"31"

106 20 12
                                    

الجمعة الموافق 14/8/2020
الساعة التاسعة مساءً :

كنت أجلس مع إخوتي أمام التلفاز ننتظر بدء المباراة بين فريقي 'برشلونة' و ذلك الفريق الأحمق الذي يدعى 'بايرن'، كنت أبتسم بحماس لكون فريقُ إخوتي ' الريال' خرج من دوري أبطال أوروبا بالفعل، في حين لازلت أنتظر تأهل خاصتي العظيم.

أتذكر نظراتهم المغتاظة نحوي، و دعائهم المتواصل متمنين خسارة البرشا في حين كنت أستفزهم بملامح وجهي.

لم ننتظر كثيرا و بدأ بثُ المباراة و ها هو الصمت يدب، و التركيز يسيطر.

لم تمرَّ أربعة دقائق و إستقبلت شباك مرماي الهدف الأول اللعين .

" لا بأس سنعوضها و سترون!" أتذكر بأن هذا هو قولي حينها لأنهي سخريتهم.

إستمرت المباراة و إنقلب حماسي المبالغ لقلق و توتر، حيث بدأ عقلي يتمتم 'أرجوكم أفعلوها '.. و ها هو هدف التعادل يسجلونه في مرماهم .

تعالت ضحكاتي الساخرة من خطأ فريق الخصم ،في حين نظرت لملامح أخويّ ووجدتهم يزدردون ريقهم بتوتر، خاصة بعد هجمة لاعبي المفضل 'ميسي' و التي لسوء الحظ إرتطمت بالعارضة و لم تدخل..

آه من الحظ العثر!

إستمرت المباراة و إستمر إضطرابي ف ها هو الهدف الرابع بشباك فريقي، و لا يوجد أي ردة فعل تذكر.

بدأت بقضم أظافري بتوتر عندما شاهدت همس أخويّ حول توقعهم لخسارة البرشا، إدعيت عدم الإهتمام بينما في الواقع تسألت بداخلي *هل من الممكن أن نخسر حقا؟ ..يا إله أرجوك لا.

قفزتُ بسعادة عندما سجَّل لاعب فريقي المدعو 'سواريز' هدفا جميلا، و بدأت بالصراخ بوجه إخوتي قائلة بثقة " أخبرتكم أيها الحمقى .. فقط أنتظروا القادم!".

لا أستطيع إكمال ما حدث بعد هذا، لأنني بالفعل بعد الهدف الخامس بشباك مرماي تركت الغرفة بوجه متجهم و ملامح مغتاظة.

عندما خرجت لغرفة المعيشة رأيت والدتي تنظر لملامحي الغاضبة بتعجب حيث سألت " ما بكِ؟" .

لم أجب بسبب حنقي و بسبب خروج أخي الصغير الذي أجاب نيابة عني بنبرته الشامتة " فريقها سيخسر ياللمرحى!".

مرّ الوقت و بين دقيقة و أخرى تتعالي هتفات أخويّ السعيدة لأفهم بأن الأهداف تتالي على مرمى فريقي .

إنتهى ذلك الكابوس بخسارة أخجل من الإعتراف بها، ليدلف بعد ثواني إخوتي لحيث كنت أجلس بإندفاع، تزين ملامحهم السعادة ليباشروا بالهتاف و الرقص على لحن خسارتي المرّ.

أتذكر بأنني سخرت معهم قليلا جراء صدمتي، و لكن بعدها بدأ أمر تهكمهم بإزعاجي حقا، لذلك شعر أخي الأكبر بالشفقة نحوي و قرر إنهاء سخريته التي إستمرت لساعات، أما أخي الأصغر فأستمرى بالإستهزاء بي و بفريقي دون أدنى إهتمام لمشاعري!

حتى على مائدة الطعام لم أسلم من سخريته حين نادت والدتي الجميع لتناول بعض من قطع البطيخ الطازج، و لكن لشعوري بالشبع رفضت، و يا ليتني لم أفعل فلم تفت ثانية على رفضي حتى تعالى صراخه قائلا " تعالي و تناولي القليل معنا، أظن بأن ثمانية قطع ستكون كافية بالنسبة لكِ!".

تبا للبطيخ و للرقم ثمانية و للعالم أجمع!!

ها أنا أجمع أغراضي إستعدادا لمغادرة المنزل بل لمغادرة المدينة أجمع!.

#مقتبس_عن_واقع_عايشته.
#لا أقبل السخرية من فريق العدو 🔪
#تم_كتابة_هذه_الخاطرة_بكل_حزن
مفروض نزلتها الجمعة لكن هذا وين فقت من الصدمة 🙂

00:00حيث تعيش القصص. اكتشف الآن