الفصل الرابع

95.6K 2.6K 130
                                    

الفصل الرابع
في صباح اليوم التالي ...
توقفت سيارة تاكسي حديثة امام قصر عائلة المصري .... هبطت هنا منها واخرجت حقيبتها من السيارة ... جرت هنا حقيبتها خلفها واتجهت الى داخل القصر ... فتحت الخادمة لها الباب قبل ان تضغط على جرس الباب وحييتها بإقتضاب لتدلف هنا الى الداخل دون ان ترد لها تحيتها ... أعطت هنا حقيبتها للخادمة ثم توجهت الى صالة الجلوس لتجد راجية وابنتها سنا هناك كما توقعت ...
القت التحية عليهما ثم قالت :
" انا جيت هنا عشان أعرفكم إني هاخد أوضة امجد ..."
" لا ...إلا ده ...مش هسمحلك بيه ..."
هتفت بها راجية بإنفعال لتقول هنا بترجي :
" ماما ارجوكِ..."
الا ان الام أكملت بنفس الإنفعال :
" لا مش هوافق ..."
قالت هنا ببرود :
" انا مش باخد رأيك انا بعرفك بس ..."
هبت راجية في وجهها وقالت بغضب وحقد لم تستطع السيطرة عليه:
" انتي تخرسي خالص .... متتكلميش ابدا ... انا مش عايزة اسمع صوتك ..."
عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وقالت:
" للاسف انتي مضطرة تسمعي صوتي .... وهتسمعيه كتير بما اننا هنعيش مع بعض ...."
" ممكن تروحي أوضتك ..."
قالتها سنا محاولة منها  لإنهاء النقاش لتمنحها هنا ابتسامة ساخرة قبل ان تقول بتحذير :
" مش انتي اللي تقرري أنا أعمل ايه ... انا اروح أوضتي وقت اللي انا عايزة ...."
ثم تركت المكان واتجهت الى غرفتها .... دلفت هنا الى الغرفة وأخذت تتأملها بخوف بينما ازدادت ضربات قلبها ....وجودها في غرفته يشعل بها خوفا غير طبيعيا ... ويذكرها بالماضي اللعين الذي جمعها به ....
اغمضت عينيها وهي تتنهد بصمت بينما تجبر نفسها على المقاومة ...جلست هنا على السرير ووضعت يدها على قلبها وكأنها تخبره ألا ينبض بعنف ... ثم ما لبثت ان عادت الذكريات إليها من جديد ...
                        .....................
قبل عدة سنوات
استيقظت هنا من نومها لتجد حازم مستيقظا يتأملها بصمت ... ابتسمت بخجل ثم اعتدلت في جلستها وقالت :
" بتبصلي كده ليه ...؟!"
أجابها وهو يعبث بخصلات شعرها :
" مش مصدق أنك هنا معايا ... جمبي ..."
اخفضت بصرها نحو الاسفل وهي تشعر بالخجل الشديد ليقترب منها حازم ويهمس لها :
" هنا انا فرحان اوي ...حاسس انوا الدنيا عوضتني بيكي ....واخيرا لقيت حاجة تستاهل أعيش عشانها ....انا كنت فقدت الامل في الدنيا دي .... بس وجودك رجعلي الامل بكل حاجة ...."
التفتت نحوه تتأمله بملامح هادئة قبل ان تهمس له :
" مش لازم نفقد الامل ابدا يا حازم ....لازم الامل يفضل موجود ... لأننا من غيره مش هنعرف نعيش او نعمل أي حاجة ..."
ابتسم براحة ثم مال عليها وطبع قبلة خفيفة على فمها استجابت لها بعفوية ...
قفزت بعدها هنا من سريرها وركضت مسرعة نحو الحمام ليلحق حازم بها وهو يقول ضاحكا :
" مش هسيبك النهاردة ...."
بعد لحظات فتحت هنا الباب ببطء ومدت رأسها من خلف الباب لتجد المكان خاليا ... تحركت خارج الحمام لتتفاجئ بحازم يقبض عليها من الخلف ... انتفض جسدها بالكامل فزعا ثم ما لبثت ان أخذت تضحك بقوة بينما حازم يدغدغها ويطبع قبل متفرقة على رقبتها ووجهها وشعرها ...
حررها  حازم اخيرا من ذراعيه واتجه الى داخل الحمام ليأخذ دوش سريع ...
اتجهت هي الى خزانة ملابسها وأخذت تبحث عن شيء  مناسب ترتديه حينما رن هاتفها ...
ابتلعت ريقها بتوتر واتجهت نحو هاتفها وحملته وأجابت على المتصل ليأتيها صوته الساخر يقول:
" لو فاكرة انك هتخلصي مني تبقي غلطانة .... انا وراكي وراكي والزمن طويل ..."
ثم اغلق الهاتف في وجهها لتجلس هنا على سريرها وهي تشعر بالرعب الشديد والخوف مما ينتظرها من هذا الرجل المجنون  ...
                           ...............
افاقت هنا من أفكارها على صوت هاتفها يرن .... حملت الهاتف لتجد اختها ريهام تتصل بها ... ضغطت على زر الاجابة وأجابت عليها ليأتيها صوت ريهام القلق:
" حصل ايه وعملتي ايه ...؟! اتصرفوا معاكي ازاي ...؟!"
اجابتها هنا بجدية :
" ولا يقدروا يعملولي حاجة .... انا بلغتهم اني هاخد اوضة امجد  ....راجية قعدت تصرخ فوشي شوية وبعدين سكتت ..."
" خدي بالك من نفسك يا هنا ... ارجوكي بلاش مشاكل ..."
ابتسمت هنا بسخرية فبدخولها الى هذا القصر قد بدأت المشاكل بالفعل ...
انهت المكالمة مع اختها ثم ما لبثت ان قررت ان تأخذ دوش سريع وتستعد بعدها لوجبة الغداء ...
وبالفعل خرجت هنا من الحمام وغيرت ملابسها حيث ارتدت فستان اخضر قصير مع حذاء ذو كعب عالي من نفس اللون ...
خرجت هنا من الغرفة بعدما سرحت شعرها ووضعت مكياجها المعتاد ... اتجهت الى صالة الجلوس لتتفاجئ براقية هناك ...
شعرت بالتردد فهي لا تعرف اذا كان عليها أن تدخل او لا لكن راقية سبقتها وهي تقول بابتسامة لطيفة :
" هتفضلي تفكري كتير تدخلي او لا ...."
سارت هنا متجهة داخل صالة الجلوس وجلست على الكنبة الاخرى لتسألها راقية :
" عاملة ايه يا هنا ...؟!"
اجابتها هنا :
" بخير الحمد لله ...."
" سمعت إنك خدتي أوضة أمجد عشان تعيشي فيها ..  "
قالتها راقية بنبرة طبيعية لتومأ هنا برأسها وتجيب :
" فعلا .. هو في فيه مشكلة اني أخد اوضة جوزي ..؟!"
هزت راقية رأسها نفيا وقالت :
" ابدا .... مكان الست فأوضة جوزها ...."
ثم اكملت بجدية :
" بصي يا هنا ... انا مش فاهمه انتي بتعملي كده ليه .... ولا عايزة توصلي لأيه ... انا بس عايزة اقولك كلمتين ياريت تسمعيهم وتفهميهم كويس ..."
شعرت هنا بالاضطراب لكنها اومأت برأسها وطلبت من راقية ان تتحدث فقالت الاخيرة :
"  لو انتي عايزة تنتقمي من حازم فحازم اتعاقب وبزيادة .... ولو عايزة تنتقمي من امجد فهو مات وخسر شبابه واظن ده اكبرر انتقام .... ولو عايزة تنتقمي من راجية فأحب أقولك إنها عيانة .... معاها الكانسر ...."
" ايه ...؟!"
صاحت هنا بها بعدم تصديق لتكمل راقية بجمود :
" راجية بتعاني بقالها سنتين واكتر .... وفوق كل ده خسرت ابنها الوحيد ...يعني اظن ده انتقام كافي منك ليها ..."
تطلعت اليها هنا بحزن ثم قالت بألم واضح :
" انا مش عارفة اقولك ايه ...."
" ابعدي عننا يا هنا .... ابعدي عننا وكفاية لحد كدهه .."
رفعت هنا عينيها الدامعتين نحوها لتكمل راقية :
" انتي خدتي حقك وبزيادة ...سواء من حازم او من امجد ... كفاية لحد كده ... كفاية اووي .."
هبت فيها هنا بإنفعال :
" حضرتك مش عارفة ولا فاهمه انا عشت ايه عشان تقولي كل ده .... "
" ولا عايزة افهم ....انا كل اللي عايزاه اني احافظ عاللي باقي من عيلتي ..."
" على حسابي ...."
اشاحت راقية بوجهها بعيدا عنها لتنهض هنا من مكانها وتتجه خارج صالة الجلوس ... اتجهت الى الحديقة كي تتنفس القليل من الهواء لتتجمد في مكانها مما رأته ...كانت سنا تبكي بين احضان حازم الذي أخذ يواسيها بحرارة عالية ... ابتسمت هنا بعدم تصديق حتى تعالت ضحكاتها اكثر واكثر وهي ترى سنا تتخذ دور الضحية بينما هي الشريرة الوحيدة في هذه الحكاية ....
نهاية الفصل
                                ..................
    

             

اغتصاب مع سبق الاصرار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن