19

176 37 3
                                    

"هل أنت بخير؟" ها هو ذا السؤال الذي بت أحفظ إجابته عن ظهر قلب، أعتقد بأنه أصبح روتيني للغاية!

-نعم.

"ما الذي ستخسرينه إن بُحْتِ بما تشعرين به بحق ؟"
-هاه؟- استفهمت ببلاهة وكأنني أحاول إعادة تدوير سؤاله بداخل عقلي بينما أرمقني هو بنظرة ساخرة.

-أخبرتك بأنني بخير - ألحقت بهدوء في حين جلس هو على حافة الجدار خلفنا مردفا بخيبة "كفاك تظاهر بالقوة! "

-من قال بأنني أتظاهر؟- استنكرت جازة على أسناني مربعة ذراعي بنفاد صبر من تكراره لأسؤاله الرتيب.

-ماذا عنك؟- ألحقت مقاطعة الصمت الغير مريح الذي حل بيننا بعد إجابتي الحادة .

رفع رأسه ناظرا لأعلى قائلا بخفوت "لا أعلم .. ".

-لا تعلم؟- استفهمت معقبة بنبرة يحيطها الشك في حين وقف هو بحيث يقابلني هامسا "أظن أنني بخير طالما أنك كذلك".

نظرت له بنصف إبتسامة ريثما أردف هو بنبرة جادة

" يجدر بك الكون أكثر صراحة.. على الأقل معي!"

-ما كل هذا! لما أشعر أنك مصر على كوني لست بخير.. أنا بخير حسنا؟- قلت بنفاد صبر و دفعته بخفة ليبتعد عني قليلا في حين إبتسم هو بهدوء قائلا بروية.

"عيناك تفضحك؛ أعلم بأنك لست بخير، بل و أعلم أنك لا تستطعين إخباري بالسبب وراء عبوسك كون حالتك ستزداد سوء، أليس كذلك؟ .. ما لم أفهمه هو لما؟ لما تمتنعين من إظهار ضعفك أمامي .. هل بت ذلك الوغد الذي سيغذر بك ويتركك فور سماعه لمكنونك؟.. هل ترين بأنني هكذا؟ "

نظرت له بتفحص و عدت لأرسم إبتسامة خفيفة على شفتاي مردفة بنبرة خافتة

-أنا حقا بخير .. توقف عن قول الترهات !

"يالكبريائك! "

-و يالإلحاحك!

تبادلنا نظرات تحمل بين طياتها كلمات أعمق من كل المفردات، و من ثم أشحت ببصري بعيدًا عنه متجنة إطالة التحديق، خوفا من سقوط قناعي الذي لطالما إلتزمت إرتدائه مع الجميع، لطالما كان مهربي ومنقذي الوحيد!

"فليكن .. سأعيد سؤالي مرة أخرى لربما تتنازلين في هذه المرة و تخبريني بحقيقة مشاعرك وليكن بعلمك أنني أهتم إن كنت على ما يرام ويزعجني كونك تتألمين بصمت!"

"هل أنت بخير؟"

شدد على سؤاله في هذه المرة بينما عدلت حقيبتي وعزمت المغادرة تزامنا مع تزيفي لإبتسامة بالكاد ترى قائلة من بين نظراته المستفهمة بأكثر نبرة متزنة قد إستخدمتها يوما.

-أنا دائما كذلك.

#ألاء_سالم

*************

رأيكم ؟

-منشن لخمس أشخاص ترغب بجعلهم يخضون تجربة قرأت هذا الكتاب -

طلب بسيط .. ممكن متابعة لحسابي .

00:00حيث تعيش القصص. اكتشف الآن