1

1.2K 111 60
                                    

لقد قارب الوقت من منتصف الليل ولا زلتُ أجلسُ بغرفة المعيشة أتابع التلفاز بانتظار عودة عائلتي من حفل زفاف أحد أقاربنا. كنتُ أتنقَّل بين القنوات في حين أقذف ببعض حبات الذرة في الهواء محاولًا التقاطهم بفاهي؛ لأخلق القليل من المتعة وسط كل هذا الملل.

توقفتُ عند قناة تعرض أحد أفلامي المفضلة، شعرتُ بأن الحظ يبتسم لي أخيرًا، فهذه فرصة نادرة لأشاهد التلفاز بهدوء، بعيدًا عن ضوضاء عائلتي التي تركتني في المنزل وحدي منذ الصباح، حتى أختي الصُغرى ذهبتْ مع والدتي للحفل عندما رفضتُ الاهتمام بها بحجة أنه عليّ إكمال دراستي.

فقط أنا وطبق المعكرونة البارد الذي تبقى من غذاء الأمس نجلس بهذا المنزل الدافئ، وبمناسبة ذكر طبق المعكرونة فها أنا أستقيم لجلبه حتى أضيع به القليل من الوقت وكأنه رقائق بطاطس.

أثناء مشاهدتي لأحد مقاطعي المفضلة بالفيلم بعد أن أمضيتُ نصف ساعة بانتظاره، قاطعني جرس المنزل المعلن عن وصول عائلتي الصغيرة.. تبًا!

هممتُ بالوقوف بتأفف وهرعتُ تجاه الباب أفتحه بملامح حاولتُ قدر الإمكان أن أخلق منها ابتسامة باهتة تزامنًا مع قولي بود مزيف: «مرحبًا بعودتكم.»

حسنًا، تجاهلتُ عدم إجابة والديّ وهدوئهم الذي بدى مريبًا، ولكنني لمْ أعر الأمر اهتمامًا؛ فبالتأكيد حدث أمر بالحفل عكَّر مزاج أمي وهي بدورها عكّرت مزاج أبي.

دخلوا جميعهم للمنزل بخطوات سريعة يتجهون نحو غرفهم دون إصدار أي ضجة -على غير العادة-، في حين عدتُ بدوري لأجلس بعجلة على أمل اللحاق ولو بالجزء الأخير من مشهدي المفضل، ولكن هيهات فحظِّي العكر قرع طبوله.

تمتمتُ ببعض الشتائم بسبب تفويته ومن ثم اتكأتُ على الفراش خلفي، أخفظتُ صوت التلفاز في محاولة مني لاختلاس السمع لحديث والديّ، لربما أتمكن من فهم ما حدث وما هي المشكلة.

بعد ثوانٍ سمعتُ ضجيجًا يصدر من غرفتهما، عزمتُ النهوض والتوجه لهما، ولكن صوت هاتفي أوقفني.

لمْ أشاء فتح الرسالة الواردة؛ فبالي مشغول بالذهاب لوالديّ وفضِّ النزاع القائم فيما بينهما أو أيًا كان ما يحدث.

استقمتُ من مكاني وقبل أن أتقدم خطوة للأمام، دخلتْ أختي الصغيرة للغرفة تقف جانب الباب بهدوء مريب، ابتسمتُ بخبث عندما طرأتْ ببالي فكرة استجوابها عما حدث بالحفل بدلًا من الذهاب ومواجهة حنق أبويّ، ولكنها بدتْ لي غريبةً؛ حيث تقدمتْ نحو كابس الضوء تطفئه بكل هدوء ليعّم الظلام الغرفة عدا أشعة التلفاز الخافتة.

«ماذا تفعلين؟» سألتُ بغضب وملامح يُغلِّفها الوجوم ليقابلني الصمت، تابعتْ تقدُّمها نحو التلفاز تطفئه هو الآخر.

ما بالها؟ هل تحاول الانتقام مني لرفضي الاعتناء بها؟

تأففتُ بقلة حيلة والتفتُّ ساحبًا هاتفي حتى أضيء به الغرفة وأرى ما الذي ستُقدم عليه من حماقة أخرى. ولكنني تجمدتُ مكاني عندما أضاء الهاتف باسم.. والدتي!

ابتلعتُ لُعابي بربكةٍ وأظن أن نبضات قلبي ازدادت الضعف، فتحتُ الرسالة بأنامل متعرقة ويدين مرتجفتين، والتي كان محتواها:

«مرحبًا فلذة كبدي، أودُّ إعلامك أننا سنبيتُ عند خالتك الليلة؛ فمحرك السيارة تعطّل والوقت متأخر جدًا لإصلاحه، لذا لن نتمكن من العودة للمنزل. أحلامًا سعيدة.»

#ألاء_سالم .
#مُظلم .
#مايكروفكشن

*******

أول تجربة لي بكتابة هذا النوع - رعب- .

رأيكم بالقصة ؟

أي إنتقاذ ؟

*كلمة للكاتبة*

أسعدوني بتعليقاتكم اللطيفة .

دمتم بخير ♥

ملاحظة : هذا الكتاب يعد الجزء الثاني من كتابي خواطر .

-من يود الإقتباس فليضع إسمي، للمحافظة على حقوقي الفكرية و بالتأكيد سأكون له شاكرة :)  -دمتم سعداء- .

البداية 1\11\2019.

00:00حيث تعيش القصص. اكتشف الآن