الفصل الثامن عشر

133K 3K 43
                                    

الفصل الثامن عشر
صفعة قوية هو كل ما تلقاه حازم ردا على تصرفه معها ...
كانت لحظات قليلة لم يشعر بنفسه الا وهو يقبلها بعدما لفحت انفاسها وجهه لينصدم بردة فعلها ...
وضع حازم كف يده على وجهه مصعوقا بما حدث بينما اتسعت عينا هنا بعدم تصديق لما فعلته ...
هي لم تشعر بنفسها الا وهي تصفعه على وجهه بقوة ...
لقد فاجئها ما فعله معها ... لم تتصور يوما انه قد يجرأ على فعل شيء كهذا ... يقبله عنوه عنها ... فجأة ... على حين غرة ...
عاد ضوء الغرفة اخيرا ليحملق الاثنان ببعضيهما بقوة ...وكأنهما يتحديان بعضيهما ... كلاهما يتحدى الاخر ان ينطق بحرف واحد ...
اعتصر حازم قبضة يده بقوة بينما اخذت عيناه ترسلان شرارات الغضب اليها قبل ان يخرج مسرعا من امامها فهو لا يريد ان ينفعل عليها الان ويفعل بها ما لا يحمد عقباه ...
هبط الى الطابق السفلي ليجد خالد في وجهه وهو يقول له بسرعة :
" عملت كل اللي اتفقنا عليه يا معلم ... عايز مكافئتي ..."
الا ان حازم لم يبال به بل اندفع بعيدا عنه خارجا من الفيلا بأكملها تاركا خالد ينظر الى اثره بتعجب شديد ...
                             ....................
اخذ حازم يقود سيارته في مختلف الشوارع دون وجهة محددة ...
اوقفها اخيرا امام الشاطئ وهبط منها واتجه نحوه يتأمله بصمت ...
رن هاتفه ليجد اسم سنا يضيئ الشاشة كالعادة...
زفر نفسه بقوة ثم قرر الاجابة عليها ... ضغط على زر الاجابة وقال بسرعة :
" نعم ..."
جاءه صوت سنا الناعم المضطرب :
" حازم ...واخيرا رديت عليا ..."
سألها حازم بنفاذ صبر:
" خير يا هنا ...؟! عايزة ايه ...؟!"
ابتلعت غصتها وقالت بألم :
" انا سنا مش هنا يا حازم..."
افاق حازم اخيرا لخطأه ... لقد اخطأ وناداها باسم اخرى ...وليتها اخرى عادية ...بل هي زوجته الثانية التي تمقته بشدة ...
" انا اسف ...مخدتش بالي ..."
قالها بأسف حقيقي لخطأ لن يمر مرور الكرام لتهتف سنا بلوعةة:
" ومخدتش بالك بردوا من مسجاتي واتصالاتي ..."
تعصب حازم من حديثها ونبرة الاتهام بصوت فقال بغضب :
" انتي عايزة ايه بالضبط ...؟! مش مكفيكي كل اللي عملتيه والفضيحة اللي حصلت بسببك ...؟!"
" حازم انا اسفة ... انا كنت منفعلة جدا ومش متحملة الوضع كله ...حازم انا بحبك ... افهمني ارجوك ..."
كانت تتحدث بنبرة ناعمة رقيقة كعادتها لتجد حازم يصرخ بها بملل :
" كفاية يا سنا ...مش كل شوية تقوليلي الشويتين دول ... فهمت انك بتحبيني ... بس ده ميديكيش الحق باللي عملتيه ولسه بتعمليه ..."
قاطعته سنا بعتاب :
" انت بقيت ترفع صوتك عليا كتير اوي يا حازم وبقيت بتهيني كمان ... ايه اللي حصل ...؟! اتغيرت عليا كده ليه ...؟! انت نسيتني ...نسيت سنا حبيبتك ...؟!"
اخذ حازم نفسا عميقا محاولة منه للسيطرة على اعصابه حتى لا ينفجر في وجهها اكثر فقال بنبرة جعلها هادئة :
" انا منستكيش يا سنا ...انا بس محتاج افوق من اللي انا فيه ... محتاج ابعد عن الضغوطات اللي انا بمر بيها ..."
قالت سنا بسرعة :
" خلاص يبقى اجيلك فالشقة ... نتكلم شوية وتفضفض ليا ...تريح عن نفسك معايا ..."
الشقة ...!! لقد نسي امرها تماما ... حتى انه لم يفكر بالذهاب اليها ... او رؤية سنا ...
افاق من افكاره على صوت سنا تترجاه :
" ها قلت ايه ...؟! انت واحشني اوي ... محتاجة اشوفك..."
هم حازم بالموافقة على طلبها لكنه تراجع في اخر لحظة ورد بحزم :
" لا ...مينفعش نتقابل دلوقتي... لما الامور تهدى شوية هبقى اشوفك ..."
" بس ..."
قاطعها حازم بجدية :
" مفيش بس ... ياريت تقدري الوضع اللي انا فيه ..."
ثم اغلق الهاتف في وجهها دون ان ينتظر رد وقد ادرك لتوه بأنه اخطأ حينما تزوج بها ...اخطأ كثيرا ...!
                              ..................

في صباح اليوم التالي...
دلف حازم الى غرفة نومه بعد ليلةطويلة قضاها خارج المنزل ...
وجد هنا ما زالت نائمة في فراشها ...
اخذ يتأملها قليلا قبل ان يتنهد بعمق ويسحب من خزانة ملابسه ملابس خروج نظيفة ويتجه الى الحمام الملحق بغرفته ...
خرج بعد حوالي ربع ساعة بعدما اخذ حمام بارد حاول من خلاله ان ينعش روحه التي بينها وبين الانهيار شفا حفرة ...
وقف امام المرأة واخذ يمشط شعره بعدما انتهى من هندمة ملابسه وارتداء حذاءه ...
انتهى من تسريح شعره ليضع عطره المفضل قبل ان ينتبه لهنا التي افاقت من نومها منذ فترة واخذت تراقبه بصمت مطبق ...
كانت هنا تتابعه وهو يفعل ما يفعله بملامح عادية لكنها تغلي غضبا من الداخل فمن الواضح ان حازم فرض نفسه عليها وسوف يشاركهها غرفته عكس ما وعدتها راقية ...
فكرت بأن تخبر راقية بهذا الامر لكنها تراجعت فهي لا تريد ان تعكر مزاج المرأة وتشغلها في مشاكلها اكثر من هذا ...
رماها حازم بنظرات مقتضبة ثم ما لبث ان حمل سترته وارتداها وخرج من الغرفة لتنهض هنا بدورها من مكانها وتشرع في اخذ حمامها هي الاخرى وتغيير ملابسها ...
                           ...................
جلس حازم امام مكتب الطبيب الذي رحب به بشدة ... منحه حازم ابتسامة مجاملة بينما اخذ الطبيب يسأله عن وضع هنا الصحي واحوالها ...
" هي بقت احسن بكتير  ... انا بس كنت جاي اسئلك عن الكلام اللي قلته ليا اخر مرة ...عايز تفاصيل اكتر عن الموضوع...!"
تحدث الطبيب متسائلا :
" تقصد عن موضوع الحبوب اللي سبب لمدام هنا الاجهاض ...؟!"
اومأ حازم برأسه ليسترسل الطبيب في حديثه قائلا :
" دي حبوب بتاخذها اي واحده حامل وعايزة تجهض الجنين ... طبعا بتاخد وقت لحد ميبدأ مفعولها يظهر ... يعني مدام هنا لازم تكون اخدتها لاكتر من مرة ..."
تعجب حازم من حديث الطبيب الذي اخذ يشرح له اكثر عن هذه الحبوب ونوعيتها وطبيعتها ...
اخذ حازم كافة المعلومات التي يحتاجها من الطبيب ثم ما لبث ان نهض من  مكانه شاكرا اياه قبل ان ينسحب خارجا من مكتبه عائدا الى منزله وقد عقد العزم على البحث جيدا والتقصي في امر هذا الموضوع ...
                               ..................
انتهت هنا من اخذ حمامها وارتداء ملابسها وهندمة اطلالتها بعد حوالي نصف ساعة لتخرج مسرعة من غرفتها وتتجه خارج الفيلا باكملها ...
كانت تسير في طريقها نحو الباب الخارجي للفيلا حينما وقف في وجهها احدهم ...
رفعت عينيها الثائرتين نحوه لتجد امامها شاب طويل وسيم ذو بشرةبيضاء وشعر بني لامع يتمعن النظر اليها ...
كان يتطلع اليها بنظرات يسيطر عليها الصدمة والانبهار ...
فبالرغم من معرفته السابقة بما ينتظره لكن ان يراها امرا واقعا امامه شيئا اخر ...
كانت هي بشحمها ولحمها ...المرأة التي غيرت حياته بالكامل وسرقت النوم من عينيه لليال طويلة... مصدر تعاسته الابدي ...
وجدها تتحدث متسائلة بحاجبين معقودين :
" اتفضل ...مين حضرتك ...؟!"
صوتها وسؤالها اعادا له وعيه اخيرا ... ابتسم بحماس غريب عليه قبل ان يعرف عن نفسه ويمد يده نحوها:
" امجد المصري ...ابن خالة حازم ..."
ومن بعيد كان هناك من جاء لتوه واخذ يراقب الموقف بملامح تقطر غضبا قبل ان يندفع نحويهما بسرعة ما ان لاحظ يد زوجته الممدودة لترد تحية ابن خالته ...
نهاية الفصل

اغتصاب مع سبق الاصرار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن