاه ...."
" بصراحة احنا كلنا مستغربين استعجالكم ده ... تخيلي حتى امجد مقدرش يحضر الفرح عشان معاد سفريته كانت النهاردة الصبح ... كان عايز يأجلها بس للاسف الشركة اللي بيتعامل معاها اصروا عليه يجي ...."
اومأت راقية برأسها متفهمة قبل ان تقول رؤية متسائلة :
" امال فين سنا ...؟!"
اجابتها راجية:
" هي لسه فالكوافير ... قالت روحي انتي والحقك انا بعدين..."
" رؤية روحي شوفي العرسان ...."
قالتها راقية لتهز رؤية رأسها وتتحرك نحو احدى غرف الفندق الذي يمكث بها العروسان ...
بينما اخذت راقية تسير بجانب اختها وهي تتلقى التبريكات من هذا وذاك ...
مر الوقت سريعا ودخل العروسان الى قاعة الزفاف وسط تصفيق و حماس المدعوين ...
جلس العروسان في المكان المخصص لهما بينما صدحت اصوات الاغاني في ارجاء القاعة ...
كانت هنا تشعر بتوتر وخجل شديدين ... اما حازم فكان يتابعها طوال الوقت مبهورا بها وبشكلها في فستان الزفاف...
لقد انبهر بها ما ان رأها تخرج من صالون التجميل بجانب اختها ...كانت تبدو رائعة للغاية كسندريلا ...
الامر الذي جعله يطالعها مذهولا ... براءتها كانت طاغية عليها ... كل شيء بها كان يبتسم بالبراءة والعفوية ...
ابعد وجهه بسرعة عنها ما ان شعر بها تستدير نحوه ...
لم يكن يرغب في ان تقبض عليها متلبسا وهو ينظر اليها ...
في هذه الاثناء دخلت سنا الى قاعة الحفل ...كانت ترتدي فستان احمر مثير طويل عاري الاكتاف ...
كانت تبدو رائعة باذخة الجمال ... جمالها طغى على جميع المدعوين ... وجعل الانظار جميعا تتجه نحوها ...
ابتلع حازم ريقه فهو قد نسي امرها تماما طوال الفترة السابقة ولم يتصل بها منذ اخر لقاء جمعهما يوم خطبته على هنا ...تقدمت سنا منهما واقتربت منه وطبعت قبلة على خده امام انظار الجميع قبل ان تقول :
" مبروك يا حبيبي ...."
ثم التفتت نحو هنا و عرفت عن نفسها قائلة :
" مبروك ...انا سنا بنت خالة حازم ومراته ...."
ابتسامة هنا المجاملة اختفت تماما وحل محلها الذهول لتقول بنبرة مصدومة :
" نعم ....!!"
كور حازم قبضة يده حتى لا يهجم على سنا ويفضح نفسه أمام الموجودين بينما اكملت سنا بتحدي :
" بقلك انا سنا بنت خالة حازم ومراته .... الاولانية ..."
ثم تحركت بعيد عنهما لتلتفت هنا نحو حازم الذي قال بنبرة متشنجة :
" هنا انا ....."
اغمضت هنا عينيها وقد شعرت بدوار خفيف يسيطر عليها قبل ان تضع كف يدها على بطنها وتنهار امام انظار الجميع فاقدة للوعي ...
نهاية الفصل
ملحوظةول فصلين دمجتهم بفصل واحد ...
يعني نزلت ثلاث فصول النهاردة .. 
ولو التفاعل كان عالي هنزل ثلاثة بكره..
الفصول الجاية هتنزل حصري على صفحتي " روايات بقلم سارة علي "
وده اللينك بتاعها
https://www.facebook.com/sarah.ali997/

اغتصاب مع سبق الاصرار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن